فراج إسماعيل (المصريون) 21-08-2011
لم يشارك أي مسئول من وزارة الداخلية أو الأجهزة التنفيذية في جنازة الشهيد حسن الحناط الذي شيعه أمس عشرة آلاف شخص في قريته "أوليلة" مركز ميت غمر، بعد أن قتله أمس جنود إسرائيليون بمقذوف حارق عند العلامة الدولية "79" بمنطقة النقب في وسط سيناء.
تقرير قوة المراقبة الدولية أثبت مخالفة الإسرائيليين لاتفاقية السلام واجتيازهم للحدود عند هذه المنطقة.
عدم مشاركة أي مسئول في جنازة واحد من حماة حدودنا الأبطال، تنبلة سياسية وأخلاقية لا حدود لها. وإذا كنا قد أُثرنا بشدة لقتل الصهاينة ستة من أبنائنا بعد عمليات إيلات الثلاث، فان تنبلة وزارة الداخلية عن المشاركة في جنازة أحد جنودها، يثيرنا بنفس القدر، لأنها إشارة للعدو قبل الصديق بأن دماءنا رخيصة لا قيمة لها.
ونحمد الله أن هذه الإشارة جاءت بعد ثورة شعبية عارمة اجتازت مصر من أقصاها لأقصاها غضبا مما فعلته إسرائيل فجعلت قادتها يراجعون أنفسهم ويتأكدون أنهم ليسوا في مواجهة نظم منبطحة، وأن قرار القاهرة يصنعه الشعب حاليا بقوة ضغطه وروحه الوطنية.
لا أعلم ما إذا كانت تل أبيب قد فوجئت بغضب الثورة المصرية العنيف الذي كاد يقتحم سفارة العمارة، لكنها وهذه أول مرة، أضطرت إلى بذل مجهود دبلوماسي كبير لتفسير ما حدث ومحاولة التخلي عن بيان سابق بأن طائرة حربية قتلتهم عن طريق الخطأ، والاستعاضة عنه بتفسير يقول إن الجنود المصريين كانوا مشتبكين مع نفس المسلحين الذين كانت الطائرة تهاجمهم وقتلوا في ذلك الاشتباك.
شالوم كوهين السفير السابق في القاهرة والقائم حاليا بأعمال السفارة وصل إلى القاهرة وقدم اعتذارا رسميا لوزارة الخارجية وأكد للمسئولين أنه يتم حاليا اجراء تحقيق في الموضوع.
وقالت صحيفة معاريف إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيلقي خطابا يعتذر فيه عن الحادث. وإلى ذلك أضاف مصدر عسكري إسرائيلي أن جيشهم لا يطلق النار عمدا باتجاه المصريين، وأنهم كانوا يطلقون النار باتجاه المسلحين الذين نفذوا عمليات إيلات الثلاث وعملوا على جانبي الحدود.
وفي محاولة لاطفاء حمى أثارتها تسيبي ليفني زعيمة المعارضة التي وصفت الحدود المصرية بأنها لم تعد حدود سلام، علق المصدر بأن تلك الحدود هي حدود سلمية، وأن إسرائيل تولي علاقاتها مع مصر أهمية كبرى من الناحيتين السياسية والأمنية.
لا يجب أن يقلل البعض من أهمية رد الفعل الشعبي والإعلامي والسياسي بدعوى ضبط النفس وأن مصر حاليا "مش ناقصة"، فالصمت معناه العودة إلى أخلاق وسلوك النظام المخلوع، والقول إن الوقت غير مناسب لذلك ضعف واستكانة لا يجوزان في حق مصر الكبيرة التي فجر شعبها واحدة من أعظم ثورات التاريخ قبل شهور قليلة.
من ناحية أخرى يجب على حماس أن تساعد مصر في القبض على عناصر مخربة تعمل من داخل قطاع غزة وتغزي الخارجين على القانون في سيناء بالسلاح، فهذه العناصر تعمل أساسا ضد الشعب الفلسطيني، لأن هدفها الرئيس ضرب التوجه الجدد لمصر الذي يرفض أي حصار ضد الأشقاء في غزة.
هذه العناصر تقتل المصريين على مدى الأسابيع الماضية وتقوم باشاعة أجواء الفوضى في شبه جزيرة سيناء وتصدر بيانات منسوبة للقاعدة للايحاء بأنها سيطرت عليها، حتى ذهب بعض المحللين الغربيين إلى القول إن استراتيجية هذا التنظيم من خلال قائده الجديد أيمن الظواهري نقل العمليات ضد الولايات المتحدة في أفغانستان وباكستان، إلى سيناء وضد إسرائيل.
وذلك سيكون مدخلا لإسرائيل لضرب قطاع غزة واجتياحه واجبار سكانه على النزوح لسيناء، وسيكون مبررا مناسبا لتصدير نظرية عدم قدرة مصر على تنفيذ بند في اتفاقية كامب ديفيد والخاص بألا تكون سيناء مصدر تهديد لأمن إسرائيل بعد خضوعها للسيادة المصرية، وفي حالة تبني هذه النظرية دوليا عن طريق الأمم المتحدة التي ترعي قانونا تلك الاتفاقية، ستلوح في الأفق أخطار تدويل سيناء، وتحويلها في وقت لاحق إلى وطن قومي للفلسطينيين بديلا عن وطنهم الشرعي.
إذا كنا غاضبين أشد الغضب من إسرائيل، فعتبنا أشد على الأشقاء في غزة بسبب حرية الحركة التي تمارسها جماعات متطرفة تغذيها جهات خارجية إقليمية ودولية، فالدماء المصرية غالية علينا جدا ولا نتهاون فيها سواء كان القاتل صهيونيا أو عميلا أو متطرفا أو مخربا من بني جلدتنا.
لم يشارك أي مسئول من وزارة الداخلية أو الأجهزة التنفيذية في جنازة الشهيد حسن الحناط الذي شيعه أمس عشرة آلاف شخص في قريته "أوليلة" مركز ميت غمر، بعد أن قتله أمس جنود إسرائيليون بمقذوف حارق عند العلامة الدولية "79" بمنطقة النقب في وسط سيناء.
تقرير قوة المراقبة الدولية أثبت مخالفة الإسرائيليين لاتفاقية السلام واجتيازهم للحدود عند هذه المنطقة.
عدم مشاركة أي مسئول في جنازة واحد من حماة حدودنا الأبطال، تنبلة سياسية وأخلاقية لا حدود لها. وإذا كنا قد أُثرنا بشدة لقتل الصهاينة ستة من أبنائنا بعد عمليات إيلات الثلاث، فان تنبلة وزارة الداخلية عن المشاركة في جنازة أحد جنودها، يثيرنا بنفس القدر، لأنها إشارة للعدو قبل الصديق بأن دماءنا رخيصة لا قيمة لها.
ونحمد الله أن هذه الإشارة جاءت بعد ثورة شعبية عارمة اجتازت مصر من أقصاها لأقصاها غضبا مما فعلته إسرائيل فجعلت قادتها يراجعون أنفسهم ويتأكدون أنهم ليسوا في مواجهة نظم منبطحة، وأن قرار القاهرة يصنعه الشعب حاليا بقوة ضغطه وروحه الوطنية.
لا أعلم ما إذا كانت تل أبيب قد فوجئت بغضب الثورة المصرية العنيف الذي كاد يقتحم سفارة العمارة، لكنها وهذه أول مرة، أضطرت إلى بذل مجهود دبلوماسي كبير لتفسير ما حدث ومحاولة التخلي عن بيان سابق بأن طائرة حربية قتلتهم عن طريق الخطأ، والاستعاضة عنه بتفسير يقول إن الجنود المصريين كانوا مشتبكين مع نفس المسلحين الذين كانت الطائرة تهاجمهم وقتلوا في ذلك الاشتباك.
شالوم كوهين السفير السابق في القاهرة والقائم حاليا بأعمال السفارة وصل إلى القاهرة وقدم اعتذارا رسميا لوزارة الخارجية وأكد للمسئولين أنه يتم حاليا اجراء تحقيق في الموضوع.
وقالت صحيفة معاريف إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيلقي خطابا يعتذر فيه عن الحادث. وإلى ذلك أضاف مصدر عسكري إسرائيلي أن جيشهم لا يطلق النار عمدا باتجاه المصريين، وأنهم كانوا يطلقون النار باتجاه المسلحين الذين نفذوا عمليات إيلات الثلاث وعملوا على جانبي الحدود.
وفي محاولة لاطفاء حمى أثارتها تسيبي ليفني زعيمة المعارضة التي وصفت الحدود المصرية بأنها لم تعد حدود سلام، علق المصدر بأن تلك الحدود هي حدود سلمية، وأن إسرائيل تولي علاقاتها مع مصر أهمية كبرى من الناحيتين السياسية والأمنية.
لا يجب أن يقلل البعض من أهمية رد الفعل الشعبي والإعلامي والسياسي بدعوى ضبط النفس وأن مصر حاليا "مش ناقصة"، فالصمت معناه العودة إلى أخلاق وسلوك النظام المخلوع، والقول إن الوقت غير مناسب لذلك ضعف واستكانة لا يجوزان في حق مصر الكبيرة التي فجر شعبها واحدة من أعظم ثورات التاريخ قبل شهور قليلة.
من ناحية أخرى يجب على حماس أن تساعد مصر في القبض على عناصر مخربة تعمل من داخل قطاع غزة وتغزي الخارجين على القانون في سيناء بالسلاح، فهذه العناصر تعمل أساسا ضد الشعب الفلسطيني، لأن هدفها الرئيس ضرب التوجه الجدد لمصر الذي يرفض أي حصار ضد الأشقاء في غزة.
هذه العناصر تقتل المصريين على مدى الأسابيع الماضية وتقوم باشاعة أجواء الفوضى في شبه جزيرة سيناء وتصدر بيانات منسوبة للقاعدة للايحاء بأنها سيطرت عليها، حتى ذهب بعض المحللين الغربيين إلى القول إن استراتيجية هذا التنظيم من خلال قائده الجديد أيمن الظواهري نقل العمليات ضد الولايات المتحدة في أفغانستان وباكستان، إلى سيناء وضد إسرائيل.
وذلك سيكون مدخلا لإسرائيل لضرب قطاع غزة واجتياحه واجبار سكانه على النزوح لسيناء، وسيكون مبررا مناسبا لتصدير نظرية عدم قدرة مصر على تنفيذ بند في اتفاقية كامب ديفيد والخاص بألا تكون سيناء مصدر تهديد لأمن إسرائيل بعد خضوعها للسيادة المصرية، وفي حالة تبني هذه النظرية دوليا عن طريق الأمم المتحدة التي ترعي قانونا تلك الاتفاقية، ستلوح في الأفق أخطار تدويل سيناء، وتحويلها في وقت لاحق إلى وطن قومي للفلسطينيين بديلا عن وطنهم الشرعي.
إذا كنا غاضبين أشد الغضب من إسرائيل، فعتبنا أشد على الأشقاء في غزة بسبب حرية الحركة التي تمارسها جماعات متطرفة تغذيها جهات خارجية إقليمية ودولية، فالدماء المصرية غالية علينا جدا ولا نتهاون فيها سواء كان القاتل صهيونيا أو عميلا أو متطرفا أو مخربا من بني جلدتنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق