ألتراس الأهلي و"الإخوان"
مع اقتراب احياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، وعزم الحركات الثورية والمعارضة المشاركة، للتأكيد على ان الثورة لم تكتمل ولم يتحقق أي من اهدافها، ومع اقتراب النطق بالحكم على المتهمين في "مجزرة استاد بورسعيد" فاجأت سلطات المجتمع المصري والألتراس بإجراءات رسمية مثيرة للجدل تتعلق بالمجزرة.
القاهرة ـ أشرف كمال
الإجراءات المثيرة للجدل في زمن الإخوان، باتت يقينا تصب في صالح الجماعة ومحاولاتها للسيطرة على الدولة المصرية الجديدة، وهذا ما أدركته جموع المصريين في طلب الناب العام المستشار طلعت عبد الله إعادة فتح باب المرافعة وتأجيل الحكم في القضية بحجة ظهور أدلة جديدة.
وكذلك في قرار الرئيس محمد مرسي، بإدراج أسماء شهداء ومصابي مجزرة بورسعيد ضمن قائمة شهداء ومصابي ثورة 25 يناير، في محاولة جديدة من محاولات إخراج مجموعات الألتراس من المشهد السياسي، مع تزامن فعاليات احياء ذكرى الثورة وتمسكهم بالمشاركة للتنديد بسياسة الجماعة التي ينتمي إليها رئيس الجمهورية.
والألتراس رفض في بيانه مؤخرا، الإجراءات التي اعتبرها التفافا على المحاكمة والقصاص العادل للشهداء، وجاء فيه " لقد فاض الكيل من كثرة المهاترات والمماطلة والتأجيل، يوما بعد يوم يحاول النظام التأخير والتهدئة لنسيان ما حدث، أمس أعلنت وزارة العدل عن وجود أدلة جديدة في مقتل شهدائنا في بورسعيد، نحن ضد الظلم ومع القصاص من كل من كان له يد في هذه المؤامرة، ولكننا نرفض المماطلة فإذا كانت هناك أدلة جديدة على من دبر لتلك المؤامرة من القيادات العليا المسؤولة آنذاك، فعلى وزارة العدل والنائب العام الاعلان عن ذلك للرأي العام فورا".
ومجموعة الألتراس الكروية المختلفة، شاركت بفاعلية خلال الثورة التي أجبرت مبارك على التنحي، وكان لألتراس الأهلي دورهم في الاحتجاجات التي عكست نبض الشارع المصري، خلال حكم المجلس العسكري الى اليوم، ومن بعده الرئيس محمد مرسي، الى الإعلان عن المشاركة في فعاليات ميدان التحرير للتأكيد على أن الثورة لم تكتمل و لم تحقق أهدافها، وأن هناك من يستغل دماء الشهداء لتحقيق مكاسب سياسية.
وكلمة "الأولتراس" تعني الحب الزائد للشيء، وكان أول ظهور لها في البرازيل خلال أربعينات القرن الماضي لتنتقل إلى ملاعب انجلترا ثم إلى إيطاليا، وقد عرفت مصر مجموعات الألتراس عام 2007 من خلال قيام ربط مشجعي النادي الأهلي بالإعلان عن تأسيس "جروب ألتراس أهلاوي" بهدف مؤازرة فريق الكرة بالنادي الأهلي والدفاع عنه والزحف خلفه لمساندته وتشجيعه في كل مباراة سواء في الداخل أو الخارج.
وهي مجموعات منتشرة في كل محافظات مصر بتنظيم فائق الدقة، كما انهم لا يخضعون لأي جهة رسمية أو غير رسمية، وقراراتهم وتمويلهم يتم بالجهود الذاتية لهؤلاء الشباب، وفي كل محافظة هناك قيادة تعمل على تنظيم تحركات هذه المجموعات بالتنسيق مع المحافظات الأخرى .
وقد حاولت جماعة الإخوان المسلمين اختراق مجموعات "ألتراس أهلاوي" على غرار تلك المحاولات التي كانت من النظام السابق، نتيجة قدرة هؤلاء الشباب على التنظيم والحشد، بهدف كسب تأييدهم خلال الفعاليات السياسية المختلفة.
وفي كل مرة يأتي رد الألتراس بالتأكيد على انهم مجموعة وطنية غير مسيسة، فيما لم تكن الأوضاع وتطورات المشهد الراهن بمعزل عن هذه المجموعات، التي أعطت أعضاءها الحرية الشخصية في المشاركة، فكان الانتصار لثورة 25 يناير، إدراكا بأن اهداف الثورة لم تتحقق، وأن أرواح الشهداء لم يتم القصاص لها، فكان ظهورهم الواضح في كافة الفعاليات الثورية في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها.
وألتراس الأهلي أكد في أكثر من مناسبة أن مطلبهم عادل ولن يتراجعوا عنه وهو "القصاص .. القصاص"، وأن المجموعات مع القضايا القومية والعمل القومي، مرددين "نحن مع مصر ومصر فقط واعضاء التراس الان متضامنين مع المطلب القومي" .
"أولتراس أهلاوي" قرروا الذهاب إلى مقر المحكمة في 26 يناير القادم، انتظارا للحكم على المتهمين في أحداث بورسعيد، فيما تنتاب البلاد حالة من الترقب الحذر لما ستسفر عنه فعاليات الأيام القادمة، في ظل اقتناع شريحة كبيرة من الشعب المصري بأن ثورتهم لم تكتمل، وأنهم لن يسمحوا لأي فصيل أن يسلبهم أحلامهم وطموحاتهم بما لديهم من إرادة للتغير والتأكيد أن مصر تسع الجميع وليست حكرا على أحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق