المستشار أشرف البارودي يكتب: إلى السيد اللواء/ مدير أمن دمنهور..تبّت يدك!ّ
بصراحة وشفافية شديدة يا سيادة اللواء، أنا لست واثقا هل أنت جان أم ضحية. أرى سيادتك ضحية حكامك ( ولم يكونوا أبدا حكامنا)، ذلك أن حرصهم على تلقينك أصول القانون وأنت بعد طالبا في كلية الشرطة لم يكن في مستوى حرصهم على تعليمك كيفية التعامل مع المصريين في الشارع بالعنف والقهر والتعالي، لعلهم قالوا لك أن شعب مصر ما هو إلا خراف متنكرة في صورة بشر، وأنهم جميعا هم العبد وأنت السيد، ثم أخبروك أن القوانين معطلة بقانون الطوارئ ومن ثم فلا حاجة بك إلى وضع القانون نصب عينيك وأنت تتعامل مع من هم مجرد خراف، وأن النيابة العامة يدها مقطوعة ولن تحاسبك، وأن الكل سينحني لسيادتك ويتظرّف معك ويتزلف إليك ويتمنى رضاك ويتحسب من نوبات غضبك المتكررة بين الحين والحين، ثم أخبروك أن لقبك هو "معالي الباشا" وأخيرا أعطوك طبنجة وأطلقوك على الناس. يجب أن تدرك يا سيدي أنك لست إلا ثمرة فاسدة لحكام فاسدين في نظام فاسد حرص على ألا تعمل سيادتك يوما خارج نطاق قانون الطوارئ الذي تربيت عليه منذ ما يقرب من ثلاثين عاما حتى الآن ولم تعرف غيره طوال فترة خدمتك، أنت إبن الطوارئ، وما أنت إلا فتفوتة صغيرة جدا من أزمة شرطية مستحكمة تعصف بمصر كلها، أزمة جهاز الشرطة المنفلت زمامه منذ سنوات من ناحية دون ضابط أو رابط أو رقيب أو حسيب، وأزمة كراهية الشعب كله لك ولأمثالك إلى درجة التحريم، أنت تحتاج لعلاج ولا أظن بعد كل هذا الإفساد الذي تعرضت له أنه يوجد علاج لك سوى البتر، او التطهير بلغة الثورات، ولن ينصلح حال مصر وينضبط أمنها وتستقر أحوالها إلا باختفاء أمثالك من مقاعد السلطة المطلقة التي هي مفسدتك المطلقة!لا أرى لك مكانا في مصر إلا أقرب ما يمكن بجوار السيد وزير الداخلية اللواء/ حبيب العادلي، وأظن أنه منذ أسابيع قليلة كنت ستعتبر قربك منه شرفا كبيرا لك، ارجو ألا يكون إحساسك هذا قد تغير لمجرد أنه أخيرا أصبح الرجل المناسب في المكان المناسب!! وإلا اتهمت بعدم الولاء والوفاء لرؤسائك ومن هم مثلك الأعلى وما أرى إلا أنك يجب ان تلحق بهم أينما ذهبوا. إن مصر في أمس الحاجة لأن تتطهر من جيلك. ونحن أيضا أبناء هذا الشعب لسنا أفضل منك حالا، نحن أيضا في حالة إلى علاج من حالة الكراهية المزمنة والشك والريبة وعدم الثقة التي نحملها للجهاز الذي تتشرف أنت بالإنتماء إليه ولا يتشرف هو بانتمائك إليه! فلتعلم يا سيادة اللواء أن الأيادي التي تريد قطعها هي ذاتها التي تضع الطعام على مائدتك لتأكل أنت وأولادك، وتضع الوقود في سيارة سيادتك وتكاليف السائق الذي يقودها لك لكي تركب وتنبسط، يفعلون ذلك من الضرائب التي قسمت وسطهم، لينفق حكامك منها على معسكرات الأمن المركزي، أكثر من مليون إنسان يأكلون ويشربون ويتدربون على مدار الساعة من عرق هؤلاء الذين تريد قطع يدهم لكي يضربوهم بعد ذلك بفلوسهم!!وفي سبيل أن تأكل أنت، يجوعون هم ويتعرون ويغرقون في البحر بحثا عن لقمة عيش ومستقبل أكرم يكابدون شتى صنوف الفقر فضلا عن العذاب الذي يتلقونه على أياديكم البيضاء. فلتعلم يا سيادة اللواء أنك خادم لهؤلاء بما أنفقوه عليك، ولست سيدهم ولن تكون، فإذا كانت الشرطة قطعا في خدمة الشعب فما إذن إلا أنت خادم، أنا شخصيا يشرفني كل الشرف أن أكون خادما لأبسط أبناء هذا الشعب الذي وضعني على المنصة ومنحني ثقة غالية تاجا على رأسي لأحكم بين الناس بالعدل، ولا أعرف إذا كنت حقيقة أنك خادم لهؤلاء الذين تهدد بقطع يدهم تشرفك أنت أيضا أم لا، ولكني أعرف قطعا أنها لا تشرفهم.اختلط عليك الأمر يا سيادة اللواء، فأنت مهمتك الأصلية أن تتأكد أن الناس يشعرون بالأمن، وما أراك إلا خطرا عليه، وألفت نظرك لأن العنف لا يولد إلا عنفا مضادا اشد ولو بعد حين سيسقط على رأسك من حيث لا تحتسب، ولا افهم كيف خانك ذكائك وأعماك الكبر فلم تع درسا لم تمض عليه سوى أيام وأسابيع، لا أظن أنك سوف تستوعبه أبدا، فإذا كانت نفسك الأمارة بالسؤ قد أوحت لك أنه يمكنك أن تخرج على الناس لتلقي بتهديداتك لهم بقطع يدهم فأنا وببساطة أقول لك يا سيادة اللواء قطع لسانك !..إلزم حدودك وتأدب وأنت تتحدث إلى شعب مصر.نقلا عن الدستور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق