|
أعمدة الدخان من مستودع مركز سوني في إنفيلد شمال لندن (رويترز) |
دفع اتساع أعمال العنف التي تشهدها العاصمة البريطانية لندن بالمئات من سكانها إلى تشكيل لجان دفاع ذاتي في الشوارع، على غرار ما حدث في تونس ومصر إبان ثورتهما.
وفي ساوثول بغرب لندن تجمع مساء أمس المئات من السيخ -بعضهم يرتدي اللباس التقليدي- أمام معبدهم بعد شائعات تحدثت عن احتمال أن يستهدف مشاغبون المعبد، ونظموا دوريات بدراجات نارية تراقب محطة القطار المحلية لرصد وصول أي مشاغبين.
وفي حي إنفيلد شمال لندن الذي شهد اضطرابات في الليالي الماضية، جاب نحو 200 من السكان الحي لحراسة الشوارع. وتبين من شريط فيديو هواة بث اليوم مجموعة من100 شخص كانت تردد "إنجلترا، إنجلترا، إنجلترا" في أحد شوارع إنفيلد.
|
أحد المتاجر المدمرة في الاضطرابات (رويترز) |
حماية
كما تجمع عدد مماثل من هواة كرة القدم في ضاحية الثام جنوب شرق المدينة، حيث سرت شائعات باحتمال وصول مشاغبين.
ونقلت صحيفة ذي غارديان عن أحد السكان قوله "إنه حي عمال بيض، ونحن هنا لنحمي مجموعتنا".
وأضاف "نحن هنا لمساعدة الشرطة، فأمي مرعوبة بما شاهدته على التلفزيون خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، فقررنا أن لا يقع ذلك هنا".
وفي حيي هاكني وكنتيش تاون بشمال لندن، وقف تجار -غالبيتهم من الأتراك- يحرسون دكاكينهم بأسلحة بسيطة.
وقد شهدت الليلة قبل الماضية وفجر أمس أحداث شغب وأعمال سلب ونهب، وأحرقت مبان ومتاجر كبرى في أحياء مثل بيكام وكرويدون في الجنوب وإيلينغ في الغرب وهاكني في الشرق. واقتحم شباب يرتدون ملابس ذات أغطية للرأس ويضعون أقنعة، المراكز التجارية الكبرى ونهبوا كل ما تطاله أيديهم.
وجرى تطويق منطقة هاكني شرقي لندن بعدما حطم عدد من الشباب -مسلحين بمضارب البيسبول- نوافذ المتاجر، كما أضرمت النار في بعض العربات في حي لويشام، وتعرضت حافلة ومحل تجاري في بيكام إلى إشعال النار أيضا.
|
عمدة لندن يلوح بيده للصحفيين
أثناء تفقده جنوب العاصمة (رويترز) |
انتشار
وانتشرت أعمال الشغب في منطقة كرويدون جنوبي العاصمة حيث أشعلت النار في مبنى تجاري ضخم.
كما أضرمت النيران في متجر للتجهيزات الرياضية في حي بريكستون جنوبي لندن، بينما تعرضت المحلات المجاورة له للسرقة، وتواردت أنباء عن اندلاع اضطرابات في مناطق إنفيلد ووالتهامستو وأجزاء أخرى من العاصمة البريطانية.
وجابت دوريات الشرطة الشوارع، ومع استمرار التوتر تبحث الشرطة حاليا استخدام الأعيرة البلاستيكية ضد مثيري الشغب في العاصمة للمرة الأولى من نوعها.
وقد أحجمت الشرطة في لندن عن استخدام أسلحة نارية أو أسلحة للتحكم في مثيري الشغب واحتوائهم على مدار الأيام الأربعة الماضية، لكنها توصلت إلى ضرورة استخدام إجراءات أشد قسوة لإخماد المظاهرات.
واقترح عضو البرلمان ديفد لامي تعليق خدمة "الماسنجر" على هواتف "بلاك بيري" التي يستخدمها المتظاهرون لتنظيم مظاهراتهم.
استنفار
وقد نشر نحو 60% من إجمالي قوة الشرطة بالمملكة المتحدة في لندن، وهو رقم قياسي حيث سينتشر قرابة 16 ألف شرطي في العاصمة على مدار الساعات الـ24 القادمة. وتم اعتقال مئات المتظاهرين الليلة قبل الماضية بعد أعمال عنف ونهب وتخريب في جميع أنحاء لندن.
وأعلنت سكتلند يارد عن اعتقال 334 شخصا وجهت إلى 69 منهم اتهامات رسمية على خلفية أعمال العنف في لندن، مشيرة إلى أن الهجمات يتم تنسيقها عبر الهاتف المحمول.
وفي مدينة برمنغهام بدأت حملات اعتقال إثر اندلاع أعمال شغب، ونشرت السلطات 1700 شرطي إضافي لمواجهتها ووقف عمليات النهب، بينما استمرت حملات الاعتقال.
ومع اتساع أعمال الشغب، قطع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إجازته السنوية التي كان يمضيها في إيطاليا ليترأس اجتماعا للجنة الطوارئ الحكومية "كوبرا".
وتوعد كاميرون بالقضاء على ما سماه الأعمال الإجرامية وملاحقة المتسببين فيها، وحذر المتورطين في أعمال الشغب من أنهم لا يخاطرون بمجتمعاتهم فقط، ولكن بمستقبلهم أيضا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق