جمال سلطان (المصريون) 04-08-2011
هذه الرسالة وصلتني من إحدى القارئات الفضليات ، أغنت عن كثير مما كنت أتمنى كتابته ، وتدفعني تحديات مصر المتلاحقة إلى تأجيله رغم عذابي اليومي كلما فتحت قناة فضائية ورأيت صور القتلى والجرحى وصرخات المعذبين ، رسالة توجع القلب وتجلد الضمير ، تقول سطورها :
أرجوك يا أستاذ جمال سوريا تصرخ ودماء أطفالها وشبابها ونساءها وشيوخها تسيل دونما تحرك من قلب أو ضمير لإنقاذهم ونجلس جميعا (نتابع باهتمام بالغ ) وفي انتظار الدول الأوربية وأمريكا ليتحركوا لإنقاذ إخواننا في سوريا من الوحش بشار الأسد .
اين الدكتور النبيل العربي ؟ أين الجامعة العربية؟إلى متى سننتظر ؟ ما هذا الخزي وهذا العار ؟
أرجو من سيادتكم تسليط الضوء عبر جريدتكم المحترمة على احداث سوريا وسر سكوت الدول العربية الرهيب المريب تجاه الأعمال الوحشية التي تتم هناك ضد شعب اعزل يريد الإصلاح والتخلص من نظام وحشي سادي يستمد متعته من قتل الأطفال وتعذيب الشباب واعتقالهم وقتلهم والرقص فوق جثث النساء وضرب الشيوخ . ما كل هذه الوحشية وما كل هذا الصمت ؟ هل لأن سوريا مجاورة لإسرائيل ؟ هل لإن الوحش بشار الأسد اكبر عميل امريكي في المنطقة كلها حيث أنه لم يضرب رصاصة واحده من ملايين رصاصاته التي اخترقت صدور السوريين العارية نحو اسرائيل ؟ هل لإنه لم يقصف القوات الإسرائيلية التي تحتل الجولان منذ عام ٦٧ بقذيفة دبابه من الاف القذائف التي دمر بها بيوت شعبه الأعزل؟
لماذا لا يكون للجامعة العربية ذراع عسكري رادع مؤلف من قوى عسكرية من كل الدول العربية تردع اي طاغية ظالم يشرع في قتل شعبه ويكون مهمته الأساسية :
التدخل بناء على رغبة الشعوب وليست الحكومات لحماية ارواح المدنيين من ان تزهق في اي دول عربية لأي سبب كان ولإغاثة المناطق العربية المنكوبة نتيجة الكوارث الطبيعية مثل الزلازل او موجات جفاف عاتية مثل ما يحدث في الصومال الآن، لماذا ننتظر الدول الغربية حتى تنظر لنا بعين الشفقة وترحمنا من جور طغاتنا اللذين نصبوهم علينا منذ زمن بعيد ؟ ونتخلى حينها تماما عن انتظار رحمة الدول الغربية لنا لأنها وببساطة لن تتحرك ابدا لنجدة أيا منا إلا إذا كانت لها مصلحة مجزية من ذلك والأهم أن لا تتأثر ابنتها اللقيطة المدللة إسرائيل من هذا التحرك.
إلى متى هذا الذل ومصر التي كان من المفترض ان يتغير وجهها السياسي تماما بعد الثورة لتصرخ معترضة على هذه المجزرة المستمرة في سوريا بكل ما أوتيت من قوة نجدها صامته مكتفية بدور المتفرج
هم إخواننا في الدين وفي العروبة مات منهم حتى الآن ما يزيد عن ٢٠٠٠ شهيد ويعذب في سجونها ومعتقلاتها عشرات الآلاف من السوريون الأبرياء لمجرد مطالبتهم بالحرية والإصلاح
والله أخشى من يوم يأتي لا قدر الله يحدث لنا ما يحدث لهم ولا نجد منهم سوى الصمت و(المتابعة باهتمام بالغ )ما ذا افعل اشعر بعجز شديد وهو تماما نفس العجز الذي شعرت به وانا أتابع ما يحدث في ليبيا واليمن والصومال وما حدث قبل ذلك في العراق وكلنا اكتفينا حينها بالمشاهدة فقد خلالها الشعب العراقي البائس اكثر من مليون شخص منذ احتلال القوات الأمريكية له في ٢٠٠٣.
لعل قرائك الكرام يدركوا الآن لماذا يتوجب عليهم أن ينتخبوا رئيسا خالص العروبة لا يتهاون عن نصرة إخوانه المضطهدين في أنحاء الوطن العربي كله ، قلبه ينبض بالنخوة والشهامة ونصرة المظلومين.
كتبته لسيادتكم غادة محمد مصرية عاجزة
انتهت الرسالة التي أشعرتني بالعار ، العار من ضعف همتنا في نصرة أهلنا في سوريا ، العار من أقلام محسوبة على العروبة ولكن العروبة عندها عروبة النظم القمعية وليست عروبة الشعوب المستباحة ، لأن الشعوب لا تدفع ولكن النظم تدفع بسخاء ، العار من أقلام تدافع عن الوحش المجرم بشار ونظامه الطائفي لتصفه بأنه نظام الممانعة والمقاومة في الوقت الذي تحصد مدافع دباباته الآلاف من أطفال ونساء شعبه دون أن يطلق واحدة منها فقط تجاه العدو ، نظام لم يخض حربا واحدة خلال أربعين عاما إلا ضد شعبه ومدنه ومواطنيه ، العار من أن يقول العالم أن هذه الوحوش الدموية المجرمة ما زالت تحكم بلاد العرب ، وما زالت تجد سفلة يدافعون عنها وعن جرائمها بدعوى الصمود والمقاومة الذي لم يتعد صمود الكلام الذي يغطي العمالة والخسة وبيع الوطن والعروبة وأي شيء من أجل تأمين "العائلة" للكرسي الحرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق