الخميس، 24 يوليو 2008

الرقص مع الذئاب




السودان ومن سنوات يعانى من مشاكل ومن مصر يشاهدون وكان الامر لايعنيهم فى شىء بل على العكس عندما ارادوا المشاركة لعبوا الدور الخطأ متبعين نفس سياستهم العقيمة التى تشبه ما يفعله البعض باغلاق ابواب شققهم عليهم اذا ما شب حريق فى الشقة المقابلة جبنا وخوفا من ان يطالهم الحريق ....قمة الاحداث السودانية كانت الاسبوع الماضى فى القرار الذى اصدرته المحكمة الجنائية الدولية باتهام الرئيس عمر البشير بارتكاب جرائم حرب فى دارفور وطلبها القاء القبض عليه ... كلنا نعرف ان هناك جرائم ولكن من المسئول عنها ...حاولت اكثر من مرة ان افهم ما الذى يحدث هناك بلا جدوى الحقيقة غائبة...الحكومة تتهم الحركات المتمردة والقوى الخارجية باشعال الصراع والمجتمع الدولى والامم المتحدة تتهم الحكومة السودانية وبعض الجماعات السودانية فى الداخل والخارج تتهم الحكومة وتتهم بعضها والاحصائيات تقول انه تم قتل نحو 35 الف مدنى واكثر من80الف جريح وتشريد نحو 300الف نازح ولاجىء سودانى....من المسئول عن كل ذلك ؟....انا وانت مثلا.؟...الرئيس وحكومته تقع عليهم المسئولية الاولى وكان لديهم من الوقت ما يكفى لمعالجة المشكلة قبل تدويلها خاصة وانهم فى كل مناسبة يحلو لهم ترديد ان السودان مستهدف ....وبات واضحا للكل ان ما يسمى بالمجتمع الدولى يتعامل مع بعض القضايا بطريقة مختلفة تماما واعتقد انه ليس من قبيل الصدفة ان يعلن الان عن القبض على السفاح الصربى رادوفان كاراجيتش الذى اتهم بارتكاب جرائم حرب عام 1995 لمسؤليته عن قتل 8000 مسلم بوسنى ما بين عامى 92 و95 وكان مختفيا حتى وجدوه هذا الاسبوع ايضا ....والفرق بينه وبين عمر البشير ان الاخير مازال على رأ س السلطة فى السودان ...لكنه يرفض الاستسلام وهو يرقص بالعصا ....لاادرى كيف يفعل ذلك فى المصيبة التى حلت على رأسه ورأس اخرين ويمكن ان تجر البلاد الى مصائب لا يعلم مداها غير الله.....وماذا يمكن ان يقدم للمحكمة من حلول لمعالجة الازمة ...واحسبه يراهن على الشعب السودانى الطيب ان يؤيده وكذلك اخوانه الحكام العرب والافارقة وانا معاهم و كل الناس لكن كل ذلك لن يحل المشكلة بل ارى انها مرشحة للتصعيد اكثر....وساعة الجد سيجد نفسه وحيدا فى الساحة كما حدث مع غيره ....وياليتهم يتعلمون من الدروس السابقة شيئا ....يجعلون الامور تصل الى حافة الهاوية ولا يفكر واحد منهم بترك الساحة لكى يختار الناس الاصلح حتى لاتقع الاوطان فريسة للذئاب التى لاترحم....والتى تجعل من اخطائهم وخطاياهم المدخل لفتح ابواب جهنم عليهم وعلى اوطانهم وعلى الامة بأسرها...النظام فى السودان فى مأزق حقيقى والنظام فى مصر فى ورطة عظيمة والرئيسان فى وضع لايحسدان عليه ووجهاهما فى الحائط وليس لديهما ادنى فكرة عما يحدث خارج الفصل.....والدرس الاساسى الذى يعلموننا اياه ان الذئاب تعرف العدل اكثر من حكامنا هؤلاء الذين لايستحقون ان يلقوا اى معاملة عادلة لظلمهم واستبدادهم.............واحسب وبكل اسف ان الجزء الاخير من الدرس حقيقى الى ابعد حد...وهذا ما يجعل قطاعات كبيرة من الشعوب مهيئة للرقص مع الذئاب ........فى الحقيقة وليس فى الفيلم الامريكى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger