وفاة رجل من زمن العمالقة: احمد بن بلة. بقلم رياض الصيداوي (مع ألبوم صور نادر له)
حم الله الرئيس احمد بلة.
وتوفرت لي هذه الفرصة في جنيف حيث جمعنا على طاولة واحدة صديقنا المشترك المفكر اليساري السويسري جان زجلر. منذ أول لقاء لاحظت بيسر ذاكرته الثاقبة فهو يتحدث بتركيز شديد ويستحضر الأرقام والتواريخ والأشخاص بدقة شديدة وكأن ما حدث هو بالأمس فقط… لا يحقد على أحد ولا يهاجم أحد وحتى الراحل هواري بومدين الذي سجنه طيلة 14 عاما يذكره بخير معتبرا أن له حسنات وما فعله للجزائر في التصنيع والتعليم يشكر عليه. … ثم تكررت القاءات بيننا منفردين في مقهى “البريزيدان” على ضفاف بحيرة ليمان في جنيف. “سي احمد” أصبح صوفي المعالم في الفترة التي عرفته فيها في جنيف. ذلك النور الذي يشع من وجهه يعرفه كل من اقترب منه. رجل تعرض لعشرات محاولات الاغتيال في حياته وشارك في أشرس معارك الحرب العالمية الثانية وشاء الله أن يمتعه بالحياة وبالصحة وبالذاكرة القوية إلى حد وفاته عن سن يناهز 96 عاما.
وسي “احمد” يذكرني كل مرة بقوله أنه “ناصري” كان ومازال… ويفتخر بتلك السنوات العظيمة ويعدد ما تعرض له العرب من مؤامرات حتى لا ينجح مشروعهم في الوحدة وفي التصنيع وفي الثورة العلمية…
لم يكن يحب الظهور الإعلامي والتصريحات والأضواء… اختار عزلة صوفية متعمدة… وإن كان ل14 سنة سجنا أيام الراحل هواري بومدين فضلا عليه فهي في تعلمه اللغة العربية واتقانه لها… حيث خصص هذه السنوات لتعلم العربية وإتقانها والاطلاع على أمهات الكتب في التراث العربي الإسلامي وفي الشعر… لقد دخل السجن لا يحسن العربية وخرج منه متقنا لها لغة وثقافة.
هذه الأسطر هي لتذكير جيل الشباب بمن هو احمد بلة:
احمد بن بلا
نجح بن بلة منذ اندلاع الثورة في أول تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1954 في تنظيم عمليات تهريب السلاح المصري إلي داخل التراب الجزائري.
الانقلاب العسكري
قام بومدين، وزير دفاعه، بوضع حد لحكمه يوم 19 حزيران (يونيو) عام 1965 وأمضي بن بلة الزعيم الشعبي الوسيم أربع عشرة سنة في السجن حتي مجيء الرئيس الشاذلي بن جديد ليطلق سراحه. إن أحد أسباب شهرته الواسعة تعود إلي ما قدمه له الإعلام المصري القوي من دعم.
انتصار تحالف : بن بلا و”جيش الحدود”
رياض الصيداوي – جنيف- 12-4-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق