عندما تزور إرادة الأمة في الانتخابات ويستولي السماسرة وأصحاب المليارات على مقاليد الحكم بقوة التغلب وأجهزة القمع، يصبح منطق القوة ـ بل والبلطجة ـ هو السائد في حكم البلاد والعباد!.. ولذلك، لم يكن غريبًا استعانة النظام الذي حكم مصر على امتداد ثلاثة عقود ـ سبقت ثورة 25 يناير سنة 2011م ـ بالبلطجية في إنجاز المهام وتأديب المعارضين.. بل لقد كانت هذه الاستعانة سمة وخطيئة من خطايا هذا النظام!..
1ـ لقد استعان هذا النظام بالبلطجية، يخرجهم من السجون، ومن أماكن الاحتجاز في أقسام الشرطة، ويسلحهم، ثم يدفع بهم إلى تأديب الخصوم ـ في الحرم الجامعي ـ !.. وفي الانتخابات.. وحتى المظاهرات السلمية التي تفجرت في 25 يناير سنة 2011م!..
2ـ كذلك استعان نظام العار هذا بأجهزة الإعلام ـ المرئية.. والمقرءوة.. والمسموعة ـ في غسيل مخ الجماهير.. حتى لقد انصرفت هذه الجماهير عن متابعة هذا الإعلام، لفرط ما تميز به من الفجاجة والنفاق والكذب ـ التي تفوق فيها على مسيلمة الكذاب.. وعبد الله بن أبي سلول ـ جميعًا! ـ ..
3ـ ونظام العار هذا هو الذي وضع الثقافة ـ ثقافة مصر الإسلامية ـ في أيدي الشواذ و"الشماشرجية" والمخنثين!.. حتى أصبحت جوائز الدولة ـ في أغلبها ـ حكرًا على الزنادقة وأشباه الزنادقة وغلاة العلمانيين!..
4ـ ونظام العار هذا هو الذي أفسد التعليم المصري ـ في الجامعات وفيما قبل الجامعات ـ وفي ظله جُمعت الكتب الإسلامية من مكتبات المدارس وأشعلت فيها النيران ـ وذلك لأول مرة في تاريخ مصر!.. وهو النظام الذي فتح كل الأبواب أمام التعليم الأجنبي، لتدمير الهوية العربية الإسلامية لمصر.. ودفع الكثيرين إلى هذا التعليم الأجنبي، بعد الإفقار والانهيار الذي أصاب التعليم الوطني والعام!.
5ـ ونظام العار هذا هو الذي أفسد الذوق المصري، بالأغاني الهابطة، والفنون المنحلة.. حتى غدت الأغاني التي تتحدث عن الوطنية والعروبة والإسلام غريبة عن الأسماع!..
6ـ ونظام العار هذا هو الذي حول مصر إلى "دولة الرجل المريض"، فترك الشرق للهيمنة الصليبية والصهيونية والإمبريالية، بعد أن كانت مصر مركز الحل والعقد في وطن العروبة وعالم الإسلام..
7ـ ونظام العار هذا هو الذي بدأ عهده بالكلمة ـ الحكمة: "الكفن ليست له جيوب".. وعندما ثار عليه الشعب ـ في 25 يناير سنة 2011م ـ كان العالم يتحدث عن الثروة التي جمعتها الأسرة، والتي بلغت عشرات المليارات من الدولارات!!..
إنها بعض من خطايا نظام العام، الذي حكم مصر على امتداد ثلاثة عقود، والتي فجرت الثورة التي أعادت شعب مصر إلى معدنه الأصلي النفيس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق