فراج إسماعيل 19-04-2011 تعامل الدكتور عصام شرف مع احتجاجات شعب قنا الرافضة للمحافظ المعين، باستعلاء غريب على رئيس وزراء الثورة، فقد صمت أياماً مع أن مصر قد قسمتها تلك الاحتجاجات إلى قطرين، كما كان الحال قبل الملك "مينا".. أحدهما ينتهي عند حدود قنا من اتجاه القاهرة، والثاني يبدأ من حدودها باتجاه أسوان.
وهذا يعني أن وسيلة المواصلات الوحيدة بين القطر الشمالي والقطر الجنوبي هي الطائرة إلى مطاري الأقصر وأسوان. مئات المسافرين عبر القطارات والسيارات لم يتمكنوا من عبور الحدود الفاصلة بين القطرين، فتعطلت مصالح العباد، وقد يجد القطر الجنوبي نفسه غير قادر على الحصول على احتياجاته الأساسية الحياتية التي تأتيه من محافظات الشمال.
الدكتور شرف يستصغر خطورة تلك المظاهرات والاعتصامات لأنها بعيدة عن القاهرة!.. فبعد صمته غير المبرر قرر ارسال وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي للتفاوض مع أهل قنا، والحمد لله أنه لم يرسله على رأس "تجريدة" كما فعل على بيك الكبير مع شيخ العرب همام في القرن السابع عشر في قنا أيضا!
ماذا سيفعل وزير الداخلية مع أهل محافظة يريدون اسقاط المحافظ المعين الذي هبط عليهم بالباراشوت بعد أن وقعت عليه عين "الجمل"؟!
وزير الداخلية الذي يجب أن يكون "الأمن" ملفه الأول في ظروف مصر الحالية، كُلف بالسفر إلى قنا لأنه "قناوي".. فلماذا لم يأخذ شرف المشورة منه في أمر تعيين محافظها، بدلاً من يحيى الجمل.. أليس أهل مكة أدرى بشعابها؟!
يبدو أننا فقدنا الأمل في إسراع رئيس الوزراء بعلاج المشكلة التي كان يمكن حسمها في دقائق لو نظر من زاوية حق الشعب في اختيار حكامه، وأن الحاكم يستمد مشروعيته من ذلك .
يحيى الجمل قال في حديث لإحدى الفضائيات إن أحدا لا يستطيع إقالته لأنه مثل "الوتد".. رجل فوق الثمانين و.."وتد"؟!!
ولأننا فقدنا الأمل، لابد من اللجوء إلى المجلس العسكري، فهناك حالات مرضية عديدة لم تستطع الوصول إلى أسيوط والقاهرة والإسكندرية وهي أحوج إلى ذلك ولا تملك ثمن تذكرة الطائرة التي تصل إلى ألف جنيه ذهابا وعودة.
الاصرار على المضي في تسليم عماد ميخائيل للسلطة في قنا، والذي أجمع المسلمون والمسيحيون على رفضه، يعني أنه سيحكم وسط حقل ألغام من الرفض، ولن يستطيع دخول مكتبه في مبنى المحافظة، ولو تم ارسال "تجريدة" للقبض على المتظاهرين وحبسهم، فإن الرجل سيدخل مكتبه ولن يبرحه، لأنه سيحكم محافظة خالية من شعبها!!..
arfagy@hotmail.com | |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق