أندهشت للدعوات لجمعة الزحف .. ليس لأني ضد تحرير فلسطين أو تحرير الأقصى .. ولكني لا أريد أن أكون من الذين " ضل سعيهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً " .. كنت أتمنى أن يكون هناك مليونية من كل محافظة إلى غزة وليس مليونية واحدة .. وأتمنى أن تكون من كل دول الجوار وليس من مصر وحدها .. ولكن أقول للزاحفين : ذلك ليس أبداً قبل أن نرى مليونية لدعم رجال الشرطة الشرفاء منهم وعودة الأمن للشارع المصري حتى نطمئن على أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا وأولادنا في الشوارع بل وفي البيوت .. ندعهم في الأقسام والشوارع والميادين .. مليونية للقضاء على الفتنة الطائفية .. مليونية للوحدة الوطنية ولا فرق بين محمد ومايكل المصريين ..
أقول للزاحفين : ليس قبل أن نرى مليونية للقضاء على العشوائيات وتوفير حياة كريمة لأهلنا وأولادنا والساكنين في أماكن لا تليق بالحياة الآدمية .. وهناك من لديه في كل محافظة العديد من القصور والفيلل !!
أقول للزاحفين : ليس قبل أن نرى مليونية لإنشاء وتأسيس ودعم وتفعيل دور النقابات للفلاحين والعمال والحرفيين والصنايعية الذين لا يجدوا قوت يومهم لأسرهم إذا توقف أحدهم عن العمل بسبب عجز أو إصابة .. ولا يجد هو نفسه علاج في أي مكان ..
أقول للزاحفين : نريد مليونية لتوفر الحكومة رغيف العيش وإسطوانة الغاز المدعوم للغلابة ..
أقول للزاحفين : نريد مليونية للقضاء على سرطان الأطفال في مصر وفيروس "C " والفشل الكلوي ولو استمرت المليونية شهور وشهور نطوف المحافظات ونجمع التبرعات منا وإلينا ونتبرع بالدم لإخوتنا المرضى ..
أقول للزاحفين : نريد مليونية للقضاء على الأمية ..
نريد مليونية لدعم الفلاحين زارعي القمح والقطن ..
نريد مليونية لتشغيل مصانع الغزل المتوقفة عن العمل والتي تعدت 200 مصنع في المحلة وحلوان وكفرالدوار ..
أقول للزاحفين : نريد مليونية لتصنيع قلم رصاص مصري .. مجرد قلم رصاص قبل أن نحمل الرصاص الذي نشتريه من أعدائنا لنضرب به أعداءنا ونشتريه بأموال مساعدات من الخليج ومن الاتحاد الأوروبي .. نريد مليونية لدعم مصر وستر مصر اقتصادياً من داخلنا من أنفسنا .. نريد أن نوظف ونترجم ونَفَعِّل هذا الحب وهذا الجهد وهذا الحماس إلى عمل بنَّاء جماعي عن طريق تجميع الطاقات لجمع تبرعات من رجال أعمال .. بإقامة حفلات خيرية لمصر .. بإقامة مباريات خيرية لمصر ..
أقول للزاحفين : لا يجب أبداً ولا يُرضي الله ورسوله أن نذهب إلى غزة وإلى الأقصى زحفاً .. ولكن حين نصنع قلمنا وورقنا .. حين نصنع ملابسنا .. حين نصنع أجهزة الكمبيوتر التي ندعو عليها للزحف .. حين نصنع دواءنا .. حين نصنع سلاحنا ..
حين نحترم علماءنا ومبدعينا .. حين لا نطلب مساعدات من أحد ..
حينها لن نضطر للزحف .. بل سنحصل على الأقصى والقدس وهم لنا صاغرين ..
اللهم استر أمنا كلنا .. مصر ..
اللهم نسألك الستر والعافية ..
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل وغلبة الدين وقهر الرجال .
المصرى اليوم
اهنئكم على المدونة الجديدة .. واشكركم على نشر المقال وأمانتكم على ذكر اسم كاتب المقال وهو ما لم يفعله البعض ..بالتوفيق
ردحذف