(المصريون): | 04-04-2011 أثارت الأحداث التي شهدتها مبارة الزمالك والإفريقي التونسي على استاد القاهرة مساء السبت ردود فعل منددة على نطاق واسع في مختلف الأوساط الرسمية والشعبية، وأمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتشكيل لجنة برئاسة وزارة العدل والجهات المعنية للوقوف علي الحقيقة الكاملة لأعمال الشغب التي تسيء لسمعة مصر وشعبها العظيم، فضلا عن أعمال التخريب للممتلكات العامة وترويع المواطنين، وأهاب بالمواطنين الشرفاء مجابهة هذه الممارسات التي تؤثر بشدة علي مكانة بلدنا وشعبها العظيم، معتبرًا هذا الأمر يشكل حجر الزاوية على طريق التقدم.
واعتبر جمال أسعد السياسي عضو مجلس الشعب السابق في تعليق لـ "المصريون"، أن ما حدث هو نتيجة طبيعية لتلك المؤامرة التي بدأت مع بدايات الثورة والتي كانت في شكل ما يسمي بالانفلات الأمني وغيابه والذي لا يزال الوطن يعيش جراء هذه الحالة من الانفلات، والنتيجة هي سيطرة البلطجية.
وحمل الأمن المسئولية عن حالة الفوضى الراهنة التي تعيشها مصر، قائلا إنه عندما يكون هناك قطاع ما مسئول عن غياب القطاع الأمني وما زال مصرا على هذا الغياب حتى هذه اللحظة، فمن الطبيعي أن يحدث ما حدث، خاصة وأنه من المعروف أن جمهور كرة القدم يغلب عليها العاطفة، والتي لا علاقة لها بأي منطق أو عقلانية، فهو نوع من الصراع بين فريقين على لا شيء، وهذا يمكن أن يولد ويفجر كل الكامن داخل النفس البشرية.
وقال إن الثورة لم ترس قواعدها بعد، ولم يحدث حتى الآن التعيير المنشود، فنحن أمام مواطن يعيش حالة ما قبل الثورة شكلا وموضوعا، وفي ظل مجتمع يفقد الأمن والأمان وفي ضوء مباراة منتجة ومحفزة لتلك الهبات الغوغائية كان ما حدث، وهو صورة مؤسفة خاصة أنه حدث مع فريق عربي زائر، مما يجعلها لا يتناسب مع صورة مصر ولا يتوافق مع روح ثورة 25 يناير.
وطالب باتخاذ إجراءات أكثر جدية لإعادة الانضباط الأمني علي أسس جديدة وقواعد ثورية، ولابد وجود الأمن بصورة ومبادئ وقيم جديدة، ولن يكون هناك نوع من الحزم الشديد من قبل القوات المسلحة تجاه الأمن وإعادة صياغة الأمن الجديد وعوده إلي الشارع المصري، مطالبا أن نتعامل مع مباريات الكرة والرياضة بشكل عام في سياق ثوري أخلاقي جديد يتفق مع روح الثورة.
وقال الدكتور جمال نصار مدير المركز الحضاري للدراسات المستقبلية لـ "المصريون" إنه يدين ما حدث، واصفا ما حدث بشكل عام بأنه "غير حضاري وليس من أخلاق الرياضة والرياضيين"، لكنه رفض أن يوجه أصابع الاتهام إلى جهة بعينها، معللا ذلك بأن هناك جهات تحقيق تتابع وتحقق في هذا الحادث.
وأرجع نصار ما حدث إلي غياب الأمن، متسائلا: كيف للجماهير أن تنزل أرض استاد القاهرة ولا يوجد أمن يؤمن هذا بشكل أو بآخر؟، معتبرا أن ما حدث يدعو للاستغراب، مطالبا في الوقت ذاته بإيقاع العقاب والأحكام الرادعة علي كل المتسببين في الحادث والنادي المنتمين له، مطالبا وسائل الإعلام بالقيام بدورها في توجيه الرأي العام إلى الأخلاق الرياضية واستنكار روح التعصب.
من جانبها، أعربت حركة "شباب 6 ابريل" عن أسفها الشديد لكل الشعب التونسي بكل طوائفه وأعماره عما صدر من أفعال مشينة قام بها بعض البلطجية التي اعتاد النظام البائد علي استعمالها لتفريق كل الشرفاء، معتبرة أن مثل هذه الأحداث الهدف منها ضرب الاستقرار والأمن المصري وإلهاء الشعب المصري عن مطالباته بمحاكمات الفاسدين, وهو ما يبين لنا من قد يكون صاحب المصلحة في حدوثها.
وأضافت في بيان أن جماهير الكرة المصرية الحقيقيين كانوا دائما صفا واحدة مع الشعب التونسي، ورفعوا لافتات كتب عليها "مرحبا بالثورة التونسية مع الثورة المصرية" على مرأى من العالم.
وطالبت الحركة بالتحقيق الكامل ومحاسبة من قام بتحريض هؤلاء البلطجية ومن سمح لهم بالدخول من البوابات مسلحين بالأسلحة البيضاء ومن سمح لهم بنزول أرض الملعب بتلك الصورة المخزية التي يتحملها الأمن الذي كان مسئولا عن تأمين المباراة وبإعلان نتائج التحقيقات في أقرب وقت.
كما طالبت بالتحقيق فى أقوال شهود العيان والتي يبدو منها وجود تورط للحزب "الوطني" بشكل واضح فيما حدث, مشيرة الى أن القسم الإعلامي بالحركة بصدد بتجميع مجموعة فيديوهات وأدلة تدين فلول النظام البائد وخاصة الحزب "الوطن"ي، ويتم رفع هذه الفيديوهات والروابط تباعا علي صفحة الحركة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لكشف المؤامرة.
وأعربت حركة "شباب 6 أبريل" عن قناعتها التامة بأن هذه الأحداث من البلطجة ما كان لها أن تحدث لو كان هناك إسراع حقيقي فى التحقيق و منع رموز الفساد، محذرة من أن التباطؤ في محاسبة رموز الفاسدين ونظام العهد البائد سوف يؤدي كل يوم إلى ضرب الاستقرار وعجلة الإنتاج والاقتصاد المصري وتقليل حالة الأمن المصري، مطالبة بالإسراع في محاسبتهم ومحاكمتهم حرصا على مصر والثورة.
كما طالبت الحركة بإيقاف الدوري المصري حتى نهاية العام وتوجيه موارد الأندية هذا العام لصالح الاقتصاد المصري بدلا من شراء اللاعبين بملايين الجنيهات، مع إلغاء إقامة أي مباريات دولية تخص الفرق المصرية, ما لم يكن الأمن المصري قادرا بشكل تام على تأمينها بشكل حقيقي متوازن لا يتعرض للاختراق من فلول الثورة المضادة كما حدث، مؤكدين أن ثورتنا البيضاء وثوره الياسمين التونسية لن يفرقهما أعداء الحياة.
من ناحيته، اعتبر حزب "مصر العربي الاشتراكي" في بيان أن ما حدث "وصمة عار فى جبين الرياضة المصرية, بل وسقطة لا تغتفر من أشخاص موتورين أساءوا لسمعة مصر التي تتنسم عبير مرحلة جديدة فى تاريخها بعد ثورة 25 يناير التي استمدت قوتها من ثورة الشعب التونسي العظيم, ذلك الشعب الذي هو بمكانة القلب فى صدر كل مصري", متسائلا: هل يمكن لنا أن ننسى موقف تونس من العمال المصريين النازحين من ليبيا إبان ثورة شعبها, وكيف تم استقبالهم فى تونس حتى رحلوا عنها إلى أرض مصر؟.
لكنه أكد أن تلك الأحداث المؤسفة لن يسمح المصريون والتونسيون بأن يكون لها أي أثر يعكر صفو أخوتنا وعلاقتنا التاريخية ومصيرنا الواحد, مطالبا بمحاسبة المتسببين فى هذا الحادث المؤسف, وإنزال العقوبات الرادعة بهم, ليعلم القاصي والداني أن الشعب المصري لن يكون بعد ثورته إلا راعيًا أمينًا على كل أشقائه من أبناء العروبة.
وقدم الحزب التهاني للفريق التونسي متمنيا له الفوز بالبطولة، مشيرا إلي أنه سيتم توجيه وفد من الحزب إلى السفارة التونسية لتقديم الاعتذار إلى تونس قيادة وشعبًا داعيًا لأبناء تونس العظماء بدوام التوفيق والنجاح لبناء إحدى قلاع الأمة العربية على طريق العزة والكرامة.
في غضون ذلك، تواترت الأنباء عن قيام الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بدراسة إمكانية إلغاء بطولة الدوري العام هذا الموسم بعد لقاء جمع بينه وبين المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة، بعد أن قرر سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة تأجيل الدوري العام إلى أجل غير مسمى.
والتقى شرف بمكتبه طارق الأدب القائم بأعمال سفير تونس بالقاهرة، وعبر عن اعتذار الحكومة المصرية إلى الشعب التونسي الشقيق عن تلك الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة الزمالك والإفريقي من قبل بعض الجماهير. | |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق