ما حكاية الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء حكومة «تسيير الأعمال» مع الإعلام؟ وهل من صلاحياته التدخل المباشر في سياسة برامج التلفزيون المصري؟
سيادة الفريق المحترم أعتقد ان هناك أموراً عديدة اهم بكثير يفترض ان تستحوذ على اهتمامك في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر،.. وربما في المستقبل القريب «جدا» ستجد سيادتك الوقت للحديث الى الفضائيات والارضيات والصحف اليومية والاسبوعية والشهرية.. وربما ايضا الدوريات نصف السنوية والسنوية ومواقع «فيس بوك» و«تويتر»!.. بل وكتابة المذكرات ايضا!
سيادة الفريق لقد تسببت سياسات وزير الاعلام السابق أنس الفقي في ارتماء الشعب المصري كله في احضان مسمومة لقنوات مأجورة نجحت في احتوائه وتقديم وجبة ارتضى ان يتناولها، رغم تأكده ان «دسمها يحتوي سماً» بسبب غياب الاعلام المصري الرسمي - وحتى الخاص - عن الساحة، ولا داعي للتذكير بما حدث من قناة «الجزيرة» وما فعله التلفزيون المصري في نقل احداث الثورة، لان مجرد تذكر ذلك يصيبني – كإعلامي ومصري – بالغثيان والقرف والرغبة الجامحة في استخدام ألفاظ يعاقب عليها القانون.
وبعد التأكد من نجاح الثورة عادت وجوه محترمة للظهور بـ«حرية» على شاشات التلفزيون المصري الرسمي، وجوه اسعدنا جدا ظهورها، حتى لو كنا نختلف معها سياسيا وفكريا، عاد أحمد فؤاد نجم ومحمد حسنين هيكل والدكتور كمال الجنزوري وحسب الله الكفراوي وصلاح عيسى وابراهيم عيسى ود.عبدالحليم قنديل وطارق حجي.. وحتى الفنانة شريهان (ربما لتروي قصتها مع علاء مبارك)!.
واستعاد «بعض» المذيعين ومقدمي البرامج الحوارية توازنهم المهني، وبدأوا في استعادة ثقة المشاهد فيهم، وببطء تشوبه الريبة والشك والرغبة في تصديق ما يحدث تحركت «ريموتات» المصريين تجاه محطات تلفزيون بلدهم العائدة من الاختطاف – المحطات والبلد كي لا تفكر كثيرا – حتى فوجئوا بما قاله الاعلامي محمود سعد من محاولة «فرض ظهور سيادتك على برنامجه، ودفاعك بنفي ذلك واعادة سبب زعل محمود سعد الى خفض مكافآته من 9 ملايين جنيه الى 1.5 مليون فقط»، وقبل ذلك «اشيع» تدخلكم لوقف اعادة برنامج «واحد من الناس» بين عمرو الليثي وابراهيم عيسى يوم الجمعة بعد ان بدأت بالفعل اذاعة الحلقة المعادة. لينقطع الارسال دون مبرر ولا تعود الحلقة مرة اخرى؟ دون ان يحترم أحد حق المشاهد ويشرح له ما حدث!
ومرة اخرى يوم الجمعة ايضا لم تبث أية قناة مصرية خبرا واضحا عما يحدث في ميدان التحرير من «احتكاك» بين الشباب والشرطة العسكرية الذي اعتذر عنه المجلس الاعلى للقوات المسلحة يوم الاحد! وعرف المصريون الخبر من «القنوات المغرضة والعميلة»!!
سيادة الفريق.. ارفعوا أيديكم عن الاعلام ودعوا الناس يستعيدون ثقتهم في اعلام بلدهم فلم نعد في عصر يمكن فيه ان يحجب خبر، أو نمنع المعرفة عن أحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق