مرسي بحاجة لعدو خارجي
مرسي بحاجة لعدو خارجي
في معرض متابعتها للتطورات، التي تشهدها مصر، على خلفية إصدار الرئيس محمد مرسي إعلانا دستوريا مثيراً للجدل، تنشر صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" تعليقا للمستشرقة مارينا سابرونوفا، ترى فيه أن ما يحدث في مصر ليس وليد الصدفة، بل كان هناك الكثير من المؤشرات على قرب انفجار الأوضاع. فمن المعلوم للجميع أن أكثر من نصف المواطنين المصريين، كانوا يعارضون السياسة التي ينتهجها الرئيس مرسي، وكانوا بانتظار اللحظة المناسبة للتعبير عن ذلك. ومن المعروف كذلك أن الشرائح الليبرالية في المجتمع المصري والفئة الشبابية كذلك، كانت ولا تزال تسعى لتحرير النظام السياسي. لكن الأمور، لم تقف عند حد الجمود، وعدم التحرك نحو الديموقراطية، بل سارت نحو إعادة إنتاج النظام القديم.
يرى بعض الخبراء أن ما حدث في مصر، كان متوقعا لعدة أسباب من أهمها قلة خبرة الرئيس مرسي في العمل السياسي، وإدارة شئون الدولة. فقد أكدت أحداث الأيام الأخيرة أن مرسي أقدم على خطوة غير مدروسة. هذا بالاضافة إلى أنه لم يحقق حتى الآن الكثير من وعوده الانتخابية. لهذا فهو مطالب الآن، أكثر من أي وقت مضى، بإتقان فنّ المناورة والمراوغة، لكي يتمكن من تجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر. وعليه كذلك أن يكون مستعدا للقادم من الأيام، لأن الأوضاع الاقتصادية في بلاده، تنذر باندلاع المزيد من الاضطرابات. وعليه أن لا يشغل نفسه بالبحث عن أعداء خارجيين، لكي يضمن التفاف الشعب حوله.
من المرجح أن يبحث الرئيس المصري عن حل وسط، لأن الذهاب إلى مواجهة مفتوحة مع نصف المجتمع، ومع السلطة القضائية، يمكن أن يؤدي الى ما لا يحمد عقباه، بالنسبة لمستقبله السياسي، وبالنسبة لأمن البلد واستقراره.
إن هذه الأجواء المشحونة تعيد إلى الأذهان الأحداث التي شهدتها مصر إبان الثورة. فحتى إذا لم تؤد المواجهات الشعبية الحالية إلى تغيير جديد في طبيعة السلطة القائمة، إلا أنها تشكل ضربة قوية لهيبة رأس السلطة ـ الرئيس مرسي. ومن المؤكد انه لن يكون باستطاعة المعارضة أن تزيح الرئيس عن السلطة لأن الإسلاميين لن يتركوه فريسة سهلة لهم. لهذا يجب على كافة أطراف المعارضة أن ترص صفوفها لتحقيق أكبر قدر ممكن من تطلعاتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق