هل نحن جادون حقا عندما نعلن أننا نحب هذه الثورة وندافع عنها، ونفخر بأولئك الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لها؟
إن المسافة بين الشعار المعلن، والواقع المعيش على الأرض بعيدة جدا للأسف الشديد، وتكفى نظرة سريعة على ما يحدث للعشرات من جرحى ومصابى الثورة المجيدة لكى نكتشف أن الذين سقطوا شهداء كانوا أسعد حظا من الذين بقوا على قيد الحياة ولا يستطيعون مواصلة علاجهم.
ووفقا لمعلومات استقيتها من مصادر عديدة، أثق فيها، فإن العشرات من جرحى الثورة سيجدون أنفسهم فى الشارع قريبا، لأن الدولة ضاقت بتكاليف علاجهم، ومنهم من يرقد فى مركز التأهيل بالعجوزة فى انتظار قرار تم إبلاغه به شفهيا بأن وجوده فى المكان غير مرغوب فيه، وعليه البحث عن مكان آخر للعلاج لأن تبرعات فاعلى الخير لم تعد تكفى لمواصلة طريق العلاج من إصابات بطلقات نارية تعرضوا لها يومى 28 و29 يناير.
ومن بين عشرات الحالات تقف حالة المحامى الشاب محمد أحمد شرف 25 عاما من مدينة أشمون بالمنوفية شاهدة على أن دم الثوار صار رخيصا.
محمد الذى لم يستكمل دراساته العليا فى الحقوق خرج من بيته لكى يشارك الثوار الحلم فى انتزاع مصر من براثن الفساد والانحطاط، وأصيب فى ميدان التحرير يوم 28 يناير
برصاصة اخترقت رأسه من اليمين وخرجت من الشمال، ومعها أجزاء من مخه، ما تطلب نقله إلى المركز الطبى العالمى، حيث خضع للعلاج لفترة امتدت إلى سبعين يوما، ثم فوجئ والده، بعد الإعلان عن نقل مبارك من شرم الشيخ إلى المركز بأنهم يطلبون منه الخروج بابنه إلى مركز التأهيل بالعجوزة، وهناك رفض أطباء التأهيل التعامل مع الحالة لأن المصاب لم يستكمل العلاج الذى لا يتوافر لديهم، وحين عاد إلى المركز العالمى، قيل له إن لا علاج لابنه فى المكان، وعليه التوجه إلى مركز التأهيل مرة أخرى، وحين ذهب استقبله الأطباء لكنهم أبلغوه بأن ابنه يحتاج علاجا ليس لديهم، حيث تفاقمت الحالة وبدأ سائل من المخ يخرج من أنفه، وارتفعت درجة حرارته بشكل مخيف.
وقرر الوالد نقل ابنه إلى مستشفى كوبرى القبة بناء على نصيحة أطباء المركز التأهيلى، غير أنه لم يجد علاجه هناك، فسارع لنقله إلى مستشفى معهد ناصر على نفقته الخاصة، فى محاولة لإنقاذ حياته، حيث يرقد الآن فاقد الذاكرة.
ولك أن تتأمل معى المفارقة المدهشة: الرئيس المخلوع المتهم بإصدار أوامر بقتل نحو تسعمائة شهيد، باقٍ فى دويلة كاملة اسمها شرم الشيخ على الرحب والسعة، بينما ضحاياه مهددون بالطرد من مستشفيات الدولة دون أن يستكملوا علاجهم، مع الأخذ فى الاعتبار أن هؤلاء يعالجون على نفقة المتبرعين ومنظمات الإغاثة الأهلية، ولك أيضا أن تعلم أن ألمانيا التى استقبلت عددا من المصابين للعلاج ردت المبالغ التى دفعت لعلاجهم إلى الحكومة المصرية، كنوع من التضامن مع ثورة الشعب المصرى.. آه يا بلد!
إن المسافة بين الشعار المعلن، والواقع المعيش على الأرض بعيدة جدا للأسف الشديد، وتكفى نظرة سريعة على ما يحدث للعشرات من جرحى ومصابى الثورة المجيدة لكى نكتشف أن الذين سقطوا شهداء كانوا أسعد حظا من الذين بقوا على قيد الحياة ولا يستطيعون مواصلة علاجهم.
ووفقا لمعلومات استقيتها من مصادر عديدة، أثق فيها، فإن العشرات من جرحى الثورة سيجدون أنفسهم فى الشارع قريبا، لأن الدولة ضاقت بتكاليف علاجهم، ومنهم من يرقد فى مركز التأهيل بالعجوزة فى انتظار قرار تم إبلاغه به شفهيا بأن وجوده فى المكان غير مرغوب فيه، وعليه البحث عن مكان آخر للعلاج لأن تبرعات فاعلى الخير لم تعد تكفى لمواصلة طريق العلاج من إصابات بطلقات نارية تعرضوا لها يومى 28 و29 يناير.
ومن بين عشرات الحالات تقف حالة المحامى الشاب محمد أحمد شرف 25 عاما من مدينة أشمون بالمنوفية شاهدة على أن دم الثوار صار رخيصا.
محمد الذى لم يستكمل دراساته العليا فى الحقوق خرج من بيته لكى يشارك الثوار الحلم فى انتزاع مصر من براثن الفساد والانحطاط، وأصيب فى ميدان التحرير يوم 28 يناير
برصاصة اخترقت رأسه من اليمين وخرجت من الشمال، ومعها أجزاء من مخه، ما تطلب نقله إلى المركز الطبى العالمى، حيث خضع للعلاج لفترة امتدت إلى سبعين يوما، ثم فوجئ والده، بعد الإعلان عن نقل مبارك من شرم الشيخ إلى المركز بأنهم يطلبون منه الخروج بابنه إلى مركز التأهيل بالعجوزة، وهناك رفض أطباء التأهيل التعامل مع الحالة لأن المصاب لم يستكمل العلاج الذى لا يتوافر لديهم، وحين عاد إلى المركز العالمى، قيل له إن لا علاج لابنه فى المكان، وعليه التوجه إلى مركز التأهيل مرة أخرى، وحين ذهب استقبله الأطباء لكنهم أبلغوه بأن ابنه يحتاج علاجا ليس لديهم، حيث تفاقمت الحالة وبدأ سائل من المخ يخرج من أنفه، وارتفعت درجة حرارته بشكل مخيف.
وقرر الوالد نقل ابنه إلى مستشفى كوبرى القبة بناء على نصيحة أطباء المركز التأهيلى، غير أنه لم يجد علاجه هناك، فسارع لنقله إلى مستشفى معهد ناصر على نفقته الخاصة، فى محاولة لإنقاذ حياته، حيث يرقد الآن فاقد الذاكرة.
ولك أن تتأمل معى المفارقة المدهشة: الرئيس المخلوع المتهم بإصدار أوامر بقتل نحو تسعمائة شهيد، باقٍ فى دويلة كاملة اسمها شرم الشيخ على الرحب والسعة، بينما ضحاياه مهددون بالطرد من مستشفيات الدولة دون أن يستكملوا علاجهم، مع الأخذ فى الاعتبار أن هؤلاء يعالجون على نفقة المتبرعين ومنظمات الإغاثة الأهلية، ولك أيضا أن تعلم أن ألمانيا التى استقبلت عددا من المصابين للعلاج ردت المبالغ التى دفعت لعلاجهم إلى الحكومة المصرية، كنوع من التضامن مع ثورة الشعب المصرى.. آه يا بلد!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق