بسم الله الرحمن الرحيم *][ملأت قلوب المذنبين طمعاً فى رحمتك][* إلهي ما زلت تغمرنا بوابل النعم حتى لا نستطيع إحصاءها و ما زلت تسبغ علينا آيات الرضى حتى عجزنا عن أداء الشكر عليها و ما زلت تستر من سيئاتنا ما لا نملك معه إلا الطمع بغفرانك لها و ما زلت تمدنا بوسائل العون حتى لا نرى لأنفسنا أهلا لاستحقاقها ملأت قلوب المذنبين طمعاً برحمتك و ملأت قلوب العابدين أملا بجنتك و ملأت قلوب العارفين رجاء بدوام تجلياتك و ملأت قلوب المحبين رغبة في دوام أعطياتك العطاء عطاؤك و المنة منتك و الرضى رضاك و الوصال وصالك و الجمال جمالك و الجلال جلالك و السعادة جنتك و الشقاء نارك و الفناء لخلقك و البقاء لذاتك و كل ما عداك فهالك كل فضل لغيرك قيد و كل عطاء من سواك رق و كل عفو غير عفوك مهانة و كل حلم غير حلمك مذلة و كل التفات لغير و وجهك شرك و كل تقرب من غير ذاتك بعد و كل لذة غير عبادتك مرارة تباركت يا رب! كيف يجحدون و أنوارك تغشي أبصاركم؟ و كيف لا يعبدونك و جلالك يملأ بصائرهم؟ وكيف يبتعدون عنك و نعمتك تجذبهم إليك؟ و كيف لا يهابونك و عظمتك تجبرهم على الترامي عليك؟ و كيف لا يخافونك وآيات عذابك قريبة منهم؟ و كيف لا يحبونك و كل ذرة من ذرات و جودهم من فيضك؟ و كيف يدهشهم جمال من خلقت بيدك، و لا يدهشهم جمالك؟ و أنت الذي صنعت جمالهم على عينك؟ يا مفيض النعم حتى على الجاحدين و يا واهب الكرم حتى للمنكرين و يا واسع الحلم حتى على المتكبرين و يا عظيم الرحمة حتى للمعاندين تعطف على من عبدوك حتى هجروا فيك الجاحدين و تحنن على من أحبوك حتى كرهوا بك المعاندين و لولاك ما عبدوك و لا أحبوك و لا اهتدوا إليك و لا تعرفوا عليك فكيف تتخلى عنهم و قد سلكت بهم الطريق إليك و كيف لا ترحمهم و رحمتك هي التي جعلتهم أساري بين يديك حاشا لكرمك أن تفعل بهم ذلك و هم على الوفاء مقيمون و للجلال خاشعون و بالعبودية معترفون و بالحب مدلهون سبحانك! سبحانك! سبحانك! أنت القائل: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون*) نشهدك أنا لك مستجيبون، و بك مؤمنون، فاسلكنا مع المهتدين، و اجعلنا مع الراشدين، و اكتبنا مع المقربين و الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق