بقلم: وائل قنديل
23 ابريل 2011
هل ما يجرى فى قنا نتيجة ارتباك وعدم خبرة وسوء تقدير.. أم هو نتاج فهم وتقديرات دقيقة للغاية؟
إن اندلاع الأزمة كان حتميا بالنظر إلى الطريقة التى تم بها تعيين المحافظ، وبالأخذ فى الاعتبار مواصفات المحافظ عماد ميخائيل شخصيا، وكأن الذى اختاره تعمد أن يكون نموذجا مكتملا لما يمكن أن يستفز مشاعر الجماهير ويثير الغضب.
والسؤال: هل كان هناك ما يعرف بتقدير موقف قبل اتخاذ القرار؟
ظاهريا يبدو أنه لم يكن هناك أى تقدير أو دراسة أو أدنى محاولة للتعرف على ما يريده المزاج القناوى العام.. غير أن ثمة أشياء تقول إن الاختيار على هذا النحو تم بعناية فائقة وبتدبير عجيب ومثير للريبة.
إن معركة قنا وضعت حكومة عصام شرف فى ركن ضيق للغاية، وكأن هناك من تفنن فى تلغيم الطريق تحت قدميها، ودفعها عنوة لدخول صدام بلا أى داع مع المواطنين.
والموقف الآن وصل إلى مرحلة التعقيد.. وكل الحلول الموضوعية الآن ستؤدى إلى خسائر، فلماذا قرر العبقرى صاحب قرار تعيين عماد ميخائيل حشر الجميع فى هذا المأزق؟
إن الاستجابة الكاملة لمطالب الجماهير بعزل المحافظ المفروض عليهم تحمل فى أحد وجوهها كسر هيبة الدولة والانحناء أمام ما يبدو ريحا طائفية.
كما أن الإصرار على بقاء عماد ميخائيل يقودنا إلى تصاعد للمواجهة وربما إلى صدام عنيف بين السلطات والجماهير، ولو حدث هذا السيناريو الكابوسى سنكون أمام أول حالة خدش للعلاقة الرائعة بين طرفى الثورة، وأعنى الشعب وجيش الشعب.
لكن من المهم للغاية أن نعرف من صاحب السلطة والقرار فى تعيين المحافظين وعزلهم. فالثابت أنه وفقا للدستور فإن صاحب القرار هنا هو رئيس الجمهورية، ولما كانت مصر بلا رئيس فإن سلطة اختيار المحافظين للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يدير البلاد، وعليه فلو صح أن الدكتور عصام شرف قام بالتوقيع على حركة المحافظين التى جاءت أشبه بمولود مشوه لا يرضى أحلام أحد، فإن سؤالا يطرح نفسه أرضا: لماذا أرادوا نسبة هذا المولود إلى حكومة شرف.. ومن صاحب المصلحة فى إدخال عصام شرف هذا النفق الخطير؟
إنه لا يكفى هنا أن نقول إن ذيول الوطنى وبقايا أمن الدولة وفلول القوى المضادة للثورة يقفون وراء الأزمة.. ربما دخل هؤلاء على الخط لتأجيجها وإطالة أمدها، غير أن الشاهد أن للأزمة صانعا ماهرا، غير محسوب للأسف على المعسكر المضاد للثورة، وإن كان هنا يبدو كمن يعجبك قوله بينما هو خصم لدود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق