نقلا عن المصريون | 11-02-2011 توفي صباح الخميس الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية إبان حرب أكتوبر عام 1973، والذي يوصف بأنه العقل المدبر للهجوم المصري على الساتر الترابي "خط بارليف"، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض.
وشغل الشاذلي المولود في أبريل 1922 منصب رئيس الأركان في الفترة من 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973. وهو أحد أبرز القادة العسكريين وصاحب خطة الهجوم المصري على خط بارليف في حرب أكتوبر.
وقد اختلف مع الرئيس الراحل أنور السادات بسبب التعامل مع ثغرة الدفراسور في الأيام الأخيرة من الحرب، وتمت إقالته في ديسبر من نفس العام، ليكون سفيرا لمصر في بريطانيا ثم نقل الى البرتغال عام 1978.
في عام 1978 انتقد الشاذلي بشدة معاهدة كامب ديفيد التي أبرمتها مصر مع إسرائيل وعارضها علانية، مما جعله يتخذ القرار بترك منصبه والذهاب إلى الجزائر كلاجئ سياسي.
وفي المنفى كتب الفريق الشاذلي مذكراته عن الحرب والتي اتهم فيها السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغمًا عن جميع النصائح من المحيطين أثتاء سير العمليات على الجبهة أدت إلى وأد النصر العسكري والتسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.
كما اتهم في تلك المذكرات الرئيس السادات بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الاشتباك الأولى وأنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس السادات بإساءة استعمال سلطاته وهو الكتاب الذي أدى إلى محاكمته غيابيا بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة. ووضعت أملاكه تحت الحراسة, كما تم حرمانه من التمثيل القانوني وتجريده من حقوقه السياسية.
وعاد إلى مصر عام 1992 بعد 14 عامًا قضاها في المنفى بالجزائر وقبض عليه فور وصوله مطار القاهرة وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن دون محاكمة، رغم أن القانون المصري ينص على أن الأحكام القضائية الصادرة غيابياً لابد أن تخضع لمحاكمة أخرى.
وجهت للفريق للشاذلي تهمتان الأولى هي نشر كتاب بدون موافقة مسبقة عليه، واعترف الشاذلي بارتكابها، أما التهمة الثانية فهي إفشاء أسرار عسكرية في كتابه، وقد أنكر صحة هذه التهمة الأخيرة بشدة، بدعوى أن تلك الأسرار المزعومة كانت أسرارًا حكومية وليست أسرارًا عسكرية.
وأثناء تواجده بالسجن، نجح فريق المحامين المدافع عنه في الحصول على حكم قضائى صادر من أعلى محكمة مدنية وينص على أن الإدانة العسكرية السابقة غير قانونية وأن الحكم العسكري الصادر ضده يعتبر مخالفاً للدستور.
وأمرت المحكمة بالإفراج الفورى عنه، رغم ذلك، لم ينفذ هذا الحكم الأخير وقضى بقية مدة عقوبته في السجن، وخرج بعدها ليعيش بعيدًا عن أي ظهور رسمي، وظهر لأول مرة بعد خروجه من السجن على قناة "الجزيرة" في برنامج "شاهد على العصر" في 6 فبراير 1999.
ويعد الفريق الشاذلي هو الوحيد من قادة حرب أكتوبر الذي لم يتم تكريمه بأى نوع من أنواع التكريم, وتم تجاهله في الاحتفالية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب أكتوبر والتي سلمهم خلالها الرئيس أنور السادات النياشين والأوسمة كما ذكر هو بنفسه في كتابه مذكرات حرب أكتوبر. | |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق