محمود سلطان (المصريون) 01-03-2011
بدأت واشنطن ولندن تلوحان بالخيار العسكري، ضد العقيد القذافي!.. ولا ندري حجم مثل هذا التدخل وشكله وحدوده، وخيرا فعل الليبيون برفضهم التدخل العسكري المباشر في بلدهم.
أعلم أن الليبيين يحتاجون فعلا إلى دعم دولي ..فثورتهم هي في واقع الحال، ضد طاغية لا عقل له ولا وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني يمكن أن يردعه.. فهو على استعداد لأن يُقدم على أي عمل إرهابي واسع النطاق ضد شعبه الأعزل.. ومع ذلك فإن شكل المظلة الدولية التي يحتاجها لا تتخطى حدود تحييد مرتزقة القذافي في الجو.. من خلال فرض حظر على الطيران الحربي الليبي من التحليق في الأجواء الليبية، وكذلك التشويش على منظومة الاتصالات التي تربط القذافي بمليشياته التي تحاصر طرابلس وتحاول العودة إلى بعض المدن المحررة.
لا نريد أي تدخل عسكري غربي ولا حتى عربي مباشر في ليبيا حتى لا نفسد على الليبيين فرحتهم بثورتهم التاريخية العظيمة.. الليبيون قادرون على أن يحرروا طرابلس بقليل من الدعم اللوجستي الذي يشل قدرة القذافي على الحركة في الأجواء الليبية.. فهو على الأرض بات عاجزا تقريبا عن العودة إلى المناطق التي باتت تحت سيطرة الثوار.. ولكن لا يزال تحت يديه قوة جوية يديرها مرتزقة أجانب من صربيا وكرواتيا.. وهي الأخطر على الإطلاق.. وعلينا أن نتوقع من القذافي عملا جبانا وغير أخلاقي ضد شعبه الأعزل مالم يتدخل المجتمع الدولي في حدود تحييد قوته الجوية وحرمانها من الطيران على المدن الليبية سواء المحررة او التي لا زالت في قبضته.
كل التوقعات تشير إلى أنه ربما في الـ 48 ساعة القادمة، تكون الأجواء الليبية محيدة فيما سيجري عزل القذافي عن بقية المرتزقة من خلال قطع الاتصالات بينه وبينها.. وهي المحطة الأخيرة في حياة القذافي في ليبيا، إذ سيكون من الميسور ـ والحال كذلك ـ على الثوار الزحف نحو طرابلس وتحريرها ووضع نهاية لأسوأ نظام حكم ظهر في الأربعين سنة الأخيرة.
ثمة جزء آخر في المشهد الليبي لم ينل حقه من التحية، هو أن قطاعا ليس بالقليل من الجيش والشرطة الليبية قد انضم إلى الثوار.. على رأسهم وزير الداخلية وعدد كبيرمن كبار ضباط الجيش.. ولعل الملحمة التي خاضتها مصراتة يوم أمس عندما حاولت مرتزقة القذافي استعادة إحدى القواعد العسكرية المتاخمة لحدود المدينة، تعكس حجم القوة العسكرية المحترفة التي تركت القذافي وانضمت إلى الثورة.
فتحية إجلال وتقدير للشرفاء من ضباط وجنود الجيش والشرطة الليبية الذين تحدوا ارهاب القذافي وتخلوا عنه وانحازوا إلى ثورة 17 فبراير المظفرة بإذن الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق