حرب أكتوبر وما بعدها .. الرواية المحجوبة
محمد سيف الدولة
إنَّ حرب أكتوبر أسمى بكثير من أن يتم توظيفها سياسيًا كما كان يحدث دائمًا على امتداد العقود الماضية:
فتارة تستخدم شرعية النصر لتمرير الصلح مع إسرائيل وتسليم مصر للأمريكان.
وتارة أخرى يتم توظيف "الضربة الجوية الأولى " لتأليه مبارك وتأبيد حكمه وتمرير استبداده .
وتارة ثالثة تستخدم لإجهاض ثورة يناير وإعادة إنتاج نظام مبارك.
أما الدروس والعظات الحقيقية لملحمة 6 أكتوبر وما قبلها وما بعدها، فلا يرغب أحد من النظام الحاكم فى التوقف أمامها، لما سيترتب علي ذلك من كشف وفضح التوجه والخط السياسى الذى تلى الحرب والذى لا يزال يحكم مصر حتى اليوم.
ولذلك أتصور أن أفضل طريقة لإحياء هذه الذكرى هو التعرف على الرواية الحقيقية لكل ما جرى، وقد يندهش الكثيرون، خاصة من الشبا ، من حجم الارتباط بين نتائج ما بعد الحرب وبين ما نعيش فيه الآن.
***
أهداف العدو :
قال موشى ديان أن أهداف العدوان على مصر هى :
فتارة تستخدم شرعية النصر لتمرير الصلح مع إسرائيل وتسليم مصر للأمريكان.
وتارة أخرى يتم توظيف "الضربة الجوية الأولى " لتأليه مبارك وتأبيد حكمه وتمرير استبداده .
وتارة ثالثة تستخدم لإجهاض ثورة يناير وإعادة إنتاج نظام مبارك.
أما الدروس والعظات الحقيقية لملحمة 6 أكتوبر وما قبلها وما بعدها، فلا يرغب أحد من النظام الحاكم فى التوقف أمامها، لما سيترتب علي ذلك من كشف وفضح التوجه والخط السياسى الذى تلى الحرب والذى لا يزال يحكم مصر حتى اليوم.
ولذلك أتصور أن أفضل طريقة لإحياء هذه الذكرى هو التعرف على الرواية الحقيقية لكل ما جرى، وقد يندهش الكثيرون، خاصة من الشبا ، من حجم الارتباط بين نتائج ما بعد الحرب وبين ما نعيش فيه الآن.
***
أهداف العدو :
قال موشى ديان أن أهداف العدوان على مصر هى :
1) تحطيم القوات التى تحاول إخضاعنا
2) تحرير ذلك الجزء من أرض الوطن الذى يحتله الغزاة
3) تأمين حرية الملاحة فى مضايق تيران وقناة السويس ".
كما قال أثناء العدوان ((أن قواتنا الجنوبية تحارب الآن عبر الحدود للقضاء على جيش النيل وحشره فى أرضه))
***
وقال مناحم بيجين بعد توقيع معاهدة السلام مع مصر عام 1979 :((سنضطر إلى الإنسحاب من سيناء لعدم توافر طاقة بشرية قادرة على الاحتفاظ بهذه المساحة المترامية الأطراف . سيناء تحتاج إلى ثلاثة ملايين يهودى على الأقل لاستيطانها والدفاع عنها. وعندما يهاجر مثل هذا العدد من الإتحاد السوفيتى أو الأمريكتين إلى إسرائيل سنعود إليها وستجدونها فى حوزتنا))
***
الرواية كامل :
أكتب هذه السطور للجيل الجديد، محاولا فيها أن ألخص حكاية صراعنا مع العدو الصهيوني، لعلهم يحفظوها ظهرا عن قلب، ويتموا ما بدأه آباءهم وأجدادهم
المقدمات:
الرواية كامل :
أكتب هذه السطور للجيل الجديد، محاولا فيها أن ألخص حكاية صراعنا مع العدو الصهيوني، لعلهم يحفظوها ظهرا عن قلب، ويتموا ما بدأه آباءهم وأجدادهم
المقدمات:
- زرع الاستعمار الغربى، الكيان الصهيوني في فلسطين منذ بدايات القرن العشرين وأعطاه دولة باطلة عام 1947 ، ودعمه فى الحرب ضدنا عام 1948 ، وهى الحرب التى أسفرت عن اغتصاب 78 % من ارض فلسطين .
- ثم قدم له كل أنواع الدعم المالي والعسكري على امتداد اكثر من 60 عاما لتمكينه من الانتصار علينا واغتصاب مزيد من أراضينا.1
- ولقد وقفت مصر منذ البداية مع كافة إخوتها من الأقطار العربية صفا واحدا ، ضد المشروع الصهيوني وكيانه ، فما كان منه الا ان قام بالعدوان علينا عدة مرات في 1955 و 1956 و1967.
- ولقد نجح العدو للأسف الشديد بسبب أخطائنا الكبرى ، في الاستيلاء عام 1967 على سيناء والجولان وغزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية . وهى الهزائم التى لا نزال نسدد أثمانها الفادحة حتى يومنا هذا .
- ولكن شعبنا الكريم في مصر و باقي الوطن العربي رفض قبول الهزيمة ورفض شروط الأمريكان لاستعادة سيناء وبعض الاراضى المحتلة .
- و كانت شروطهم ان نعترف بإسرائيل وننسى فلسطين ونتعايش مع الكيان الصهيوني ، ونقبل وجوده بيننا الى أبد الآبدين .
- وفى الخرطوم اجتمع القادة العرب فى أول سبتمبر 1967 واتفقوا جميعا على مواصلة القتال ، وعلى عدم الاعتراف بإسرائيل وعدم الصلح او التفاوض معها .
- وتفرغت مصر شعبا وجيشا للإعداد للمعركة، ونجحت بفضل الله فى تفجير حرب التحرير فى السادس من أكتوبر 1973، وهى الحرب التي أثبتت للصهاينة والأمريكان إننا أمة باقية لا يمكن إفناءها.
- وفى هذا الوقت من كل عام، وعلى امتداد 41 سنة، تركز وسائل الاعلام المصرية على عبقرية الإعداد والتخطيط للمعركة وعظمة بطولاتها وتضحياتها، وصلابة الجبهة الوطنية فى سنواتها الست، وكلها قضايا حقيقية تستوجب الاحتفاء والتذكير والتثمين والاقتضاء.
ولكن الجانب المحجوب الذى لا يتعرض له أحد، سواء فى الإعلام الرسمى أو الخاص شبه الرسمى، هو ما حدث بعد الحرب، والذى جاء مخالفا على طول الخط لما اتجهت اليه إرادة الشعب وإرادة الأمة على امتداد قرن من الزمان وهذه هى
التفاصيل:
التفاصيل:
خلاصة حرب أكتوبر وما بعدها:
- 6و7و8 أكتوبر عبرت القوات المسلحة المصرية قناة السويس فى عمل بطولي خارق أذهل العدو والعالم أجمع ونجحت بالفعل فى تحرير شريط بعمق متوسط من 10 ـ 12 كم شرق القناة محققة هذا النجاح بواسطة 80 ألف مقاتل .
- 11 أكتوبر أصدر الرئيس السادات قرارا بتطوير الهجوم داخل سيناء معللا ذلك برغبته فى تخفيف الضغط على سوريا .
- 14 أكتوبر تم تنفيذ القرار وذلك بدفع الفرقتين المدرعتين 4 و 21 الاحتياطيتين من غرب القناة إلى شرقها .
- 16 أكتوبر استغل العدو الوضع الجديد الذي كشفته له طائرات التجسس الأمريكية ، ونجح في اختراق جبهتنا بثغرة مضادة مستغلا المساحة الخالية بين الجيشين الثاني والثالث وعبر بقواه الى الضفة الغربية للقناة وحاصر الجيش الثالث ومدينة السويس .
- رفض الرئيس السادات القضاء على الثغرة خوفا من تهديدات كيسنجر طبقا للتصريحات التى أدلى بها فيما بعد .
- 20 أكتوبر طلب الرئيس السادات وقف إطلاق النار .
- 22 أكتوبر صدر قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار .
- من 22/10 الى 28/10 لم يلتزم العدو بالقرار .
- 28/10 / 1973 تم الإيقاف الفعلي لإطلاق النار
- بدأت الضغوط الأمريكية على القيادة السياسية المصرية للقبول بشروط انسحاب القوات الإسرائيلية من الضفة الغربية للقناة .
18/1/1974 خضعت مصر للضغوط وقبلت الشروط الأمريكية الإسرائيلية و ووقعت مع إسرائيل الاتفاق الأول لفض الاشتباك والذي بموجبه وافق السادات على ما يلى :
- سحب 70 ألف جندى مصرى من سيناء شرق القناة وإعادتهم مرة أخرى الى مواقعهم قبل العبور .
- مع الإبقاء على 7000 جندى مصري فقط فى سيناء .
- سحب اكثر من 1000 دبابة مصرية من شرق القناة وإبقاء 30 دبابة فقط
- منع وجود اى صواريخ بعمق 30 كم غرب الخط المصرى
وقد سجل الجمسى اعتراضه ، ولكن تم توقيع الاتفاق بأوامر من القيادة السياسية .
1/9/1975 وقع السادات اتفاق فض الاشتباك الثانى مع العدو الصهيونى والذى كان اهم ما جاء فيه:
- إنهاء حالة الحرب مع اسرائيل وذلك باتفاق الطرفين على ان النزاع بينهما لا يتم حله بالقوة المسلحة .
- قبول مصر بدخول مراقبين "أمريكيين" مدنيين الى سيناء لاول مرة لمراقبة تنفيذ الاتفاق وهو ما اصبح قاعدة لما حدث فيما بعد فى اتفاقية السلام حيث أسندت مهمة الإشراف على القوات المتعددة الجنسية الموجودة الآن فى سيناء الى الولايات
المتحدة الأمريكية ( خرج الصهاينة ودخل الأمريكان )
1977 ـ 1979 مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل تحت الرعاية الامريكية.
26 مارس 1979 توقيع معاهدة سلام مع العدو الصهيوني بمقتضاها تنسحب قواته من شبه جزيرة سيناء بشرط :
26 مارس 1979 توقيع معاهدة سلام مع العدو الصهيوني بمقتضاها تنسحب قواته من شبه جزيرة سيناء بشرط :
تجريد ثلثى سيناء المجاور لفلسطين (إسرائيل) من اى قوات مسلحة مصرية
وبشرط تقييد وجود وسلاح القوات المصرية فى الثلث الباقى من سيناء المجاور لقناة السويس بما يوازى ربع القوات التى عبرنا بها بدمائنا فى حرب اكتوبر والتى قبل السادات بإعادتها فى 18/1/1974 كما تقدم .
وبشرط ان تقوم قوات أجنبية غير خاضعة للأمم المتحدة تحت قيادة أمريكية بمراقبة القوات المصرية فى سيناء من خلال معسكرات ونقاط مراقبة محددة على ارض سيناء
وبشرط أن تنسحب مصر من المعركة العربية الدائرة ضد العدو الصهيونى ، وتقف على الحياد فى اى صراع قادم وأن ينحشر جيش النيل فى أرضه كما قال موشى ديان
وبشرط ان تعترف مصر بدولة (إسرائيل) وتتنازل لها عن 78 % من فلسطين .
وبشرط ان تقيم علاقات طبيعية مع (إسرائيل)على كافة الأصعدة
وبشرط أن تتعهد بأن تبيع لها ما تريده من البترول .
وبشرط أن تلتزم بمحاكمة كل من يرتكب أى نشاط هدام ضد اسرائيل كالإثارة والتحريض والعنف .
وبشرط أن يتم إنشاء نظام سياسي جديد يلتزم فيه الكافة بالاعتراف بإسرائيل وبالسلام معها ، وان يحظر على المعارضين المشاركة فيه .
وبشرط أن تقود مصر حملة لدفع الدول العربية والقيادات الفلسطينية للاعتراف بإسرائيل ، وان تشارك فى تصفية اى مقاومة او فعل مسلح ضدها .
وبشرط أن يترك للأمريكان مهمة إعادة صياغة مصر سياسيا و اقتصاديا وعسكريا وطبقيا وتعليميا وثقافيا ودينيا ..الخ ، وان تكون لهم الكلمة الأولى في كل ما من شأنه أن يهدد أمن إسرائيل
وبشرط تقييد وجود وسلاح القوات المصرية فى الثلث الباقى من سيناء المجاور لقناة السويس بما يوازى ربع القوات التى عبرنا بها بدمائنا فى حرب اكتوبر والتى قبل السادات بإعادتها فى 18/1/1974 كما تقدم .
وبشرط ان تقوم قوات أجنبية غير خاضعة للأمم المتحدة تحت قيادة أمريكية بمراقبة القوات المصرية فى سيناء من خلال معسكرات ونقاط مراقبة محددة على ارض سيناء
وبشرط أن تنسحب مصر من المعركة العربية الدائرة ضد العدو الصهيونى ، وتقف على الحياد فى اى صراع قادم وأن ينحشر جيش النيل فى أرضه كما قال موشى ديان
وبشرط ان تعترف مصر بدولة (إسرائيل) وتتنازل لها عن 78 % من فلسطين .
وبشرط ان تقيم علاقات طبيعية مع (إسرائيل)على كافة الأصعدة
وبشرط أن تتعهد بأن تبيع لها ما تريده من البترول .
وبشرط أن تلتزم بمحاكمة كل من يرتكب أى نشاط هدام ضد اسرائيل كالإثارة والتحريض والعنف .
وبشرط أن يتم إنشاء نظام سياسي جديد يلتزم فيه الكافة بالاعتراف بإسرائيل وبالسلام معها ، وان يحظر على المعارضين المشاركة فيه .
وبشرط أن تقود مصر حملة لدفع الدول العربية والقيادات الفلسطينية للاعتراف بإسرائيل ، وان تشارك فى تصفية اى مقاومة او فعل مسلح ضدها .
وبشرط أن يترك للأمريكان مهمة إعادة صياغة مصر سياسيا و اقتصاديا وعسكريا وطبقيا وتعليميا وثقافيا ودينيا ..الخ ، وان تكون لهم الكلمة الأولى في كل ما من شأنه أن يهدد أمن إسرائيل
***
وبالفعل خرج الصهاينة من سيناء ودخلها الأمريكان كما دخلوا مصر كلها، و تم تنفيذ كل شروطهم حرفيا ، فيما عدا نقطة واحدة عجزوا جميعا عن تحقيقها وهى :
انتزاع حب فلسطين وكره (اسرائيل) من قلوب وضمائر الشعب الطيب وقواه الوطنية
فرغم مرور 35 عاما على المعاهدة مع العدو، الا ان رفضها والنضال ضدها والمطالبة بإلغائها تتزايد يوما بعد يوم .
***
انتهت الحكاية، ولكن الصراع قائم لم ولن ينته، إلى أن يوفقنا الله فى تحرير مصر من الهيمنة الأمريكية ومن اتفاقيات كامب ديفيد ومن نظامها، ويوفقنا فى استرداد كامل سيادتنا على سيناء وكامل التراب الفلسطيني المحتل وإنهاء المشروع الصهيونى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق