(المصريون): 17-04-2011 وضعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الرئيس المصري السابق حسني مبارك، الذي يخضع للتحقيقات حاليًا في مصاف الديكتاتوريين، الذين تمت محاكمتهم عقب الإطاحة بهم في ثورات شعبية، كما حدث في أعقاب الثورة البلشفية في روسيا التي أطاحت بالديكتاتور الروسي نيكولاي الثاني، والثورة التي أطاحت بالحاكم الروماني تشاوشيسكو وزوجته.
وقالت إن نظام الحكم القادم في مصر قد يلقى نفس مصير مبارك وعائلته، إذا لم يحقق مطالب الجماهير، وانتقدت في الوقت ذاته ما أسمتها "حالة العداء المصري الشعبي تجاه إسرائيل"، واصفة مبارك بأنه "منفذ اوامر إسرائيل" الذي سيشتاق بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إليه دائمًا.
وتحت عنوان "ثورة مصر من التويتر لسجن طرة"، كتبت الصحيفة قائلة: "الثورة المصرية التي بدت للوهلة الأولى كانتفاضة عفوية من جيل الـ "فيسبوك" والـ "تويتر" تحولت الى ثورة من النوع الذي عرفنا من قبل عبر التاريخ في روسيا ورمانيا وغيرها".
وأضافت: "الحاكم المخلوع حسني مبارك ونجلاه تم نقلهم هذا الأسبوع من محل إقامتهم الإجباري في شرم الشيخ إلى معتقل حقيقي بكل معنى الكلمة كما حدث مع القيصر الروسي نيكولاي وأسرته عقب قيام الثورة البلشيفية، وكما حدث مع حاكم رومانيا الديكتاتور نيكولاي تشاوشيسكو وزوجته ايلانا يحدث الآن مع مبارك وعلاء وجمال تاركين وراءهم ملذات السلطة ونعيمها متوجهين إلى سجن طرة".
واعتبرت الصحيفة أن هذه الطريقة التي أطيح بها مبارك تتلاءم مع نظامه الديكتاتوري، وتابعت "في الدول المحكومة بأنظمة ديكتاتورية كما كان في روسيا القيصرية ورومانيا الشيوعية ومصر المباركية لا يمكن إزاحة الحكومة إلا بهذه الطريقة غير السعيدة، لابد من العنف مع الطغاة".
ولم تخف "هآرتس" شماتة في مبارك وابنيه اللذين أودعا سجن طرة في الأسبوع الماضي، وخاصة الذي كان يتأهب لخلافة والده في الحكم، وهو الأمر الذي لاقى معارضة شعبية في مصر طوال السنوات الماضية.
ومضت قائلة، إن "نجلي مبارك يتوجهان لسجن طرة في القاهرة نفس المكان الذي أمضى فيه عزام عزام ـ الجاسوس الإسرائيلي ـ فترة سجنه، جمال مبارك يظهر الآن مرتديا تريننج غير حليق الذقن ويبدو كظل متضائل، بعد أن كان على وشك وراثة العرش منذ عدة شهور، وكأنه لا يفهم ماذا يحدث من حوله".
وأردفت: "في مصر إذا سقطت من عليائك وكبريائك فقد انتهيت، لقد تم اعتقال وزراء الحكومة السابقة بنظام مبارك وبعد اعترافاتهم في غرف التحقيق جاء الدور على الرئيس المخلوع وابنيه"، وأكدت أن "النظام القادم في مصر لا توجد له أي ضمانات في البقاء اذا لم يحقق رغبة الجماهير، المتظاهرون في ميدان التحرير طالبوا برأس مبارك والسلطات لبت نداءهم وحققت مطالبهم".
واعتبرت أن "ما حدث لمبارك يفسر لنا سعي باقي الطغاة الأخرين في العالم العربي للحرب من أجل كراسيهم، إنهم يعلمون أنه في نهاية فترة ولايتهم لن ينتظرهم معاش تقاعدي أو يمضون عقودا لكتابة مذكراتهم بل سينتظرهم الإعدام بالكلاشينكوف، لهذا يقوم بشار الأسد (الرئيس السوري) بضرب المتظاهرين والقذافي يحارب حتى الموت والرئيس اليمني (علي عبد الله صالح) يرفض الاستقالة من منصبه رغم رفع الولايات المتحدة حصانتها عنه".
لكن خروج المتظاهرين المصريين للتظاهر للمرة الأولى أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة احتجاجًا على التصعيد الإسرائيلي بقطاع غزة، أمر لم يرق كثيرًا للصحيفة الإسرائيلية، بعد أن رأت أن الأمر لم يعد كما كان في السابق محاولة للفت الانتباه عن المشاكل الحالية في مصر بل يعكس عدًا حقيقًا ضد إسرائيل.
وقالت الصحيفة إنه "في الوقت الذي يحاكم فيه مبارك عاد العداء المصري ضد إسرائيل، وبعد أن قام المتظاهرون بالتركيز خلال الأيام الاولى للثورة الشعبية على دعواتهم لتحقيق الديمقراطية ولم يقوموا بإحراق الأعلام الإسرائيلي في ميدان التحرير، تغير الوضع يوم الجمعة قبل الماضية عندما اندلعت تظاهرة الألفين فرد أمام سفارتنا بالقاهرة"،
وأضافت: "يبدو أن العداء لإسرائيل لم يكن فقط حيلة من النظام المصري السابق للفت أنظار الناس عن مشاكلهم الشعبية، بل ان هذا العداء هو شعور حقيقي يكنه الشعب المصري ضدنا، ما نراه الآن هو تطرف المرشحين المصريين للرئاسة ضد تل أبيب والتقارب الجاري بين ايران وبين مصر، علاوة على مطالب الأخيرة بتعديل سعر الغاز الطبيعي المورد لإسرائيل".
وأكدت أنه "من وجهة نظر المصريين هذه أفضل سياسة وأكثرها نموذجية في التعامل مع تل أبيب في مثل هذا الوقت الذي أصبحت فيه الأخيرة بحكومتها اليمينية معزولة دوليا وتقوم بالهجوم عليها كما تشاء دون دفع أي ثمن يذكر في علاقات مصر مع الجانب الأمريكي والأوروبي".
ورأت الصحيفة أن هذا مؤشر على أن الحاكم القادم لمصر سينتهج سياسة مغايرة لسلفه الرئيس السابق حسني مبارك الذي حافظ على العلاقات مع إسرائيل طيلة فترة حكمه التي استمرت لنحو 30 عامًا.
وقالت إن "نبؤات الذعر الاسرائيلي من رحيل مبارك، والتي سادت خلال السنوات الأخيرة من حكمه تتحقق الآن، لقد كان مبارك منفذ أوامر الولايات المتحدة وإسرائيل، الحاكم المصري القادم سيكون على العكس من مبارك، وبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة سيستمر في حنينه واشتياقه لصديقه المقرب حسني مبارك".
وخلصت الصحيفة إلى القول إن "القادم سيكون صعبًا وفي ظل ما نشهده من دعوات بطرد إسرائيل من أراضي الضفة الغربية تحت ضغط دولي وحرب تل أبيب الخاسرة في إجهاض هذا"، في إشارة إلى التأييد الدولي الواسع لقيام دولة فلسطينية. | |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق