رفع اسم خليفة مارجريت سكوبي في قصر السفارة الأمريكية بحي جاردن سيتي درجة القلق بين شباب الثورة ، وفجر عاصفة من انتقادات نشطاء المنظمات الحقوقية للنوايا الأمركية تجاه مصر وثورتها.
الجميع اعتبروا اسم آنا باترسون لا يبشر بخير، فالسفيرة الجديدة لديها سجل أسود من التورط في التخطيط والاشراف علي تنفيذ اغتيالات لرموز سياسية معروفة عندما كانت سفيرة بدولتي كولومبيا وباكستان, إلي حد وصف موافقة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي علي تعيينها بمصر بـ«المؤامرة الأمريكية لاغتيال شخصيات معروفة بالبلاد».
اتحاد شباب الثورة من جهته أصدر بيانا شديد اللهجة ضد تعيين آنا باترسون سفيرة أمريكية خلفًا لمارجريت سكوبي, متهمين الادارة الامريكية بتدبير مؤامرة لإجهاض الثورة وتعطيل العملية الديمقراطية, محذرين من أي استهداف أمريكي للثورة والمشروع الوطني, ومطالبين جميع القوي الوطنية والمشير طنطاوي والمجلس العسكري برفض اعتماد أوراق آنا باترسون وقطع الطريق علي كل المحاولات للمساس بأمن واستقرار مصر وثورتها, ومنوهين الي أن الـ300 مليون دولار التي رصدتها امريكا تحت مسمي دعم الديمقراطية في مصر، مخصصة لإجهاض الثورة ليس إلا.
ووفقا لما نشره موقع ويكيبيديا باللغة الانجليزية، فإن آنا باترسون وودز من مواليد فورت سميث أركنساس 1949, حصلت علي درجة بكالوريوس من كلية الآداب جامعة ويلسلي وحضرت الدراسات العليا في جامعة كارولينا الشمالية في تشابل هيل لمدة عام, متزوجة من ديفيد باترسون - ضابط متقاعد في السلك الدبلوماسي - ولديهما طفلان.. وعملت «باترسون» كدبلوماسي أمريكي وموظف السلك الخارجي منذ عام 1973, وشغلت منصب كبير موظفي وزارة الخارجية الامريكية والمستشار الاقتصادي للمملكة العربية السعودية منذ عام 1984وحتي عام 1988 ثم بوصفها المستشار السياسي في بعثة الولايات المتحدة لدي الأمم المتحدة في جنيف في الفترة من 1988 إلي 1991.
وتدرجت السفيرة في المناصب الخارجية, فشغلت منصب مدير وزارة الخارجية لدول الأنديز ما بين عامي 1991و 1993, ومنصب نائب مساعد الأمين لشئون البلدان الأمريكية ما بين عامي 1993و1996.
وخدمت «باترسون» سفيرة للولايات المتحدة في السلفادور في الفترة من 1997 إلي 2000، ثم سفيرة الولايات المتحدة لكولومبيا من عام 2000 إلي 2003. ومن عام 2003 إلي 2004 شغلت منصب نائب المفتش العام في وزارة الخارجية الامريكية, وفي نفس العام 2004 تم تعيينها نائبة المندوب الأمريكي الدائم لدي الأمم المتحدة, حتي نوفمبر 2005 عندما عينت كمساعد وزيرة الدولة لشئون المخدرات الدولية وتطبيق القانون حتي مايو 2007.
وفي عهد الرئيس جورج دبليو بوش عينت باترسون سفير الولايات المتحدة لدي باكستان من يوليو 2007 وحتي أكتوبر 2010, وانتهي مشوارها بتعيينها سفيرة أمريكية لمصر الاسبوع الماضي.
بينما نشر موقع ويكيليكس باللغة الانجليزية عدة وثائق تدين السفيرة وتشير إلي أنها إحدي أركان النظام الامريكي المنفذ لخطط الاغتيالات في عدة دول نامية, فضلا عن كونها أداة رئيسية لإقامة إعلام مواز لإعلام الدولة التي تتواجد بها يعتمد علي الدعم الامريكي وينحصر دوره في المشاركة في زعزعة الاستقرار وإحداث فوضي وبلبلة بها.
ووفقا لما نشرته صحيفة «داون» الباكستانية: أظهرت برقيات دبلوماسية أمريكية سرية نشرت بموقع ويكيليكس أن قوات أمريكية خاصة رافقت قوات باكستانية في مهمات جمع معلومات أثناء صيف 2009, وهذه القوات شاركت مع القوات الباكستانية في عمليات في إسلام أباد بحلول 2009.. وقالت البرقيات إن السفيرة الأمريكية لدي باكستان آنذاك «آن باترسون» انها ساعدت الباكستانيين علي جمع وتنسيق ملفات المخابرات بالدولة , كما أظهرت عدة برقيات أخري حرص الولايات المتحدة علي نشر قوات أمريكية مع الجنود الباكستانيين, واجرت توسيعا للخطط الخاصة بأنشطة المخابرات المشتركة لتشمل مقار الجيش الباكستاني.
وكتبت باترسون في برقيتها: «باكستان بدأت قبول دعم الجيش الأمريكي في المخابرات والاستطلاع والمراقبة لعمليات مكافحة التمرد».. وذلك قبل عامين من مقتل بن لادن, كما أن هناك اعترافا علنيا في باكستان بوجود مدربين أمريكيين لكن لم تعترف بمثل هذه العمليات المشتركة.. وتشير البرقيات إلي أن قائد الجيش الباكستاني أشفق كياني طلب من رئيس القيادة المركزية الأمريكية الأميرال مايك مولن وقتها تكثيف وتنشيط عمليات الاستطلاع علي مدار الساعة لمدينة وزيرستان الشمالية والجنوبية والتي تعد من معاقل متشددي جماعة طالبان, وكل هذا أدي لتوجيه انتقادات لاذعة للجيش الباكستاني عقب هجوم القوات الأمريكية الخاصة علي منزل بن لادن في مدينة أبو أباد الشهرين الماضيين.
والغريب أن الولايات المتحدة وباكستان استمرتا في نفيهما وجود أي تدخل بين الجانبين في الوضع الأمني بباكستان آنذآك, في الوقت التي ارتفعت فيه نسبة التعاون بين البلدين في تنفيذ عمليات أمنية مشتركة, فكشفت الوثائق التي تم تسريبها أن السفيرة كانت تقوم بكتابة وثائق حول العلاقات الأمنية بين البلدين شخصيا, وأشارت إلي أن الفترة التي تولت خلالها باترسون منصب سفير الولايات المتحدة كانت إحدي أنشط فترات التعاون الاستخباراتي بين البلدين.
في حين كشفت وثيقة أخري مسربة أن «آنا باترسون» عندما كانت سفيرة امريكا في كولومبيا وباكستان قامت بتجنيد بعض الاشخاص العاملين بوسائل الاعلام الاجنبية بتلك الدول في وكالة الاستخبارات الأمريكية, بهدف تنفيذ انفجارات وعمل شغب في هذه البلاد, فضلا عن عمل توترات دبلوماسية وتنفيذ عدة اغتيالات لشخصيات مهمة.
نضال صقر عضو مجلس إدارة الاتحاد الامريكي للحقوق المدنية وعضو اللجنة الاستشارية للجنة الأمريكية للحقوق المدنية أوضح أن «باترسون» التحقت بالعمل منذ السبعينيات في القسم الاجنبي بوزراة الخارجية الامريكية وهو قسم ذو صلة بالنشاط الاستخباراتي, ثم تقلدت مجموعة من المناصب انتهت بتسليمها الملف المصري منذ 1 مارس الماضي.
وأضاف: أمريكا تفاجأت بالثورة المصرية رغم التقارير التي أشارت إلي قرب سقوط نظام «مبارك», والتي تجاهلتها عن قصد لعدم رغبتها في تصديق كل مايأتي عكس تخطيطها ورغبتها, ولارتباك موقف أمريكا عقب الثورة ولخطورة وأهمية الملف المصري, سلمت الادارة الامريكية الملف لباترسون والتي تعد الشخصية الثانية بوزارة الخارجية الامريكية كما انها تحترف العمل في السياسة الخارجية.
وكشف صقر عن تميز شخصية باترسون بعدة صفات أهمها كونها رمزا للغرور والعنجهية الامريكية حيث تتعامل بتعال شديد وقسوة مع من يعارض أو ينتقد السياسة الامريكية, فضلا عن إضفائها حصانة علي المتعاقدين الامنيين مع السفارة الامريكية, وهو ما يثير مخاوف النشطاء السسياسيين بمصر من فتحها مجالا لهذه الفئة وتشجيعهم علي التواجد بالبلاد, ما يدخل مصر في متاهات شبيهة بما حدث في باكستان والعراق بسبب فرق «بلاك ووتر».
وأضاف أن محاولات الاغتيال التي شهدتها دولة كولومبيا مثل اغتيال بول ولستون عضو مجلس الشيوخ الامريكي والمعروف بمعارضته للسياسة الامريكية في كولومبيا تمت عندما كانت «آنا» سفيرة بها, كما أنها تولت السفارة بباكستان قبل شهرين فقط من اغتيال رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو، والتي كانت قد تقدمت بطلب خطي إلي «باترسون» للمساعدة في إجراء تقييم للأمن وحمايتها، لأنها تخشي علي حياتها – وفقا لوثائق ويكيليكس – إلا أن باترسون وجورج بوش تجاهلا طلبها، بعدما كتبت «باترسون» للخارجية الامريكية مذكرة توصي فيها بتجاهل الرسالة ومطالبتها بالتعاون مع حكومة «مشرف» لضمان حماية نفسها.
أوضح «صقر» أن باترسون كان لها دور فاعل في تمويل إعلام موال لأمريكا في باكستان, فهي خبيرة باختراق ساحات البلاد المضيفة من خلال تمويل منظمات مجتمع مدني ووسائل إعلام مختلفة.
وحصر « صقر» تحركات السفيرة بمصر منذ تولت الملف 1 مارس الماضي في التخطيط والتنفيذ لتمويل 600 منظمة مجتمع مدني ووسيلة إعلام, وهي التصريحات التي أصدرتها الاسبوعين الماضيين بعدما أكدت أنها انفقت 40 مليون دولار علي 600 منظمة لدعم العملية الانتخابية, في حين انها مخصصة لتعطيل إجراء الانتخابات المقبلة, فضلا عن تورطها في أحداث مسرح البالون التي شهدتها البلاد الاسبوع الماضي, فهي تستغل اية وقائع وتوظفها في إطار قضية سياسية تنتهي بالمطالبة بعدم إجراء الانتخابات والمطالبة بإسقاط المشير وتخوين المجلس العسكري, وهدفها من كل هذا زعزعة الاستقرار وإظهار البلاد بغير القادرة علي إجراء انتخابات في ظل تدهورها الامني.
ويمضي صقر قائلا: مصر دولة وظيفية بالنسبة لأمريكا لها دور معين تؤديه ولن تقبل امريكا بخسارة هذا الدور في المنطقة, وبعد فشلها في إقناع المجلس العسكري بلعب هذا الدور, قررت تعطيل إقامة نظام مدني سياسي متعدد بالبلاد حتي لا يأتي بقوي تهدد مصالحها في المنطقة بأكملها.. موضحا أن من حق المجلس العسكري رفض أوراق اعتماد السفيرة الجديدة, باعتبار ان الثورة حالة استثنائية والشرعية الثورية تعطي المجلس مبررا قويا لرفض اوراق السفيرة بعد رفض الثوار لها, معتبرا ان رفض السفيرة الجديدة إغلاقا لباب المؤامرات الامريكية.
بينما اتهم محمد علام رئيس المكتب التنفيذي لاتحاد شباب الثورة السفيرة الجديدة بتولي المنصب في مصر لتنفيذ مخطط اغتيالات لرموز سياسية هامة علي رأسها عصام شرف رئيس مجلس الوزراء ونشر الفوضي, مؤكدا انها من ساعدت علي اغتيال اسامة بن لادن, بعدما كشفت عن موقعه منذ عام 2007.. كاشفا عن وجود معلومات مؤكدة عن خطة تنفيذ سلسلة من الاغتيالات قبيل أو اثناء الانتخابات المقبلة لإثارة الرأي العام وإحداث فوضي تنتهي بعدم اكتمال الانتخابات, مؤكدا ان إنفاق الادارة الامريكية 40 مليون دولار حتي الآن وتوجيهها إلي 600 منظمة مصرية ليس لوجه الله وانما لتنفيذ مخططات امريكية, مستنكرا دفع امريكا اموالا لهم من تحت الطاولة – علي حد وصفه – وعدم لجوئها للقنوات الشرعية بالبلاد لتوزيع الاموال من خلالها.
ووصف علام دعم أمريكا للديمقراطية في مصر بـ«الادعاءات» قائلا: أمريكا تدفع اموالا لتخريب البلاد وضرب استقرارها وإجهاض الثورة ودعم المتسلقين عليها..كاشفا عن تدشين حملة إعلامية لتحويل مطلب الثوار برفض تعيين السفيرة الامريكية الجديدة لمطلب شعبي عام لحماية مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق