وجهت صحيفة "الجارديان" البريطانية نداء لحكومة ديفيد كاميرون ترجوها فيه ألا تستلهم من الرئيس السابق حسني مبارك سياسته في قمع المحتجين وأعمال الشغب التي اندلعت في مصر أثناء ثورة 25 يناير، لأن فارقا كبيرا بين البلدين، في شكل الشغب وأسبابه وحجمه، بما لا يستقيم معه الرد بنفس سياسة مبارك.
واستطردت الصحيفة: "يا لسخرية القدر، لندن تشهد الآن خراطيم المياه واستدعاء الجيش وتعطيل خدمات الرسائل عن طريق الهاتف المحمول والشبكات الاجتماعية، هو بالضبط ما شهدته مصر في ظل حكم الديكتاتور مبارك قبل 8 شهور، ولمزيد من السخرية، كان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أول من زار مصر بعد تنحي مبارك، فضلا عن إدانته في وقت سابق لممارسات مبارك القمعية لشعبه".
وأكدت الصحيفة أن المقارنات لا معني لها الآن بين ما حدث في مصر من شغب، والسلب والنهب في لندن، بعد أن ضربت مصر مثالا نموذجيا للتظاهرات السلمية في العالم كله، عكس ما تشهده لندن من شغب ونهب وسلب، غير مبرر علي الإطلاق، الأمر الذي يجعل اللحظة الحالية مثالية للسخرية مما يحدث في أكثر الدول الديمقراطية في العالم بتأمل النموذج المصري.
وأشارت الصحيفة إلي أنه بالرغم من الجرم الذي ارتكبه النظام المصري السابق في حق المصريين قبل الثورة وأثناءها إلا أن حالة من ضبط النفس، والسلمية سادت الاحتجاجات المصرية حتي في مواجهة قمع النظام لها، ومرت ثورة 25 يناير حاملة لشعار "لا نهب، لا حرق، مؤكدة ما وصف به المدون وائل عباس الثورة المصرية على تويتر: "التحرير ليست مكانا، إنها حالة ذهنية".
ووجهت الصحيفة نداءً أخيرا للبريطانيين قائلة: "بهذه الروح المصرية، وبعقل الفرعون الكبير، خذوا أدواتكم، ونظفوا توتنهام، كما نظف المصريين ميدان التحرير".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق