أبرز أمراء السعودية.. الأمير محمد بن نايف مرشح للخلافة
وزير الداخلية السعودية الأمير محمد بن نايف.
برز نجم الأمير محمد بن نايف بعد تعيينه وزيراً للداخلية في السعودية مؤخراً ليصبح دوره شديد الأهمية بالنسبة لأسرة آل سعود الحاكمة وهو دور كان حتى تعيينه يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حكراً على الجيل الحاكم الحالي.
وتتناول "أريبيان بزنس" في هذا التقرير الحديث عن دور أبرز الأمراء السعوديين في ظل مرض العاهل السعودي الملك عبدالله الذي زاره اليوم الأحد بالمستشفى كبار أعضاء الأسرة الحاكمة بعد أسبوع من إجراء جراحة "لتثبيت التراخي في الرابط المثبت أعلى الظهر".
ونشرت وكالة الأنباء السعودية أمس السبت تقريراً أرفقت به صورة لمسؤولين وأفراد من الأسرة الحاكمة تجمعوا داخل مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني لكنها لم تذكر من الذين سمح لهم برؤية الملك أو متى يتوقع أن يغادر المستشفى.
ودخل الملك عبد الله المستشفى في 16 نوفمبر/تشرين الثاني وأعلن الديوان الملكي أنه خضع لجراحة ناجحة في الظهر استمرت 11 ساعة. ولم تنشر أي صور للملك على غير ما جرى في المرات السابقة.
وكان الملك عبد الله قد خضع لعملية مماثلة في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي وأجريت له جراحتان في الظهر في الولايات المتحدة عام 2010 لعلاج انزلاق غضروفي قضى بعدها ثلاثة أشهر خارج السعودية للنقاهة. وبعد العملية التي أجراها في الظهر العام الماضي، ظهر على شاشة التلفزيون الرسمي بعد يومين من الجراحة وخرج من المستشفى عقب إجرائها بخمسة أيام.
وبالعودة إلى الأمير محمد، يقول "بيل لاو" محلل شؤون الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن تعيين الأمير محمد وزيراً للداخلية يعتبر خطوة ذات مغزى عميق في "لعبة الشطرنج" السياسية المعقدة الجارية على قدم وساق في صفوف الأسرة السعودية المالكة والتي تهدف إلى خلافة الملك عبدالله.
ويوضح "لاو" قائلاً إن العاهل السعودي الملك عبد الله كان جريئاً وأكثر مناورة على نحو غير معتاد عندما نحى الأمير أحمد بن عبد العزيز الذي سبق وعينه في منصبه قبل أشهر. وقال مرسوم ملكي حينها إن الأمير أحمد، وهو أخ غير شقيق للملك، قد أعفي من منصبه "بناء على طلبه".
غير أن مراقبون يعتقدون أن الأمير أحمد "لم يقدم استقالته طواعية" بل هو قرار "مفاجئ".
لذا ما هو سبب تنحية الأمير أحمد وماذا يعني ذلك؟
يقول مايكل ستيفينس، لدى المعهد الملكي للخدمات المتحدة، "لا يوجد سبب واحد"، لقد شرع الأمير إلى تنحية عدد من كبار المسؤولين الذي يعتبروا من المقربين للأمير محمد، ذلك في حد ذاته يثير اضطراباً في إحدى إدارات الحكومة التي تعد الأكبر والأهم في البلاد.
وبحسب مراقبون، يتزايد القلق من هاجس عبور شباب سعودي للحدود والانضمام للقتال ضد نظام بشار الأسد في سوريا التي تشهد صراعاً مسلحاً بين قوات المعارضة المسلحة وقوات الجيش والأمن السوري. وذلك في نفس الوقت التي تعد السعودية إحدى أكثر الدول دعماً للمعارضة السورية المسلحة ولكنها ترغب ببقاء تلك المعارضة تحت سيطرتها.
وقالت تقرير لـ "بي بي سي" قبل أيام إن الملك عبد الله على دراية واسعة بحقيقة أن الجهاديين الذين ذهبوا إلى أفغانستان في الثمانينيات والتسعينيات تسللوا عائدين إلى بلاده وشكلوا شبكة محلية من المسلحين الذين استعانوا بخبراتهم العسكرية في تدريب جيل جديد بدأ في شن هجمات على الأجانب في المملكة بل وعلى الأسرة الحاكمة السعودية نفسها.
إلا أن صياغة سيناريو جهادي كهذا شيء لا تتهاون بشأنه الأسرة الحاكمة في السعودية، كما أن الأمير أحمد يعتبر على نطاق واسع غير مؤهل لمهمة مواجهة التحديات، ولا تنامي معارضة الشيعة في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط.
منصب قوي
ويؤكد محسن العواجي، رجل الدين السعودي والمحامي وثيق الصلة بأسرة نايف، إن وزارة الداخلية في السعودية "هي البلد، إنها الحكومة والشخص الذي يتولى إدارتها يصبح في أكثر المواقع حساسية في المملكة".
وتقول "بي بي سي" إن الملك عبدالله استطاع تحريك الأمير محمد إلى موقع أبرز على رقعة الشطرنج، وهو ما يجعل الإجراء بارزاً من حيث السن أيضاً، فهو في الثالثة والخمسين من عمره.
وقال "العواجي" إن "الملك عبد الله أول حاكم يضع الكفاءة والقدرة على تولي المهام قبل عامل السن... قد لا يسعد البعض داخل الأسرة الحاكمة بالإجراء، لكنه جيد ولمصلحة البلاد. إنه يفتح قناة جديدة للحوار والتغيير".
وتشير الـ "بي بي سي" إلى أن الإجراء يفتح احتمالاً مهماً بأن حاكم السعودية القادم سيتخطى جيلاً، كما أن احتمال أن يخلف الأمير محمد الملك عبد الله يبعث الرضا لدى واشنطن حليفة الرياض.
ويقول مايكل ستيفنس إن الأمريكيون يعتبرون الأمير محمد "مديراً جيداً، إنهم يحبونه... سيحمي إصلاحات عبد الله وسيضمن عدم ضياع المكاسب المحققة".
وتولي الدبلوماسية الأمريكية منطقة الشرق الأوسط الثرية بالغ الأهمية، وتشير "بي بي سي" إلى أن ذلك يجعل الأمير محمد حليفاً قوياً وأن كان الإجراء يتحرك سراً بيد أن موقعه على رقعة الشطرنج الآن تذكي هذه الاحتمالية على نحو أقوى من السابق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق