2011-02-04
وتساءلت المؤسسة التشريعية الامريكية ان كانت المؤسسة الاستخباراتية (سي اي ايه) وبقية المؤسسات الامنية قد قدمت تقارير صحيحة عن الوضع المصري للرئيس الامريكي باراك اوباما.
وجاءت اتهامات المشرعين الامريكيين للوكالات هذه اثناء جلسة اجتماع حيث استغلتها مسؤولة شؤون الاستخبارات دايان فينشتاين ووصفت اداء المؤسسة الامنية بأنه 'لم يكن على المستوى' على الرغم من ان التظاهرات التي حدثت في مصر تهدد باحداث 'عاصفة في الشرق الاوسط'.
فيما دافعت مسؤولة كبيرة في الاستخبارات الامريكية عن وكالتها، حيث قالت ستيفان اوسليفان ان الوكالة قامت بدورها و'حذرنا من عدم الاستقرار'. وجاءت جلسة الاستماع من اجل تأكيد تعيينها كرقم ثان في وكالة الاستخبارات القومية اي نائبة للمدير. واعترفت المسؤولة ان الوكالة لم تعرف 'الية اشعال المظاهرات واثرها'.
ويقترح تقرير في 'واشنطن بوست' من ان الشهادة وموقف النواب تقترح توترا داخل الادارة والمجالس التشريعية حول الطريقة التي تعامل فيها البيت الابيض مع الازمة، مما يقترح او وكالات الاستخبارات كانت بطيئة في الرد والتعرف على طبيعة الرد. وحاولت اوسيلفان تجنب اسئلة من المشرعين حول امكانية الاطاحة بنظام مبارك عبر المظاهرات.
وقال نائب ان ما كان يهمنا هو عندما قيل للرئيس ان الوضع خطير. وقالت اوسيلفان انها حذرت من تعرضها لاسئلة محرجة ولكن ليس على هذا المستوى. ولكن رئيس لجنة شؤون الامن عبدت الطريق للاسئلة عندما قالت ان الادارة ـ اوباما ومن حوله ـ كان يجب ان تقدم لهم معلومات واضحة عن الاحداث، مشيرة الى احداث.
وقالت المسؤولة 'لدي شكوك من ان المجتمع الامني لم يكن على مستوى المسؤولية'. وقالت المشرعة بعد الاستماع ان الوكالات الامنية خاصة سي اي ايه تجاهلت معلومات واضحة حول المتظاهرين اي تلك التي نشرت على فيسبوك ومواقع الانترنت التي استخدمها المنظمون. وقالت انها قرأت بعض المعلومات الامنية عن المنطقة ووصفت المعلومات التي توفرت انها 'ناقصة'. وادت الاتهامات من اللجنة الامنية الى رد فعل من الوكالات التي تم اتهامها والتي اتهمت بانها لم تكن قادرة على التنبؤ بهجمات ايلول (سبتمبر) 2001. وقال مسؤول امريكي في مصر ان الاتهامات غير عادلة. وقال ان المحللين الامنيين توقعوا واشاروا الى ان الاضطرابات في تونس قد تنتشر في الى مصر'. وفي مرحلة اخرى حذر المسؤولون من ان الاضطرابات قد تنتشر في مصر وان المظاهرات قد تلقى دفعا متزايدا. وعندما سؤال المتحدث باسم مجلس الامن القومي قال هل كان احد في العالم يعلم مقدما ان 'بائع الفواكه في تونس سيحرق نفسه ويفجر ثورة'.
اخراج مبارك بدعم الجيش
وتشير الاتهامات المتبادلة الى حالة من القلق التي تسود المؤسسة الامريكية من ان صوت واشنطن لم يعد مسموعا في العالم العربي وان تأثيرها قد تراجع وهي تحاول ايجاد مخرج من الازمة، حيث تحدثت وسائل اعلامية عن خطة امريكية تعدها الادارة الامريكية، وتشارك بها كافة المؤسسات ـ البيت الابيض الخارجية والبنتاغون والاستخبارات يتسلم فيها عمر سليمان السلطة بعد اجبار مبارك على الرحيل، ويقود سليمان المرحلة الانتقالية لحين تنظيم الانتخابات.
وقالت 'نيويورك تايمز' ان الخطة تلقى دعما من الجيش المصري. وجاء الكشف عن الخطة بعد حديث مبارك الذي اكد فيه تصميمه على البقاء في السلطة لحين الانتخابات خوفا من الفوضى حسبما قال لشبكة اي بي سي. وكشفت الصحيفة الامريكية ومعها 'لوس انجليس تايمز' الى ان ادارة اوباما قامت بجهود بعيدا عن الاضواء واتصلت مع قيادات الجيش وسياسيين للعمل واتمام الخطة. وكان قادة الجيش حتى وقت قريب قد قاوموا فكرة ابعاد مبارك لكنهم الان يرون ان الفكرة قابلة للتحقيق حالة رأوا ان فيها تحقيقا للمصلحة العامة وتحمي مصالح الجيش.
ونقلت 'الغارديان' عن مصدر 'غربي' قوله ان قادة الجيش هم اصدقاء منذ زمن طويل ولا استبعد قيامهم باقناع مبارك بالرحيل وانه بحاجة الى علاج طبي عاجل في المانيا'.
ولكن الكثير من المحللين يقولون ان مبارك وان كان وحشا جريحا الا انه وحش كبير ونظامه لن يذهب بسرعة كما كتب مارتن كيتل في 'اندبندنت' البريطانية. ولا يعرف ان كان حلفاؤه ومن حوله سيظلون في قمة الهرم او يحاولون البقاء فيها بعد رحيله ام لا. ودعا مبارك للرحيل ويجب ان يظهر اشارات واضحة انه يحضر للرحيل.
وقالت 'نيويورك تايمز' ان الخطة تلقى دعما من قادة الجيش، سامي عنان، ومحمد طنطاوي اضافة الى سليمان. وتتضمن الخطة دعوة عدد من قطاع واسع من المعارضة بمن فيها الاخوان المسلمون.
وقالت الصحيفة ان مسؤولين في الادارة يعتبرون الخطة واحدا من الخيارات التي تناقشها الادارة من اجل اقناع مبارك التنحي عن السلطة. وقالوا ان نجاح الخطة يعتمد على مبادئ الدستور المصري ونبض الشارع. ونقلت عن مسؤول مصري قوله ان ما تطالب به الادارة الامريكية من خلال الخطة لا يمكن تحقيقه عبر مبادئ الدستور لان الاخير اي رئيس البرلمان هو من يخلف الرئيس. وقال المسؤول ان على الامريكيين ان لا يتدخلوا.
لا خلاص بدون حكومة انتقالية
وفي افتتاحية للصحيفة تحت عنوان 'اوجاع مصر' جاء فيها ان الرئيس المصري كان بامكانه عمل العديد من الامور بعد ان اعلن انه لن يترشح للانتخابات منها الاستقالة وترك الامر لنائبه كي يقود حكومة انتقالية.
وكان بامكانه فتح حوار مع الجماعات المعادية لحكومته. ولكنه بدلا من ذلك قرر البقاء عبر تحريض المؤيدين له لاقتحام ساحة التحرير وبعدها قام بقمع الاعلام. وقالت ان ما قام به النظام هو صورة مشابهة لتصرفات الديكتاتوريين الذين يريدون تجويع شعوبهم. وعبرت الصحيفة عن مخاوفها من ان النظام يخطط لفتح جبهة عنف ضد ابناء شعبه. واستغربت من محاولة مبارك القاء اللوم في التظاهرات على جماعات خارجية قائلة انه حديث غريب. وتساءلت عن دور الجيش وان كان سيكون قادرا على دعم عملية التحول. مشيرة الى ان موقف الجيش بدا غامضا لحد الآن. وقالت ان ثمن الاضطرابات على مصر وشعبها باهظ من ناحية تأثر السياحة والاقتصاد وما تحتاجه مصر اليوم هو عملية انتقال سريعة.
نقلا عن القدس العربى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق