|
البحرين تشهد مظاهرات احتجاجية سقط فيها ضحايا بين قتلى وجرحى (رويترز) |
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الجيش الأميركي يتفهم مخاوف البحرين من التيارات الشيعية داخل المملكة، مشيرة إلى شهادات مستشارين أميركيين وجماعات حقوقية بحرينية تؤكد تلك المخاوف في ظل وجود تمييز عنصري يمارس ضد الشيعة في البلاد.
ويكافح قادة البحرين في محاولة من طرفهم لكبح جماح ثورة تحاول أوساط شعبية بحرينية إشعالها عن طريق معارضة يقودها شيعة وتسعى لإصلاحات متنوعة يصل سقفها إلى حد المطالبة بإسقاط الحكومة وليس إسقاط النظام الذي تتولى زمامه عائلة حاكمة سنية.
ويأتي الموقف الأميركي من الأغلبية الشيعية في البحرين موقفا يهدد العلاقات الأميركية المستقبلية بالأمة الشيعية في منطقة الخليج والشرق الأوسط، حيث يرى مراقبون أن تطورات الأحداث في البحرين تقلق المملكة الخليجية التي تعد مقرا للأسطول الخامس الأميركي.
وأما الأسطول الأميركي الخامس الذي يتخد من البحرين قاعدة له، فيساعد في استمرار تدفق النفط ومروره عبر مضيق هرمز ومياه الخليج، ويسهم في حماية المصالح الأميركية في المنطقة المضطربة.
" مسؤولون عسكريون أميركيون يرون في الملك حمد بن عيسى آل خليفة وبطانته قادة إصلاحيين يمكنهم إرساء الديمقراطية والحفاظ على استقرار البلاد، لكن ذلك ربما لا يتفق مع شهادات بعض المراقبين بشأن التتميز ضد الشيعة في البلاد
" |
تمييز عنصري
وعلى مدار سنين ماضية، يرى مسؤولون عسكريون أميركيون في الملك حمد بن عيسى آل خليفة وبطانته قادة إصلاحيين يمكنهم إرساء الديمقراطية والحفاظ على استقرار البلاد، لكن ذلك ربما لا يتفق مع شهادات بعض المراقبين بشأن التتميز ضد الشيعة في البلاد.
فالمستشارة السياسية السابقة للبحرية الأميركية التي خدمت بلادها في الفترة بين 2004 و2007 والتي عملت ضابطة ارتباط لبلادها مع الشيعة في البلاد تقول "إننا قد نجد أنفسنا في وضع سيئ إذا أقدم النظام البحريني على تقديم تسهيلات كبيرة للشيعة، وإذا لم نقم بتعديل موقفنا".
وأما نبيل رجب من مركز حقوق الإنسان في البحرين فيقول إن الجيش الأميركي تردد عبر السنيين الماضية بشأن الاعتراف بمدى التمييز العنصري ضد الشيعة الذي تمارسه العائلة الحاكمة في البحرين.
وأوضح رجب أن تمييزا عنصريا ضد الشيعة في البحرين تمارسه العائلة المالكة في ما يتعلق بالمجالات السياسية والوظيفية والإسكان وحقوق الإنسان، مضيفا أنه تلقى دعوة لزيارة واشنطن للحديث مع أعضاء في مجلس الشيوخ هناك، لكنهم أخبروه أن الجيش الأميركي لم يشجعهم على الحديث معه.
وأضاف رجب أن الجيش الأميركي في البحرين طالما اتخذ مواقف مناهضة لجماعات حقوق الإنسان في البحرين، مضيفا أن الولايات المتحدة لم تقم بإنشاء علاقات طيبة مع المعارضة البحرينية، وأن واشنطن ما فتئت تصنف جماعات حقوق الإنسان في البحرين على أنها جماعات من الأصوليين والمتطرفين، وذلك عبر التقارير لتبرير الموقف الأميركي الداعم للحكومة البحرينية.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن الولايات المتحدة تجد نفسها منقسمة بين رغبتها بدعم أنظمة استبدادية تساند أميركا -كما هو الحال مع تونس ومصر والبحرين- ودعم رغبات وتطلعات الشعوب العربية الجامحة والساعية نحو الحكم الديمقراطي في المنطقة، مما قد يستعدي أبناء الثورات الشعبية الملتهبة ضد السياسات الأميركية، وبالتالي يؤدي إلى تنامي كره الشعوب للأميركيين ولأميركا برمتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق