بقلم / محمود القاعود
بادئ ذى بدء لا يملك أى مصرى إلا السجود لله تعالى ليحمده ويشكره على الإطاحة بالطاغوت الفاجر حسني مبارك ، الذي حكم مصر بالحديد والنار وحاول طوال سنواته لاغتصاب السلطة فى مصر محو الإسلام واقتلاعه ..
كانت أعظم ثورة فى التاريخ ، هى تلك الثورة المصرية الرائعة الشجاعة التي بدأت في 25 يناير 2011م ، وانتهت فى يوم الجمعة 11 فبراير 2011م بالإطاحة بالديكتاتور المجرم حسني مبارك وعائلته وزبانيته ..
كانت أعظم ثورة فى التاريخ لأنها أطاحت بأقذر ديكتاتور في التاريخ .. أطاحت بمملوك صهيوني نجس ، كان يحكم الشعب المصري عبر الأوامر التى يتلقاها من أسياده فى تل أبيب منذ العام 1981م ..
أعلن المجرم المشلوح المخلوع حسني مبارك خلال ثلاثين سنة ، الحرب الإجرامية على الشريعة الإسلامية ، وتعمّد نشر الرذيلة والفحشاء والثقافة الصهيونية لتمييع العقيدة ولكسب رضا الإله الذى يعبده من دون الله ” إسرائيل ” .
لم يقتصر دور المملوك البائد مبارك على محاربة الإسلام فقط .. بل سعي لبث روح الخنوثة والميوعة لكسر المجتمع وقتل إرادته .. للدرجة التى جعلت كل مصرى مثار سخرية فى البلاد العربية .. فالمصرى يُجلد فى هذه الدولة .. ويسحل فى تلك الدولة .. والمصرى يُهان فى كل مكان نتيجة كسر روح المقاومة داخله وإذلاله فى بلده مصر ، عن طريق الملاحقة والتعذيب والاغتصاب فى أقسام الشرطة وفرض الضرائب الباهظة عليه وشغله بالأمراض التي استوردها المملوك الهالك من إسرائيل ، وبالفساد المستشري فى المحليات ، وقلة الدخل ، ورواج الحشيش والبانجو ، وقضاء المصالح عن طريق الرشوة ، حتى انتشرت ما تُسمى ” الرشاوى الجنسية ” أى لا تترقى موظفة إلا بعد أن تقيم علاقة جنسية مع مديرها فى العمل أو لا تترقى صحافية إلا بعد علاقة جنسية مع رئيس تحرير الجريدة .. أو أن يعمل الإنسان قوّادا فيقدم إحدى الساقطات كهدية لأحد المسئولين لإنجاز صفقة أو قضاء مصلحة ، وتعيين شواذ وتجار مخدرات كأعضاء فى مجلسى الشعب والشورى ، وجعل القبول فى كلية الشرطة مقابل مائة ألف جنيه .. وأن تتدخل راقصة أو عاهرة فتعيّن بعض وكلاء النيابة الذين يصبحون قضاة لا يحكمون بالحق ويقبلون الهدايا والرشاوى .. وأن يتحول جزء من أفراد الشرطة إلى عصابات تتاجر فى الأحراز التى يتم ضبطها مع تجار المخدرات .. وأن يتحول مخبر حقير إلى شخصية سيادية قد تقلب حياتك رأسا على عقب مالم ترضخ له وتدفع له المعلوم .. وأن يتحول أمين شرطة جهول إلى الحاكم بأمره الذى يفرض الإتاوات ويبتز السيدات والفتيات من أجل إقامة علاقات جنسية معهن ..
جعل المملوك الصهيونى مصر أكبر مستنقع فى التاريخ القديم والحديث .. حتى أن فساد المماليك الذى يُضرب به المثل لا يساوى أى شئ بجوار فساده وطغيانه هو وزوجته الشمطاء الجرباء الصليبية سوزان وولداهما علاء وجمال اللذان سرقا كنوز مصر وخيراتها ، وكانت المحصلة 70 مليار دولار .. هذا عدا ما سرقه اللصوص الذين عملوا معهم لسنوات من رجال أعمال ووزراء ورؤساء شركات ومصانع وبنوك ..
لقد كان حسني مبارك وأسرته والطبقة المحيطة بهم مثالا صارخا للانحرافات الأخلاقية والجنسية والاجتماعية ، لذلك لم يكن من الغريب أن تتردى الأخلاق فى عهده البئيس بهذه الصورة المفزعة ، نظراً لتأثر الرعية بالطبقة الحاكمة .. وطبعا الطبقة الحاكمة لا ذرة من خُلق أو دين لديها ..
حتى الثقافة فى عهده انحدرت كما لم تنحدر ثقافة من قبل .. فقام هذا المملوك الصهيوني بتعيين وزير ثقافة شاذ جنسيا سلبى ” فاروق حسني ” ، لينشر ثقافة الشذوذ واللواط والسحاق وكتب الإلحاد ، ومنح مكافآت مالية ضخمة لمن يسب الإسلام ويؤلف رواية أو قصة وهو يمارس العادة السرية .. وزير ثقافة يظل فى منصبه 24 سنة لأنه يمتلك أخطر مؤهل يقربه من قلب سوزان وزوجها الصفيق .. هذا المؤهل هو الشذوذ الجنسى السلبى .. وهو مؤهل يفتح كل الأبواب المغلقة فى مصر الطاغوت الهالك ..
كانت للطاغوت البائد حسني مبارك قضية وحيدة ورئيسية طوال فترة حكمه البليدة المديدة وهى الحرب على النسل واختراع مشكلة تُسمى ” الزيادة السكانية ” .. أنفق مليارات الدولارات على حملات إعلانية لمواجهة ما يُسميه ” خطر الزيادة السكانية ” .. كانت الإعلانات السخيفة تلاحق الناس فى كل مكان بداية من الإعلان المبتذل ” خدتى الحباية ؟ أصل الأستاذ مش موجود ” وحتى ” محدش قال منخلفش ” ! وتم فتح الأسواق أمام حبوب منع الحمل الأمريكية التى تباع بأبخس الأثمان لبتر النسل ، وتسيير قوافل طبية مدفوعة من الهانم البائدة سوزان لإقناع الفتيات والسيدات أن الحمل بعد سن الـ 35 هلاك ويؤدى إلى الوفاة ! رغم أن العنوسة انتشرت فى عهد المملوك بما جعل غالبية الفتيات يتزوجن بعد الـ 35 وحتى الأربعين .. ولما لم يجد الطاغوت حلا عمليا لما يعتبره مشكلة قومية ، جلب العديد من الأمراض التى تسبب العقم للناس من خلال الخضروات والفواكه المسرطنة التى تروى بمياه الصرف الصحي .
كان الطاغوت الهالك يدعى أنه لا يوجد الدخل الذى يكفى ” الزيادة السكانية الهائلة ” ! رغم أن المليارات التى سرقها هو وزوجته وأولاده وعصابته تكفى للإنفاق على خمسمائة مليون مواطن وليس 85 مليونا فقط .
صارت مصر فى عهد المماليك الجُدد مثالا للانحطاط والاضمحلال والتردى .. بكيت وأنا استمع إلى شيخ لبنانى يقول بحزن وتأثر عقب خلع الطاغوت اللا مبارك : كنا نشعر أننا أيتام بدون مصر .. كنا نشعر بالتشرذم .. كنا نفتقد أمنا !
ما قاله الشيخ اللبناني ، قاله العرب من المحيط إلى الخليج .. الكل كان يشعر باليتم والانكسار بسبب خطف المملوك البائد لمصر وشعبها وعزلها عن محيطها العربي والإسلامي .. الجميع يسلم بأن انكسار مصر هو انكسار العرب والمسلمين ..
اتسم كل شئ بالقبح فى عهد المملوك الصهيوني .. الأزهر الشريف انحدرت مكانته على يد الشيخ المدعو ” سيد طنطاوي ” الذى أحل ما حرم الله من أجل سيده اللا مبارك .. الأحزاب فى عهده صارت نموذجا للفساد والانحلال ويكفى ما فعله حزبه الحقير الواطى المسمى ” الحزب الوطنى الديمقراطى ” .. قيادات الدولة فى عهده اتسموا بالخنوثة والرقاعة والبلادة والقوادة يكفى فقط استعانته بشواذ من عنية صفوت الشريف وفتحى سرور ويوسف والى وفاروق حسنى وزكريا عزمى .. الكتاب والأدباء فى عهده الأسود لا يعنيهم سوى توزيع كتبهم البذيئة التافهة والحصول على الأموال الحرام .. الوزراء الذين كان يُعنيهم لا عمل لهم إلا ” المساج ” والسهر مع فتيات الليل واحتساء الخمور وبناء القصور والفيلل والمنتجعات ، وترك مصالح الناس .. المعارضة نفسها كانت تسعى لرضا الطاغوت ورجال أعماله وتعارض فى النهار من خلال النباح الفارغ ، وترتمى فى أحضان الحكومة الفاسدة بالليل .. رؤساء تحرير الصحف الكبرى ( أهرام – أخبار – جمهورية ) كانوا مجرد خدم وعبيد عند الحرباء الجرباء سوزان ( التى تؤمن أنها صاحبة الفضل فى تعيين زوجها المملوك بعد أن تسببت فى تعينه نائبا للسادات بحكم علاقتها بزوجته جيهان التى تنحدر من أصول بريطانية مثلها ) وكان كل .. حتى الأغانى فى عصره الأغبر صارت تُغنى للحمير والكلاب والخيول والحشيش والبانجو والشيشة والسجائر والترامادول !
المملوك سعي لتدمير مصر وشعبها من أجل إرضاء سادته فى تل أبيب وواشنطن .. المملوك البائد سعى جاهدا لنشر الفتنة الطائفية فى مصر لتقسيمها وتفتيتها ، ولذلك فقد شاهد العالم وضعا شاذا فاضحا لا يحدث فى أى دولة على وجه الأرض طوال ثلاثين سنة .. شاهد العالم إرهابي شاذ مثل شنودة الثالث البطريرك الغير شرعى للنصارى الأرثوذكس ، يبلطج ولا يلتزم بأى قانون فى الدولة .. إرهابى شاذ يتطاول على مقام الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، دون أن يراجعه المملوك أو يوبخه .. ذلك أن المملوك يبغض الإسلام بشدة .. حتى المنحرف بيشوى نائب شنودة عندما سب القرآن الكريم ، قام الملوك الصهيونى بعرقلة البلاغات المقدمة ضده عند النائب العام ..رغم أن المنطق يقول أن يتم اعتقال بيشوى مثلما تم اعتقال رئيس تحرير جريدة النبأ وقتله داخل السجن لأنه نشر فضيحة قس منحرف زنا بخمسة آلاف امرأة أرثوذكسية ..
بدأت التسريبات تخرج الآن بأن مبارك وشنودة شركاء فى صنع الفتنة الطائفية وأن الأول كان يتفق مع الثاني على أحداث الفتنة ليحقق كل منهما مصلحته .. فالمملوك يُريد محاربة الإسلام وقمع أهله عن طريق هذه الأحداث واعتقالهم وتشريد أسرهم وأن يُثبت للغرب الصليبى أن ” الإرهابيين ” يستهدفون مصر ، ولذلك لابد أن يبقى هو فى الحكم ..والثاني يُريد عمل دولة مستقلة لا تخضع لقانون أو دستور وتحقيق مصالح طائفية وبناء كنائس ، ولذلك لم يكن من الغريب تنفيذ الإرهابي السفاح ” الفلاتى “حبيب العادلى لتفجير كنيسة القديسين .. وقد اعترف هذا السفاح فى التحقيقات معه أنه لم يكن يفعل أى شئ إلا بأمر من مبارك ، بما يعنى أن مبارك اتفق مع شنودة على تفجير كنيسة القديسين ، خاصة أن المملوك كان يعتقد أنه سيخوض انتخابات الرئاسة ، وكانت الحاجة ماسة ليقوم بعمل إرهابي يجعل الغرب يدعمه ويؤيده فى انتخابات الرئاسة ، ومن ناحية أخرى إعطاء امتيازات كبيرة لشنودة الذى يحظى بالدعم المطلق من سوزان مبارك التى يُعتقد على نطاق واسع أنها نصرانية ، كون أمها الممرضة البريطانية نصرانية ..
وكان من اللافت للنظر دعم شنودة الهائل لمبارك خلال الثورة المباركة ، واتصاله به وإبلاغه ” كلنا معاك ” وتحريم المظاهرات ومنع أى أرثوذكسي من الاشتراك بها وتهديد أى قس أو قمص بالشلح فورا إن خرج فى مظاهرة ، بل وخروج القمص صليب متى ساويرس فى مظاهرة مكونة من البلطجية وأرباب السوابق لتأييد المجرم المشلوح مبارك ..
ونُقل عن شنودة عقب خلع مبارك أنه مصاب بصدمة ، وهذا ما يؤكد الشراكة الإجرامية بين الاثنين لبث الفتنة .. والعمالة لحساب أمريكا .. فى الدولة الجديدة ( دولة المواطنة والقانون ) لن يعتكف شنودة ، لأنه وقتها سيتم ضربه بأقدم ” جزمة “ فوق رأسه .. لن يجد مندوبا من رئاسة الجمهورية يقطع المسافة من القاهرة لوادى النطرون يترجاه أن يخرج من اعتكافه ..لن يجد مخنثاً مثل زكريا عزمى يأمر ببناء كنيسة مخالفة لن يجد ضابطا يُسلمه سيدة اعتنقت الإسلام .. لن يجد رئيسا يعطل حكم محكمة من أجل سواد عيونه .. لن يجد رئيساً يحظر نشر تعداد النصارى الضئيل ليرضى شنودة .. لن يجد رئيسا يجعله يحبس القساوسة فى الأديرة .. لن يجد رئيسا يجعله دولة فوق الدولة .. لن يجد رئيسا يتحدى إرادة الـ 80 مليون مسلم مصرى من أجل 4 مليون نصرانى .. لن يجد رئيسا يرضخ أمام مجرم مثل نجيب ساويرس الصهيونى الذى يحمل الجنسية الإسرائيلية والأمريكية و يمول فضائيات وصحف ومواقع إليكترونية مهمتها الطعن فى الإسلام والدعوة للتنصير ..
انتهى عصر الفجور الذى دشنه المملوك والبطريرك المأبون .. انتهى عصر الخروج على الشرعية وإرادة الأغلبية .. انتهى عصر الهانم النصرانية التى كانت تدعم شنودة .. انتهى عصر الابتزاز الرخيص والتهديد بكلاب شنودة فى المهجر والذين لم نر أحدهم يتظاهر تضامناً مع الثورة المصرية .. لم نر العمائم السوداء تقود المظاهرات فى أستراليا وكندا وأمريكا واليونان وقبرص ولندن وهى العمائم التى طالما قادت مظاهرات من أجل بناء كنيسة أو للتحريض ضد الإسلام وأهله ..
لقد ضيّع المملوك الهارب مصر من اجل أن يبقى فى الحكم ، وهذا ما يفسر خضوعه العجيب لقلة منحرفة من الخونة فى الداخل والخارج يُريدون عمل دولة مستقلة فى مصر .. ولو كان المملوك رئيسا منتخبا وشرعيا لما ارتعد من فئة منحرفة يتزعمها شنودة تريد إثارة القلاقل .. لكن أنى لمغتصب السلطة أن يطمئن ؟؟
هتك المملوك العميل الإسلام من أجل البقاء فى الحكم .. وجعل من الأقلية أغلبية كل هذا من أجل إتمام ” التوريث ” الذى تحول إلى كابوس جعله يخرج ذليلا مهانا من أرض الكنانة ليهيم على وجهه بعد أن تخلى عنه أسياده من الصهاينة والأمريكان ..
إن المملوك البائد حسني مبارك أجرم فى حق الإسلام والوطن والشعب وقام بتزييف الوعى ، وسحق كرامة ورجولة المواطن المصرى .. وما فعله هذا المملوك النجس هو وأسرته وحاشيته فى العقود الثلاثة الماضية لا تغطيه مجلدات ولكن المؤكد أن مضمون كل هذه السنوات يلعن هذا السفاح الأثيم الذى تآمر على شعبه وأذله قبل أن يتآمر على الدول الإسلامية والعربية ويسهل لأمريكا ولإسرائيل العربدة فى أنحاء الأمة ..
نأمل فى هذه اللحظات التاريخية أن تتم محاكمة كل حاشية المملوك الصهيوني .. وعلى الأخص أبواقه الإعلامية التى أجرمت فى حق الثورة المباركة .. وأعضاء حزبه البائد والمذيعات المنحرفات والفنانات الساقطات اللائى نهشن لحوم الثوار خشية نشر فضائحهن الجنسية التى كانت تسجل بمعرفة وزير الداخلية الهالك حبيب العادلى كما كان يفعل صفوت الشريف أيام جمال عبدالناصر .
بقيت كلمة لقواتنا المسلحة الباسلة .. نثق فى قدرتكم على إدارة شئون البلاد .. ونحيى قراراتكم بحل مجلسى الشعب والشورى المزوّرين وتعطيل الدستور .. لكن يجب أن تعلموا أنه لا عزة ولا كرامة لمصر إلا بهويتها الإسلامية العربية ، وهذا ما يجب أن ينص عليه الدستور الجديد .. نريدها دولة مدنية تحترم إرادة الأغلبية .. شنودة وعصابته يقيمون الأفراح والليالى الملاح من أجل تعطيل الدستور الذى يحتوى على المادة الثانية التى تنص أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع وأن اللغة العربية هى اللغة الرسمية .. وهذه المادة يجب أن تبقى فى الدستور الجديد .. فمصر مسلمة وعربية شاء من شاء وأبى من أبى .. ونظرة سريعة لدساتير الغرب تؤكد أن كل دولة تحترم هويتها .. حتى وصل اعتقاد الفرنسيين إلى أنهم يحافظون على هويتهم بحظر الحجاب والنقاب ! وهو تدخل غير مقبول فى الحياة الشخصية ، لكنهم يزعمون أن هذه الإجراءات للحفاظ على هوية فرنسا .. ونحن فى مصر لا نقبل أو نرضى أن نميّع عقيدتنا وهويتنا من أجل نباح شنودة وأتباعه .
عاشت مصر حرة مستقلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق