(المصريون): | 20-03-2011 حشدت الكنيسة القبطية ورجل الأعمال نجيب ساويرس، الأقباط للتصويت بـ "لا" على التعديلات الدستورية، وقامت بعض الكنائس بتخصيص حافلات لنقل المسيحيين إلى مراكز الاقتراع للتصويت ضدها، بعد التشديد على ذلك من قبل رجال الدين الأقباط الذين أعطوا أوامر مباشرة برفض التعديلات، بزعم أنها جاءت "مفصلة" على مقاس "الإخوان المسلمين".
وأدلى البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية برأيه على التعديلات بمدرسة محمد فريد بشبرا، التي اعتاد التصويت فيها منذ سنوات، بالرغم من إمكانية تصويته في أي المدارس التابعة لقسم الوايلي الذي تتبعه الكاتدارئية المرقسية حيث يقطن.
وأكد أحد أعضاء سكرتارية البابا المرافقين له أنه صوت بــ "لا" لكنه لم يفصح عن ذلك حتى لا يقال إنه يؤثر علي إرادة الأقباط.
وكشفت مصادر بالمقر البابوي أن الكنائس القبطية أقامت قداسًا خاصًا لحشد الأقباط علي التصويت بـ " لا" بمناسبة "عيد الصليب"، الذي وافق الاستفتاء على التعديلات الدستورية ودعت الأقباط إلى التصويت بـ "لا".
واحتشد الآلاف من الأقباط داخل اللجان منذ الساعات الأولي للتصويت بـ "لا" على التعديلات، مؤكدين أن تعليمات كنسية صدرت إليهم برفض التعديلات الدستورية، بزعم أنها تصب في مصلحة "الإخوان المسلمين" فقط، ولا تحمل أي مكاسب للأقباط، ولم تستجب لتطلعاتهم برفض المادة الثانية من الدستور، والتي تنص علي أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع.
وبدا لافتا انتشار مجموعات من شباب الكشافة داخل مقار الاستفتاء بالعديد من اللجان لتحفيز الأقباط على التصويت بــ "لا"، كما حاولوا إقناع عشرات المسلمين بالتصويت بــ "لا" أيضًا.
وفي منشأة ناصر، باشر رجال الدين الأقباط عملية الدعاية المضادة للتعديلات بأنفسهم، من خلال استخدام سيارات في عملية التنقل بالمواقع المختلفة لحض الأقباط على التوجه إلى مراكز الاستفتاء التصويت بـ "لا" على التعديلات.
وشهدت لجان مدرسة السلطان برقوق ومدرسة منشاة ناصر ومدرسة أحمد عرابي إقبالا كبيرا من الأقباط، وظهر عدد من الأقباط أمام لجان الاقتراع يرفعون شعارات "لا لتعديل الدستور لأنه سيدمر الوطن".
وعندما اقتربت "المصريون" من أحدهم لسؤاله عن سر رفضه للتعديلات، رد قائلاً: "أنا معرفش وأنا شايل اللافتة دي علشان سيدنا ميزعلش".
وقام الأقباط باستخدام "التوك توك"، للدعاية ضد التعديل الدستوري، حيث عمد عدد كبير من الأقباط إلى دعوة المواطنين بالمنطقة التي يتواجد فيها أعداد كبيرة من المسيحيين بالتصويت ضد التعديلات، بزعم أنها ليست فى مصلحة الوطن، وقاموا بتوزيع أعلام مصر وأيضا نسخًا مصغرة من الإنجيل على الأقباط.
وفي منتصف النهار، انضم إلى الأقباط عدد من أعضاء حزب "الجبهة الديمقراطية" و"الجمعية الوطنية للتغيير" وقاموا بتوزيع أعلام على الناخبين أمام اللجان، وطلبوا منهم التصويت بـ "لا".
وكانت الكنائس المصرية الثلاثة أعلنت أنها ستصوت بـ " لا" مؤكدة أنها ترفض التعديلات الدستورية بدعوي أنها مجرد ترقيعات وليست تعديلات داعية إلي المشاركة بقوة في الاستفتاء ولكن بالتصويت بـ "لا".
وقال القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء في مسطرد في الأسبوع الماضي: "لابد أن نخرج من بيوتنا لرفض التعديلات التي يدعو لها "الإخوان المسلمون" لأنها متفصلة على مقاسهم، كلنا نقول من سن 18 سنجد خانة خضراء "سيبوها" وخانة أخري سوداء ندون عليها "علامة صح".
كما أطلق الأب متياس كاهن كنيسة السيدة العذراء والبابا كيرلس بعزبة النخل نداءً لجميع رعايا الكنيسة القبطية برفض التعديلات مؤكدين أنها تخدم فكر "الإخوان".
وعبر الأب ميتاس عن قلقه من احتمال أن يهيمن الإسلاميون و"الإخوان" على الانتخابات البرلمانية تمهيدا لتشكيل الحكومة والدعوة لإقامة الخلافة الإسلامية، وطالب بوضع دستور جديدـ وإتاحة مزيد من الوقت أمام القوى السياسية غير الإسلامية لتجميع صفوفها والتواجد في الشارع.
وقال الأب متياس كاهن كنيسة السيدة العذراء، ان كل شخص حر في رأيه لكن دوره كرجل دين مسئول عن إنارة الطريق أن يقول للناس إن هذه التعديلات تخدم فكر "الإخوان". وأضاف إنه يرى ضرورة التصويت بـ "لا"، لأن مثل هذه التعديلات لا تصلح لبناء دولة مدنية حديثة وهذا ليس رأي الأقباط وحدهم لكنه رأي كل مصري معتدل يريد دولة مدنية.
كما شهدت المنتديات المسيحية ومجموعات "الفيسبوك" حشدًا غير مسبوق للكتلة القبطية لتوجيهها للتصويت برفض التعديلات الدستورية، بزعم أنها تخدم التيار الإسلامي الذي أعلن موافقته علي التعديلات "إخوان ووسط وسلفيين"، بعكس التيار التقدمي الذي تميل إليه قيادات الكنائس. | |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق