بعد أن نظمت الجبهة الحرة للتغيير السلمى محاكمة شعبية للرئيس السابق حسنى مبارك ورموز عهده، الجمعة الماضى، برئاسة المستشار محمود الخضيرى، رئيس نادى قضاة الإسكندرية الأسبق، الذى قرار تأجيل النطق بالحكم للجمعة المقبل - كان السؤال المهم هو: ماذا لو لم يحاكم مبارك فعلياً فجاءت الإجابة واضحة وصريحة على لسان المستشار «الخضيرى»: وقتها سنذهب إلى شرم الشيخ.. وإلى نص الحوار:
■ لماذا تعتقد أن الرئيس السابق مبارك تم تحديد إقامته بشكل «صورى»؟
- لو افترضنا حسن النية لدى جميع الأطراف، فيجب ألا يترك مبارك وعائلته فى منتجع خمس نجوم، المنتجع المفضل إليه، ثم يقولون لنا إنه تحت الإقامة الجبرية، أى إقامة جبرية هذه؟!
الإقامة الجبرية التى أفهمها أن يوضع الرئيس السابق وعائلته فى مكان يحدده له الشعب، ويمنع عنه الاتصال حتى لا يحيك مؤامرات ضد الشعب أو ضد الثورة، ويجب أن تحدد إقامته تحديداً حقيقياً، وليس صورياً لحين اتخاذ الإجراءات القانونية ضده.. هذا ما نطالب به الآن.
■ ألا تعتقد أن التباطؤ ربما يكون سببه حجم الفساد الضخم الذى لم يكن يتوقعه أحد.. حتى إن البعض اقترح تشكيل لجان معاونة للنائب العام؟
- السرعة فى محاكمة الفاسدين أمر ضرورى، حفاظاً على الثورة وأنا مع كل فكرة تؤدى فى النهاية لمحاربة الفساد، لأننا إذا لم نقض عليه فلن نستطيع بناء البلد على أسس سليمة، بل سيكون البناء هشاً وضعيفاً وسينهار فى أى لحظة.
■ هل تعتقد أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيسمح بمحاسبة رمز من رموز أكتوبر؟
- ألم يكن الفريق سعد الشاذلى رمزاً من رموز أكتوبر بل القائد العام للقوات المسلحة فى حرب 73، ومع ذلك سمحوا لـ«السادات» و«مبارك» بعزله ونفيه ومحاكمته والانتقاص من حقوقه، بل كان «الشاذلى» أكبر من «مبارك»، ثم ما الفرق بين الضابط والإنسان العادى.. هل سنعود إلى عهد الميزات.. يجب ألا تفرق القوات المسلحة بين شخص وآخر، والمخطئ يجب أن يحاسب أياً كان وضعه.
■ قرأت لك تصريحاً تقول فيه إنه من السهل إثبات تورط صفوت الشريف وزكريا عزمى فى قتل المتظاهرين.. كيف ذلك؟
- لا لم أقل إنه من السهل إثبات ذلك، لكن من الممكن أن يتم إثبات ذلك بعد أن يوضع الجميع بمن فيهم زكريا عزمى وصفوت الشريف وفتحى سرور تحت الإقامة الجبرية، لحين إثبات ذلك ثم يقدموا للمحاكمة، لكن أن يتركوا طلقاء هكذا، يطلون علينا فى وسائل الإعلام يدافعون عن أنفسهم ويحاولون تبرئة أنفسهم، بأن ما يحدث كان غصباً عنهم، فلماذا لم يستقيلوا إذن؟!.. وكيف نسمح بأن يظهر الحرامية كأبطال؟.. عموماً ترك رموز الفساد طلقاء هكذا وضع غير صحيح بالمرة وعليه علامات استفهام كثيرة.
■ بعض القانونيين قالوا إنه لا يمكن أن نحاسب أحد رموز العهد السابق بتهمة الفساد السياسى، وإنه اتهام صعب إثباته من الناحية العملية؟
- فلنرجئ الفساد السياسى بعض الوقت، وعندما تحين اللحظة سنجرى لكل هؤلاء محاكمات سياسية، لكن أين المحاكمات الخاصة بالفساد المالى وقتل المتظاهرين ولماذا التباطؤ فيها؟!
■ ما المقصود بالمحاكمة الشعبية لـ«مبارك» وأعوانه وليست هناك آلية لتنفيذ أى حكم ستصدرونه الجمعة المقبل؟
- لا آلية لتنفيذ الحكم الذى سيصدر فى ميدان التحرير، لكن المحاكمة الشعبية هى رمز أدبى مقصود به الضغط على المسؤولين للامتثال لمطالبنا بتقديم هؤلاء إلى المحاكمة، وإذا لم ينفذ مطلبنا فسيكون لنا إجراء آخر.
■ ما هو؟
- سنتجه لمقر الرئيس السابق «مبارك» فى شرم الشيخ.
■ هل تعتقد أنه سيسمح لكم بذلك؟
- المعوقات لن تكون أكبر من التى وضعت فى طريقنا من قبل، ففى الثورة كان أمامنا جيش جرار من الشرطة وتغلبنا عليه، فلو وضعت أمامنا معوقات فسنتغلب عليها.
■ البعض طالب النائب العام بالرحيل باعتباره أحد رموز النظام السابق.. فما رأيك؟
- لا نستطيع الاستغناء عن كل من كانوا فى النظام السابق دفعة واحدة، وفى المرحلة الأولى نريد التخلص من كل من ثبت تورطه فى الفساد، ونحن ننتظر الإجراءات التى سيتخدها النائب العام تجاه الرئيس السابق مبارك وعائلته وهذه الرموز، وإذا لم يتخد إجراءات فستكون لنا ضده إجراءات أخرى، وسيترك ذلك للثوار.
■ لكن لا يحق لأحد عزل النائب العام فى وجود استقلال القضاء ولا توجد آليات لذلك إلا إذا أتى النائب العام بجرم يرى المجلس العسكرى أنه يوجب عزله؟
- وهل كانت لدينا آليات لعزل حسنى مبارك نفسه؟!.. الشعب فى حالة ثورة، والثورة تستطيع أن تفعل كل ما هو فى مصلحة البلد.
المصرى اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق