فراج إسماعيل | 04-04-2011 يشد الدكتور نبيل العربي الأنظار بشدة الآن إقليميا ودوليا. تصريحاته التي أعلنها خلال الأيام الماضية محسوبة بعناية من رجل دبلوماسي عريق، كلها أصابت "الجون".
يعبر بذكاء شديد عن مصر الجديدة، ليس كظاهرة صوتية، وإنما عن حكمة ودراية ومعرفة. رسالته كانت واضحة وقاصمة للإسرائيليين أمس الأول "لن نكون كنزا استراتيجيا لإسرائيل كما كانوا يقولون عنا في عهد حسني مبارك".
عندما حذر نبيل العربي الحكومة الإسرائيلية في الأسبوع الماضي من ارتكاب حماقة هجوم جديد على قطاع غزة، سجل علامة فارقة في الدبلوماسية المصرية لم نعتاد عليها من وزارة الخارجية منذ سنوات طويلة. وقد كان هذا التصريح موجعا ومفاجئا لتل أبيب، وظهر ذلك من خلال تعليقات إعلامهم غير المرتاحة لهذا الرجل.
رائع أن يتولى المسئولية شخص يدرك خطأ أسلافه، وهذا ما يفعله العربي، فهو لا يتردد عن تأكيد النقص الشديد الذي عانت منه مصر في ملفاتها الخارجية. تقهقرت عربيا وأفريقيا ودوليا لأن النظام السابق رضي أن يكون في علاقاته الإقليمية ظلا لأمريكا.
تحدث نبيل العربي عن أهمية استعادة مصر لدورها القومي. والواقع أن قيمة مصر تستمدها من إضطلاعها بهذا الدور، فوضعها العربي كقوة كبرى بشريا وثقافيا وتاريخيا لا يسمح لها أن تكون وسيطا أو سمسار اتفاقيات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. الكبير لابد أن يبرهن على مكانته وقوته ويعرف أن مصالحه لا تتوقف عند حدوده الإقليمية.
سيتعرض العربي لكثير من الضغوط بعد أن كشف تماما الطريق الجديد الذي سيسير عليه، لكنه يعمل ضمن منظومة إدارة مختلفة لن تخضع لأية ضغوط أو مساومات، فهو لا يغرد خارج السرب.
| |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق