جامعة أوكسفورد تمحو الحدود بين أزياء الرجال والنساء
تنازلت جامعة أوكسفورد العريقة عن أحد أهم مظاهرها، وهي الزي الأكاديمي المقرر للذكور والإناث. فمنذ مطلع الشهر المقبل سيكون بوسع الجميع عبور الحدود بين الجنسين بدون التعرّض للعقاب، الذي كان سابقاً يمتد على طيف يبدأ بالغرامة، وينتهي بالفصل من الجامعة نهائياً.
صلاح أحمد: لقرون طويلة، ظل منظر الطلاب في عباءاتهم الأكاديمية مألوفًا، سواء داخل حرم جامعة أوكسفورد أو في الطرقات والمتنزهات والمقاهي في المدينة الأم نفسها. لكن الوقت يأتي عندما يأخذ التاريخ منعطفات لا علاقة لها بما مضى بغضّ النظر عن رسوخه.
من هذه المنعطفات أن إدارة الجامعة العريقة قررت أخيرًا الانصياع لرغبات طلابها الذين يرون في التقيد بما تحت العباءة من زي وفقًا للجنس أمرًا أكل عليه الدهر وشرب، ولا داعي له في عصر تساوى فيه الجنسان (في العالم المتحضر على الأقل).
لذا، واعتبارًا من مطلع الشهر المقبل خلال يومين، سيعفى الطلاب الذكور من الالتزام خلال المناسبات الرسمية - مثل الامتحانات - بارتداء البدلة والحذاء والجوارب السوداء والقميص ربطة العنق (الفراشة) البيضاوين. وستعفى الإناث من الالتزام بالتنورة أو البنطلون ووشاح العنق والجوارب السوداء والبلوزة البيضاء.
وكانت إدارة الجامعة - على مدى تلك القرون - تفرض هذا الأمر، وتنزل على مخالفيه مختلف العقوبات تبعًا للزمان والمكان والظروف. وتتفاوت هذه من الغرامة المالية إلى تعليق حضور الدراسة، وفي الحالات القاسية الفصل نهائيًا من الجامعة.
ومع أن الإدارة تقول الآن إنها تتوقع أن يلتزم الطلاب بـ«الهيبة والأناقة الأكاديميتين»، فقد أعلنت إنها ستمحو الفوارق بين المفروض على كل من الجنسين. وما يعنيه هذا هو أن بوسع الطالب حضور المناسبات الرسمية بالتنورة والبلوزة ووشاح الرقبة النسائي، بينما تستطيع الطالبة الظهور بالبدلة الرجالية وربطة العنق.
قد تأتى هذا الوضع الأول من نوعه في تاريخ أوكسفورد ثمرة لحملة طويلة قام بها «اتحاد الطلاب» (النقابة) الذي جادل بأن فرض زي معين على الذكور وآخر على الإناث يهمل فئات أخرى، هي الرجال، الذين يفضلون العيش كالنساء والعكس، والمثليون من الجنسين وكل الذين يرغبون في التعبير عن هوياتهم المنتقلة إلى الجنس الآخر عبر الملبس.
وقالت جيس بامفري، المسؤولة في اتحاد الطلاب عن قسم المثليين وثنائيي الجنس والعابرين جنسيًا، إن قرار الإدارة الأخير هذا «يعني أن عددًا من الطلاب الذين يحضرون الامتحانات في أزياء لا يحبونها ويرتدونها فقط لأنها مفروضة عليهم بقوة لوائح الجامعة سيجدون فيها مهربًا طال البحث عنه من نوع الضيق النفسي الذي يعصر المرء في ظروف كهذه».
على أن القرار لم ينج هو نفسه من النقد. فقالت آن ويديكومب، وهي نائبة برلمانية اشتهرت بآرائها المحافظة وحملاتها الشرسة للحفاظ على التقاليد، إن قرار الجامعة «خطأ فادح».
وأضافت هذه النائبة التي تخرجت هي نفسها العام 1972: «إذا كان ثمة رجل يحلو له ارتداء التنورة والبلوزة فهذا شأنه الخاص. في زمني في الجامعة على الأقل كان هذا شيء لا يخطر على بال الإنسان».
ومضت تقول: «لكن الدنيا تتغير بالطبع... إلى السخافات في كثير من الأحوال. ويقيني أن الجامعة اتخذت قرارها هذا تفاديًا للدخول في معركة سخيفة لا طائل وراءها. ففي آخر الأمر، كم طالب في أوكسفورد سيرمون ببدلاتهم في سلة المهملات، ويهرعون لشراء التنانير والبلوزات، وكم طالبة ستفعل العكس؟».
جامعة أوكسفورد البريطانية |
من هذه المنعطفات أن إدارة الجامعة العريقة قررت أخيرًا الانصياع لرغبات طلابها الذين يرون في التقيد بما تحت العباءة من زي وفقًا للجنس أمرًا أكل عليه الدهر وشرب، ولا داعي له في عصر تساوى فيه الجنسان (في العالم المتحضر على الأقل).
لذا، واعتبارًا من مطلع الشهر المقبل خلال يومين، سيعفى الطلاب الذكور من الالتزام خلال المناسبات الرسمية - مثل الامتحانات - بارتداء البدلة والحذاء والجوارب السوداء والقميص ربطة العنق (الفراشة) البيضاوين. وستعفى الإناث من الالتزام بالتنورة أو البنطلون ووشاح العنق والجوارب السوداء والبلوزة البيضاء.
وكانت إدارة الجامعة - على مدى تلك القرون - تفرض هذا الأمر، وتنزل على مخالفيه مختلف العقوبات تبعًا للزمان والمكان والظروف. وتتفاوت هذه من الغرامة المالية إلى تعليق حضور الدراسة، وفي الحالات القاسية الفصل نهائيًا من الجامعة.
ومع أن الإدارة تقول الآن إنها تتوقع أن يلتزم الطلاب بـ«الهيبة والأناقة الأكاديميتين»، فقد أعلنت إنها ستمحو الفوارق بين المفروض على كل من الجنسين. وما يعنيه هذا هو أن بوسع الطالب حضور المناسبات الرسمية بالتنورة والبلوزة ووشاح الرقبة النسائي، بينما تستطيع الطالبة الظهور بالبدلة الرجالية وربطة العنق.
قد تأتى هذا الوضع الأول من نوعه في تاريخ أوكسفورد ثمرة لحملة طويلة قام بها «اتحاد الطلاب» (النقابة) الذي جادل بأن فرض زي معين على الذكور وآخر على الإناث يهمل فئات أخرى، هي الرجال، الذين يفضلون العيش كالنساء والعكس، والمثليون من الجنسين وكل الذين يرغبون في التعبير عن هوياتهم المنتقلة إلى الجنس الآخر عبر الملبس.
وقالت جيس بامفري، المسؤولة في اتحاد الطلاب عن قسم المثليين وثنائيي الجنس والعابرين جنسيًا، إن قرار الإدارة الأخير هذا «يعني أن عددًا من الطلاب الذين يحضرون الامتحانات في أزياء لا يحبونها ويرتدونها فقط لأنها مفروضة عليهم بقوة لوائح الجامعة سيجدون فيها مهربًا طال البحث عنه من نوع الضيق النفسي الذي يعصر المرء في ظروف كهذه».
مسرحية طلابية تتناول مسألة العبور الجنسي |
وأضافت هذه النائبة التي تخرجت هي نفسها العام 1972: «إذا كان ثمة رجل يحلو له ارتداء التنورة والبلوزة فهذا شأنه الخاص. في زمني في الجامعة على الأقل كان هذا شيء لا يخطر على بال الإنسان».
ومضت تقول: «لكن الدنيا تتغير بالطبع... إلى السخافات في كثير من الأحوال. ويقيني أن الجامعة اتخذت قرارها هذا تفاديًا للدخول في معركة سخيفة لا طائل وراءها. ففي آخر الأمر، كم طالب في أوكسفورد سيرمون ببدلاتهم في سلة المهملات، ويهرعون لشراء التنانير والبلوزات، وكم طالبة ستفعل العكس؟».