محمود سلطان | 16-02-2011
نجاح الثورة اليوم.. بات لها ألف أب ينسب نفسه إليها، فيما يتعمد تهميش كل من شارك في بناء الوجدان العام وتنوير الوعي الجمعي المصري والذي ادى بالتراكم إلى هذا الانجاز التاريخي غير المسبوق.. بل نسى الجميع ـ على سبيل المثال ـ أن مدينة السويس بصمودها لمدة يومين متتالين، وبشهدائها الذين تساقطوا تباعا برصاص شرطة الرئيس المخلوع، هي التي "جمدت" قلب العاصمة ودبت الحماس في المحافظات الأخرى، وشجعتها على هزيمة تراث الخوف والقمع والظلم.. والخروج بعشرات الآلاف مطالبة مبارك بترك السلطة.
السويس نسيها الجميع.. فشعر أهلها بالمرارة.. وهم يرون على شاشات الفضائيات الخاصة في مصر، من يحاول الادعاء بأنه "قائد" الثورة ومفجرها الحقيقي.
وفي هذا السياق وصلتني هذه الرسالة بعنوات "بلاغ إلى من يهمه الأمر".. من الدكتور السيد رأفت العابد، أحد القيادات الشعبية بالسويس يقول فيها:
آه يا بلد ... مازال الكيل بمكيالين ، فمحافظة السويس الباسلة التي أشعلت ثورة 25يناير التي سقط فيها أول شهيد للثورة الشهيد مصطفى رجب محمود 20 سنة من قرية عامر بالجناين ، مازالت تراقب و تشاهد ما يحدث من أحداث فى ربوع مصر ، و لسان حالها يقول إلى هذا الحد دم شباب السويس (24 شهيد و 310 جريح) منذ بداية الثورة هان على المسئولين الغير مسئولين ، تفاجئ كل يوم بتصريحات غير صادقة لمحافظ هارب بأن كل شئ على ما يرام و أن السويس ليس بها سوى ثلاث قتلى ، و كأن المحافظ موجود فى تناناريف عاصمة مالاجاش و ليس مختفياً فى مكان ما من أرض مصر المحروقة و ليس بطبيعة الحال أرض السويس ، إننى أتحدى هذا المحافظ فى مناظرة على الهواء لمواجهته بعجزه و هربه و إختفائه فى لحظة الفراغ الأمنى ، و إختفائه و بكل الحقائق التى يعلمها ، لقد بلغت الأمور ذروتها حين فؤجئ شعب السويس بأن المحافظ الهارب و مدير الأمن الذى قتل بتعليماته شباب السويس بدم بارد يوم 25 و 28 يناير مازلاً فى منصبيهما ؟؟!!!
كيف هذا ؟ و ما هذه المهزلة الساخرة الحزينة ، فبالأمس القريب حدثت أحداث محافظة الوادى الجديد و فوجئنا بثلاث قتلى و عشرات الحرجى ، و نحن نأسف لهذا .. فماذا كانت النتيجة .. مدير الأمن لبس البيجامة .. و الضابط المسئول يحاكم .
و السويس الحزينة ، هل هى أهون ، و هل الحكومة عاجزة عن إتخاذ قرار مماثل ، أم أن السويس تستحق العقاب و الويل و الثبور و عظائم الأمور لأنها اشعلت الثورة .
ياسادة .. 24 قتيل ، 310 جريح .. و المحافظ ذو التصريحات الكاذبة و مدير الأمن و مفتشى أمن الدولة أصحاب الضرب فى المليان مازالوا فى مناصبهم !!
إننا نفهم أن هؤلاء ليس لديهم وازع من ضمير إنسانى كى يستقيلوا من مناصبهم ، ولكننالا نفهم كيف لا يقالوا بل و يحاكموا عن جرائمهم .
إنتبهوا ايها السادة ... فالسويس تغلى .
د . السيد رأفت العابد
أحد القيادات الشعبية بالسويس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق