المهندس نجيب ساويرس رجل أعمال ناجح من الطراز الأول.. وهو إلي جانب ذلك رجل اجتماعي وعقلاني.. مرتب في تفكيره.. سلس في عرض أفكاره.. مقنع إلي حد كبير.. يمثل التيار الوسط في الفكر المسيحي.. فلا هو متطرف ولا هو مستسلم متهاون.. مدافع بقوة عن حقوق المسيحيين -إذا صح التعبير- لكن بدون مبالغة.
هذا هو نجيب ساويرس -في رأيي- كرجل أعمال لامع ومبهر وكنجم من نجوم المجتمع وضيف متردد دائما علي القنوات الفضائية.
لكن.. ماذا عن نجيب ساويرس كرجل سياسي؟! وهل كل رجل أعمال ناجح يصلح ان يكون سياسيا نجاحا؟! هذا هو السؤال.
نجيب ساويرس الذي أعتقد انه جاوز الخمسين من عمره لم نعرفه منخرطا في العمل السياسي منذ ظهر في المجتمع كصاحب ورئيس مجلس إدارة شركة اتصالات قبل ان يتخلي عن رئاستها للغير ولعل عزوفه عن العمل السياسي كان نتيجة للأجواء غير المواتية في ظل النظام السابق.
لكننا وجدناه بعد ثورة 25 يناير منغمسا إلي أذنيه في العمل السياسي وشكل حزبا سياسيا وسط كم هائل من الأحزاب التي نشأت أو هي في سبيلها إلي التشكيل بعد الثورة وقلنا لعل هذا الحزب بما وراءه من دعم مالي قوي يكون علامة مميزة في المسرح السياسي.
لكن السياسي نجيب ساويرس أخطأ خطأ فادحا عندما وضع صورة علي "تويتر" لسيدة ترتدي النقاب ورجل ملتح بشكل كاريكاتيري مما اعتبرها بعض مستخدمي "تويتر" تهكما علي النقاب واللحية قائلين إن ذلك يسيء إلي الإسلام.
لكن بعد ساعات قليلة نشر ساويرس علي موقعه اعتذارا باللغتين العربية والإنجليزية قال فيه: اعتذر لمن لم يأخذ الصورة علي محمل المزاح.. أنا اعتبره صورة مضحكة ولم أعن بها عدم احترام لأي أحد.. آسف.
الصورة ياباشمهندس لمنقبة وملتح.. فكيف يمكن ان تكون صورة مضحكة؟! وكيف يأخذها الناس علي محمل المزاح.. أي ضحك وأي مزاح في صورة تحمل رمزا دينيا لأبناء وطنه من المسلمين؟!
لقد كنت في غني عن هذا الاعتذار لو فكرت قليلا فيما يمكن ان يترتب علي نشر هذه الصورة من إساءة لاخوتك المسلمين.. ولكنك أخذتها باستخفاف بل قلت انها صورة مضحكة!! وهل يفيد الاعتذار في مثل هذه المواقف؟!
إن نجيب ساويرس السياسي يحتاج إلي إعادة نظر ليكون بشطارة نجيب ساويرس رجل الأعمال فالأديان لا مزاح فيها ولا هي محل للضحك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق