محمود سلطان (المصريون) 23-02-2011
لا أدري كيف سكت العالم كله على "معتوه" مثل "الفقيد" الليبي، معمر القذافي، أربعين عاما.. وتحت يده كل هذه الترسانة من الأسلحة؟!
تخيلوا رجلا مجنونا ومعتوها حقيقة لا مجازا، ويحمل في يده كلاشينكوف ويجوب به الشوارع وسط تجاهل كل من بيده القدرة على اعتقاله ونفيه أوحبسه في مصحة نفسية بعيدا عن الناس والمجتمع.. هذا هو حال المجتمع الدولي، مع مجنون ليبيا!!.
بعد سماعي لخطابه يوم أمس، استقر في يقيني أن العالم سيرتكب أكبر جريمة في حق الإنسانية، إذا تركوا أرواح الليبيين وأعراضهم وثرواتهم مستباحة بمليشيات ومرتزقة هذا "الفقيد" المجنون هو وعائلته الدموية والتي تتصدر قيادة مليشياته الإرهابية التي حصدت في أربع أيام، ما يقرب من ثمانية آلاف شهيد وجريح!
هذا المعتوه.. وصف شعبه يوم أمس بالجرذان! أستخدم أحط وأقذر الألفاظ في نعت الليبيين.. وضع نفسه في منزلة الإله.. والمقدس.. والمعصوم.. وصف نفسه بأنه "مجد" للعالم الثالث كله.. ووصف شعبه بالفئران!.
هذه الشخص البربري والدموي يهدد شعبه بدهسه وفرمه تحت جنازير الدبابات.. وهددهم بمجزرة تشبه مجزرة يلسين ضد البرلمان الروسي عام 1993.. ومجزرة الحزب الشيوعي الصيني ضد الطلاب والشباب الصيني في ميدان "تيانامين" عام 1989.. القذافي يهدد المدن الليبية بمصير يشبه الفلوجة على يد الأمريكيين.. وبغزة على يد الجيش الصهيوني!
هذا المجنون.. أعلن ذلك صراحة وعلانية أمام العالم، يوم أمس، ولا أدري كيف تقبل العالم كله، مثل هذا التهديد بارتكاب أكبر مذبحة في تاريخ الإنسانية ضد شعب صغير وأعزل انتفض ضد سلطة عبثية وكاريكاتورية ومجنونه وغير مسئولة وسبق لها أن ارتكبت عمليات إرهاربية مروعة من بينها تفجير طائرات ركاب مدنية، واضطر هذا الحقير إلى أن يسدد تعويضات مليونية لأهالي الضحايا من مال الشعب الليبي العظيم!
السيرة الذاتية لهذا الرجل تؤكد أنه لا يتحلى بأي مشاعر إنسانية، ويستهين بالأرواح والأعراض والممتلكات ولا يأبه بأي وازع إنساني أو ديني دفاعا عن شبقه وشهوته في البقاء مسلحا على آبار النفط الليبي يستنزفها هو وعائلته، تاركا شعبه معزولا داخل الصحراء عن العالم، أربعة عقود متتالية، واحال بلده ذا الامكانيات المالية والاقتصادية والفكرية والابداعية الكبيرة، إلى محض كيان خارج التاريخ والجغرافيا ويعيش في زمنة ما قبل الدولة.
ليبيا اليوم مدمرة بالكامل.. لا توجد بها أية بنية أساسية يمكن أن تصنفها باعتبارها "دولة".. القذافي تعمد منذ أن استولى على الحكم بمساندة المخابرات الإيطالية، أن يجعلها محض منطقة جغرافية خالية من السكان.. مجرد آبار نفط فقط تدر عليه ما ينفخ كرشه وجيوبه وأرصدته هو وعائلته وعصاباته في البنوك الدولية.
هذا الشخص التافه والنصاب.. حث شعبه ـ أكثر من مرة ـ على أن يترك ليبيا، لأنها بلد صحراوي., وأن يهاجر إلى مصر أو السودان حيث المياه والخضرة والثروة.. كلام لا يصدر إلا من رئيس عصابة اختطف البلد من أهلها وشرع في طردهم منها لينفرد هو وحده بثرواتها النفطية.
على المجتمع الدولي ـ اليوم ـ ان يتحمل مسئوليته تجاه الشعب الليبي الذي يتعرض لأبشع عملية إبادة حقيقية من قبل شخص مجنون جاء إلى الحكم بمساندة أجهزة المخابرات الدولية.. ما يجعلها شريكا بالتضامن في تلك المذابح التي وقعت ومن المنتظر أن تستأنف على نحو أكثر وحشية في الأيام القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق