(المصريون) | 26-05-2011 لا تزال أنباء إحالة الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى المحاكمة تلقى أصداء واسعة في الصحافة الغربية لليوم الثاني على التوالي، حيث قالت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية بأن قرار إحالة مبارك للمحاكمة و مساءلته عن قتل المتظاهرين العزل يضرب مثالاُ يحتذى به و من شأنه أن يهز الأنظمة القمعية في جميع أنحاء المنطقة.
و أضافت بأن الاتهامات الموجهة للرئيس المخلوع تحمل في طياتها تلميحات بان حلفاء مبارك السابقين قد يشهدون ضده، و أن المسئولين و الحلفاء القدامى قد ينقلبوا ضد بعضهم البعض.
و تابعت الصحيفة قائلة إن رؤية مبارك يعاني من الإهانة بمحاكمته جنائياً كمتهم إلى جانب احتمال إدانته سيصعب من إسقاط أنظمة بشار الأسد في سوريا و على عبد الله صالح في اليمن اللذين سيستميتان في التمسك بالسلطة تحت أي ثمن، بحسب الصحيفة.
و اعتبرت أن الاتهامات الموجهة لمبارك هي دليل قوي على أن المجلس العسكري ينأى بنفسه عن الرئيس المخلوع حتى قبل حلول موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة.
و ألمحت الصحيفة إلى أن الاتهامات التي تتضمن قتل المتظاهرين بالاتفاق مع حبيب العادلي، وزير الداخلية المدان، و بعض قادة الشرطة قد تعني بأن البعض قد يكونوا شهدوا ضد الرئيس المخلوع بالفعل.
أما صحيفة الجارديان البريطانية فقالت بأن إحالة مبارك للمحاكمة الجنائية هو تحرك من قبل المجلس العسكري في محاولة لإرضاء الجماهير الغاضبة من عدم محاكمة وملاحقة أعضاء النظام السابق.
و ترى الصحيفة أن المجلس العسكري يحاول إرضاء الجماهير الغاضبة من مبارك ومقربيه من رجال الأعمال بدون أن يتسبب ذلك في شل النظام الاقتصادي أو إخافة المستثمرين الأجانب، إلا أن منتقدي المجلس دائماً ما يعتبرون مثل هذه التنازلات بمثابة "محاولة سرية" للحفاظ على الوضع الراهن.
في حين أكدت صحيفة الكريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إلى أنه على الرغم من انه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت التهم الجنائية الموجهة لمبارك ستحد من حماسة الجماهير التي كانت تنتوي التظاهر يوم الجمعة المقبل، إلا أن المحللين مبهورون من التأثير المحتمل الذي سيحمله رؤية الرئيس المخلوع يرتدي بذلة السجن و يقف أمام القاضي في قاعة محاكمة، على المصريين.
من جانبها أشادت منظمة العفو الدولية بإعلان المجلس العسكري عن إحالة مبارك للمحاكمة و نجليه، و قالت في بيان لها بأن هذه المحاكمة "يجب أن تقدم للضحايا وعائلاتهم فرصه مواجهة المدانين و الحصول على إجابات".
و ترى صحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية أن الاتهامات الموجهة للرئيس المخلوع، و التي قد تصل عقوبتها إلى حد الإعدام في حالة إدانته، تشكل لحظة محورية للثورات التي اجتاحت العديد من الأمم هذا العام.
و أضافت بأن محاكمة مبارك ستحمل رسالة للرئيس اليمني على عبد الله صالح -و الذي تحاول الولايات المتحدة إقناعه بالتنحي عن السلطة سلمياً- بأنه من الأفضل له أن يتشبث بالسلطة.
و كذلك راهنت صحيفة الناشونال بوست الكندية على أن الرئيس السوري بشار الأسد يراقب عن كثب مصير مبارك، مشيرة إلى أن الأسد حتى الآن قاد معركة أكثر شراسة بكثير من مبارك لأجل الحفاظ على منصبه، معتبرة أن محاكمة مبارك ستدفع الأسد إلى القتال بشراسة أكثر.
و أخيراً وضعت مجلة "ذا ويك" البريطانية أربعة توقعات عن التداعيات المحتملة لقرار محاكمة مبارك. قالت أن أولها هو احتمال انقسام مصر ما بين هؤلاء الذين يطالبون بإعدامه، و أولئك الذين يصرون على أن مبارك الكهل المريض و عائلته هم مجرد "كبش فداء". و الثاني هو أن مصر ستستفيد من دعم سيادة القانون على الجميع بتساو و معاقبة المخطئين عن جرائمهم بغض النظر عن سلطتهم أو نفوذهم. أما الاحتمال الثالث فهو أن محاكمة مبارك ستدفع الطغاة العرب الآخرين إلى أن يكونوا أكثر تشبثاً بالسلطة و بخاصة على عبد الله صالح في اليمن و بشار الأسد في سوريا. أما الاحتمال الرابع و الأخير فهو أن محاكمة مبارك لن تغير أي شئ، حيث قالت المجلة بأن هناك بعض "المتشائمين" الذين يعتبرون أن محاكمة مبارك هي مجرد محاولة من المجلس العسكري للالتفاف على الجماهير الغاضبة. | |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق