بقلم :الهام رحيم
(اللي عايز يروح يشترى طرحة وهو ماشى ).. جملة حادة وصادمة خرجت من المهندس ممدوح حمزة وسط ميدان التحرير في مليونية الثورة أولا .
جملة قادرة على أن تهدم الكثير من القيم لدى الشباب الذي حاول أن يرسى ما عرف بأخلاق 25 يناير تلك الأخلاق التي زاد الحديث عنها بعد 11 فبراير لكنها لم تجد مكانا على أرض الواقع بعد أن تزايدت في الشارع المصري حدة أعمال العنف والبلطجة والتجاوز بين الجميع.
لكن ظل الكثير من الشباب المؤمن بصدق بقيمة وأهمية ما خرج من اجله في 25 يناير يعيش حالة من الطهارة والنقاء الثوري مع المحيطين به وهؤلاء تحديدا عاد معظمهم لمنزله وعمله ليقوم بدوره في المشاركة في بناء الوطن بالعمل حالمين بان تسود الأخلاقيات السامية في المجتمع.. أخلاق 25 يناير التى أصبحت كالابن السفاح الذي يتحدث الجميع عن تبنيه لكن سلوكياتنا تؤكد أننا جميعا نلفظه .
أين هذه الأخلاق في تدنى الحوار بين النخبة لهذا المستوى الذي يجعل المهندس ممدوح يشبه من يعارضون حماسه الزائد للاعتصام فى ميدان التحرير بالنساء ولا معنى أخر لما قاله مهما تجمل البعض في تفسيره لأنه لا يلبس الطرح إلا النساء إلا إذا أضفنا إليهم المعارضين للدكتور ممدوح وقلنا أنهم في مصر يلبسون الطرح ..باعتباره زيا جديدا يميزهم.
تربينا على أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية لكن الآن في مصر يتغير الحال ويتحول الأمر إلى أن الاختلاف في الرأي يلبس المعارض طرحه !!
ياااه أتلك الأخلاق التي حلمنا بها وطمحنا أن تسود مجتمعنا في مرحلة سياسية جديدة يخوضها وطننا ألم نكتفي بالانفلات الأمني وأصبح الانفلات الأخلاقي جزءا جديدا من واقع مرتبك نعيشه .. واقع يجعل من يقدمون أنفسهم لشباب التحرير كقدوة يدمرون قيمة الاختلاف ويسفهون التعارض فتحول اختلافهم لنقمة وليس رحمة .
وتلك النقمة تأتى من أن تزيد الفجوة بينهم - وتعدد المنصات في الجمعة الماضية اكبر دليل علي ذلك - وبما أن الزمن حكم علينا بان يكون بعض هؤلاء ممن يتصدرون المشهد السياسي في مصر الآن فهذا التناحر بينهم يعنى أننا نعود لنقطة الصفر في البحث عن مخلص للأمة من هذه النخبة التي ترفع شعار مصلحتي أولا ولا تؤمن أيمانا حقيقيا بالتعدد والاختلاف ولا تقدم نموذجا في احترام قيمة وهيبة مؤسسات الدولة فنجدها تلهس لهدم الداخلية وتتحدث عن تطهيرها لمجرد الاختلاف مع طريقة أدائها في السابق أو أثناء أحداث 25 يناير و كأن القيام بمبادرات لإعادة تقييم دورها سلبا وإيجابا ووضع حلول منطقية لأي مشاكل أمنية ليس من دورهم فهم يقومون بدور مأمور الهدم الذي ينسف كل شيء في دقائق ولا مكان للبناء في أجندته لذا نجدهم منذ 12 فبراير وهم ضرب ضرب ضرب في الداخلية بلا هوادة أو اهتمام بأمن الوطن بالكامل فالأهم اللعب على مشاعر كل من كان لهم ثأر مع احد رجال هذه المؤسسة العظيمة بدلا من تبنى مبادرات مصالحة يمكن أن تمنحنا الفرصة في التمتع بالاستقرار وكأن دورهم هو إشعال الحرائق فقط .
والآن يحاولون إعادة الكرة مع القضاء بعد أن صدرت بعض الأحكام القضائية غير المرضية لهم .. فنجدهم يتحدثوا عن تطهيره و معظمهم يتسابق في التعليق على أحكامه في سابقة هي الأولى من نوعها في مصر وتنذر بتحرش مقصود بمؤسسة أخرى عظيمة تحمى هذا الوطن وابتزاز لأعضائها الذي أحيى ثباتهم أمام كل ما يتعرضوا له من إرهاب مادي ومعنوي تقوده دون وعى نخبة لا تملك أي أجندة حقيقية لإنقاذ الوطن إلا الكلام في الفضائيات بأشياء لا معنى لها إلا الرغبة في ركوب الموجة وهبش أي حاجة من التورتة الثورية حتى لو تطلب الأمر القفز على ألام أهالي الشهداء والمصابين .
فالنخبة التي تجرى وراء الإعلام مدافعة عن حقوق الشهداء لماذا لا تتبرع لأهاليهم البسطاء بما يساعدهم على الحياة الكريمة .. ولماذا تتلاعب بالفقراء وتقول هنعمل جمعة الفقراء وهى تزيد فقرهم بإنهاك اقتصادنا بهذه الجمع التي زادت عن الحد.. بدلا من أن تبحث عن وسائل ضغط أقل تكلفة اقتصاديا على البلد التي بدأت حالة التقشف .
ممدوح حمزة بتصريحه أسقط ورقة التوت عن جيل أعلن شباب 25 يناير في أكثر من مناسبة انه لا يجد به قدوة وكفروا بسطوته ونفوذه عليهم واتهموه في أكثر من مناسبة بمحاولاته المستميتة لخطف الثورة فهاجمناه واتهمناه بالجحود على الآباء أصحاب الخبرة ولا اعرف ماذا يمكن أن نقول لهم الآن فقد أثبتت عمليات التناحر بين القوى السياسية سعيا للاسترزاق السياسي صحة رأيهم في عدد غير قليل من أبناء الجيل الأكبر سنا من السياسيين الذين أصابهم نفس التشوه والفساد الذي يتهمون به غيرهم من أعضاء الحزب الوطني الذين تفشى وسط بعضهم وباء الفساد في حين تعانى النخبة الحالية من الإصابة المزمنة بضيق الأفق وشهوة الانتقام والإذلال لكل من يعارضها سواء كانت مؤسسات أو أفراد !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق