محمود سلطان | 31-05-2011 المجلس العسكري في بيانه الأخير رقم 59، وبعد "جمعة الغضب"، رد بحسم: لن نسمح لأي من ما كان بالقفز على السلطة.. في إشارة إلى "اللصوص" الذين اخترعوا فكرة "المجلس الرئاسي" ليستولوا على السلطة.. واسماؤهم نشرت يوم أمس الأول على نطاق واسع نقلا عن مواقع مسيحية مهجرية متطرفة.. في صورة بيان "تهديد" للجيش. ومع ذلك فإن الصحيفة الأشهر بتدليل المال الطائفي والتطبيعي لها وولائها له بـ"السمع والطاعة" و"البيعة" على امتطاء ظهر الثورة وانتزاع السلطة وتسليمها لمجلس يحلم بأن يكون ـ حامل الشيكات ـ هو أحد أعضائه.. وبفلوسه وإعلامه يمكن أن يصنع من الفسيخ شربات.. بدلت ما ورد نصا في البيان على لسان المجلس الأعلى للقوات المسلحة: "لن نسمح لأحد أي من كان بالقفز على السلطة" وحورته إلى: "الجيش : لن نسعى إلى القفز على السلطة".. وشتان بين التعبيرين الأول كان ردا على اللصوص.. والثاني كان اساءة من الجريدة للجيش حيث حاول اخفاء "جريمة" اللص الذي يحرك فكرة "المجلس الرئاسي" ولصقها بالمجلس العسكري! البعض لا يفرق بين حرية الرأي والجريمة.. الأخيرة لا يمكن ان تكون "حرية رأي" .. فالكل يعلم أن اللصوصية جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي.. ومليشيات البلطجة الممولة بالمال الطائفي عبر اعلامه الخاص، والذين قادوا حملة الترويع ضد الشعب واحتقاره وانزاله منزلة "البهائم" التي لا تفهم.. وشرعت في فرض وصايتها عليه، ورمي نتائج الاستفتاء في أقرب صندوق زباله، وتحريض الجيش عليه، ودعوته إلى الغاء استفتاء 19 مارس، وتأجيل الانتخابات وتسليم رئاسة الجمهورية تسليم مفتاح لوزير الدفاع.. هذه كلها أعمال بلطجة ولصوصية مكانها المحاكم وليست "حرية رأي" مكانها النقاش العام في اعلام محترف لا مرتزق ومرهون بالأجندة الطائفية للسلطات الدينية الأرثوذكسية التي تعتبر الأكثر تطرفا في تاريخ مصر المعاصر. المحكات التي تعرض لها المجتمع السياسي والإعلامي المصري، منذ سقوط مبارك في 11 فبراير .. بدأت تثمر خرائط جديدة على الواقع المصري، وقامت بدور الفلترة والفرز للقوى "الوطنية".. وبدأت التقسيمات ـ التي اختبرت بالتجربة ـ تفضى إلى قناعة أقرب إلى اليقين، بأن الذين يسيطرون على المنصات ويتناوبون فيما بينهم الظهور على الفضائيات، ويحاولون "سرقة الثورة" وفرض أحد رجال الأعمال "الملطوتين" والطائفيين قيما على المجتمع المصري.. هم "نخبة مبارك" ولا يزالون يمارسون مهنة اللصوصية بشياكة على طريقة الحرامي "أبو بدلة وكرفتة وبرفان باريسي".. غير أن طاقات البلد المبدعة التي أطلقت بعد سقوط الطاغية، كافية وحدها لفرز طبقة اجتماعية وسياسية جديدة بعد الانتخابات تعبر عن أحلام المواطن وأشواقه إلى الحرية والديمقراطية وإلى الأمان والاستقرار إلى أن يعامل باحترام يليق بمنزلته الجديدة بعد الثورة. almesryoonmahmod@gmail.com | |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق