أخطاء ينبغي أن تتجنبها عند التقدم لوظيفة جديدة
- 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2014
سمعنا جميعاً القصص المتعلقة بالمقابلات الشخصية للعمل والتي لم تسر فيها الأمور على ما يرام، مثل ذلك الشاب المتحمس الذي جلب معه طعامه إلى المقابلة الشخصية لأنها جاءت في وقت الغداء.
لكن الانطباع الأول يبدأ عادة قبل وقت طويل من إجراء المقابلة، إذ يبدأ ذلك بالخطاب التمهيدي المرفق بالسيرة الذاتية، وكذلك طريقة عرضها، والتي في الغالب لا تخلو من أخطاء.
موقع "بي بي سي كابيتال" سأل عدداً من العاملين والمدربين في مجال التوظيف ومديري بعض الشركات عن تجاربهم مع أسوأ الأخطاء التي يرونها في طلبات التوظيف وكيفية علاجها.
القص واللصق
يتذكر ماثيو لانير، القائم على التوظيف في مجموعة إلياسين للتكنولوجيا في بوسطن، الخطاب المرفق بالسيرة الذاتية لإحدى المتقدمات للوظيفة، وهي شابة في العشرينات من عمرها، وكان لديها خبرة في مجال بيع التجزئة وخدمة العملاء.
فوجيء لانير عندما اكتشف في نهاية السيرة الذاتية أنها عملت في موقع تنفيذي في شركة مالية كبرى ويمتد تاريخ العمل في هذه الوظيفة إلى عشر سنوات. وقد تبين أن المتقدمة للوظيفة قد بحثت عن ملخصات للسيرة الذاتية على الإنترنت ووجدت سيرة ذاتية أعجبتها، فنسختها في سيرتها الذاتية. لكنها تركت في صفحتها بطريق الخطأ بعضاً من التاريخ الوظيفي للشخص صاحب تلك السيرة الذاتية، ومعلومات شخصية عن كيفية الاتصال به.
وكتب لانير في رسالة بالبريد الإلكتروني يقول: "عليك أن تفترض أن سيرتك الذاتية ستقرأ بالكامل قبل الاتصال بك، وأن خطأ بسيطاً نتيجة إهمال ما يمكن أن يصبح أمرا فارقا في الحصول على تلك الوظيفة التي تريدها.
وهناك أيضاً سبب وجيه آخر يدعوك إلى التزام الحذر، وأخذ الوقت الكافي، فذلك يساعدك في دعم موقفك بسهولة أثناء المقابلة الشخصية.
وهناك فارق هائل بين المتقدم الذي يطبق خبرته حسب الأسئلة التي توجه إليه بطريقة طبيعية، وبين ذلك الذي ينظر في سيرته الذاتية طوال الوقت ليستقي منها الإجابات.
لا تنس الخطاب التمهيدي
عندما وضع إد زيترون، مؤسس شركة "ازبير" للعلاقات العامة في سان فرانسيسكو، إعلاناً لمتدرب أو متدربة بأجر على موقع "انترنماتش دوت كوم"، تلقى أكثر من مئة طلب، ولم يتضمن أي منها الخطاب التمهيدي أو التعريفي الذي يجب أن يرفق بالسيرة الذاتية.
ويقول زيترون في رسالته بالبريد الإلكتروني: "كان كل واحد منها عبارة عن رسالة منسوخة طبق الأصل من الإنترنت، والأسوأ من ذلك أنه لم يكترث أحد منهم للبحث عن اسمي أو اسم الشركة ووضعهما في أي مكان في الرسالة."
ويقول: "من السهل أن تبحث عن طريق غوغل عن اسمي وكتابته، وهناك أيضاً حسابي على موقع تويتر، فضلاً عن موقعي الشخصي، وموقعي المهني على الإنترنت."
ونصيحته هنا هي: "لاترسل رسالة تمهيدية معلبة أبدا، وعوضاً عن ذلك، عبر عن نفسك، واشرح مدى ملائمة خبراتك مع الوظيفة التي تتقدم إليها، واقض بعض الوقت في البحث والقراءة عن الشركة التي تريد العمل بها، وابحث عن الشخص المذكور في الإعلان للاتصال به، واجمع معلومات عنه عن طريق موقع غوغل."
كن انتقائياً
لدى إيرين ماكونيل، المدربة التنفيذية في مجال التوظيف، زبائن يقولون لها إنهم يقدمون أكثر من مائة طلب وظيفي في الأسبوع الواحد، وهذا خطأ بحسب ماكونيل، مديرة شركة "إيريل كاريرز" للتوظيف في سيدني.
تقول ماكونيل إن القائمين على التوظيف يتذكرون اسمك، ويربطون بينه وبين "ذلك الشخص المزعج الذي يكدس بريدي برسائله في كل مرة أضع فيها إعلاناً لوظيفة."
فكر في الأمر على غرار منزل معروض للبيع في السوق لمدة طويلة، إذ تتساءل ما العيب في هذا المنزل، ولماذا لم يُبع حتى الآن.
ولا تظن أن القائمين على شركات التوظيف لا يعرفون الطلبات التي مرت عليهم من قبل، ويضعون علامات على تلك الطلبات. مثل الخطاب التعريفي المرفق بالسيرة ذاتية غير المتوافق معها على الإطلاق، أو الخطأ في كتابة إسم الشركة المتقدم إليها، أو ذكر دور وظيفي خاطئ غير مطلوب، حسبما تقول ماكونيل. إن عالم التوظيف صغير بأكثر ممن تتصور.
واذا دمرت سمعتك لدى شركات التوظيف، فسيكون من الصعب أن يستدعيك أحد عندما تتقدم لطلب وظيفة، حتى لو كان طلب الوظيفة مدققا جيدا.
احتفظ بصورك الخاصة لنفسك
يتذكر روي كوهين، أحد المستشارين في مجال التوظيف في شركة في نيويورك، كيف أن إحدى الزبائن وضعت صورة لها بالبكيني وأرفقتها بطلب الوظيفة .
وقد جاءته تلتمس النصح في البحث عن وظيفة بعد أن يئست من عدم تجاوز المرحلة الأولى من عملية التوظيف، ومن عدم الحصول على مقابلات للوظائف.
ويقول كوهين في رسالة بالبريد الالكتروني: "قبل الجلسة الأولى معها، طلبت منها بعض المعلومات عن خلفيتها، وسيرتها الذاتية، ونموذجا لرسالة تمهيدية، وهكذا اكتشفت طريقتها الخاطئة في تقديم طلب الوظيفة."
كانت تريد أن تعمل في التسويق لحسابات التغطية، وأخبرت كوهين بأنها تعرف أن هذا النوع من الحسابات والمعاملات المالية يحتاج إلى حسناوات فاتنات، ولذلك اعتقدت أن صورتها بالبكيني ستحقق لها السبق في الحصول على الوظيفة.
وبينما من الشائع تماماً في أوروبا أن تضع صورة لك مع طلب التوظيف، بل أحيانا تطلب الشركات منك ذلك، فلا يتوقع منك ذلك في الولايات المتحدة. بل ينظر إلى ذلك باقتضاب. ومن هنا، وإذا كان لا بد من وضع صورة، فاجعلها صورة مهنية وحديثة.
لقد نصح كوهين زبونته بعدم وضع صور لها في سيرتها الذاتية، لا لعدم ملائمتها فحسب، بل لأنها قديمة وعفى عليها الزمن. ويقول كوهين: "تخيل الموقف المحرج عندما تكتشف أن المتقدم للوظيفة قد مسخ الحقائق، وفي هذه الحالة بوضع صورة تختلف عن الواقع بعشر سنوات مثلا."
ناهيك عن إحساسك بالخديعة، ومن المحتمل أن يتساءل الذين يجرون المقابلات إن كانت تلك المتقدمة للوظيفة مشوشة ذهنيا أم أنها تميل إلى الكذب.
شيخة أرورا، كبيرة مسئولي التوظيف بشركة ساب آسيا في سنغافورة، لها تجارب أخرى مع مسألة الصور.
وقالت ارورا "تلقيت طلب توظيف من شخص مهني ذي خبرة من هونغ كونغ، وكان حجم الملف 14 ميجابايت، وذهلت من رؤية أكثر من عشر صور له في طلب الوظيفة".
وأضافت "بعض الصور له وهو يتلقى جوائز، وأخرى وهو يمارس هواياته. في رأيي، ليست هذه الطريقة المثلى لتحكي قصتك، وتقدم نفسك."
اتبع التعليمات
تحب ايميلي لاروش، مؤسسة شركة لتوظيف العاملين في خدمات الاستقبال، اختبار مدى مراعاة المتقدمين بطلبات التوظيف للتفاصيل منذ البداية. ومؤخرا ضمنت الإعلان شرطين محددين، مع تحذير بأنه لن يلتفت للطلبات التي لا تفي بهذه التعليمات وتلتزم بها.
تلقت أكثر من ثلاثين طلبا في يومين، ولم يتبع التعليمات سوى ثلاثة أشخاص فقط، وواحدة فقط من بينهم كانت تجيد قواعد اللغة الإنجليزية، وكانت الوحيدة التي نظرت لاروش في طلبها.
وتقول لاروش: "هنا يجب أن يقدم المرشحون للوظيفة أفضل ما عندهم، ومن هنا ليس بوسعي أن أغامر بقبول شخص لا يتبع التعليمات الأولى التي حددتها."
لا تكن واثقا بنفسك أكثر من اللازم
نشرت إيمي سيلفرمان، رئيسة تحرير فونيكس نيو تايمز، إعلانا تطلب فيه ناقداً خبيراً في الطعام لصفحة المأكولات بالجريدة، وما تعلمته على الفور هو أن كل من يأكل يشعر بأنه يمكن أن يكون ناقداً عظيما في ذلك المجال.
والأمر الأكثر إزعاجاً أنها اكتشفت أن الكثير من الناس لا يأخذون عملية التقدم بطلب الوظيفة على محمل الجد. ويتمثل ذلك في رفض تقديم سيرة ذاتية أو اختلاق حجج وذرائع، وقد عاينت ذلك بنفسها.
وقد كتب أحد المتقدمين بطلب لتلك الوظيفة: "ليس لدي سيرة ذاتية، وأنا صاحب عمل، وبصراحة تامة، لا أحترم تماماً السير الذاتيةـ إنها لقطات لما يريدك صاحب الطلب أن تعرفه، ولا تعبر عن حقيقة الشخص ذاته، والتفاهم لا يأتي إلا بالتفاعل والاتصال المباشر."
وغني عن القول أن سيلفرمان لم تلقي نظرة ثانية على ذلك الطلب، وثمة طالب وظيفة آخر تحدث بالخطأ عن كيف "يبتل" اللعاب للطعام الشهي، بدلا من كلمة "يسيل". وأخرى تحدثت عن خبرتها الضئيلة وتقصد خبرتها "الفريدة" في إعداد الطعام.
وهنا تنصح سيلفرمان: "إذا أردت وظيفة في مجال الكتابة والنقد، فينبغي أن يخلو خطابك المرفق بالسيرة الذاتية من الأخطاء المطبعية، والأخطاء اللغوية."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق