السبت، 7 مارس 2015
الأربعاء، 4 مارس 2015
الجزائر : الحجاب يخالف النظام الداخلي لمؤسسات القطاع العام
أندريه مهاوج
لم يعد السماح بوضع الحجاب أو منعه مجرد جدل يقتصر على المجتمعات غير المسلمة أو العلمانية. وقد أثار قرار وزير المالية الجزائري محمد جلاب منع النساء العاملات في مصلحة الجمارك من ارتداء الحجاب اعتراض شخصيات سياسية وقيادية في المعارضة وداخل منظمات المجتمع المدني.
أكد الوزير جلاب الذي تقع تحت سلطته إدارة الجمارك أن النساء العاملات في الجمارك لا يمكنهن ارتداء الحجاب أثناء الوظيفة. جاء موقف الوزير حجاب خلال جلسة مساءلة للحكومة انتقد خلالها احد النواب قرار منع ارتداء الحجاب الصادر عن مدير الجمارك . واعتبر النائب أن هذا القرار يتناقض مع الدستور الجزائري الذي ينص على أن "الإسلام هو دين الدولة".
بحسب صحيفة الشروق فان الوزير جلاب اعتبر في رده على النائب المعترض أن نصوصا تشريعية وتنظيمية حددت بدقة طبيعة البذة النظامية لسلك الجمارك وشكلها وألوانها.
هذا الجدل وصل إلى خارج المؤسسات الرسمية إذ طالب اتحاد النساء الجزائريات الذي ليس له توجه إسلامي، مدير الجمارك بالسماح للموظفات الراغبات بوضع "خمار خفيف" لان ذلك "يدخل ضمن الحريات الشخصية للموظفات".
وزير الشؤون الدينية محمد عيسى المعروف عنه انه رجل انفتاح ،انتقد قرار إدارة الجمارك واعتبره "لاغيا". وقال إن "من حق المرأة العاملة في الجمارك إن تلبس خمارها قانونا وأخلاقا في جزائر الحرية" والتعبير للوزير عيسى .
هذه المواقف تندرج في إطار الجدل السياسي والاجتماعي الذي أثارته هذه القضية ولكن القانون الجزائري يلزم السيدات المحجبات العاملات وفي سلك الشرطة والأمن و الحماية المدنية، بنزع حجابهن وارتداء الزي الرسمي سواء أكان هذا الزي تنورة أو سروالا. هذا الزي لا يحتوي على خمار لتغطية الرأس.
تعد روايات “الفرقة الناجية”، التي تقول إن كل المسلمين في النار إلا فرقة واحدة، من أهم الروايات التي تسيء إلى الله الرحيم، وإلى الدين اليسير، فلم يعد عامة المسلمين على خير، وإنما “فرقة” واحدة فقط منهم! أما الباقون فهم من أصحاب النار مهما عملوا ومهما قدموا فهم على ضلال كبير، ولن ينفعهم إن آمنوا بالله والرسول واليوم الآخر والكتب والملائكة وعملوا صالحا، إن لم تكن باقي عقائدهم تبعا لأقوال العلماء! ومن ثم أصبح هم كل فرقة أن تثبت أنها هي تلك الفرقة! وأصبح أتباعها ينظرون باستعلاء إلى باقي الفرق! وأصبح بعضهم ينظرون إلى المسلمين باعتبارهم على ضلال كبير!
لذا نتوقف مع هذه الروايات لننظر هل هي صحيحة: بادئ ذي بدء الروايات ضعيفة السند، ولن نتوقف طويلا مع مسألة السند هذه فسنجد من أرباب الحديث من يتفنن لتصحيحها، وننتقل لمناقشة متن/ نَص الحديث لننظر، هل هذا المعنى صحيح متفق مع أصول الدين:
وردت هذه الروايات بألفاظ عديدة، من أشهرها: “افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. وفي لفظ: على ثلاث وسبعين ملة. وفي رواية: قالوا: يا رسول الله، من الفرقة الناجية؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم، وأصحابي. وفي رواية: قال: هي الجماعة، يد الله على الجماعة”.
نجد أن الرواية تقرن مسلك الأمة الإسلامية باليهود والنصارى، فكما أن اليهود والنصارى تفرقوا فكذلك المسلمون! ولا إشكال في هذه النقطة، وهذا حادث وواقع ومتوقع! وإنما الإشكال كله في تحديد عدد الفرق! فلو قيل أنهم تفرقوا على سبعين فرقة، ونحن سنزيد عنهم لكان من الممكن القول بأن المراد من العدد الكثرة، وأننا سنزيد عنهم، أما أن تحدد الرواية عدد فرق اليهود والنصارى والمسلمين، فهذا مخالف للواقع! فلم تكن فرق اليهود ولا النصارى ولا المسلمين بهذا العدد! ناهيك عن أن عدد الفرق الإسلامية في ازدياد، فما حكم هذه الفرق الإضافية؟ هل تُلغى من تلقاء نفسها أم أنها واجبة الإدراج التلقائي في فرق أخرى؟ إن هذا التحديد وحده كفيل بإسقاط هذه الرواية وعدم الالتفات إليها!
وإذا تركنا مسألة العدد الباطلة، وجدنا أن الرواية قد حكمت على ما يزيد عن 98% من المؤمنين بالله في العصور الأخيرة بالنار! ولن يدخل منهم إلا ثلة لا تناسب بينها وعدد المؤمنين الإجمالي، والعجيب أن المسلمين لم يهتموا بمعرفة سبب دخول اليهود أو النصارى، وإنما سألوا عن الفرقة الناجية!! مع أنه كان من المفترض أن يسألوا لماذا أصبحوا من الضالين أصحاب النار؟
إن هذه الرواية تؤصل لقاعدة أن دخول الجنة أصبح أمرا عسيرا يستلزم معرفة دقائق في الدين ومعرفة تاريخه والاعتقاد بأقوال طائفة معينة من العلماء! مع أن الله تعالى قال في كتابه الكريم: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 62]”
“إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة : 277]”
فالعبرة بالإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح، وهو ما اتفق عليه المسلمون، أما فروع المسائل فلا تقدم ولا تؤخر! فهي مسائل خلافية، ورغما عن ذلك حكمت الرواية على الأكثرية الساحقة بالنار لأنهم تبنوا رأيا معينا فيها!
فإذا تركنا هذه النقطة وجدنا أن الحديث عن “فرقة ناجية” هو كلام متناقض، لا يمكن قبوله بحال، فالفرقة مرفوضة مذمومة في دين الله العلي، فطالما حدث اختلاف وتفرق فهذا بُعد عن دين الله الواحد! فكيف تكون فرقة وتكون ناجية؟ طالما أنها فرقة فهي ليست أصلا! وهي فرقة مثل غيرها وهذا يعني وجود نسبة ضلال! ولو كان الرسول أفصح العرب هو من قال هذه الحديث لما صاغه بهذا الشكل، ولقال –مثلا- أنه يزيغ عن الحق من أمته كذا فرقة، وتظل عليه جماعة أو أمة… إلخ. أما أن ينعت الجميع بالافتراق فهذا يعني أن كل الفرق خالفت بشكل من الأشكال، وهذا كلام متناقض، فمن المفترض أن الممسكين بالحق لم يفترقوا، وإنما افترق غيرهم، وهم ظلوا وتمسكوا، ومن ثم كان من الواجب أن يكون هناك حديث عن تفرق طوائف وتمسك طائفة بما هي عليه! وهذه الطائفة ليست متفرقة.
فإذا غضضنا الطرف عن هذا الخطأ التركيبي الذي لا يقع فيه الرسول الكريم، ونظرنا في كتاب الله وجدناه يقول: “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ [الأنعام : 159]“، فالله تعالى ذم التفرق في الدين، إلا أنه لم يقل أن المتفرقين من أصحاب النار، وإنما مرجع هذا إلى الله، فجُلّ إن لم يكن كل أصحاب الفرق يظنون أنهم يتبعون الدين الصحيح، والله وحده هو الأعلم بما في الصدور، ومن ثم سيحاسبهم على هذا.
لذا نتوقف مع هذه الروايات لننظر هل هي صحيحة: بادئ ذي بدء الروايات ضعيفة السند، ولن نتوقف طويلا مع مسألة السند هذه فسنجد من أرباب الحديث من يتفنن لتصحيحها، وننتقل لمناقشة متن/ نَص الحديث لننظر، هل هذا المعنى صحيح متفق مع أصول الدين:
وردت هذه الروايات بألفاظ عديدة، من أشهرها: “افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. وفي لفظ: على ثلاث وسبعين ملة. وفي رواية: قالوا: يا رسول الله، من الفرقة الناجية؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم، وأصحابي. وفي رواية: قال: هي الجماعة، يد الله على الجماعة”.
نجد أن الرواية تقرن مسلك الأمة الإسلامية باليهود والنصارى، فكما أن اليهود والنصارى تفرقوا فكذلك المسلمون! ولا إشكال في هذه النقطة، وهذا حادث وواقع ومتوقع! وإنما الإشكال كله في تحديد عدد الفرق! فلو قيل أنهم تفرقوا على سبعين فرقة، ونحن سنزيد عنهم لكان من الممكن القول بأن المراد من العدد الكثرة، وأننا سنزيد عنهم، أما أن تحدد الرواية عدد فرق اليهود والنصارى والمسلمين، فهذا مخالف للواقع! فلم تكن فرق اليهود ولا النصارى ولا المسلمين بهذا العدد! ناهيك عن أن عدد الفرق الإسلامية في ازدياد، فما حكم هذه الفرق الإضافية؟ هل تُلغى من تلقاء نفسها أم أنها واجبة الإدراج التلقائي في فرق أخرى؟ إن هذا التحديد وحده كفيل بإسقاط هذه الرواية وعدم الالتفات إليها!
وإذا تركنا مسألة العدد الباطلة، وجدنا أن الرواية قد حكمت على ما يزيد عن 98% من المؤمنين بالله في العصور الأخيرة بالنار! ولن يدخل منهم إلا ثلة لا تناسب بينها وعدد المؤمنين الإجمالي، والعجيب أن المسلمين لم يهتموا بمعرفة سبب دخول اليهود أو النصارى، وإنما سألوا عن الفرقة الناجية!! مع أنه كان من المفترض أن يسألوا لماذا أصبحوا من الضالين أصحاب النار؟
إن هذه الرواية تؤصل لقاعدة أن دخول الجنة أصبح أمرا عسيرا يستلزم معرفة دقائق في الدين ومعرفة تاريخه والاعتقاد بأقوال طائفة معينة من العلماء! مع أن الله تعالى قال في كتابه الكريم: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 62]”
“إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة : 277]”
فالعبرة بالإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح، وهو ما اتفق عليه المسلمون، أما فروع المسائل فلا تقدم ولا تؤخر! فهي مسائل خلافية، ورغما عن ذلك حكمت الرواية على الأكثرية الساحقة بالنار لأنهم تبنوا رأيا معينا فيها!
فإذا تركنا هذه النقطة وجدنا أن الحديث عن “فرقة ناجية” هو كلام متناقض، لا يمكن قبوله بحال، فالفرقة مرفوضة مذمومة في دين الله العلي، فطالما حدث اختلاف وتفرق فهذا بُعد عن دين الله الواحد! فكيف تكون فرقة وتكون ناجية؟ طالما أنها فرقة فهي ليست أصلا! وهي فرقة مثل غيرها وهذا يعني وجود نسبة ضلال! ولو كان الرسول أفصح العرب هو من قال هذه الحديث لما صاغه بهذا الشكل، ولقال –مثلا- أنه يزيغ عن الحق من أمته كذا فرقة، وتظل عليه جماعة أو أمة… إلخ. أما أن ينعت الجميع بالافتراق فهذا يعني أن كل الفرق خالفت بشكل من الأشكال، وهذا كلام متناقض، فمن المفترض أن الممسكين بالحق لم يفترقوا، وإنما افترق غيرهم، وهم ظلوا وتمسكوا، ومن ثم كان من الواجب أن يكون هناك حديث عن تفرق طوائف وتمسك طائفة بما هي عليه! وهذه الطائفة ليست متفرقة.
فإذا غضضنا الطرف عن هذا الخطأ التركيبي الذي لا يقع فيه الرسول الكريم، ونظرنا في كتاب الله وجدناه يقول: “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ [الأنعام : 159]“، فالله تعالى ذم التفرق في الدين، إلا أنه لم يقل أن المتفرقين من أصحاب النار، وإنما مرجع هذا إلى الله، فجُلّ إن لم يكن كل أصحاب الفرق يظنون أنهم يتبعون الدين الصحيح، والله وحده هو الأعلم بما في الصدور، ومن ثم سيحاسبهم على هذا.
فإذا تركنا بطلان كون فرقة ناجية وانتقلنا إلى الجواب المفترض أن الرسول الكريم قدمه، وجدناه يجعل مقياس الفلاح هو الجماعة! أي أن العبرة بالكثرة! ولست أدري أي جماعة يقصد الرسول؟! فإذا كنت في بلد شيعي فالشيعة هم الجماعة والسنة قلة! وإذا كنت في بلد إباضي فكذلك. ونجد أن رواية أخرى قالت أن العبرة بما كان عليه الرسول وأصحابه، ونعجب ونتساءل: من كان الرسول يكلمه أصلا؟! فالمفترض أن الرسول كان يكلم الصحابة؟ ولست أدري لماذا يدخل الرسول أصحابه في الدين؟! فلو كان قال أن العبرة بمن اتبعني، لكان الأمر مقبولا بدرجة! أما أن يجعل لأصحابه نصيبا من الدين فهذا هو العجب العجاب! فلقد اختلف الأصحاب فمن نتبع؟
إذن الرواية باطلة من جميع النواحي، فكل جملة من جملها مناقضة للواقع وللتاريخ وللقرآن ولأصول الدين بل ولروايات أخرى –أصح منها سندا- قالت بأن من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه دخل الجنة!
إذن الرواية باطلة من جميع النواحي، فكل جملة من جملها مناقضة للواقع وللتاريخ وللقرآن ولأصول الدين بل ولروايات أخرى –أصح منها سندا- قالت بأن من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه دخل الجنة!
الحجابُ ليسَ فريضة إسلامية
الأربعاء 04/مارس/2015 - 12:01 م
تلقينا على موقعنا عبر الإنترنت سؤالًا من السيدة نوال وهى مغربية تعيش في فرنسا تقول فيه إنها مهددة بالفصل من عملها بسب إصرارها على ارتدائها الحجاب، حيث يعتبرون الحجاب رمزًا سياسيًا وتمييزيًا.. فهل خلعها الحجاب حتى لا تفقد عملها يجعلها من أهل النار ؟
وللإجابة عن هذا السؤال:
بداية نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام، وكل المحبة والسلام لكلمة الله المسيح له المجد في الأعالى، كما نصلى ونسلم على النبى الكريم محمد ابن عبد الله.. أما بعد...
فبخصوص ما يسمى "الحجاب الإسلامى"، والذي صحته غطاء الرأس الذي لم يُذكر لفظه في القرآن الكريم على الإطلاق، وأصرت مجموعة من المشايخ والفقهاء على فرضيته، وجعله من أهم أركان الإسلام، مختزلين مقاصد الشريعة الإسلامية وصحيح التفسير ثُمَّ جَاءُوا بشريعة غير الشريعة، رافضين إعمال العقل، مهتمين فقط بالنقل القائم على غير العقل، ثُمَّ جَاءُوا بالنصوص في غير موضعها وفسروها على أهوائهم، متبعين في ذلك بعض مشايخنا القدامى، وكأن ما قالوا به مقدس، لا اجتهاد بعده، مبتعدين عن المنهج الصحيح في الاستدلال والتفسير الذي يُفسر الآيات وفقا لظروفها التاريخية، وتبعا لأسباب نزولها، فنجدهم يفسرون الآيات على عموم ألفاظها متغافلين أسباب نزولها ومقاصد الشارع الإلهى، إما لأنهم يرغبون عن قصد أن يكون التفسير هكذا، أو لحسن نيتهم لأن قدراتهم التحليلية تتوقف إمكانات فهمها عند هذا الحد، لعوار عقلى أو آفة نفسية.
ولأن مسألة الحجاب باتت تفرض نفسها على العقل الإسلامى وغير الإسلامى، وأصبحت مقياسًا وتحديدًا لمعنى ومقصد وطبيعة الإسلام، في نظر غير المسلمين، مما حدا ببعض الدول غير الإسلامية، إلى القول إن الحجاب الإسلامى هو شعار سياسي، يؤدى إلى التفرقة بين المواطنين، والتمييز بينهم، مما أدى إلى حدوث مصادمات وفصل من الوظائف بسبب تمسك المسلمة بما يسمى الحجاب، لذا تصدينا لهذا الموضوع المهم بالبحث والتنقيب والاستدلال لنعرف ما هي حقيقة الحجاب وما المقصود به، وما الأدلة الدينية التي استند إليها ما يدعون أنه فريضة إسلامية.
والرد على من يستدل بهذا الحديث على فرضية الحجاب «غطاء الرأس» نقول إن هذا الحديث من أحاديث الآحاد أي ليس من الأحاديث المتواترة الصحيحة السند غير المنقطعة المجمع عليها، ولكنه حديث آحاد مقطوع السند، فلا يكون إلا للاسترشاد والاستئناس، لكنه لا ينشئ ولا يلغى حكمًا شرعيًا فكيف نجعله سندًا لفرض إسلامى، والفرض الإسلامى هو أعلى درجات الإلزام الشرعية ويأتى بعده الواجب والمندوب والمستحب.. إلى آخره.
والفرض لا يبنى على الظن أو التفسير الضمنى أو استخلاص المعنى بجهد بشرى متأرجح ولكن يُبنى الفرض على الأدلة القطعية الثبوت الواضحة الدلالة.. لذا نرى ونفتى بكل ثقة واطمئنان كامل بأن الحجاب ليس فريضة إسلامية، والقائل بفرضيته يحتاج إلى المراجعة والمناظرة وحتى لا يسىء للإسلام دون قصد، سامحهم الله.
وللإجابة عن هذا السؤال:
بداية نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام، وكل المحبة والسلام لكلمة الله المسيح له المجد في الأعالى، كما نصلى ونسلم على النبى الكريم محمد ابن عبد الله.. أما بعد...
فبخصوص ما يسمى "الحجاب الإسلامى"، والذي صحته غطاء الرأس الذي لم يُذكر لفظه في القرآن الكريم على الإطلاق، وأصرت مجموعة من المشايخ والفقهاء على فرضيته، وجعله من أهم أركان الإسلام، مختزلين مقاصد الشريعة الإسلامية وصحيح التفسير ثُمَّ جَاءُوا بشريعة غير الشريعة، رافضين إعمال العقل، مهتمين فقط بالنقل القائم على غير العقل، ثُمَّ جَاءُوا بالنصوص في غير موضعها وفسروها على أهوائهم، متبعين في ذلك بعض مشايخنا القدامى، وكأن ما قالوا به مقدس، لا اجتهاد بعده، مبتعدين عن المنهج الصحيح في الاستدلال والتفسير الذي يُفسر الآيات وفقا لظروفها التاريخية، وتبعا لأسباب نزولها، فنجدهم يفسرون الآيات على عموم ألفاظها متغافلين أسباب نزولها ومقاصد الشارع الإلهى، إما لأنهم يرغبون عن قصد أن يكون التفسير هكذا، أو لحسن نيتهم لأن قدراتهم التحليلية تتوقف إمكانات فهمها عند هذا الحد، لعوار عقلى أو آفة نفسية.
ولأن مسألة الحجاب باتت تفرض نفسها على العقل الإسلامى وغير الإسلامى، وأصبحت مقياسًا وتحديدًا لمعنى ومقصد وطبيعة الإسلام، في نظر غير المسلمين، مما حدا ببعض الدول غير الإسلامية، إلى القول إن الحجاب الإسلامى هو شعار سياسي، يؤدى إلى التفرقة بين المواطنين، والتمييز بينهم، مما أدى إلى حدوث مصادمات وفصل من الوظائف بسبب تمسك المسلمة بما يسمى الحجاب، لذا تصدينا لهذا الموضوع المهم بالبحث والتنقيب والاستدلال لنعرف ما هي حقيقة الحجاب وما المقصود به، وما الأدلة الدينية التي استند إليها ما يدعون أنه فريضة إسلامية.
لذلك يجب أن نناقش أدلتهم بالعقل والمنطق والحجة، حتى لا نُحمل الإسلام بما لم يأت به، فقد جاءت أدلة من يدعون بفرضية الحجاب متخبطة غير مرتبطة، فجاءت مرة بمعنى الحجاب، ومرة بمعنى الخمار، ومرة بمعنى الجلابيب، وهو ما يوضح ابتعادهم عن المعنى الصحيح الذي يقصدونه، وهو غطاء الرأس، وهو ما يعنى أنهم يريدون إنزال الحكم بأى شكل لهوى وضعف نفسى عندهم، وابتداءً نعرف الحجاب فهو في اللغة:
«بمعنى الساتر أو الحائط أو الحاجز وحجب الشىء أي ستره، والآيات القرآنية التي وردت في القرآن الكريم عن الحجاب 4 آيات وهى قوله تعالى في سورة الإسراء آية 45 (وإذا قراتَ القرءانَ جَعلناَ بينكَ وبينَ الذينَ لا يؤمنونَ بالآخرةِ حِجابًا مَستورًا )، وسورة فصلت آية 5 (وقالوا قُلوبنا في أكنةٍ مما تَدعونا إليهِ وفي آذَانِناَ وقر ومِن بيننا وبينكَ حجابً فاعمل إننا عاملونَ) وفى سورة الشورى آية 51 (وما كانَ لبشرٍ أن يُكلمهُ اللهُ إلا وحيًا أو مِن وراءِ حجابٍ أو يرسلَ رسولًا فَيوحِيَ بإذنهِ ما يَشَاءُ إنهُ عليٌ حَكيمً ).
وهذه الآيات الثلاث توضح أن الحجاب هو ساتر أو حائط أو حاجز للرؤية الكلية دون لبس أو تورية، ولا صلة لها بغطاء الرأس أو الشعر مطلقًا.
والآية الرابعة تتعلق بزوجات النبى وحدهن، وتعنى وضع ساتر أو سور أو حاجز بينهن وبين الرجال من الصحابة، ولا خلاف بين كل الفقهاء والمشايخ في ذلك المعنى مطلقا، وهى الآية رقم 53 في سورة الأحزاب تقول «ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتَ النبى إلا أن يؤذنَ لكم إلى طعامٍ غيرَ ناظرينَ إناهُ ولكن إذا دعُيتُم فادخلوا فإذا طَعِمتم فانتشروا ولا مستأنسينَ لحديثٍ إنَ ذَلكُم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحقِ وإذا سألتموهنَ متاعًا فسئلوهن من وراء حجابٍ ذلكم أطهرُ لقلوبكم وقلوبهنَ وما كان لكم أن تؤذوا رسول اللهِ ولا أن تنكحوا أزواجهُ من بعدهِ أبدًا إن ذلكُم كانَ عندَ اللهِ عظيمًا».
وهذه الآية تتضمن هنا ثلاثة أحكام:
الحكم الأول:عن تصرف الصحابة عندما يُدعون إلى الطعام عند النبى ( صلى الله عليه وسلم ) والثانى: عن وضع حجاب أو ساتر أو حاجز بين زوجات النبى والصحابة، والثالث: عن عدم زواج المسلمين بزوجات النبى بعد وفاته.
وبذلك نفهم من لفظ الحجاب الذي ورد أن القصد منه كان وضع ساتر بين زوجات النبى( صلى الله عليه وسلم ) وبين الرجال من الصحابة، ويفهم أيضًا أن وضع الحجاب أو الساتر خاص بزوجات النبى وحدهن فلا يمتد إلى ما ملكت يمينه «من الجوارى» ولا إلى بناته ولا إلى باقى المسلمات، وإلا كانت الآية نصت على ذلك وعممت على كل المؤمنات المسلمات.
ثم نأتى لاستدلال البعض بآية الخمار على فرضية الحجاب أي «غطاء الرأس» التي وردت بالآية 31 من سورة النور والتي تقول: «وقل للمؤمناتِ يَغضُضنَ من أبصَارهنَ ويحفظنَ فروجهنَ ولا يبدينَ زينتهُنَ إلا ما ظهر منها وَليضرِبنَ بِخُمُرِهنَ على جُيُوبِهنَ».
وسبب نزول هذه الآية أن النساء في زمن النبى صلى الله عليه وسلم وما قبله كُنَ يَرتَدِينَ الأخمرة ويسدلنها من وراء الظهر، فيبقى النحر، أي أعلى الصدر والعنق وجزء من النهدين لا ساتر لهما، وفى رأى آخر أن الخمار عبارة عن عباية، وقد طلبت الآية من المؤمنات إسدال الخمار على الجيوب ( أي فتحة الصدر)، وعلة الحكم في هذه الآية هي تعديل عرف كان قائمًا وقت نزولها، ولأن ظهورهن بصدر بارز عارٍ هو صورة يرفضها الإسلام، ومن ثم قصدت الآية تغطية الصدر دون أن تقصد وضع زى بعينه أو تنص على فرضية الحجاب أو غطاء الرأس والشعر فلم يكن واردًا وقتها، وكان الهدف والعلة من ذلك هو التمييز بين المسلمات وغير المسلمات اللاتى كن يكشفن عن صدورهن.
خامسًا: استدلال البعض بفرضية الحجاب بآية الجلابيب من سورة الأحزاب رقم 59 والتي تقول: «يا أيُها النبىُ قُل لأزواجِكَ وبنَاتِكَ ونساءِ المؤمنينَ يُدنينَ عَليهنَ من جَلابيبهنَ ذلكَ أدنى أن يُعرفنَ فلا يُؤذينَ».. وسبب نزول هذه الآية أن عادة النساء وقت النزول كُنَ يكشفن وجوههن مثل الإماء «الجوارى» عند التبرز والتبول في الخلاء لأنه لم تكن عندهن دورات مياه في البيوت، وقد كان بعض الفجار -من الرجال- يتلصص النظر على النساء أثناء قضاء حاجتهن، وقد وصل الأمر إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بعد قول عمر بن الخطاب لسودة زوجة النبى لقد عرفناكِ بعد تبرزها وهو الحديث الذي ورد في صحيح البخارى في باب خروج النساء للتبرز، حيث قال حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أإنَّ أَزْوَاجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم - كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلَى الْمَنَاصِعِ - وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ - فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - احْجُبْ نِسَاءَكَ.. فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ – يَفْعَلُ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِىِّ - لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِى عِشَاءً، وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَنَادَاهَا عُمَرُ أَلاَ قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ)- فنزلت في اليوم التالى الآية 59 من سورة الأحزاب لتصنع فارقًا وتمييزًا بين الحرائر والإماء «الجوارى» من المؤمنات حتى لا تتأذى الحرة العفيفة، وكان عمر بن الخطاب إذا رأى أمة «جارية» قد تقنعت أي تغطت أو دانت جلبابها عليها، ضربها بالدرة محافظًا على زى الحرائر «ورد هذا عن ابن تيمية – في كتاب حجاب المرأة ولباسها في الصلاة – وهو من تحقيق محمد ناصر الدين الألبانى - المكتب الإسلامى - ص 37».
سادسا: استنادهم إلى حديث منسوب للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) عن أبى داود عن عائشة أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: «يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى فيها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفيه».
«بمعنى الساتر أو الحائط أو الحاجز وحجب الشىء أي ستره، والآيات القرآنية التي وردت في القرآن الكريم عن الحجاب 4 آيات وهى قوله تعالى في سورة الإسراء آية 45 (وإذا قراتَ القرءانَ جَعلناَ بينكَ وبينَ الذينَ لا يؤمنونَ بالآخرةِ حِجابًا مَستورًا )، وسورة فصلت آية 5 (وقالوا قُلوبنا في أكنةٍ مما تَدعونا إليهِ وفي آذَانِناَ وقر ومِن بيننا وبينكَ حجابً فاعمل إننا عاملونَ) وفى سورة الشورى آية 51 (وما كانَ لبشرٍ أن يُكلمهُ اللهُ إلا وحيًا أو مِن وراءِ حجابٍ أو يرسلَ رسولًا فَيوحِيَ بإذنهِ ما يَشَاءُ إنهُ عليٌ حَكيمً ).
وهذه الآيات الثلاث توضح أن الحجاب هو ساتر أو حائط أو حاجز للرؤية الكلية دون لبس أو تورية، ولا صلة لها بغطاء الرأس أو الشعر مطلقًا.
والآية الرابعة تتعلق بزوجات النبى وحدهن، وتعنى وضع ساتر أو سور أو حاجز بينهن وبين الرجال من الصحابة، ولا خلاف بين كل الفقهاء والمشايخ في ذلك المعنى مطلقا، وهى الآية رقم 53 في سورة الأحزاب تقول «ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتَ النبى إلا أن يؤذنَ لكم إلى طعامٍ غيرَ ناظرينَ إناهُ ولكن إذا دعُيتُم فادخلوا فإذا طَعِمتم فانتشروا ولا مستأنسينَ لحديثٍ إنَ ذَلكُم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحقِ وإذا سألتموهنَ متاعًا فسئلوهن من وراء حجابٍ ذلكم أطهرُ لقلوبكم وقلوبهنَ وما كان لكم أن تؤذوا رسول اللهِ ولا أن تنكحوا أزواجهُ من بعدهِ أبدًا إن ذلكُم كانَ عندَ اللهِ عظيمًا».
وهذه الآية تتضمن هنا ثلاثة أحكام:
الحكم الأول:عن تصرف الصحابة عندما يُدعون إلى الطعام عند النبى ( صلى الله عليه وسلم ) والثانى: عن وضع حجاب أو ساتر أو حاجز بين زوجات النبى والصحابة، والثالث: عن عدم زواج المسلمين بزوجات النبى بعد وفاته.
وبذلك نفهم من لفظ الحجاب الذي ورد أن القصد منه كان وضع ساتر بين زوجات النبى( صلى الله عليه وسلم ) وبين الرجال من الصحابة، ويفهم أيضًا أن وضع الحجاب أو الساتر خاص بزوجات النبى وحدهن فلا يمتد إلى ما ملكت يمينه «من الجوارى» ولا إلى بناته ولا إلى باقى المسلمات، وإلا كانت الآية نصت على ذلك وعممت على كل المؤمنات المسلمات.
ثم نأتى لاستدلال البعض بآية الخمار على فرضية الحجاب أي «غطاء الرأس» التي وردت بالآية 31 من سورة النور والتي تقول: «وقل للمؤمناتِ يَغضُضنَ من أبصَارهنَ ويحفظنَ فروجهنَ ولا يبدينَ زينتهُنَ إلا ما ظهر منها وَليضرِبنَ بِخُمُرِهنَ على جُيُوبِهنَ».
وسبب نزول هذه الآية أن النساء في زمن النبى صلى الله عليه وسلم وما قبله كُنَ يَرتَدِينَ الأخمرة ويسدلنها من وراء الظهر، فيبقى النحر، أي أعلى الصدر والعنق وجزء من النهدين لا ساتر لهما، وفى رأى آخر أن الخمار عبارة عن عباية، وقد طلبت الآية من المؤمنات إسدال الخمار على الجيوب ( أي فتحة الصدر)، وعلة الحكم في هذه الآية هي تعديل عرف كان قائمًا وقت نزولها، ولأن ظهورهن بصدر بارز عارٍ هو صورة يرفضها الإسلام، ومن ثم قصدت الآية تغطية الصدر دون أن تقصد وضع زى بعينه أو تنص على فرضية الحجاب أو غطاء الرأس والشعر فلم يكن واردًا وقتها، وكان الهدف والعلة من ذلك هو التمييز بين المسلمات وغير المسلمات اللاتى كن يكشفن عن صدورهن.
خامسًا: استدلال البعض بفرضية الحجاب بآية الجلابيب من سورة الأحزاب رقم 59 والتي تقول: «يا أيُها النبىُ قُل لأزواجِكَ وبنَاتِكَ ونساءِ المؤمنينَ يُدنينَ عَليهنَ من جَلابيبهنَ ذلكَ أدنى أن يُعرفنَ فلا يُؤذينَ».. وسبب نزول هذه الآية أن عادة النساء وقت النزول كُنَ يكشفن وجوههن مثل الإماء «الجوارى» عند التبرز والتبول في الخلاء لأنه لم تكن عندهن دورات مياه في البيوت، وقد كان بعض الفجار -من الرجال- يتلصص النظر على النساء أثناء قضاء حاجتهن، وقد وصل الأمر إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بعد قول عمر بن الخطاب لسودة زوجة النبى لقد عرفناكِ بعد تبرزها وهو الحديث الذي ورد في صحيح البخارى في باب خروج النساء للتبرز، حيث قال حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أإنَّ أَزْوَاجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم - كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلَى الْمَنَاصِعِ - وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ - فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - احْجُبْ نِسَاءَكَ.. فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ – يَفْعَلُ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِىِّ - لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِى عِشَاءً، وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَنَادَاهَا عُمَرُ أَلاَ قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ)- فنزلت في اليوم التالى الآية 59 من سورة الأحزاب لتصنع فارقًا وتمييزًا بين الحرائر والإماء «الجوارى» من المؤمنات حتى لا تتأذى الحرة العفيفة، وكان عمر بن الخطاب إذا رأى أمة «جارية» قد تقنعت أي تغطت أو دانت جلبابها عليها، ضربها بالدرة محافظًا على زى الحرائر «ورد هذا عن ابن تيمية – في كتاب حجاب المرأة ولباسها في الصلاة – وهو من تحقيق محمد ناصر الدين الألبانى - المكتب الإسلامى - ص 37».
سادسا: استنادهم إلى حديث منسوب للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) عن أبى داود عن عائشة أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: «يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى فيها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفيه».
والرد على من يستدل بهذا الحديث على فرضية الحجاب «غطاء الرأس» نقول إن هذا الحديث من أحاديث الآحاد أي ليس من الأحاديث المتواترة الصحيحة السند غير المنقطعة المجمع عليها، ولكنه حديث آحاد مقطوع السند، فلا يكون إلا للاسترشاد والاستئناس، لكنه لا ينشئ ولا يلغى حكمًا شرعيًا فكيف نجعله سندًا لفرض إسلامى، والفرض الإسلامى هو أعلى درجات الإلزام الشرعية ويأتى بعده الواجب والمندوب والمستحب.. إلى آخره.
والفرض لا يبنى على الظن أو التفسير الضمنى أو استخلاص المعنى بجهد بشرى متأرجح ولكن يُبنى الفرض على الأدلة القطعية الثبوت الواضحة الدلالة.. لذا نرى ونفتى بكل ثقة واطمئنان كامل بأن الحجاب ليس فريضة إسلامية، والقائل بفرضيته يحتاج إلى المراجعة والمناظرة وحتى لا يسىء للإسلام دون قصد، سامحهم الله.
هذا وعلى الله قصد السبيل وابتغاء رضاه.
E - rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699
E - rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
التسميات
- اخبار (15)
- اشغال يدوية (22)
- اعادة تدوير للاشياء (10)
- الاعيب المجلس العسكرى (3)
- بسرعة (1)
- تخفيض الوزن والحمية (4)
- تعليم كروشيه (4)
- دين وسياسة (2)
- رسم على الزجاج (2)
- رسم على السيراميك (1)
- سكارف (3)
- صور اعجبتنى (3)
- قالات (1)
- مصر واسرائيل (1)
- مقالات (16)
- موسيقى واغانى (3)