|
حلقات التذكير عامل مهم لانتشار الثورة
|
بدأ المتظاهرون بميدان التحرير في انتهاج وسائل جديدة لاستقطاب تأييد المزيد من المصريين للثورة، والخروج المليوني الأكبر يوم الجمعة المقبل، الذي أطلقوا عليه اسم "جمعة الطوفان"، عبر البيان الشخصي، وتوزيع المنشورات، وحديث الذكريات.
"ما رفضناه من قمع الشرطة سنرفضه إذا وقع من الجيش. لن نساعدهم على أن يحاصرونا، وسوف نخوض حرب منشورات، ولا بد أن يستيقظ الوعي، وأن تستمر الثورة ساخنة".
|
مكبرات الصوت وسيلة للحشد الثوري
|
هكذا هتف الشيخ صلاح أبو إسماعيل في المتظاهرين بميدان التحرير الثلاثاء قائلا كل واحد يأتي باثنين. هذه ثورة وليس مظاهرات. وشعار "سلمية" ليس معناه "سلبية"، ولن نصانع قوة قد تضربنا غدا. ولا بد من التحرك في كل الشوارع".
والأمر هكذا يطوف شباب كُثُر بمكبرات الصوت في أرجاء الميدان، يديرون الحوارات مع الجمهور، ويردون على أسئلتهم، ويؤكدون لهم أهمية الوحدة حول هدف إسقاط نظام الرئيس حسني مبارك، وتوسيع المشاركة الشعبية في الثورة.
حديث المنشورات
المنشورات وسيلة أيضا لنشر فكر الثورة، وقد أطلق المعتصمون هنا صحيفة يومية باسم (ميدان التحرير)، وصحيفة أخرى بعنوان (صوت الثورة)، وتنقل هذه الصحف الأخبار من ميدان التحرير أولا بأول، وقصص الشهداء، والبيانات المختلفة للقوى السياسية والناشطين، وكلها تتماشى مع مطالبهم، وأولها تنحية حسني مبارك.
خط.. وقدوة
يقول أشرف محروس محمد "أحاول نقل الأخبار والحقائق أولا بأول للشباب في محافظتي من خلال خط يومي ساخن، لتصحيح المفاهيم، وتفنيد الأكاذيب".
ويضيف للجزيرة نت "النظام ما زال يهاجمنا بإعلامه، ويزعم وجود عناصر دخيلة بيننا، وتقديم أموال ووجبات ساخنة لنا، وكلها أكاذيب، ونحن نقول للناس: لا تصدقوه، وتعالوا شوفونا على الطبيعة".
|
متظاهر يحذر من أن سليمان ومبارك وجهان لعملة واحدة (الجزيرة نت) |
وثمة وسيلة أخرى وهي البرهان العملي، يقول عبد الرحمن محمد -الذي أصيب في جمعة الغضب يوم 28 يناير/كانون الثاني الماضي- للجزيرة نت "تعرضت للضرب برصاصة خرطوش، وهناك خمسون شظية في قدمي، وبرغم ذلك أنا موجود ليراني الناس بالقدوة العملية".
بدوره علي أحمد حسن (محام) كان شاهد عيان منذ 25 يناير/كانون الثاني على ما وقع من سفك للدماء، يقول إنه حريص على التعرف إلى كل زائر لتصحيح ما لديه من انطباعات خاطئة عن الثورة.
ويضيف "هنا دولة التحرير، وهي تقوم على العدالة والكرامة والحرية والتنوع. وخارج الميدان هناك دولة مبارك التي تستند إلى الفساد والاستبداد وإهدار الكرامة".
أسئلة.. وذكريات
أكثر الأسئلة التي يطرحها الناس، كما يوضح نصر الدين حامد (محام وشاعر)، تدور حول كيفية التمكن من التصدي للبلطجية يوم الأربعاء الماضي (2 فبراير)،" فأروي لهم ما حدث بدءا من هجوم البلطجية بالطوب ثم بالسكاكين ثم بالجمال والخيول ثم برصاص القناصة التابعين لجهاز الأمن".
|
الدعاء الجماعي سلاح يهرع إليه المتظاهرون |
ويكتب محمود بيومي هيكل ذكرياته هو الآخر يوما بيوم عن الاعتصام، ويعتزم جمعها في كتاب، مشيرا إلى أن ما حدث من مقاومة يجب تدريسه لأبناء الشعب.
وهذا أيضا طلعت محمد -الذي شارك في المظاهرات منذ بدايتها يوم 25 يناير، ويحرص على رواية ما حدث من أهوال لكل من يأتي لزيارة الميدان- يقول للجزيرة نت "أعتبر ذكرياتي هنا أغلى من الكنوز لأنها تفنى، أما الذكريات فستبقى".
مستقبل أبنائي
وسائل الشباب السابقة أقنعت كثيرين من المصريين بالانضمام للثوار. يقول شعبان يوسف محمد إنه جاء من الصعيد للاحتكاك بهم عن قرب.
أما منى جمعة (ربة منزل) فتقول "هذا أول يوم آتي فيه إلى الميدان، وقد فوجئت بأن الصورة مختلفة تماما عن حديث التلفزيون المصري عنهم، فشبابنا ليس تافها كما يقولون، بدليل أنه قام بهذه الثورة، وأنه حمى ممتلكاتنا وبيوتنا وأعراضنا".
وتتابع "انضممت إلى الثورة بحثا عن مستقبل أفضل لأبنائي".
ومتفقة معها تقول صباح (موظفة) تركت زوجي وأبنائي للتواصل مع هؤلاء الشباب، وسمعت منهم ما يبعث على الفخر، وأقول "سلمت كل بطن أنجبت هؤلاء الشباب، وأقبل الأرض تحت أقدامهم أن يستمروا في ثورتهم، حتى يسقط النظام، ونسترد حقوقنا كاملة، مهما كانت التضحيات"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق