(المصريون) | 17-08-2011
برزت أزمة جديدة على السطح في العلاقات المصرية – الأمريكية خلال الساعات الماضية، ففي الوقت الذي لم تهدأ فيه حدة الجدل المثار حول التمويل الأمريكي لمنظمات وجمعيات مصرية، جاء اكتشاف جهات سيادية مصرية لتقديم تمويل أمريكي لدعم حملات بعض المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة القادمة ليشعل أزمة كبيرة في العلاقات بين القاهرة وواشنطن.
وكشفت مصادر مطلعة لـ "المصريون"، أن جهات سيادية مصرية رصدت تحركات لدبلوماسيين أمريكيين تستهدف تقديم الدعم لحملات بعض المرشحين الرئاسيين المحتملين، وذلك في محاولة من جانب واشنطن لتحديد هوية الرئيس القادم، الأمر الذي أغضب القاهرة بشدة خاصة وأنه يأتي بعد أيام من فشل محاولات تسوية أزمة دعم واشنطن لمنظمات ومؤسسات المجتمع المدني المصرية.
وبحسب المصادر، فإن واشنطن تقدم دعما ماليا مباشرا لبعض مرشحي الرئاسة – دون تسمية هؤلاء المرشحين- مع تقديم منح لأعضاء ناشطين بالحملات الانتخابية لهؤلاء المرشحين للحصول على تدريبات في مؤسسات أمريكية لتعزيز قدراتهم ورفع كفاءتهم على حشد أنصار.
وأبلغت القاهرة أبلغت واشنطن رفضها بشدة لهذا الأمر، مع التأكيد بلهجة حادة أن ما كان مقبولاً في عهد النظام السابق مبارك من تدخل أمريكي في الشئون المصرية لم يعد مقبولاً حاليًا، وهو ما يؤشر على تحول قد يطرأ في العلاقات بين البلدين، قد تضع حدًا لما يصفه منتقدون بـ "التبعية لأمريكا".
وقالت المصادر إن القاهرة نقلت إلى واشنطن اعتراضها الشديد حول تدخل مجلس العلاقات الأمريكية الإسرائيلية "إيباك" – كبرى جماعات اللوبي اليهودي بالولايات المتحدة- في الشئون المصرية، من خلال مطالبة الجانب الأمريكي بتحديد مسار العلاقات المصرية الأمريكية وفرض عقوبات أمريكية علي مصر، وإلزامها بمسار معين لسياساتها خصوصا فيما يتعلق بالمصالح الأمريكية وأمن إسرائيل.
من جانبه، اتهم الدكتور جمال زهران البرلماني السابق ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، واشنطن بأنها ترغب في فرض سيناريو سياسي في مصر بعد الإطاحة بالنظام السابق الذي كان مواليًا لها وحليفًا إستراتيجيًا لها بالمنطقة، حيث ترغب في إيجاد بديل له يتبنى نفس سياساته.
وقال لـ "المصريون" إن واشنطن تعتمد وسائل عدة لإيجاد نظام داعم لها، عبر دعم منظمات المجتمع وتمويل حملات مرشحين للرئاسة عليها بهدف فرض توجه معين في إدارة مصر خلال الفترة القادمة، في إطار مسعاها لتفريغ الثورة المصرية من مضمونها وضمان وجود نظام موال لها يسير على نفس منوال النظام السابق. | |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق