قالت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية: إن الأقباط كانوا يشعرون بالأمان مع مبارك لكونه كان يضيق الخناق على الإسلاميين سواء المتشددين منهم، مثل السلفيين، أو المعتدلين مثل الإخوان المسلمين.
واعتبرت أن خروج السلفيين للتظاهر تجاه ما يرونه اختطافاً من قبل الكنسية لثلاث مسيحيات قد اعتنقن الإسلام- يأتي عقب صمت طويل امتد ثلاثة عقود تمثل فترة حكم مبارك.
وأضافت الصحيفة الصادرة اليوم الاثنين أن الصدامات وقعت يوم السبت بعدما حاول سلفيون "اقتحام" كنيسة سانت مينا لتخليص من يعتقدون أنها محبوسة داخل الكنيسة. واستطردت أن ما زاد من تفاقم المشكلة أنه في ظل الاضطراب الأمني الذي تشهده البلاد حالياً، كان أمام الشرطة ساعات حتى تستجيب للحدث، مما حدا بالأقباط لإلقاء اللوم على الحكومة التي يقودها المجلس العسكري في تجاهل مخاوفهم، معتبرين أن الثورة التي كان من المفترض أن توفر الحرية والديمقراطية لأبناء مصر جميعاً، لم تؤت ثمارها المرجوة للأقباط.
وأرجعت الصحيفة ما اعتبرته عدم قدرة على الاستجابة بصورة مناسبة من جانب الحكومة المؤقتة إلى أنها غارقة حتى أذنيها في حل المشكلات الاقتصادية والسياسية، بينما يبدو أن التوتر الطائفي هو الأخطر على الإطلاق في فترة ما بعد مبارك إلى حد أن أصبح الأقباط فاقدين لثقتهم في محصلة الثورة أصلاً.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصدامات التي وقعت بين آلاف المتطرفين من المسلمين والأقباط أسفرت عن مقتل 12 وإصابة أكثر من 200 واحتراق كنيسة، وهو ما يمثل خطراً ينبغي التعامل معه بصورة صارمة من جانب المجلس العسكري.
وتابعت أن مبارك كان يتبع قاعدة "فرق تسد" في حكم المصريين، حيث عمل على التمييز بين المصريين إلى مسلمين ومسيحيين، لكي يتمكن من حكمهما، لكنه كان يتظاهر أمام الغرب، في نفس الوقت، بأنه لا توجد مشكلة بين الطرفين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق