محمود سلطان (المصريون) 27-02-2011
سمعت فضيلة الدكتور صفوت حجازي، على إحدى الفضائيات وهو يقول: إن كل من يتكلم عن المادة الثانية من الدستور الآن.. فهو مثير فتنة.. سواء كان مسلما أو مسيحيا.
واعتقد أنه محق في ذلك.. لأن مصر بعد 25 يناير ليست هي مصر ما قبل ذلك.. أثناء الثورة اكتشفنا ان الطائفية لم تكن موجودة إلا في عقل النظام البائد وأجهزته الأمنية.. وفي عقول نخبة احترفت الارتزاق على الملف الطائفي في مصر.
وأثناء الانفلات الأمني وانسحاب شرطة مبارك من مقاراتها ومن الشوارع ومن كل نقاط الخدمة.. كانت الكنائس في مصر كلها بدون أية حراسة رسمية.. ومع ذلك لم يُسجل حادث طائفي واحد ضد الكنائس أو ضد الأقباط.. لأن مصر كلها توحدت أمام غاية وهدف واحد هو "إسقاط النظام".
صحيح أن الكنيسة الأرثوذكسية رسميا لم تساند ثورة 25 يوليو، لاعتبارات كلنا نعرفها وعلى رأسها طبيعة العلاقة بينها وبين مبارك.. فضلا عن أنها ـ والنظام السابق ـ استفادت كثيرا من الحوادث الطائفية المفتعلة في عهد الرئيس المخلوع لتوطيد سلطتها الأبوية والسياسية على الأقباط.. وكذلك فإن الكنائس غير الأرثوذكسية هي التي التحقت رسميا بالثورة، وشاهدنا قياداتها في ميدان التحرير يشاركون إخوانهم المسلمين كل تفاصيل أيام الثورة إلى ان انتصرت مساء يوم 11 فبراير.. هذا كله صحيح ولكن عوام الأقباط الأرثوذكس تمردوا على سلطة البابا الموالية للنظام البائد، وشاركوا في رسم أجمل صورة حضارية في التاريخ الإنساني وسط القاهرة وغنوا مع المصريين جميعا : يا أحلى اسم في الوجود.. يا مصر.
أثناء تغطيتي الحية لأيام الثورة على الهواء مباشرة، شهدت بنفسي قضاة من الأقباط الأرثوذكس وهم يشاركون في مظاهرات مدينة الإسماعيلية التي قدمت العشرات من الشهداء و المصابين.. لم يظهروا هويتهم الدينية ولم يسألهم أحد عن ذلك .. فالكل رفع علما واحدا.. ورددوا هتافا واحدا :" الشعب يريد إسقاط النظام"
هذه الملحمة غير المسبوقة، لن نسمح لمثيري الفتن أن يلوثوها أو أن يجهضوا أهم مكسب من مكاسب ثورة 25 يناير.. وهي تطهير البلد من الطائفية، وتوحيدها تحت راية ومدونة وطنية واحدة.. واكتشاف أن الطائفية كانت محض ورقة يلاعبنا بها النظام السابق لكي يعيش هو ويبقى على السلطة من فوق جثث ودماء ضحاياه من الأبرياء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق