(المصريون): 07-07-2011 في واقعة مثيرة تكشف عن خيوط مؤامرة تهدف إلى زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى في البلاد خلال الأحداث الأخيرة بميدان التحرير، وتكشف عن الأيادي التي قامت ولا تزال بإشعال الفتنة وتحريض المواطنين ضد الشرطة، سعيًا لحدوث مصادمات دموية بين الطرفين، تم ضبط قنبلة تحمل شعار "نجمة داود" مع مذيع يعمل بفضائية (on.tv)، المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس بميدان التحرير، أثناء قيامه بتلقين أحد الأشخاص – غير معروف الهوية- بأن الشرطة قامت بإلقائها على المتظاهرين أثناء الأحداث الأخيرة بالميدان، وأن يقول إن الشرطة أطلقت قنابل غاز محرمة دوليا ومصنعة في إسرائيل لتحريض المواطنين ضد جهاز الشرطة.
وجاء في التفاصيل التي نشرتها صحيفة "الجمهورية" في عددها الصادر الأربعاء، أن قسم شرطة قصر النيل تلقى بلاغا من أمين محمد عطية "بكالوريوس تجارة" وعبد المنعم متولي "منجد" وشاذلي جابر "دبلوم صنايع" وخالد غنيم محمد "مترجم" وهم من شباب الثورة بالتحرير بأنهم شاهدوا "قناة فضائية" تقوم بالتصوير داخل الميدان وان المذيع يحمل قنبلة عليها نجمة إسرائيل وأمامه أحد الأشخاص زاعما انه مواطن مصري ويقوم بتلقينه أن الشرطة هي التي ألقت هذه القنبلة في اليوم السابق أثناء المشاجرات بالميدان وأن يقول إن الشرطة أطلقت قنابل غاز محرمة دوليا ومصنعة في إسرائيل لتحريض المواطنين ضد جهاز الشرطة.
وأضافت: وعندما تقدم الثوار الأربعة من المذيع أثناء تلقينه لهذا الشخص وقالوا له إن الشرطة لم تكن متواجدة بالميدان وقت الأحداث ولا يصح أن تقول هذا وأنك تثير الفتنة.. نهرهم المذيع وقال لهم: اتركوني أسجل فشك الثوار الأربعة في المذيع وطاقم التصوير وأكدوا أن هناك شيئا مريبا وراء هذه الواقعة فاعتدوا علي المذيع فحمل مع طاقم التصوير الكاميرات وأسرعوا بصحبة الشخص الذي كان يتم تلقينه واستقلوا سيارة ميكروباص بيضاء تويوتا وفروا من الميدان.
وتمكن الثوار من التقاط رقم السيارة وتحمل لوحات "7146 - أ.س" وقام اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة علي الفور بالكشف عن أرقام اللوحات وتبين أنها تخص مكتب المختار للرحلات بزاوية أبو مسلم بالجيزة وتم إخطار قسم الهرم لاستدعاء سائق السيارة وتبين أن اسمه عمرو عبد المنعم عيسوي والسيارة تتبع شركة المختار للرحلات وان طاقم قناة "ON.T.V" استأجر السيارة لمدة أسبوع ويعمل السائق معهم ويتكون طاقم القناة من محمد حمدي ومارتن جرجس.
وقال السائق إن الطاقم قام أمس (أمس الأول) بالتردد إلي شارع طلعت حرب وصعدوا إلي مقر حزب "الغد" ثم نزلوا من مقر الحزب إلي الميدان ووقفوا بالمكان الذي كانوا ينوون التصوير فيه مع الشخص الذي قاموا بتلقينه ما يقول وعندما هاجم الثوار وانكشف أمرهم طلبوا من السائق الفرار بهم من الميدان. وقال مدير أمن القاهرة إنه تم تحرير محضر بالواقعة وأرسل مع السائق إلي النيابة للتصرف فيه ومازال التحقيق جاريا.
وقال اللواء مراد إنه استكمالا للمخطط الخطير قامت جريدة "اليوم السابع" بنشر هذا الادعاء علي ما يقرب من نصف صفحة مدعية أن الشرطة تطلق قنابل مسيلة للدموع مستوردة من إسرائيل مما يؤكد وجود مؤامرة مكتملة الأركان تشارك فيها بعض الفضائيات والصحف للإساءة للشرطة ويجب ألا نغفل أقوال السائق بأن طاقم القناة صعد قبل التصوير إلي مقر حزب الغد.
وعبر سياسيون عن انزعاجهم الشديد من هذا الأمر، ومحاولة إحداث الوقيعة بين الشعب والشرطة لجر البلاد إلى منزلق فتنة، مؤكدين أن هذه الواقعة ربما تقود إلى الكشف عن معلومات غاية في الخطورة تمثل تهديدًا للأمن القومي المصري، واضعين الكشف عن هذه "الكارثة" في إطار الدور "المشبوه" الذي تقوم به الصحف والفضائيات تابعة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، وهو ما قالوا إنه يستدعي على الفور فتح تحقيق من قبل الأجهزة السيادية بالدولة حول العبث بالأمن القومي للبلاد.
وأكد المفكر الدكتور جمال أسعد لـ "المصريون"، أن هذا الأمر يشكل خطرًا شديدًا على الأمن القومي المصري ويهدد السلام الوطني والاجتماعي لجموع الشعب المصري، منتقدًا تورط فضائية ساويرس فيما وصفه بـ "الانحطاط الأخلاقي والرسوب المهني والتآمر على المصريين، من خلال محاولة الوقيعة بين أبناء الشعب وإثارة مخاوفهم بهذه الصورة الفجة والمريبة".
وشدد على أنه لا بد من وقفة حازمة مع من قام بهذا الفعل أيًا كان وضعه، ومعاقبته بأقصى عقوبة، ولا يجب التنازل أو التساهل معه لأن هذا يعتبر قضية أمن دوله عليا لا ينبغي السكوت عليها.
من جانبه، وصف عصام سلطان نائب رئيس حزب "الوسط"، الواقعة بأنها تشكل "كارثة بكل المقاييس ويجب تقديم المتورطين في هذا العمل الإجرامي إلى المحاكمة العسكرية وإنزال أقصى العقوبة بهم ومن قام بتحريضم للقيام بهذا العمل". وأكد أنه يجب على وزارة الداخلية أن تصدر بيانًا فوريًا توضح فيه حقيقة الأمر لكي لا يؤثر ذلك علي سلبًا على الشارع المصري.
بدوره، قال الكاتب السياسي محمد سيف الدولة، إن هناك إجماعًا بين المراقبين على أن قناة (on.tv) واحدة من خمسة منابر إعلامية تتحرك وفقًا لأجندة خاصة برجال أعمال يتفق أصحابها كل مساء ماذا يريدون أن يقرأ الشعب المصري غدًا من أخبار، ومن الكاتب الذي يريدون تلميعه، وما هو الموضوع الذي يريدون إثارته، وكلها لها أجندة خاصة تهدف إلى تحقيق مزيد من الأرباح، وتوطيد العلاقات مع أمريكا، في تكرار لأجندة ما قبل الثورة مع الفارق وهو أنه بدلاً من التقرب للنظام يتقربون للأمريكيين.
وأضاف: لا ينبغي أبدًا أن ننسى ما فعلته هذه القناة قبل الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس حينما استغلت ما قاله الشيخ أحمد المحلاوي بإحدى خطبه أن التصويت بـ "نعم" واجب شرعي في شن هجوم الشرس عل كل التيارات الإسلامية.
وتابع قائلاً: "أرى أن هذه القناة غير صادقة وموجهه وكنت أتمنى أن يكون نجيب ساويرس مالك القناة رجلاً مسلمًا حتى أستطيع مهاجمته، لأنه سبب لكثير من المشكلات التي تحدث في مصر الآن، لكن لا أستطيع مهاجمته حتى لا يقولون إنني أهاجم المسيحيين واختلق فتنة وغيرها من اتهامات تقال لمثلي ولا تقال بتاتًا لرجل كساويرس وأمثاله". | |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق