السبت، 10 نوفمبر 2012

مليونية "التيار الثالث"


محمود سلطان

بعض السياسيين يتحدثون عن "التيار الثالث"، وتحدث حمدين صباحى عن "التيار الشعبى".. وهى فى مجملها تعبيرات عن انطباعات أولية لم تمر عبر اختبار حقيقى لصدقيتها، تشير إلى وجود قوى سياسية كبيرة وذات وزن وثقل جماهيرى كبير وواسع تتبوأ موقعًا "وسطًا" بين القوة الأكبر والأقدم والأكثر تنظيمًا  "الإخوان المسلمين"، وبين القوى والأحزاب الصغيرة المتناثرة والتى توصف بـ"المدنية".
التيار الثالث ـ التيار الشعبى ـ ظل مصطلحًا وليد "الادعاء النخبوى"، واستخدم فى إطار التوظيف الدعائى لـ "الزعامة" فى نسختها الناصرية الجديدة، والتى تبلورت بشكل واضح بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وما صاحبها من مفاجآت، حملت "حمدين صباحى" إلى صدارة المشهد السياسى المصرى.
التيار الثالث.. أنتج داخل حضانات التوقعات "المتخيلة".. والتى تكهنت بوجوده استنادًا إلى القراءات التى تعاطت مع نتائج انتخابات الرئاسة، بذات المنطق الذى يعتمد عليه عادة الفكر السياسى المصرى، بالاستناد إلى "المتخيل" وليس إلى "الموضوعى" فى استشراف المستقبل الوطنى.
تأتى مليونية الشريعة يوم أمس الأول 9/11/2012، فى سياق أول اختبار حقيقى لـ"المتخيل"، لتؤكد بأنه توقع "حقيقى" وله حضوره الكبير فى المشهد السياسى والبنى الاجتماعية فى مصر.
لم تكن مفاجأة أن يثمر اختبار التحرير يوم أمس الأول، عن نتائج متسقة مع المزاج العام المصرى، حين اختفى "التيار الثالث" ببعده الناصرى الذى ظل الإعلام اليسارى يسوق له منذ خروج "صباحى" من السباق الرئاسى، بحصيلة "مليونية" ـ من الأصوات ـ كانت صادمة للتيارات الإسلامية.
مليونية الشريعة أثبتت وجود "التيار الثالث" فعلاً، ولكن داخل "الحالة الإسلامية" ذاتها.. فبالرغم من أن الحزبين الكبيرين: الحرية والعدالة "إخوان".. و"النور" السلفى، قاطعا المليونية، إلا أن عشرات الآلاف من الإسلاميين من الجماعة الإسلامية والجهاد وتيار حازم إسماعيل والجبهة السلفية، وغيرهم من التيارات الشبابية المتمردة داخل الإخوان والدعوة السلفية أعادوا الميدان كهيئته يوم تنحى مبارك فى 11فبراير عام 2011.
هذا الخليط الإسلامى، يعبر عن "قوى الثورة" داخل الحالة الإسلامية ذاتها، وربما يكون ممثلاً حقيقيًا لـ"تيار ثالث" غير مرتبط أو على الأقل يملك فضيلة التمرد على "علاقات السلطة" داخل الحزبين الكبيرين: الحرية والعدالة أو النور، سواء كانت سلطة "السمع والطاعة" كما هى فى الإخوان، أو السلطة "المشايخية" داخل الاتجاهات السلفية.. ويحمل رؤى مختلفة محمولة على نزعات تمرد موروثة عن روح الثورة.. وربما يكون مستعدًا للتأطير داخل كيان سياسى جديد ومستقل عن القوى التقليدية والنمطية التى لونت الحالة الإسلامية بلونها المعتاد وفقدت الكثير من "جاذبيتها" مع تعثرها المتواتر مع كل اختبار سياسى تتعرض له.
وأيًا كان الأمر.. فإن مشهد "جمعة الشريعة" كان حاملاً البشارة بوجود تيار ثالث حقيقى.. غير أنه سيظل داخل ذات التيار المتفوق فى الخبرات الخيرية والأهلية والأكثر قربًا ورحمًا من المجتمع المصرى.
جمعة تطبيق الشريعة وتساؤلات دقيقة



د.عثمان عبد الرحيم
في بداية الثورة كانت الجموع الإسلامية ممن شارك في ميدان التحرير تتواصى فيما بينها بعدم رفع أي شعار إسلامي حتى تمر الثورة على سلام وحتى لا يفهمها الغرب على أنها ثورة إسلامية فيضع لها العراقيل بل رأينا نضجًا أغرب من هذا لدى الإسلاميين تمثل في القبول بالعملية الديمقراطية برمتها وهي ما كانت تمثل رجسًا ونوعًا من إنكار توحيد الألوهية بل ومبالغة ملحوظة في تقدير الدستور، وهو الذي كان يمثل طاغوتًا يحكم من دون الله واستبشرنا بذلك خيرًا وحينما دعا إلى جمعة تطبيق الشريعة وسمعنا ما تم طرحه فيها إذا بنا أمام خطاب إسلامي قديم كامن بأدلته ونصوصه بل حتى بنبرة الصوت  في الذاكرة تم استحضاره ليكون موضوع جمعة تطبيق الشريعة وحكم من أنكرها فكأنك في الثمانينيات وإذا بك تسمع كلامًا خطيرًا من الشباب المتحمس الذي خرج متوهجًا ومندفعًا إلى معركة تطبيق الشريعة، وإذا بك تفاجأ بكم من التصريحات المفكرة والتي تحتاج إلى توضيح من الكيانات التي ينتمي إليها مَن تحدث بالأمس وإليك عينة من تلك التصريحات:
الشيخ حازم أبو إسماعيل (الدستور أصبح مرفوضًا تمامًا حتى بعيدًا عن المادة الثانية.)
الشيخ حسين يعقوب (لا يجوز استفتاء الناس على الدستور أصلًا لأنه لا يجوز أن نسأل الناس هل يحكم الله أم لا.)
الشيخ عبود الزمر (مستعدون للتضحية من أجل الشريعة.)
الدكتور عمر عبد العزيز (مستعدون للجهاد من أجل الشريعة ومرسي مثل مبارك إذا لم يطبق الشريعة ومَن لم يطبق الشريعة فهو كافر.)
وهنا لنا وقفة ومن حقنا أن نسأل وبكل صراحة ماذا تعني هذه التصريحات؟ وكيف لنا أن نقرأها خاصة فيما صدر من قيادات الجماعة الإسلامية في ضوء مراجعاتها؟ هل تمثل مقدمة لمرحلة جديدة من مراحل العودة بالأفكار إلى فترة السادات التي كانت تتمحور فيها الحركة الإسلامية حول قضية تطبيق الشريعة بمفهوم تطبيق الحدود وإغلاق محلات الخمور؟ ثم إذا بنا تخرج علينا أبحاث حكم منكر الشريعة ومستبدل الشريعة والياسق وتكفير من يحكم بغير الإسلام؟ وهل نحن مقدمون الآن على مرحلة الكفر بالدستور لأنه حكم من دون الله؟ ثم ما هو مفهوم تطبيق الشريعة وهل تم تحديده والتوافق عليه؟ وهل تعني تلك التصريحات حرق الإسلاميين لفترة (المرحلية الديمقراطية) والمطالبة مباشرة وبكل صراحة بتطبيق الشريعة؟ وهل نحن أمام (تكفير وشيك) لمرسي إذا ما حالت الظروف بينه وبين تطبيق الشريعة بمفهومها الحرفي لدى من خرج في جمعة الشريعة؟ وهل نحن على أبواب حالة تجييش لشباب الأمة واستصحاب أدلة تكفير المسبتدل للشريعة لا سيما وأن الشيخ عشوب وهو أحد القيادات الجهادية قد خرج بالأمس ليقول المادة الثانية من الدستور مادة كفرية؟ في الحقيقة ما قيل في الجمعة كان صادمًا لكل من توهم أن الحركة الإسلامية قد نضجت إلى القدر الذي تعلم فيه أن هوية مصر الإسلامية لا يمكن العبث بها حتى وإن تم تغيير الدستور كله وأن الشريعة أكبر من اختزالها في بعض النصوص المتحفية والقوانين الجنائية وأن الإسلاميين يملكون صندوق الانتخاب الذي حسم وسيحسم كل المعارك القادمة مع غلاة العلمانيين والحاقدين على تولى مرسي الحكم.
خاصة وأننا لا نعلم على وجه التحديد ما هو هدف احتشاد الإسلاميين في جمعة الشريعة فإذا كانت المليونية بهدف الضغط على الجمعية التأسيسية للدستور لوضع مبادئ من الدستور أو استبدالها بأحكام فقد حدث المراد وأضيفت مادة مفسرة لمبادئ في مادة مستقلة تبين دلالة المبادئ وهذا هو سبب امتناع حزبي "النور" و"الحرية العدالة" عن المشاركة.
وإذا كان المقصود حقيقة أن يتم تطبيق الشريعة فعلًا فالأمر يسير جدًا ولا يوجد أسهل منه وهو أن تزحف تلك الحشود إلى قصر الاتحادية والاعتصام أمامه والإعلان عن عدم فض الاعتصام إلا إذا أصدر مرسي قرارت فورية بتطبيق الشريعة وهذا حق له فإن الرئيس مرسي يملك دستوريًا وقانونيًا أن يصدر قرارات جمهورية بتطبيق الشريعة الإسلامية لأنه يملك السلطة التشريعية.

 

الخميس، 8 نوفمبر 2012


زكي نجيب محمود‏..‏ كيف كان يفكر؟‏!‏بقلم: د‏.‏ سعيد اللاوندي
3/18/2012


..‏ في مرحلة سابقة ثار جدل واسع في الوسط الثقافي والفكري المصري المعاصر‏,‏ الأول‏:‏ لماذا تقدم الغرب وتأخر المسلمون؟ والثاني‏:‏ أيهما أكثر أهمية وتأثيرا عباس العقاد أم طه حسين؟‏.
وفي الاثنين كانت للدكتور زكي نجيب محمود إجابة محددة.
فقد قال عن السؤال الأول: لأننا نعتمد علي الكلامولوجيا, في حين يعتمد الآخرون في الغرب علي التكنولوجيا, وهذا معناه أننا نعتمد علي الأقوال( والشعارات) لا الأفعال.. وتلك كارثة كان لابد أن ندفع ثمنها غاليا.. وقد كان!!أما القضية الثانية, فقد كشفت الإجابة التي انشغل بها كثيرون في ذلك الوقت عن تيارين كبيرين في الثقافة المصرية: تيار العقاديون.. وتيار الطحاسنة! ومال كل تيار الي زعيمه مرجحا كفته ومؤكدا تأثيره الواسع واستقطابه للفكر المصري والعربي..
وكان فيلسوفنا الراحل زكي نجيب محمود ممن تابعوا هذا الجدل, وذهب الي أنه علامة صحة وعافية, لكنه توقف أمام إحدي محطات هذا الجدل الصاخب.. وهي المحطة التي ذكرها نفر من هذا التيار أو ذاك وتتعلق بعدد الكتب والمؤلفات التي تركها عباس العقاد وزميله طه حسين.. ومن الواضح أن هذا المعيار الكمي قد أزعج زكي نجيب محمود الي حد كبير.. خصوصا أنه لا يحسب علي تيار ضد آخر وانما هو من القلائل, في ذلك الزمان, الذي كان يميل الي الرجلين معا, فتأثر بالعقاد في شخصه وروحه, وعصاميته, وتأثر بطه حسين في جرأته, ومنهجيته وشغفه بالمعرفة.. ولذلك ظل يتأمل فكرة( الكمية) في الإنتاج الفكري والثقافي, إذ لا يعقل أن يكون العقاد أهم وأبعد تأثيرا في الأجيال من طه حسين لأنه وضع لنا مائة وستة من الكتب في شتي جوانب المعرفة.
.. وطه حسين أقل تأثيرا لأنه لم يترك لنا سوي ستة وخمسين كتابا, ورأي زكي نجيب محمود أن هذا المعيار( الكمي) قد يصلح في زراعة وانتاج البطاطس أو اللوبيا, لكنه لا يمكن اعتماده والتعويل عليه في دنيا الفكر.. إذ يكفينا في الميدان الأخير أن نقف عند الاتجاه الجديد الذي اختطه المثقف أو المفكر.. وارتياده الي مناطق لم تكن مأهولة ولم يتطرق إليها العقل قبله.. وهو ما يعني أن الإضافة الحقيقية لصاحب الفكر تتمثل في المنهج والطريقة والاتجاه وليس في العدد أو الكمية.
وفي اعتقادنا أن زكي نجيب محمود قد أصاب كبد الحقيقة لأسباب كثيرة, منها( مثلا) أن طه حسين( نفسه) لم تكن كل كتبه علي نفس القدر من الأهمية.. فكلنا يذكر أن كتابه الشهير( في الشعر الجاهلي) الذي أصدره في ثلاثينيات القرن الماضي وأحدث( هزة) فكرية في الأمة, وثار من أجله الثائرون هو أكثر مؤلفات عميد الأدب العربي بقاء وتأثيرا, لأنه اتبع فيه منهج الشك لديكارت.
ويذكر مؤرخو الأدب, أن طه حسين أصدر كتابه( ذاك) وأهداه الي رئيس وزراء مصر في ذلك الزمان, كما رأي أن يصدر الكتاب في أثناء رحلته الصيفية المعتادة لفرنسا.. لكن لا تحرقه نيران الثورة التي كان يتوقعها.. وكانت اندلعت المظاهرات التي حاول زعيم الأمة سعد زغلول احتواءها عندما هتف في المتظاهرين مؤكدا أن دين الله بخير, ثم قال ليمتص غضب الثائرين.. ماذا يضيرنا اذا لم يفهم البقر!!
.. علي أية حال المعيار الذي نود الإشارة إليه, والذي ركز عليه فيلسوفنا زكي نجيب محمود هو معيار الجرأة والفتح وارتياد الطرق الوعرة.. وهكذا كان كتاب في الشعر الجاهلي لعميد الأدب العربي.. وهو ما يعني انتهاء ـ أن المسألة لا تتعلق بالكمية لا من قريب ولا من بعيد, وعلي أثر ذكر الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت, فالدارسون لسيرته العلمية والفلسفية يعرفون أنه وضع عدة كتب وألقي مئات المحاضرات, لكن أهمية هذا الفيلسوف لم تظهر إلا من خلال كتيب صغير بعنوان: مقال في المنهج حقق به فتوحات غير مسبوقة في دنيا الفلسفة, وأسس عبره للفلسفة الحديثة, وانتشر علي أثره مذهبه في الشك: أنا أشك إذن أنا موجود!.
.. والحق أن هذا المثال يؤكد فعلا لا قولا أن المعيار الكمي لا وجود له عند تقويم الفكر.... وفيلسوفنا الأبرز وعالم الاجتماع السياسي عبدالرحمن بن خلدون ترك لنا مآثر علمية لا حدود لها.. لكن يبقي كتابه الأشهر المقدمة في علم العمران هي درة التابع, فقد وضع بها أسس علم الاجتماع الذي سبق فيه علماء الغرب.. واذا توقفنا لحظة أمام عشرات بل مئات الدراسات التي دارت حول المقدمة لأدركنا أننا أمام عبقري من عباقرة المسلمين.
واذا أسرعنا الخطي وقلبنا في صفحات الإمام محمد عبده لوجدنا مؤلفات كثيرة يأتي علي قمتها كتاب: رسالة التوحيد الذي يعتبره الدارسون لسيرة محمد عبده( الكتاب) معرفا بالألف واللام.. وفي كل الأحوال اذا أردنا أن نطبق هذا المنهج الكيفي علي زكي نجيب محمود الذي ترك لنا عشرات الكتب وانشغل طوال سنوات عمره بها.. كان يكتبها مقالات مستفيضة تنشرها الأهرام في عصرها الزاهر ثم يقوم بتجميعها ـ بعد ذلك ـ في كتب.. أظن أنها ستبقي طويلا.. طويلا..
أقول اذا طبقنا هذا المنهج علي فيلسوف الوضعية المنطقية لوجدنا أن هناك ثلاثة كتب تمثل فكر وفلسفة هذا الرجل: الكتاب الأول أثار ضجيجا ولايزال.. وهو بعنوان: خرافة الميتافيزيقا الذي حاول جاهدا أن يودع فيه فلسفته التي تحمس لها ـ في بواكير أيامه ـ وتحديدا بعد عودته من الخارج حاصلا علي درجة الدكتوراه في الفلسفة...
الكتاب الثاني هو المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري, وهو كتاب أقسم أن كل من يقرأه قراءة جادة ورصينة وعميقة سوف يري في نفسه إنسانا آخر غير ذلك الإنسان الذي قرأ الكتاب لأول مرة.. ولاشك أن المنهج العقلي الذي يحرضنا زكي نجيب محمود علي الأخذ به في حياتنا اليومية, هو الهدف الذي وضع من أجله هذا الكتاب.. سيما أنه لاحظ أن مساحة اللامعقول في تاريخنا وتراثنا وحياتنا وتصوراتنا لمستقبلنا لا حدود لها.. فتألم كثيرا وكان هذا الكتاب من حصاد هذا الألم.
الكتاب الثالث هو تجديد الفكر العربي.. الذي يضع فيه الرجل قناعاته ومبادئه فهو مفكر عربي مهموم بالفكر في المنطقة العربية, ولا يميل مع أولئك الذين يريدون سلخ مصر من عالمها العربي أو محيطها الإسلامي..
أعتقد أن هذه الكتب الثلاثة هي التي تختزل لنا زكي نجيب محمود المفكر والفيلسوف.. صحيح أن للرجل عشرات الكتب الأخري ولا تقل أهمية عن هذه الكتب التي توقفنا عندها, لكن ـ في النهاية ـ لو لم يضع لنا زكي نجيب محمود هذه الكتب الثلاثة( خرافة الميتافيزيقا ـ المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري تجديد الفكر العربي) لوجدنا أنفسنا أمام شخص آخر غير هذا الفيلسوف الذي أخلص لحياة الفكر ووهب نفسه لفلسفته, وأنكر ذاته في مرات كثيرة.. فعندما رفض منصب وزير ثقافة مصر ـ وكان قد عرض عليه ـ فإنما كان يقول: إن حياة الفكر عندي لهي أفضل ألف مرة من الاستوزار.. وهو هنا يذكرنا بأستاذ الجيل أحمد لطفي السيد, الذي قيل إن رئاسة مصر كانت عرضت عليه فأبي واستمسك بحياة الفكر والتأمل..
هيئة الكتاب المصرية تحذف مقالا من كتاب لزكي نجيب محمود كتبه قبل 32 عاما
أعادت طباعته ضمن مشروع «القراءة للجميع»
5 يونيو 2008
غلاف طبعة الكتاب الأصلي الصادر عن دار الشروق
فهرست الكتاب الأصلي وفيه المقال المذكور
القاهرة: أيمن حامد
«لم يكن السؤال الضخم الذي ألقته الحضارات البشرية على نفسها هو: كيف يكون النصر في الحروب؟ بل كان: كيف يمكن التغلب على الحروب لتزدهر الحياة في ظل السلام؟ وهو سؤال جاءت محاولات الإجابة عنه في إحدى صور ثلاث: الصورة الأولى هي أن تحاول الدولة القوية بسط سلطانها على بقية العالمين ـ إذا أمكن ذلك ـ لتسكت فيها كل صوت للمعارضة، ومن ثم فهي تخرج من معارك الحروب بحالة من الصمت الأخرس عند المغلوب، وتخيل لنفسها أنها في حالة السلام المنشود، ولا عليها عندئذ أن تفرق بين استسلام وسلام؛ والصورة الثانية هي أن تعقد الدولة الراغبة في كتم أنفاس الآخرين، أحلافا مع مجموعات من دول تجد صوالحها محققة في التحالف معها، بحيث يكون لتلك الأحلاف من القوة ما يضمن لها أن تظل سيوف العداء مشلولة في أغمادها، فتعد هذا الشلل سلاما، مادام قد كفل لها امتناع القتال؛ والصورة الثالثة أن تسعى الدولة الراغبة في اجتناب الحرب نحو إقامة حالة من التوازن بين سائر القوى، لعل هذا التوازن أن يحقق السلام». لم يكن المقطع السابق سوى جزء من مقال كتب قبل أكثر من 30 عاما، لكنه يبدو طازجا وكأن صاحبه قد عايش النظام العالمي الجديد في ظل القطب الواحد أو شاهد الحرب على الإرهاب عبر الفضائيات، عايش عصر الدبابات الأميركية والإسرائيلية وهي تقتحم كابول وبغداد وغزة ورام الله. لكن ربما لا يثير الأمر أي دهشة حينما نعرف هوية كاتب هذه السطور، الذي تميز بقدرة كبيرة على التحليل واستشراف المستقبل وقراءة التاريخ والوقوف عند التفاصيل التي تتيح الرؤية المعمقة للأشياء والبحث الدائم والدؤوب عن سمات الهوية العربية التي تجمع بين الشرق والغرب وبين الحدس والعقل وبين الروح والمادة وبين القيم والعلم. لقد كتب المفكر والفيلسوف المصري زكي نجيب محمود (1905 - 1993) هذا المقال عام 1976 وضمنه كتابه «ثقافتنا في مواجهة العصر» الذي نشرته دار الشروق المصرية في العام ذاته. ويجتهد فيه محمود لسبر غور موروثنا الثقافي من ناحية ثم إمعان النظر في ثقافة العصر من جهة أخرى، بحثا عن وسيلة تلتقي بها الثقافتان عند أبناء الأمة العربية. وقد حمل المقال المذكور عنوانا كاشفا وعميقا وهو «العنصرية والعسكرية معا»، وفيه يتحدث عن تماهي المشروع الأميركي والصهيوني وتشابهه في الغايات والأهداف والمصير المحتوم حتى لو تلوى والتف حول ذاته وتسمى بتسميات مختلفة وعبر عن مواقف مغايرة. يقول زكي نجيب محمود: «إن جميع الحضارات التي سلفت وزالت، إنما تحطمت على إحدى الصخرتين، أو على الصخرتين معا، وهما: الروح العسكرية التي تميل بأصحابها إلى شن حروب لا تنقطع حتى ينهد كيانهم من الداخل، ثم الروح العنصرية التي قد يشتط بها أصحابها إلى إيجاد ضروب من التفرقة بينهم وبين سواهم من البشر، بحيث يجعلون لأنفسهم المكانة العليا في تلك التفرقات، ولغيرهم المكانة الدنيا؛ فإذا ما طبقنا هذه القاعدة الحضارية على الوجود الإسرائيلي، أيقنا بمصيرها المحتوم، لأنها جمعت بين القبيحين اللذين يعملان على هدم الحضارات ومحوها، إذ جمعت في كيانها: العسكرية والعنصرية معا». ورغم الدهشة من تحليل الفيلسوف المصري الذي عبر عنه قبل أكثر من ثلاثين عاما وبعد ما يقرب من تسع سنوات فقط على نكسة يونيو عام 1967، إلا أن المدهش حقا هو أن كتاب زكي نجيب محمود الذي أعيد نشره مؤخرا عبر مشروع «القراءة للجميع»، جاء مشوها ومبتورا إذ تدخل مقص الرقيب تدخلا مريبا نتج عنه حذف هذا المقال تماما من الكتاب والذي كان المقال الأخير والاكتفاء بـ21 مقالا حوتها نسخة مكتبة الأسرة ضمن المشروع المذكور، الأمر الذي يفتح باب التساؤلات عن الأسباب التي دفعت الرقابة إلى حذف مقال محمود في هذا التوقيت بالذات. هل ربما لأن الكتاب ينتمي إلى مرحلة ما قبل اتفاقية كامب ديفيد التي ربما فرضت قيودا على مهاجمة إسرائيل ثقافيا وإعلاميا خاصة الإعلام الحكومي فكان لا بد من التخلص من أي إشارات عدائية تتعلق بالماضي؟ أم أن المطلوب العمل على تغيير وعي الشباب بقضاياهم وبتراثهم عبر حذف كل ما يتعلق بـ «ثقافة المقاومة»؟ أم ربما خوفا من التهم الجاهزة بمعاداة السامية المسلطة اليوم على رقاب كل من تسول له نفسه مهاجمة إسرائيل؟ في الهيئة العامة المصرية للكتاب التي تشرف على إصدارات مشروع القراءة للجميع نفى مسؤول ـ رفض ذكر اسمه ـ علمه بالنسخة المبتورة من كتاب المفكر المصري معللا ذلك انه ربما قد تم ذلك في فترة سابقة ورافضا في الوقت نفس مسألة تهويل الأمر، ويؤكد المسؤول أن هناك بعض الإصدارات التي تتعرض للمراجعة وحذف بعض منها أحيانا خاصة فيما يتعلق بالدين والجنس والسياسة، مضيفا أن السلسلة المقصود بها الأسرة والشباب على نحو الخصوص لذا فمن الضروري خضوعها للتدقيق والمراجعة كون المشروع تثقيفي تنويري قام عبر سنوات عمله بإحداث نقلة نوعية مهمة في العلاقة بين الكتاب والقارئ، ولا يوجد بيت في مصر اليوم يخلو من أحد إصدارات مشروع القراءة للجميع». أما المقال المحذوف فيختتمه صاحبه بقوله «إن الجوهر الأساسي في موقف الأمة العربية هو قوة الشعب وقوة الفكر عند هذا الشعب، وهو جوهر يتجانس مع الموقف التقدمي في أهم دعائمه، أي أن يكون الاعتماد الأساسي على الشعب وفكرته؛ وكذلك من الناحية الأخرى يتجانس الجوهر الأساسي في موقف إسرائيل ومثيله في موقف أميركا، فكلاهما يرتكز أساسا على إهمال الشعب وفكرته، مكتفيا بالسلاح وسطوته والمال وغوايته».

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

تصوروا ...

خلاف فقهى حول رد الأموال المنهوبة



أبوالحسن: رد الأموال يسقط العقوبة فى الدنيا والآخرة.. ريان: رموز النظام السابق فى حكم المرابى ولا يوجد مانع شرعى من التوبة.. كمال: نرفض تسييس الفتاوى وشرعنة السياسة
اختلف العلماء حول رأى الدين فى الفتوى التى أطلقها الشيخ على أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر بشأن توبة رموز النظام السابق ورد الأموال المنهوبة، فمنهم من أكد أن رد الأموال المنهوبة والمسروقة تسقط العقوبة عن السارق والناهب فى الدنيا والآخرة باعتبار أن التوبة ترفع العقوبة وأن الله يغفر الذنوب جميعاً ما لم يشرك به.
بينما أكد فريق آخر أن توبة رموز النظام السابق غير مقبولة لأنها غير خالصة لله وأنها مجرد مساومات للإفلات من عقوبة السجن، وقد ذهب فريق ثالث إلى رفض الفتوى التى أطلقها الشيخ على أبو الحسن من الأساس مؤكدين أن الفتوى نوع من "شرعنة" السياسة التى يطلقها علماء السلطان فى كل زمان.
يقول الشيخ على أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف إنه يجب على الذين أخذوا أموالاً من الدولة بغير حق إعادتها لأن حرمة المال العام أشد من المال الخاص الذى أوجب الشارع قطع اليد حال الاعتداء عليه.
وأضاف رئيس لجنة الفتوى بالأزهر أن توبة رموز النظام السابق ورد الأموال المنهوبة تسقط العقوبة عن السارق والناهب فى الدنيا والآخرة باعتبار أن التوبة ترفع العقوبة وأن الله يغفر الذنوب جميعاً ما لم يشرك به.
وأكد أنه يؤيد مبادرة الرئيس محمد مرسى فى فتح باب التوبة لرموز النظام السابق لكى يتمكن من استرداد المليارات المنهوبة من البلاد.
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالأزهر أن كثيراً من الناس يتساهلون فى استباحة المال العام، نظراً لعدم وجود صاحب له وهذا غير سليم وفكر غير رشيد فحرمة المال العام أشد من حرمة المال الخاص.
وطالب ريان الذين استباحوا المال العام أيا كانت طريقة استباحتهم له بالتوبة لله والمبادرة بإعادة ما تملكه أيديهم إلى الدولة لأن الفقهاء يقولون إن مغتصب المال العام لا تقبل توبته إلا برد ما اغتصبه.
وأضاف: لا يوجد مانع شرعى من توبة رموز النظام السابق قياساً على أن المتعامل بالربا إذا أراد التوبة فإن الله تعالى يفرض عليه أن يتطهر من جميع الأموال الزائدة على الأصول الحلال التى يملكها قبل التعامل بالربا.
ومن جانبه، أكد الشيخ هشام كمال عضو الجبهة السلفية رفض تسييس الفتاوى الشرعية وإلباس القضايا السياسية لباس الدين لإيجاد مخرج شرعى لها لتلتصق التهم بعد ذلك بالدين.
وأضاف الشيخ هشام كمال أن تسخير الدين لخدمة السياسة مرفوض شرعا وفيه مخالفة شرعية كبيرة وقد تصل إلى حد ازدراء الدين الإسلامى لأنه تقليل من شأن الدين لأن الدين أرقى وأكبر وأعظم بكثير من السياسة ومن كل أمور الدنيا الفانية.
وأضاف كمال أننا نرفض علماء السلطان الذين يلوون عنق الدين وعنق الفتاوى الشرعية لشرعنة الفتاوى السياسية التى لا علاقة لها بالدين وهؤلاء هم أول من تسعر بهم نار جهنم يوم القيامة لأن ما يقوم به علماء السلطان يدخل فى أبواب الرياء والشرك بالله عز وجل.
واختتم الشيخ هشام كمال بقوله إن السارق الذى يؤنبه ضميره ويتوب بينه وبين ربه ويرد الأموال التى سرقها لوجه الله تعالى فهذا أولى وأقرب إلى الله فى التوبة بعكس لصوص النظام السابق الذين نهبوا ثروات البلاد ورفضوا رد هذه الأموال ويساومون النظام الحالى على ردها مقابل العفو عنهم أى خوفا من العقوبة وليس خوفا من الله، وهنا فرق كبير بين التوبة والمساومة من أجل الإفلات من العقوبة!!   
 اليوم الذى ستدرس فيه كتب الدكتورة نوال السعداوى فى المدارس بات اقرب مما نتصور...........
ربما تكون نوال السعداوي أقوى مفكرة وكاتبة مناصرة لحقوق المرأة ظهرت على الإطلاق في القرن العشرين، بدرجة يصعب أن تغفلها البشرية رغم الظلام الكثيف المعادي لها والمحيط بها في حربها الضروس ضد الجهل والتخلف. يقول الناشر إن أي مفكر أو مثقف أو قارئ عادى قد يوافق د. نوال السعداوي في رأيها وقد يختلف معها إلى أبعد الحدود ولكن من الصعب تجاهلها وإهمال تجربتها فهي بحق مقاتلة، ولعل أبلغ دليل علي ذلك الأوسمة الرفيعة التي فازت بها من جامعات وهيئات ومراكز بحوث في أمريكا وأوربا تضارع وتعادل جائزة نوبل.
ولك عزيزي القارئ بعض من أفكار هذه الكاتبة فالأفكار الرئيسة لهذا الكتاب الذي نحن بصدده هي، كما وضعتها الكاتبة في نقاط محددة في صدر كتابها، كالآتي:
أن الثقافة العربية ليست هي الثقافة الوحيدة التي حولت المرأة إلى سلعة أو عبدة ولكن الثقافة الغربية والمسيحية أيضا فعلت ذلك بل أن قهرها للمرأة كان أشد وأفدح.
اضطهاد المرأة لا يرجع إلى الشرق أو الغرب أو الإسلام أو الأديان ولكنه يرجع أساساً إلى النظم الطبقية الأبوية في المجتمع البشرى كله. تتضمن الأديان الكبرى في العالم مبادئ متشابهة من حيث تبعية المرأة للرجل وتمتع الإله بصفات ذكورية وتثبيت القيم الطبقية وسلطة الذكر في البيت والمجتمع.
المرأة ليست ناقصة العقل عن الرجل كما يعتقد الكثيرون ولكن التاريخ يدلنا علي أن المرأة سبقت الرجل في التفكير بعقلها، فهي التي بدأت المعرفة في تاريخ البشرية وكانت الآلهة الأولي للمعرفة امرأة هي إيزيس ومن قبلها حواء. الإسلام والمسيحية مراحل تقدمية وتطورية بالنسبة لتطور المجتمع البشرى في كثير من النواحي إلا أن القيود زادت علي المرأة. المرأة التي صورها الأدب العربي القديم أو الحديث ليست هي المرأة العربية الحقيقية. لن يحرر النساء إلا النساء أنفسهن وبعد أن يصبحن قوة سياسية لها قدرتها علي الفعل واتخاذ القرارات الكبرى وهذا لن يتم إلا من خلال قوة نسائية منظمة واعية بحقوقها وأهدافها.
التاريخ يدلنا علي أن الثورات الاشتراكية وحروب التحرير تسرع بعملية تحرير المرأة في الشرق أو في الغرب وقد ساهمت حرب التحرير الجزائرية في كسر كثير من قيود المرأة بالجزائر كذلك تسهم حركة التحرير الفلسطينية في تحرير المرأة الفلسطينية مما يربط بين قضية تحرير الشعب ككل وقضية تحرير نساءه.

وأود عزيزي القارئ أن أضع بعض اقتباسات من هذا الكتاب لتتحدث الكاتبة عن نفسها من دون وسيط:

"إن المرأة العربية لم تكن سلبية ولم تكن ضعيفة كما هي اليوم ونحن في حاجة إلي علم نفس جديد يدرس شخصية المرأة العربية القديمة والجديدة ويقدم لنا حقائق جديدة عن نفس المرأة ونحن في حاجة إلي علم بيولوجي جديد يدرس جسد المرأة غير المكبوتة جنسياً وغير مبتورة الأعضاء الجنسية ويقدم لنا حقائق جديدة عن جسد المرأة وطاقاتها، ونحن في حاجة إلى علم تاريخ جديد يدرس تاريخ المرأة في الحياة البشرية القديمة والحديثة يدرس التاريخ الحقيقي وليس التاريخ المزيف بمصالح النظام الأبوي الطبقي، وقد زيف التاريخ كثيراً من الحقائق عن المرأة العربية. إن النساء العربيات لسن ناقصات العقل كما يدعي الرجال والتاريخ ولسن ضعيفات أو سلبيات بل العكس هو الصحيح."

"إن الجمال هو أن تكون المرأة علي حقيقتها فلا تزيف نفسها لترضى زوجها خوفاً من الطلاق ولا تزيف شكلها لترضى الرجل حتى يتزوجها ولا تزيف أخلاقها ورغباتها وسعادتها لترضى المجتمع حتى لا يحاربها أو يتهمها بالخروج عليه أو الشذوذ.

والجمال هو جمال العقل وذكائه وصحة الجسم والنفس، وليس الجمال تراكم الشحم وتراكم الوهم وادعاء الضعف والسلبية. من هي هذه المرأة الحقيقية أو كم هو عدد هؤلاء النساء الحقيقيات في مجتمعنا العربي الشجاعات اللاتي يواجهن الناس بوجه نظيف مغسول بغير مساحيق وكم عدد النساء العربيات الشجاعات اللاتي يواجهن آبائهن وأزواجهن بحقيقة ما في صدورهن ومن هي المرأة العربية التي تدلك عقلها قبل أن تدلك بشرتها؟
من هي المرأة العربية التي تهتم بتنمية عقلها وذكائها أكثر من اهتمامها بتنمية شعرها ورموشها وأظافرها؟ إن قلة عدد النساء والفتيات المهتمات بعقلهن أكثر من رموشهن وأظافرهن ظاهرة موجودة في المجتمع وهي ظاهرة لا تدل علي أن المرأة ناقصة العقل ولكنها تدل علي أن التربية التي تتلقاها البنت منذ طفولتها تخلق فيها امرأة تافهة التفكير، فالبنت العربية تتدرب منذ الصغر علي أن تنشغل بجسمها وملابسها وشكلها أكثر من اهتمامها بعقلها وذكائها."

"المرأة التي تستطيع أن تطعم نفسها بأجرها المستقل لا تستسلم للعبودية كالمرأة التي تحتاج للزواج لتأكل أو تخشى الطلاق فتفقد موردها الوحيد للطعام. وقد يبلغ الأمر بالمرأة أن تفضل الطلاق مع الجوع والعرى علي الحياة مع زوجها وحينئذ تجد أبواب الطلاق كلها مغلقة فالقانون صارم ومتشدد والقاضي صارم ومتشدد بل أن أسرتها نفسها صارمة متشددة ولا تزال تمسك بيدها زواج أو طلاق المرأة وهي في كلا الحالتين تأخذ القرار أو لا تأخذه حسب مصلحة الأسرة وليس حسب مصلحة المرأة.
وكم تحدث كل هذه الإعمال الوحشية تحت مظلة كثيفة من القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية، وقد اجري في تونس إحصاء بعد مرور عشر سنوات علي نفاذ التشريع الجديد الذي ساوى بين الزوجة والزوج في حق الطلاق أمام المحكمة فأتضح إن حوادث الطلاق زادت كما تزيد نسبة الطلاق بين الزوجات العاملات بأجر عن الزوجات حبيسات البيوت ويحذر كثير من الرجال العرب من هذه الظاهرة ويسمونها ظاهرة انحلال الزواج. فما الذي يدفع المرأة التي تستطيع أن تعول نفسها بنفسها إلي الخضوع والذل داخل الزواج والأسرة الأبوية! ويحاول كثير من الرجال العرب مقاومة التغيير الاجتماعي والحاجة الاقتصادية التي تدفع بمزيد من النساء للعمل في مجالات الإنتاج والصناعة والتجارة والمهن المختلفة، لكن تيار خروج النساء أقوى وما من قوة تستطيع أن تعيد المرأة إلي حظيرة البيت."

"والحرية لها ثمن تدفعه المرأة المتحررة من صحتها وراحتها ونظرة المجتمع العادية لها، لكن المرأة أيضا تدفع ثمن العبودية والخضوع من صحتها وشخصيتها ومستقبلها والأفضل للمرأة أن تدفع الثمن فتكون حرة علي أن تدفع الثمن وتظل عبدة. وفى رأيي أن الثمن الذي تدفعه المرأة في العبودية أشد من الثمن الذي تدفعه في التحرير ولا شك أن استردادها لنفسها وشخصيتها وإنسانيتها الكاملة أهم من رضي المجتمع الرجولي عنها.
إن تفوق المرأة الفكري في عمل خلاق بالمجتمع الكبير أهم من تفوقها في الطبخ والغسيل وخدمة الأسرة. لابد أن يزيد طموح المرأة العربية لتنشد النبوغ في المجال الفكري الذي تختاره.
أن المرأة العربية مطالبة من أجل أن تتحرر أن تتخذ مواقف شجاعة في حياتها الخاصة والعامة. عليها أن تجعل من نفسها إنسانة لها عقل يفكر وينتج ويخلق مثل أن يكون لها مهبل ورحم.
عليها أن تحارب المنطق الذي يقول أن الرجل للإنتاج والمرأة للاستهلاك، فالذي ينتج أكثر إنسانية وقيمة من الذي يستهلك."

رأى علاء الاسوانى

هل المرأة إنسان؟!
 
 د. علاء الاسوانى
 
أعرف فتاة فى العشرينيات محجبة ترتدى دائما ثيابا محتشمة، كانت تمشى فى الشارع فى عز النهار فإذا بشاب يتحرش بها بشراسة. حاولت أن تدفعه لكنه كان أقوى منها واستمر فى التحرش بها، لكن رجل الشرطة لحسن حظها كان يقف قريبا فقبض على الشاب واقتاده إلى قسم الشرطة.. فى طريقها إلى القسم فوجئت الفتاة بأن كل من قابلتهم، رجالا ونساء، يحاولون إقناعها بالتنازل عن المحضر الذى ستحرره ضد المتحرش حرصا على مستقبله، بل إن امرأة من الذين شهدوا الواقعة احتدت على الفتاة الضحية وقالت بغضب:
ــ حرام عليك. خلى الولد يعتذر لك وسيبيه يمشى بدل ما تضيعى مستقبله!
هؤلاء المواطنون يدركون أن الشاب تحرش بالفتاة، وهم لاشك لديهم بنات وأخوات لا يقبلون أن يتحرش بهن أحد. لكنهم جميعا يعتقدون أن الأمر لا يستدعى تحريك دعوى قضائية ضد المتحرش بل إنهم يعتبرون الحفاظ على مستقبل الشاب أهم بكثير من عقابه على الجريمة التى ارتكبها. لو كان هذا الشاب سارقا أو قاتلا هل كان المواطنون سيتسامحون معه بالقدر نفسه؟! لو كان هذا الشاب قبطيا أو بهائيا أو شيعيا وقال ما اعتبروه نقدا غير مقبول للإسلام هل كانوا سيتسامحون معه أم أنهم كانوا سيوسعونه ضربا ويصرون على محاكمته؟! الإجابة معروفة والمصريون غالبا لا يتسامحون فى أى نوع من الجرائم ما عدا التحرش الجنسى. إنهم يتسامحون مع المتحرش ويعتبرونه «عيل وغلط» ويقولون «حصل خير» و«الموضوع مش مستاهل». تسامح المصريين مع التحرش الجنسى لا يرجع إلى طيبة القلب وإنما يرتبط بنظرتهم للمرأة.. نقول إن المرأة نصف المجتمع وإنها الأخت والابنة والزوجة إلى آخر هذه الصياغات المستهلكة التى نكررها ليل نهار لكننا فى الواقع قلما نحترم المرأة فعلا. المواطنون الذين طالبوا الفتاة بالتسامح مع المتحرش لا يعتبرون التحرش جريمة حقيقية. كل ما فعله الشاب فى نظرهم أنه لمس جسد امرأة. إنهم لا ينظرون إلى الفتاة باعتبارها إنسانة أهينت مشاعرها وأهدرت كرامتها عندما تم التحرش بها. إنها فى نظرهم جسد تم الاحتكاك به من فوق الثياب مرة أو مرتين وانتهى الأمر، ومادامت البنت تحتفظ بغشاء البكارة فهى بخير لأن الرجل الذى سيتزوجها سيضمن أن أحدا لم يستعملها جنسياً قبله. إن التحرش الجنسى هو التطبيق العملى لاحتقارنا للمرأة. نحن لم نعد نحترم المرأة فى مصر وأقول لم نعد نحترمها لأن المرأة فى مصر شهدت ثقافة احترام حقيقية على مدى عقود. المرأة المصرية كانت رائدة فى التعليم والعمل والعمل العام حتى تسربت إلى مصر القراءة الوهابية للإسلام (المدعومة بأموال النفط) التى تختصر المرأة فى وظائف جسدها، ونشأت أجيال من المصريين لا يرون فى المرأة إلا أداة للمتعة يجب تغطيتها وفصلها عن الرجال حتى لا يقع أحد فى غوايتها. ونحن نرى الآن مشايخ السلفيين الوهابيين وهم يرفضون تحديد سن الزواج للمرأة فى الدستور، لأنهم يعتبرون أن من حق الرجل أن يتزوج بالمرأة حتى لو كانت طفلة فى العاشرة مادامت تطيق المعاشرة كما قال أحد شيوخهم. هؤلاء لا يفكرون أن الزواج يحتاج إلى نضج ذهنى ونفسى لا يمكن أن يتوفر فى طفلة حتى ولو بلغت جسديا.. المرأة بالنسبة إليهم ماكينة لذة من حق الرجل أن يستعملها مادامت لن تتلف أو تتعطل. إننى أسأل القراء الرجال: عندما ترى امرأة لأول مرة ماذا يثير انتباهك أكثر ذكاؤها وتعليمها.. أم صدرها وسيقانها؟! الإجابة معروفة. لقد تم نزع الطابع الإنسانى عن المرأة وهذا السبب الأساسى فى انتشار ظاهرة التحرش فى مصر. خلال الأعياد تظهر جماعات من الشبان، يجوبون الشوارع كالحيوانات الهائجة ليتحرشوا بأى امرأة يصادفونها.. وفقاً لدراسة أجراها المركز المصرى لحقوق المرأة فى العام 2008 وشملت 1010 نساء، تبين أن 98 فى المائة من النساء الأجنبيات و83 فى المائة من المصريات تعرضن للتحرش الجنسى.. هذه الظاهرة الهمجية غريبة تماما عن المجتمع المصرى وعادة ما يحاول البعض تفسيرها بحجج غير مقنعة :
يقولون مثلا إن التحرش يحدث نتيجة لارتداء النساء ملابس مثيرة.. هذا المنطق العجيب يلوم الضحية ويعتبر الجانى مضطرا لارتكاب الجريمة. إن ارتداء المرأة ملابس تكشف عن ذراعيها مثلا لا يبرر إطلاقا الاعتداء عليها ولا ينزع عنها الحق فى المعاملة المحترمة لأن الفرق بين الإنسان والحيوان هو أن الإنسان يستطيع السيطرة على شهواته، كما أن تبرير التحرش بارتداء أزياء مثيرة يقدم منطقا يصلح لتبرير الجرائم جميعا. بنفس المنطق لماذا نلوم من يسرق أموال الآخرين؟! إنه فقير لم يستطع مقاومة إغراء المال. ولماذا نلوم من يسرق سيارة فاخرة؟ إنه تمنى مثل هذه السيارة لكنه حرم من اقتنائها فلما رآها أمامه لم يستطع مقاومتها فسرقها.
مهما ارتدت المرأة من ملابس فإن التحرش بها جريمة همجية وضيعة. الغريب أن معظم النساء فى مصر مسلمات محجبات فلا مجال للحديث أصلا عن أزياء مثيرة. زى المرأة لا علاقة له إطلاقا بانتشار التحرش، وعلى من يجادل فى ذلك أن يجيب عن هذا السؤال:
خلال عقود من الزمن حتى السبعينيات من القرن الماضى كانت المرأة المصرية غير محجبة، وكانت النساء يرتدين ثيابا حديثة تكشف عن أجزاء من أجسادهن ويذهبن إلى الشواطئ وينزلن البحر وقد ارتدين المايوه الذى يكشف عن سيقانهن، وبالرغم من ذلك لم يكن هناك تحرش... لماذا صرنا نتحرش بالمحجبات والمنتقبات بينما لم نكن نتحرش بالنساء فى السبعينيات وما قبلها وهن يرتدين الفساتين القصيرة (المينى جيب)؟! الإجابة أننا كنا نحترم المرأة ونعتبرها إنسانا لا جسدا. كنا ننظر إلى المرأة باعتبارها إنسانا حدث أنه أنثى كما أن الرجل إنسان حدث أنه ذكر.. لا يمكن أن نحترم المرأة ونعتبرها كائنا له عقل وإدراك ومشاعر ثم نتحرش بها. من يتحرش بالمرأة يعتبرها جسدا يملكه الزوج أو الأب وحيث إن المتحرش لا يستطيع أن يشترى جسدا بعقد زواج ليفرغ فيه شهوته فإنه بمجرد أن يجد فرصة للمس نساء الآخرين والإفلات من العقاب لن يتردد فى التحرش بهن. تفسير آخر شائع للتحرش هو أنه نتيجة اختلاط الرجل بالمرأة. هذا أيضا غير صحيح... لقد عرف المجتمع المصرى اختلاط الرجل بالمرأة على مدى سنوات طويلة ولم يكن هناك تحرش. إن المجتمعات المغلقة التى تمنع النساء من الاختلاط بالرجال تزيد فيها نسبة التحرش على المجتمعات المختلطة.. عندما يمنع المجتمع الرجل عن رؤية النساء والتعامل معهن فى المدرسة والجامعة والعمل فعادة ما ينشأ الرجل جاهلا بالطريقة الصحيحة لمعاملة المرأة لأنه لم يتعود أن يراها زميلة له يحترمها وإنما تتحول المرأة فى نظره إلى أداة متعة محجوبة عنه ومن هنا غالبا ما يتحرش بها ليقتنص المتعة فى أول فرصة.. نراجع هنا إحصائية أشرفت عليها وكالة الأنباء العالمية «رويترز» فنجد أن السعودية تحتل المركز الثالث من بين 24 دولة فى قضايا التحرش الجنسى فى مواقع العمل. وقد بينت الدراسة التى شملت 12 ألف امرأة من دول مختلفة أن 16 فى المائة من النساء العاملات فى السعودية يتعرضن للتحرش الجنسى من قبل المسؤولين فى العمل.وهكذا تكشف الدراسة أن نسبة التحرش فى السعودية (16٪) أعلى بكثير من الولايات المتحدة حيث كانت النسبة (8%) وأعلى من إسبانيا (6٪) وألمانيا (5٪) وبريطانيا (4%) بينما تأتى فرنسا والسويد فى ذيل القائمة حيث لا تزيد نسبة التحرش بالنساء فى العمل على (3٪)، وهكذا يتأكد لنا أن المجتمعات المنفتحة تشهد تحرشا أقل بكثير من المجتمعات المغلقة.. بالطبع سيثور أتباع الإسلام السياسى ويتساءلون مستنكرين:
ـــ كيف تكون الدول الغربية التى تسمح بالعلاقات الجنسية خارج الزواج أقل فى التحرش من مجتمعاتنا الإسلامية حيث الناس متدينون بطبيعتهم؟! الإجابة أن التسامح مع العلاقات خارج الزواج لا يعنى إطلاقا التسامح مع التحرش والجرائم الجنسية.. المجتمع الغربى يعطى كل إنسان رجلا أو امرأة الحق فى أن يمارس الجنس متزوجا كان أو غير متزوج، وهو يعتبر أن العلاقات الجنسية من شؤون الحياة الخاصة لا يجوز محاسبة الناس عليها أو تقييمهم على أساسها. المجتمع هناك يقيم المرء بعمله وتعامله مع الآخرين ويترك له حياته الخاصة ملكا له وحده. أما حكاية أننا فى مصر شعب متدين بطبيعته فعلينا أن نعيد النظر فيها، كيف تتعرض 83 فى المائة من النساء فى مصر إلى التحرش ثم نزعم بعد ذلك أننا شعب متدين؟! نحن من أكثر الشعوب حرصا على مظاهر التدين ومن أقلهم عملا بمبادئ الدين.. كان المصريون قبل التأثير الوهابى أقل اهتماما بمظاهر الدين وأكثر عملا بمبادئه، أما الآن فنحن قد أخذنا من الدين الشكل والإجراءات وتركنا جوهر الدين.. مصريون كثيرون يحرصون على الصلاة والصيام والحج ويؤدون العمرة، لكنهم فى المعاملات المالية لا يتصفون بالأمانة، وهم يكذبون وينافقون رؤساءهم فى العمل ويسكتون عن الحق ويفعلون كل ما يحقق مصالحهم بغض النظر عن مدى مشروعيته الأخلاقية.التحرش الجنسى أحد أعراض مرض ثقافى أصاب المجتمع المصرى هو احتقار المرأة. هو اعتبار المرأة أنثى أولا وقبل أى شىء آخر. هو اختصار المرأة فى جسدها وعدم الاهتمام بمشاعرها وعقلها وكفاءتها كإنسان. هو اعتبار المرأة وسيلة متعة، للرجل أن يحصل عليها بعقد الزواج أو يختلس متعته منها فى الأماكن المزدحمة. المدهش أنه خلال الثورة المصرية عادت لنا نظرتنا المتحضرة للمرأة. ملايين النساء اشتركن فى الثورة وعلى مدى ثلاثة أسابيع لم يشهد ميدان التحرير أو ميادين الثورة فى المحافظات حادثة تحرش واحدة، وكأن مصر عندما ثارت عادت إليها تلقائيا كل صفاتها الحضارية.. لا يمكن أن نمنع التحرش الجنسى إلا إذا استعدنا احترامنا للمرأة. إلا لو رأيناها إنسانا مساويا للرجل فى الإمكانات والحقوق والأحاسيس والكرامة. عندئذ فقط لن نتربص بجسد المرأة ولن نحملق فى سيقانها وإنما سنكتشف ما هو أهم بكثير: أنها إنسانة.
الديمقراطية هى الحل

نيابة اسطنبول تطالب بالسجن 18 الف عام للاسرائيليين المسؤولين عن الهجوم على مرمرة

نيابة اسطنبول تطالب بالسجن 18 الف عام للاسرائيليين المسؤولين عن الهجوم على مرمرة

رفع لوحة رئيس مخابرات سلاح الجو الاسرائيلي السابق مطلوبا امام المحكمة
AFP
رفع لوحة رئيس مخابرات سلاح الجو الاسرائيلي السابق مطلوبا امام المحكمة
طالبت النيابة العامة في اسطنبول يوم الثلاثاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني بانزال عقوبة السجن ما مجموعه 18 الف عام بحق العسكريين الاسرائيليين عن مجمل ما ارتكبوه من جرائم في قضية الهجوم على سفينة "مافي مرمرة" التركية التي كانت تنقل مساعدات انسانية الى قطاع غزة المحاصر عام 2010 ومقتل من جراء ذلك  9 مواطنين أتراك كانوا على متنها.
والمتهمون الاربعة التي بدأت تركيا اليوم الثلاثاء محاكمتهم غيابيا هم رئيس هيئة الأركان العامة الاسرائيلي السابق غابي أشكينازي، وقائد البحرية السابق اليعازر ماروم، وقائد سلاح الجو السابق عاموس يادلين، ورئيس مخابرات سلاح الجو السابق أفيشاي ليفي.
وطالبت النيابة بازال عقوبة السجن مدى الحياة تسعة مرات على الاقل بحق كل منهم، اذ تضمنت لائحة الاتهام: "التسبب باضرار مادية والتعذيب والسطو والحاق ضرر جسدي للناس باستخدام اسلحة نارية والاحتجاز وتقييد الحرية".
واستمعت المحكمة في جلستها الاولى الى افادة العقيد المتقاعد في الجيش الامريكي، الدبلوماسية ماري رين رايت التي كانت متواجدة في يوم الهجوم على سفينة "تشيليندجير-1" التي كانت تسير خلف "مافي مرمرة"، اذ قالت ان القوات الاسرائيلية الخاصة بدأت بعد اقترابها من السفينة بالقاء قنابل صوتية وضوئية عليها، وبعد صعود افرادها الى متن السفينة استخدموا اسلحة الصدمات الكهربائية واطلقوا على الركاب رصاص الشوزن الملون من اسلحة خاصة به.
وقالت انه "تم القاء امرأتين ووجهيهما الى اسفل على زجاج مكسور واوثقوا ايديهما والبسوا رأسيهما اكياسا، بينما نقلونا الى ميناء اشدود الذي، كما بدا لي، كان كل الاسطول الاسرائيلي متمركزا فيه".
وافاد شهود آخرون بأن جنود الوحدات الخاصة الاسرائيلية استخدموا على "مافي مرمرة" الرصاص الحي ضد الركاب.
وقد عثرت الاجهزة التركية المختصة بعد الحادثة على اظرف 200 طلقة على متن السفينة "مافي مرمرة" التي اسفر الهجوم الاسرائيلي عليها في 31 مايو/ايار عام 2010 عن مقتل 8 اتراك ومواطن امريكي من اصول تركية.   
وادت هذه الحادثة عمليا الى تجميد العلاقات الثنائية بين تركيا واسرائيل. ويرى المراقبون ان محاكمة العسكريين الاسرائيلين لن تصل على الاغلب الى اعتقالهم، ولكنها تملك اهمية كبرى للمصابين وذوي الضحايا ولانقرة الرسمية التي عبرت عن استيائها من نتائج التحقيق الدولي حول الحادث.
المصدر: "ايتار-تاس" + "روسيا اليوم"

مسؤول اسرائيلي: حكومة نتانياهو تبحث القيام برد انتقامي على رفع مستوى تمثيل فلسطين

الفلسطينيون مصمّمون وموسكو ستصوّت "مع"

ليبرمان يهدد بحل السلطة ووقف التصاريح وتجميد الضرائبآخر تحديث:الأربعاء ,07/11/2012

رام الله - منتصر حمدان:



هدّد وزير الخارجية “الإسرائيلي”افيغدور ليبرمان بحل السلطة الفلسطينية في حال توجهت الى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف ب”دولة غير عضو”في المنظمة الدولية . وجاءت تهديدات ليبرمان أثناء اجتماعه مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرن اشتون، وفقا لما نشره موقع القناة العاشرة للتلفزيون “الإسرائيلي”.


وأشار الموقع إلى أن ليبرمان عبر أمام اشتون عن موقفه الرافض لتوجه الجانب الفلسطيني للأمم المتحدة، معتبراً أن هذه الخطوة سوف تقوّض بشكل نهائي مساعي “السلام”في المنطقة، وسوف تقضي على آخر الفرص لتجدد المفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني، وقد أكد أنه سيعمل بكل قوة وجهد على إنهاء السلطة وحلّها، ولم يصدر عن مكتب ليبرمان أي تعليق عما نشرته القناة العاشرة .


وتتضمن تهديدات ليبرمان حل السلطة، وتجميد أموال الضرائب، وإلغاء تصاريح العمال الفلسطينيين، وإلغاء الاتفاقات الاقتصادية والإعلان عن عباس شخصاً غير مناسب، في حال توجه الجانب الفلسطيني .


بدوره حذر رئيس الكيان شمعون بيريز الرئيس الفلسطيني محمود عباس من التوجه للأمم المتحدة، معتبراً أن هذا التوجه سيسهم في تعميق أزمة المفاوضات والعملية السلمية في المنطقة .


واتهم رئيس دائرة شؤون المفاوضات الفلسطينية صائب عريقات، أمس، “إسرائيل”بمحاولة حصر مهام السلطة الفلسطينية في موضوعي، صرف رواتب الموظفين والتنسيق الأمني، مشدداً في الوقت ذاته أنه رغم حدة التهديدات التي تمارس على القيادة الفلسطينية إلا أنها مصممة للتوجه الى الأمم المتحدة . وأكد رفض التجاوب الفلسطيني مع هذه الضغوط والتهديدات “الإسرائيلية”.


وفي عمان قال عريقات عقب لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالرئيس محمود عباس إن روسيا ستصوت لمصلحة رفع تمثيل فلسطين في الأمم المتحدة الى دولة غير عضو . وقال عريقات للصحافيين إن “روسيا ستصوت لمصلحة مشروع القرار”. وأضاف ان “الفلسطينيين يقدرون لروسيا موقفها الداعم بالكامل لمسعانا في الامم المتحدة”. من جانبه قال لافروف “بالنسبة لنا موضوع الدولة الفلسطينية ليس موضع شك، فنحن نعترف بفلسطين منذ 1988 ولدينا سفارة لها في موسكو”. ورفضت فرنسا الإدلاء بأي موقف بشأن دعم الطلب الفلسطيني قبل الاطلاع على هذا الطلب، مكتفية بتكرار أنها تأمل في “استئناف المفاوضات”وتحقيق “حل الدولتين”.


وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، أمس، أن القيادة الفلسطينية عاقدة العزم على التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم تهديدات ليبرمان .


ووصفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، تصريحات ليبرمان بأنها وقحة . وقالت “إن هذه التهديدات تصب في خدمة أهداف الاحتلال، وتمسّ بشكل مباشر الكيان الفلسطيني بكامله لتهيئة الأجواء للعدوان المستمر على شعبنا ولإطالة أمد الاحتلال”.


وكان المتحدث باسم ليبرمان، أعلن، أمس، أن “إسرائيل”تستعد لتطويق المبادرة الفلسطينية التي ستطالب الأمم المتحدة بالاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في المنظمة الدولية . ونقلت “فرانس برس”عن بالمور أن ليبرمان فيلااستدعى سفراء “إسرائيل”ال27 في أوروبا لعقد اجتماع طارئ هذا الأسبوع في فيينا«، من أجل البحث في مبادرة عباس . وأوضح بالمور أن “السفراء سيحاولون تحديد عمل دبلوماسي لدى الدول الاوروبية من أجل تطويق هذه المبادرة . كما سيقوم ليبرمان بزيارة الى فيينا لهذه الغاية”.

مسؤول اسرائيلي: حكومة نتانياهو تبحث القيام برد انتقامي على رفع مستوى تمثيل فلسطين

مسؤول اسرائيلي: حكومة نتانياهو تبحث القيام برد انتقامي على رفع مستوى تمثيل فلسطين
AFP
مسؤول اسرائيلي: حكومة نتانياهو تبحث القيام برد انتقامي على رفع مستوى تمثيل فلسطين
كشف مسؤول اسرائيلي ان الحكومة الاسرائيلية بحثت يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني خيارات الرد في حال اقدم الفلسطينيون على التوجه الى الامم المتحدة لرفع مستوى تمثيلهم في المنظمة الدولية.
وقال المسؤول الاسرائيلي ان أعضاء بارزين في الحكومة الإسرائيلية بحثوا عددا من الإجراءات العقابية التي يمكن اتخاذها ضد الفلسطينيين إذا مضوا قدما في حملة لرفع مستوى تمثيلهم إلى "دولة مراقب" في الأمم المتحدة هذا الشهر.
واضاف المسؤول ان الوزراء المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو توصلوا إلى اتفاق مبدئي حول الإجراءات التي يمكن أن تتخذها إسرائيل في حال طلب الفلسطينيون من الجمعية العامة للأمم المتحدة رفع مستوى تمثيلهم الدبلوماسي، الأمر الذي يمنح الفلسطينيين إمكانية الانضمام إلى هيئات مثل المحكمة الجنائية الدولية حيث يمكنهم تقديم شكاوى ضد إسرائيل.
واوضح المسؤول الإسرائيلي إنه في حال مضى الفلسطينيون قدما في مسعاهم بالأمم المتحدة فإن إسرائيل ربما تلغي بروتوكول باريس، وهو اتفاق اقتصادي رئيسي أبرمته مع السلطة الفلسطينية التي تعاني ضائقة مالية.
وأضاف المسؤول أن الحكومة ربما تتبنى أيضا اجزاء من تقرير أصدرته لجنة قانونية في يوليو/تموز الماضي يوصي باضفاء الصبغة القانونية على عشرات المواقع التي أقامها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية.
المصدر: رويترز
 

ويقال : هناك شيئان في الحياة لا يمكن الحصول عليهما إلا بعد غض العيون عنهما، وهما السلام والمحبة. وإذا نظرتَ دوما إلى كل شيء بعين مفتوحة لما وقعتَ في الحب وما عشت في ظل السلام أبدا.

شعمون بيريز: التدخل في سورية يمكن أن يكون عربيا فقط

شعمون بيريز: التدخل في سورية يمكن أن يكون عربيا فقط
AFP MENAHEM KAHANA
شعمون بيريز: التدخل في سورية يمكن أن يكون عربيا فقط
أجرت صحيفة" كوميرسانت" الروسية يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني مقابلة صحفية مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، وذلك عشية الزيارة التي يقوم بها لموسكو. وأجاب بيريز عن اسئلة وجهها إليه مراسل الصحيفة قسطنطين أغيرت  تخص الوضع في سورية وإيران والتطورات لأخيرة في الشرق الأوسط. وإليكم بعض ما قاله بيريز مجيبا عن تلك الأسئلة:"
س – كثيرا ما تختلف المواقف السياسية لبلدينا ، وعندما ستلتقون الرئيس بوتين ماذا ستقولون له بشأن السياسة الروسية على الصعيدين الإيراني والسوري مثلا؟
ج – سأزور موسكو ليس لأعطاء الدروس الى أحد ما. والسيد بوتين ليس بحاجة الى دروسي . بل أريد استئناف الحوار. ونظرا لاحترامي الكبير  لبوتين يمكنني أن  أتحدث معه  في جو من الصراحة. وفي هذا اللقاء تتوفر لدي فرصة أخرى لمواصلة الحوار بين شعبينا الذي بدأ منذ ألف سنة. وزيارتي ليس من أجل أن أقول شيئا بل من أجل أن أصغي.
س - سبق لنا أن تحدثنا  معكم منذ سنتين، وقلتم آنذاك إنه يجب ألا نتخذ موقفا سياسيا وتقنيا بحتا من إيران بل نتخذ قبل كل شيء موقفا أخلاقيا من النظام في طهران. هل سيتفقون معكم القادة الروس بهذا الشأن؟
ج – اتفاق عام  - نعم،  أما الاتفاق التكتيكي فأنا غير مقتنع به. ويقول الرئيس الروسي أنه  يعارض تحويل إيران إلى  دولة نووية. إلا أن هذا الموقف لا يطبق على الصعيد العملي. وأعتقد أنه لو حكمت إيران حكومة كالحكومة السويسرية مثلا لاختلف الموقف منها. لكن إيران تهدد بتدمير بلدان أخرى  مما يعتبر أمرا مسحيلا في العالم المعاصر.
ويقطن في إيران 80 مليون نسمة. ولديهم  كلهم زعيم واحد يقرر من هو العدو ومن هو الصديق. ويقوم النظام الإيراني بتشكيل وتمويل وإدارة شبكات إرهابية في العالم كله. ويقوم قادتها  بإلقاء القبض على الاشخاص بمجرد الشبهة بعدم الموالاة. إنهم يرمون الصحفيين في السجون. ولا يكمن الأمر في السلاح وحتى السلاح النووي لأن السلاح لا يرمي من تلقاء نفسه لكن أشخاصا بعينهم يلجأون إليه.
أنا لا اعتبر الشعب الإيراني عدوا لنا. وشهد تاريخنا المشترك الطويل مراحل للصداقة العظيمة وعصر الملك الأسطوري كير الذي حكم إيران منذ 25 قرنا وأنشأ  ابراطورية السلالة  الاخمينية على سبيل المثال. وكان هذا الملك  في حقيقة الأمر أول صهيوني. وسمح هذا الملك لليهود المطرودين من اليهودية بالعودة إلى وطنهم و إعادة بناء  الهيكلفي القدس. ولكن وياللأسف توجد في العالم المعاصر بلاد امبريالية واحدة ، وهي إيران التي تسعى إلى بسط الهيمنة  على الشرق الأوسط دون مراعاة رغبات الجيران- اي البلدان العربية. لكن من سيوافق على الطموحات الامبراطورية للنظام الإيراني؟ - لا أحد.
س- ما العمل برأيكم؟
ج- يجب مساعدة إيران في أن تكون حرة.
س- كيف؟
ج – عن طريق الضغط الاقتصادي والسياسي. ويقول بعض الخبراء إن مثل هذا الضغط لن يكون فعالا. لكن معظم الخبراء هم خبراء في شؤون الماضي وليس  في شؤون المستقبل. ومن الواضح أن لا أحد يريد مبدئيا التأثير في النظام الإيراني بطريقة عسكرية. لكن عندما تقولون إنكم لن تستخدموا  السلاح أبدا فإنكم تطلقون حرية العمل الى العرابدة الدوليين من شتى الأصناف. وعلى سبيل المثال قد يحدث أن الشرطة تطلق النار على مجرمين . إلا إنها تبدأ ليس من إطلاق النار. وهكذا يجب التعامل مع إيران أي حثها على إجراء تغييرات بطرق غير عسكرية. وفي حال وجود اتفاق دولي على هذه المسألة يزداد احتمال تفادي الطرق العسكرية.
س – تريدون القول أن العقوبات الاقتصادية وتدابير الضغط السياسي يمكن ان تغير النظام السياسي في إيران من الداخل؟
ج - أجل. لكنني لا أضمن طبعا ان يحصل ذلك ... لكن أحدا لا يمكن أن يضمن حدوث هذا.
س – الا تعتبرون ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ارتكبا  خطأ عام 2009 عندما لم يؤيدا ما يسمى  ب " الثورة الخضراء" الموجهة ضد نظام الملالي  في إيران.
ج – ربما . من الصعب القول بالتأكيد. وعندما خرج الإيرانيون ليتظاهروا ويحتجوا رد النظام فورا بقسوة، وبدأ  إطلاق النار والقتل. على كل حال لا أظن أن الإيرانيين استسلموا. ولكنني على ثقة بأن النزاع الداخلي أخمد لكنه لم ينته .
 س – لنتحدث حول موقف إسرائيل من النزاع في سورية. يبدو أن  رحيل نظام بشار الأسد باعتباره جهة رئيسية في الشرق الأوسط تقوم بنشر نفوذ إيران يعتبر أمرا جيدا لأسرائيل من جهة . لكن من جهة أخرى إذا حل محله  نظام أصولي سني مدعوم من قبل السعودية. هل سيكون ذلك أمرا أفضل؟
ج – هناك فرق بين التمنيات والسياسة الواقعية. ويمكنني أن أقدم لائحة طويلة لما أتمنى أن يتحقق. ولا أظن أنه  يجب علينا أن نتدخل فورا في الوضع في سورية. ويتساءل بعض العرب لماذا لا يتدخل أحد و يقوم بإيقاف إراقة الدماء. لكن في حال وقوع تدخل تتعالى الاتهامات بحدوث تدخل أجنبي.
أنا شخصيا أعتقد أنه يجب أن نعمل في سورية ما لم نعمله أبدا في الماضي. ومن المعروف أن سورية هي عضو في جامعة الدول العربية فحان الوقت لمجيء رد عربي على المشكلة العربية. ويجب على هيئة الأمم المتحدة  منح الجامعة العربية صلاحيات خاصة لتشكل حكومة سورية انتقالية لمدة سنة واحدة. وعلاوة على ذلك  يجب تشكيل القوات المسلحة العربية من  أصحاب"القبعات الزرق" العرب ايضا بمساعدة الأمم المتحدة. وستقوم كل الدول بتأييد هذه الفكرة لأن التدخل في سورية لا يمكن أن يكون إلا على شكل تدخل عربي. فما الفائدة من جامعة الدول العربية إذا وجدت نفسها عاجزة عن حل نزاع كهذا؟
س - هل هناك خطر تحول هذا الحل العربي الى أقتتال بين العرب؟
ج – تشهد سورية في الوقت الراهن حربا أهلية، ويجب وضع حد لها. وتنحصر خطورة تلك الحرب في أن سورية  قد تكف عن الوجود كبلد عربي لأن في داخلها الآن قوى أكثر تطرفاً من تنظيم "القاعدة". وهذه القوى تحاول إحكام سيطرتها على الوضع عامة. ولو كنتُ عربيا لفكرت في الحيلولة دون ذلك لكي تبقى سورية بلداً عربياً  وفكرتُ أيضا في حاجة لتدخل عربي.
س - هل ستؤيد إسرائيل ذلك؟
ج – بالطبع علما أن إسرائيل عضو في هيئة الأمم المتحدة. ونحن نؤيد أيضا إيقاف  إراقة الدماء. ويؤلمني جدا مشاهدة مقتل طفل سوري تحت جنزير  دبابة سورية. لا يفرقني أين يحدث ذلك - في سورية أو أي بلد آخر - لأن الدبابات لا يجب أن تدهس الأطفال.
س - ما تقييمكم لموقف روسيا من سورية؟
ج- أظن أن روسيا يجب أن تكف عن  تحديد موقفها من المسألة السورية انطلاقا من علاقاتها مع الولايات المتحدة. وأنا واثق بأن  روسيا ستؤيد القرار الصادر عن الجامعة العربية  بتنفيذ عملية في سورية في حال اتخاذه.
س - سبق لي أن سمعت كلمة ألقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين في المنتدى الاقتصادي الذي عقد عام 1994 في الدار البيضاء. إنه تحدث حينذاك عن الشرق الأوسط الجديد بصفته منطقة ديمقراطية مزدهرة. وقد مرت 20 سنة تقريبا منذ ذلك الحين. ويبدو أن هذه الأمنية صارت بعيدة الآن البعد نفسه كما هو الحال آنذاك. ألا يخيب هذا الأمر آمالكم بصفتكم  حائزا على جائزة نوبل  في السلام؟
ج - كلا.. وكيلا  نواجه خيبة الأمل يجب أن تتحلى بالصبر. فماذا نراه اليوم؟ هناك ثورة، وتشهد منطقة الشرق الأوسط  انتفاضة حيث  يثور العرب الشباب ضد  تقاليد قديمة. ويقول البعض أن هذه العملية يمكن ان تستغرق فترة  من 30 عاما إلى 40 عاما. ربما الأمر كذلك لأن التغيرات من هذا النوع تحتاج إلى وقت.
س – لكن إذا ألقينا نظرة على موقف الغرب وإسرائيل من "الربيع العربي" يمكننا ان نلاحظ فيضانا من خيبة الآمال. فلعل إحلال الديمقراطية في الشرق الأوسط هو أمر مستحيل؟
- يجب أولا تفهم ما هي الديمقراطية. فالديمقراطية هي ليست انتخابات أو بعبارة أدق  ليست انتخابات فقط. إنها تبدأ من الانتخابات. واذا حضرتَ لتشارك في الانتخابات وقمت بانتخاب أحد ما يعارض الديمقراطية  فيحصل أن العملية الديمقراطية تؤدي إلى حصيلة غير ديمقراطية.
وعلى سبيل المثال إذا جرت الانتخابات في بلد ما وتعرضت النساء للتمييز فهل يصبح هذا التمييز أكثر عدالة في حال تأييد غالبية الناخبين  لمثل هذا الموقف من النساء. فلنلق نظرة إلى مصر مثلا. وفي حال استمرار التمييز ضد النساء هناك سيصعب على البلد التخلص من الفقر. لأنه  في حال لا تتلقى النساء تعليما يبقى أطفالهن أميين. علما ان نسبة 41% من أهالي مصر لا يجيدون القراءة والكتابة. فكيف يتخلص هؤلاء من الفقر؟
س – هل تعتقدون أن القيادة المصرية الحالية من الإخوان المسلمين مهتمة بذلك؟ أو ربما تريد أن يحفظ هؤلاء القرآن ويكرهوا اليهود؟
ج – أنا واثق بأنهم مهتمون بذلك لأن الناس لا يمكن أن يستمروا في مواجهة هذا الفقر الهائل، ولا يمكن للشباب العرب في ظروف البطالة ان يعقدوا القران لعدم توفر شقق يمكن أن يعيشوا فيها مع عائلاتهم. وفي حال عجز الحكومة المنتخبة عن معالجة تلك المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الحادة سينفد صبر الناس. وتعد تلك المشلكة مشكلة عملية وليست نظرية. وفي حال  عجز 40% – 50% من خريجي الجامعات عن إيجاد فرص للعمل فإن هؤلاء سوف لا ينتظرون، علما أن لديهم هواتف "سمارتفون" النقالة تمكنهم من التواصل دون رقابة . ولا يمكن للحكومة في مثل هذه الظروف أن تعتمد على الجيش لأن الجنود سيرفضون إطلاق النار على الشباب، علما ان الجيش تم تشكيله لمحاربة أعداء خارجيين وليس الشعب. لذلك وافق العسكريون في مصر بسرعة على وقف إراقة الدماء.
س – لا يمكنني ألا أوجه إليكم سؤال عن العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ومن المعلوم أنكم منحتم جائزة نوبل لفضلكم الكبير في العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين. أما الآن  فلا يدور أي حديث عن عملية سلمية. هل هي ماتت؟
 ج - أود القول أنها قد ولدت. لو لم نفعل ما فعلناه آنذاك لما قامت الإدارة الوطنية الفلسطينية ولا سلام مع الأردن ولا ثورة في مصر. وكلما يوجهون إلينا السؤال لماذا  لم تنجحوا أقول إن الأمر بحاجة إلى وقت. ولا يفكر أي أحد أن التسعينات كان يمكن ألا تشهد إطلاق أية مفاوضات سرية... لأن إحلال السلام هو أمر صعب جدا ...ولا يكفي أقناع المتفاوضين بذلك بل يجب إقناع الشعب ومواطني إسرائيل الذين كانوا يقولون لنا:" نحن نؤيد فكرة السلام وجاهزون لدفع الثمن، لكن لماذا  ندفع ثمنا كبيرا كهذا؟ وأنتم سياسيون لا تجيدون المتاجرة مع العرب وتثقون بهم كثيرا. فكيف يمكن  قياس الثقة؟".
ويقال : هناك شيئان في الحياة لا يمكن الحصول عليهما إلا بعد غض العيون عنهما، وهما السلام والمحبة. وإذا نظرتَ دوما إلى كل شيء بعين مفتوحة لما وقعتَ في الحب وما عشت في ظل السلام أبدا.
س – بالمناسبة أريد أن أوجه سؤالا عن العلاقة بين العملية السلمية والديمقراطية. تقول القيادة الروسية إن إسرائيل يجب أن تجري مفاوضات مع الإسلاميين وحركة "حماس" لأنهم ربحوا الانتخابات الديمقراطية في وقته. فما رأيكم بهذا الأمر؟
ج – أنا موافق، لكن بشرط أن توافق "حماس" على وقف قصف الأراضي الإسرائيلية وإطلاق المفاوضات معنا. لكنني غير موافق على إجراء مفاوضات في الوقت الذي ترد فيه  "حماس" بإطلاق النار. وفي حال تتمكن القيادة الروسية من إقناع "حماس" بوقف الاعتداءات على إسرائيل فلماذا لا نبدأ مفاوضات؟

Locations of Site Visitors
Powered By Blogger