بقلم :معتز بالله عبد الفتاح
هل يكون الفيس بوك هو أداة العرب لتحقيق وحدتهم المنشودة؟ نحن أمام جيل جديد يتحدث بنفسه ولا يرغب فى أن يقف من الحياة موقف المتفرج أو المتسائل عما يحدث فيها، هو يريد أن يكون صانعها، وهذا حقه.
لقد شاهدت فى الولايات المتحدة ما لم أره فى حياتى من تحالف المصريين والعرب (وقطعا معهم آلاف المتعاطفين الأمريكيين) مع قضية مصر حين بدأت المظاهرات تحت شعار «الشعب يريد اسقاط النظام». وقد بدا لى أننا بالفعل بصدد مقومات «لوبى عربى» قوى يتفق لأول مرة بقوة على قضية ليست موضع نقاش وهى قضية حق الشعوب العربية فى استرداد قرارها. وكان التونسى يهنئ المصرى ويتمنيان معا نفس الشىء لليمنى والجزائرى.
وحين بدا وكأن البحرين وليبيا تسيران على نفس الخط، بدأت المشاعر تتأكد مرة أخرى على الفيس بوك وبين الأصدقاء بوك، وأمام سفارات الدول التى يقمع حكامها شعبها. العرب يعيدون اكتشاف أنفسهم، ولو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين. لو كانوا يعرفون حجم قوتهم ومدى ضعف حكوماتهم وبشاعتها لما قبلوا أن يظلوا فى حكم يقوم على هوانهم والنيل من حقوقهم وتذكية تخلفهم واستمرار تشرذمهم.
العيب الأكبر فى محاولات الوحدة العربية السابقة أنها كانت نخبوية ولهذا أسقطت فالشعوب إلا باعتبارها أداة للتصديق العفوى على قرارات الحاكم بالوحدة أو بالانفصال. أما الآن الشعوب تقود والنخب إما تستجيب أو ترحل، تغير أو تتغير.
هل سيأتى اليوم الذى يجد فيه العرب من جبال أطلس فى شمال المغرب العربى إلى ربوع النيل العامر إلى فرات العراق الغامر إلى شواطئ الخليج العربى أنهم يملكون كذلك زمام إعادة رسم خريطة الدولة ككيان جغرافى موروث عن الاستعمار بعد أن شرعوا فى إعادة رسم دور الدولة من سيد على المجتمع إلى خادم له؟
هل سيأتى اليوم الذى نعيد فيه فتح كتب العروبيين عن الوحدة العربية والتكامل العربى والهوية العربية المشتركة؟
يبدو أننا فى عصر «احلم، وضع ما تحلم به على الفيس بوك، فأنت لا تدرى كم شخص يفكر مثلك فى هذا العالم الكبير».
قطعا أنا لا أدعو إلى خطوات متعجلة فى هذا الصدد لأن بديات رحلة انتقال العربى من البداوة إلى الحداثة تبدأ أمامنا، ولكن الأحلام الكبرى ليس لها زمن عند صياغتها، وإن كان لها قيود عن التفكير فى كيفية تحقيقها على أرض الواقع.
ها نحن وخلال شهرين رأينا تونس تعود للتوانسة بعد القول الرائع لأحد التونسيين «بن على هرب، بن على هرب، المجد للشهداء، الحرية للتوانسة». وها نحن رأينا مبارك وشلة الفكر الجديد ترحل بعد أن استطاع الثوار فرض إرادتهم بقولهم الواضح والرائع: «الشعب يريد».
وقد يأتى اليوم الذى نرى فيه ملايين العرب يخرجون فى الشوارع قائلين: «الشعب يريد الوحدة العربية» وستكون على النخب الحاكمة إما تنفذ أو ترحل.
المثقفون العرب، عليهم الآن دور ربما ما كانوا يتوقعونه قط، وهو أن يقدموا اجتهاداتهم وأفكارهم فى ضوء المتغيرات الجديدة لأن التاريخ يصنع الآن وحركة الأحداث تتطلب ألا نتوقف عن التفكير وإلا سنفقد السيطرة على الأمور تماما. الفكر قبل الفعل تخطيط، والفكر بعد الفعل غالبا تبرير أو تفسير.
نريد أن نفكر وبسرعة فى كيفية توجيه الأحداث.
هل يكون الفيس بوك هو أداة العرب لتحقيق وحدتهم المنشودة؟ نحن أمام جيل جديد يتحدث بنفسه ولا يرغب فى أن يقف من الحياة موقف المتفرج أو المتسائل عما يحدث فيها، هو يريد أن يكون صانعها، وهذا حقه.
لقد شاهدت فى الولايات المتحدة ما لم أره فى حياتى من تحالف المصريين والعرب (وقطعا معهم آلاف المتعاطفين الأمريكيين) مع قضية مصر حين بدأت المظاهرات تحت شعار «الشعب يريد اسقاط النظام». وقد بدا لى أننا بالفعل بصدد مقومات «لوبى عربى» قوى يتفق لأول مرة بقوة على قضية ليست موضع نقاش وهى قضية حق الشعوب العربية فى استرداد قرارها. وكان التونسى يهنئ المصرى ويتمنيان معا نفس الشىء لليمنى والجزائرى.
وحين بدا وكأن البحرين وليبيا تسيران على نفس الخط، بدأت المشاعر تتأكد مرة أخرى على الفيس بوك وبين الأصدقاء بوك، وأمام سفارات الدول التى يقمع حكامها شعبها. العرب يعيدون اكتشاف أنفسهم، ولو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين. لو كانوا يعرفون حجم قوتهم ومدى ضعف حكوماتهم وبشاعتها لما قبلوا أن يظلوا فى حكم يقوم على هوانهم والنيل من حقوقهم وتذكية تخلفهم واستمرار تشرذمهم.
العيب الأكبر فى محاولات الوحدة العربية السابقة أنها كانت نخبوية ولهذا أسقطت فالشعوب إلا باعتبارها أداة للتصديق العفوى على قرارات الحاكم بالوحدة أو بالانفصال. أما الآن الشعوب تقود والنخب إما تستجيب أو ترحل، تغير أو تتغير.
هل سيأتى اليوم الذى يجد فيه العرب من جبال أطلس فى شمال المغرب العربى إلى ربوع النيل العامر إلى فرات العراق الغامر إلى شواطئ الخليج العربى أنهم يملكون كذلك زمام إعادة رسم خريطة الدولة ككيان جغرافى موروث عن الاستعمار بعد أن شرعوا فى إعادة رسم دور الدولة من سيد على المجتمع إلى خادم له؟
هل سيأتى اليوم الذى نعيد فيه فتح كتب العروبيين عن الوحدة العربية والتكامل العربى والهوية العربية المشتركة؟
يبدو أننا فى عصر «احلم، وضع ما تحلم به على الفيس بوك، فأنت لا تدرى كم شخص يفكر مثلك فى هذا العالم الكبير».
قطعا أنا لا أدعو إلى خطوات متعجلة فى هذا الصدد لأن بديات رحلة انتقال العربى من البداوة إلى الحداثة تبدأ أمامنا، ولكن الأحلام الكبرى ليس لها زمن عند صياغتها، وإن كان لها قيود عن التفكير فى كيفية تحقيقها على أرض الواقع.
ها نحن وخلال شهرين رأينا تونس تعود للتوانسة بعد القول الرائع لأحد التونسيين «بن على هرب، بن على هرب، المجد للشهداء، الحرية للتوانسة». وها نحن رأينا مبارك وشلة الفكر الجديد ترحل بعد أن استطاع الثوار فرض إرادتهم بقولهم الواضح والرائع: «الشعب يريد».
وقد يأتى اليوم الذى نرى فيه ملايين العرب يخرجون فى الشوارع قائلين: «الشعب يريد الوحدة العربية» وستكون على النخب الحاكمة إما تنفذ أو ترحل.
المثقفون العرب، عليهم الآن دور ربما ما كانوا يتوقعونه قط، وهو أن يقدموا اجتهاداتهم وأفكارهم فى ضوء المتغيرات الجديدة لأن التاريخ يصنع الآن وحركة الأحداث تتطلب ألا نتوقف عن التفكير وإلا سنفقد السيطرة على الأمور تماما. الفكر قبل الفعل تخطيط، والفكر بعد الفعل غالبا تبرير أو تفسير.
نريد أن نفكر وبسرعة فى كيفية توجيه الأحداث.
نقلا عن الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق