(المصريون): | 04-03-2011 00:04 قابلت حركات وقوى التغيير بارتياح استقالة الفريق أحمد شفيق رئيس حكومة تسيير الأعمال، معتبرة أن هذا الأمر الذي كان يمثل أبرز مطالب ائتلاف ثورة 25 يناير يمثل انتصارًا للثورة، وقررت تعليق الاعتصام المفتوح الذي كان مقررًا اليوم الجمعة بميدان التحرير حتى لحين إسقاطه وتحقيق باقي مطالب الثورة، وتحويله إلى احتفال بالنصر، ودعت إلى الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة التي كلف بها المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شئون البلاد الدكتور عصام شرف وزير النقل الأسبق.
وعبر الشباب بميدان التحرير عن سعادتهم بالخطوة، ورددوا شعار "الشعب والجيش إيد واحدة"، خاصة وأن اختيار شرف جاء بتزكية من ممثلي شباب الثورة، ولكونه يحظى بقبول واسع بينهم، فقد كان أحد الذين تقدموا مسيرة لأساتذة الجامعات خلال الثورة، ويعمل أستاذًا بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وشغل منصب وزير النقل بحكومة الدكتور أحمد نظيف خلال الفترة من يوليو عام 2004 إلى ديسمبر 2005، واستقال بعد حادث قطار قليوب، ويعد واحدًا من أبرز خبراء النقل بالعالم.
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة أصدر ظهر الخميس بيانًا على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أعلن فيه قبول استقالة الفريق أحمد شفيق من رئاسة الوزراء، وتكليف الدكتور عصام شرف بتشكيل الحكومة الجديدة، الأمر الذي اعتبره ائتلاف شباب الثورة "يمثل خطوة هامة على طريق إسقاط بقايا النظام".
وأصدر الائتلاف بيانًا تقدم فيه بالشكر للمجلس الأعلى للقوات المسلحة على استجابته لهذا المطلب، وقال إنه "يتوجه بالتهنئة لشعب مصر العظيم الذى تواصل ثورته تحقيق أهدافها بانتصار جديد للإرادة الشعبية والوطنية باستقالة الفريق أحمد شفيق وتكليف الدكتور عصام شرف بتشكيل الحكومة".
وفي ضوء هذا التطور أعلن الائتلاف تعليق الاعتصام الذى كان ينوي البدء فيه مساء اليوم الجمعة ووقف المسيرات من مناطق متعددة إلى ميدان التحرير وأشكال التصعيد الأخرى، والاكتفاء بمظاهرة كبيرة في ميدان التحرير احتفالا بالانتصار الجديد للثورة وذكرى أربعين شهداء الثورة ووجه الدعوة إلى الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء لمشاركة شباب الثورة احتفالهم.
وحث الائتلاف رئيس الوزراء المكلّف الذي جاء اختياره بفضل الضغط الشعبي على الإسراع بتشكيل حكومة تكنوقراط وطنية، بالتشاور مع القوى الوطنية والشبابية والمجتمعية، على أن تخلو من أى أسماء تنتمى إلى النظام السابق بسياساته وأشخاصه وحزبه.
وفي الوقت الذي أكد فيه أنه يترقب الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة في أقرب وقت ممكن دعاها للبدء في وضع جدول زمني لاستكمال تحقيق أهداف الثورة وعلى رأسها: حل جهاز أمن الدولة وإعادة هيكلة وزارة الداخلية برئاسة وزير مدني، الإفراج الكامل عن المعتقلين السياسيين.
وطالب بمحاكمة عاجلة وعلنية لكل من أصدر أو نفذ أمر باستخدام العنف وإطلاق النار ضد الثوار بدءًا من 25 يناير، استكمال ملاحقة الفاسدين الذين نهبوا ثروات الشعب المصري ومحاكمتهم، الدعوة لانتخابات مبكرة للمجالس المحلية، بحث المطالب الاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري؛ وأولها تطبيق الحكم القضائى بحد أدنى للأجور، مع وضع حد أقصى بنسبة (1: 15)، وحل اتحاد العمال الحالي، وإجراء انتخابات لاختيار اتحاد يمثل عمال مصر بنقاباتهم المستقلة.
وجدد الائتلاف دعوته إلى مد الفترة الانتقالية بقيادة مجلس رئاسي، وتأجيل المواعيد المحددة الانتخابات التى أعلنها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بالتوازي مع إطلاق الحريات العامة ووقف العمل بقانون الطوارئ، وتعديل قانون الأحزاب بما يضمن حق تأسيس الأحزاب بمجرد الإخطار .
وأبدى الائتلاف ترحيبه بالمساهمة بأي دور يمكنه المساهمة فيها مع الحكومة الجديدة بعد تشكيلها وفي إطار التزامها باستكمال أهداف الثورة، بما يحقق استعادة الهدوء للأوضاع الأمنية والاقتصادية للوطن.
من جهتها، أبدت الحركة المصرية للتغيير "كفاية" ترحيبها لتجاوب المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع المطالب بإقالة أحمد شفيق، باعتبار هذا الأمر يمثل أحد أهم أولويات شباب الثورة.
وقال مجدي حسين، المنسق العام لحركة "كفاية": "لقد كنا واثقين أن الشعب المصري الذي أسقط الطاغية الأكبر مبارك قادر على إسقاط هذه الدمية -شفيق- الذي كان يعد امتدادًا للنظام السابق"، واعتبر أن اليوم الجمعة سيكون لاحتفال جماهير الثورة بهذا النصر، إضافة إلى إبراز باقي مطالب الثورة التي لم تتحقق بعد.
وأكد أن الشعوب العربية حينما تريد لا يوقفها أحد مهما كان، وأن ما حدث في مصر هو ذاته ما حدث في تونس حينما أراد الشعب التونسي اسقاط محمد الغنوشي رئيس الوزراء السابق، لأنه من بقايا نظام زين العابدين بن علي.
من جانبه، قال عبد الحليم قنديل المتحدث الرسمي باسم "كفاية": "نرحب باستجابة المجلس العسكري لأول مطلب من المطالب العاجلة بإقالة حكومة أحمد شفيق واختيار الدكتور عصام شرف المعروف بنزاهته ومهنيته على رأس حكومة كفاءات، وندعو إلى الاستمرار في تنظيم مليونيات الجمعة حتى تتحقق كامل أهداف الثورة".
وأوضح أن هذه المطالب تتمثل في إقالة كافة المحافظين، وحل المجالس المحلية المزورة، حل حزب الرئيس المخلوع، ومحاكمة قياداته وإعادة مقراته للدولة، حل جهاز مباحث أمن الدولة، ومحاكمة قياداته، ومحاكمة المسئولين عن جرائم إطلاق النار على المتظاهرين والفراغ الأمني.
ودعا قنديل إلى تنظيم مرحلة انتقال واضحة الأهداف تبدأ بإعلان دستوري مؤقت وإطلاق الحريات العامة، وتشكيل جمعية تأسيسية منتخبة لوضع دستور جديد للبلاد تمهيدا لإجراء انتخابات برلمانية بالقوائم النسبية غير المشروطة، ثم انتخابات رئاسية.
وشدد على رفض "كفاية" الاقتصار على إجراء تعديلات في الدستور، وطالب دستور جديد، كما أعلن رفضها إجراء الانتخابات بالنظام الفردي الذي يغلب عليه معاني العصبية والمال والبلطجة على الاختيار السياسي، على حد قوله.
بدوره، رحب أحمد ماهر المنسق العام لحركة "شباب 6 أبريل" باستقالة رئيس حكومة تسيير الأعمال، ووصفها بأنها "خطوة طبية"، جاءت استجابة لاتفاق مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لكنه طالب بإقالة أربعة وزراء يحظيان بالقبول الشعبي من بينهم وزيري الداخلية والخارجية.
وقال ماهر إن هذه الخطوة جاءت استجابة لضغوط الشباب، والدعوة للاعتصام المقرر اليوم الجمعة من أجل المطالبة باستقالة شفيق، علاوة على أدائه السيء خلال استضافته على أحد القنوات المصرية المستقلة ليل الأربعاء.
مع ذلك أكد أن المظاهرة المقررة الجمعة بميدان التحرير "مازالت قائمة وسننزل للميدان"، للتظاهر كما دأب الثوار على التظاهر في يوم الجمعة خلال الأسابيع الماضية.
وأضاف إنه "على الرغم من أن إقالة شفيق أحد مطالبنا، إلا أنه لدينا مطالب أخرى، كـ"حل جهاز أمن الدولة الذى خرب الحياة السياسية خلال الفترة الماضية وتفكيك الحزب الوطني الحاكم سابقا وتسليم كل مقراته للدولة".
وتابع: "إقالة شفيق ليست نهاية المطاف نحن نطالب أيضا بإقالة وزير الداخلية لأدائه السيء ووزير الخارجية الذي يصفه نظراؤه فى العالم بالفاشل، ووزير العدل الذى كان له دورا في تزوير الانتخابات ومعاقبة القضاة المحترمين الذين وقفوا ضده، وكذلك وزير الإنتاج الحربي الذي يوجد في وزارته فساد كبير وعدم شفافية، أما باقي الوزراء فيمكن بقاؤهم"، بحسب رأيه. | |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق