الجمعة، 10 فبراير 2012

السعودية تهدد بإمتلاك السلاح النووي خلال أسابيع لوطورت ايران سلاح نووي


نشرت صحيفة “ذي تايمز” البريطانية اليوم الجمعة تقريراً أعده مراسلها هيو توملينسون من الرياض يقول فيه أن سباقاً على التسلح النووي قد يبدأ في الشرق الاسوط اذا ما نجحت ايران في انتاج اسلحة نووية وان المملكة العربية السعودية “يمكن أن تحصل على رؤوس حربية نووية خلال أسابيع من تطوير إيران أسلحة ذرية بينما يؤدي التهديد من طهران إلى تحفيز سباق للتسلح عبر الشرق الأوسط”. وهنا نص التقرير: ” في حال نجحت إيران في اختباراتها النووية، فإن الرياض ستطلق على الفور برنامجا نوويا ثنائي المسار، حسب ما علمت الـ”تايمز”.
ووفقا لمصادر سعودية، فإن الرؤوس الحربية النووية يمكن أن تشترى جاهزة من الخارج، مع العمل بالتوازي على بناء منصات صواريخ بالستية لخلق رادع فوري.
وفي الوقت نفسه، يمكن أن ترفع المملكة مستوى برنامجها النووي السلمي ليشمل بعداً عسكريا، بدءا من تخصيب اليورانيوم وحتى تطوير مواد صالحة لصنع الأسلحة على المدى الطويل.
وأكد مسؤولون سعوديون أن الرياض ليس لديها حاليا برنامج نووي عسكري وستواصل السعي لنزع الأسلحة النووية في المنطقة. لكن الحكومة السعودية تقبل بشكل غير معلن أن ليست هناك فرصة لتسليم إسرائيل ترسانتها السرية من الرؤوس النووية، والرياض مصرة على أن تكون لديها قدرات مماثلة لقدرات طهران إذا أصبحت عدوتها اللدودة في الخليج نووية.
ومثل العديد من القوى الغربية، فإن الرياض مقتنعة بأن طهران تسعى لبناء أسلحة نووية، على الرغم من الإنكار المستمر من قبل طهران، وتحضر المملكة لسيناريو أسوأ الحالات إذا فشلت جهود الغرب في عرقلة تقدم إيران النووي.
وقالت الـ”تايمز” أن قادة قوة الصواريخ الاستراتيجية السعودية كانوا يفكرون بالفعل في منصات إطلاق الصواريخ الموجودة في السوق.
وقال مصدر سعودي كبير: “ليست هناك نية حاليا لإطلاق برنامج نووي عسكري من جانب واحد، لكن الديناميكيات ستتغير على الفور إذا طور الإيرانيون قدراتهم النووية. سياسيا، سيكون من غير المقبول تماما أن تمتلك إيران قدرات نووية ولا تمتلكها المملكة”.
ووفقا لمسؤولين غربيين، فإن باكستان ستكون المصدر المرجح لبيع رؤوس نووية للسعودية. ويعتقد أن المملكة قد غطت قسما كبيرا من تكلفة البرنامج النووي الباكستاني وأنقذت إسلام أباد حين فرضت عليها عقوبات غربية بعد أن أجرت أول اختبار نووي عام 1998.
وبالمقابل فإنه طالما أشيع أن الدولتين كان بينهما اتفاق بحيث تبيع باكستان رؤوسا حربية وتكنولوجيا نووية للسعودية إذا تدهور الوضع الأمني في الخليج.
وقد أنكرت الرياض وإسلام أباد باستمرار أن ثمة اتفاقاً من هذا القبيل، لكن مسؤولي الدفاع والدبلوماسيين الغربيين مقتنعون بأن هناك تفاهما كهذا. وقال أحدهم إن السعودية يمكن أن تطلب من باكستان رد المعروف “في اليوم التالي” لاختبار نووي ايراني ويمكن أن تحصل على رؤوس نووية خلال أسابيع.
وسيجعل ذلك السعودية في وضع ينتهك مذكرة تفاهم وقعت مع الولايات المتحدة عام 2008، تعد بمساعدة اميركية لبرنامج طاقة نووية مدني بشرط ألا تسعى الرياض للحصول على “تقنيات نووية حساسة”. لكن إذا قامت طهران ببناء قنبلة، فإن مسرح المنطقة سيتغير تماما. وتثق الرياض في ان واشنطن ستكون ممن يعرضون تقديم التقنيات النووية من أجل الحفاظ على وضع يمكنها من الإشراف على البرنامج.
والصواريخ الهجومية البالستية الوحيدة التي تمتلكها السعودية حاليا هي من نوع “CSS-2 ايست ويند” (الريح الشرقية) التي تم شراؤها من الصين وتهريبها إلى السعودية في ثمانينات القرن الماضي. وأثارت الصفقة التي بلغت قيمتها 3 مليارات دولار وجرت في عهد الملك فهد غضب واشنطن حين تم الكشف عنها. وتدعي الرياض دائما أنها دفعت أكثر للصينيين من أجل جعل الصواريخ غير قادرة على حمل رؤوس نووية. ويمكن تحديث المنصات الصينية، لكن نظام “ايست ويند” معروف بكونه غير دقيق، مما قد يدفع السعودية للبدء من الصفر.
ويمكن أن تثير إشارة من الرياض الى أنها تسعى للحصول على منصات صاروخية جديدة إلى إطلاق حرب من العروض والعطاءات من معظم المزودين المتوفرين. وقد اختبرت الولايات المتحدة صاروخ “ترايدنت” قادرا على حمل رؤوس نووية خلال تدريب مشترك مع السعودية عام 2010. وفي نفس العام قامت الرياض بتحديث مركز القيادة الصاروخية في الرياض.
ووقعت السعودية اتفاقاً للتعاون النووي مع الصين الشهر الماضي، لتضاف إلى صفقاتها مع كل من فرنسا وكوريا الجنوبية والأرجنتين. وقد احتفظت المملكة بحقها في تخصيب اليوارنيوم كجزء من كل اتفاق، وهو ما قد يشكل حجر عثرة أمام اتفاق نووي قيد البحث مع الولايات المتحدة. وتخطط السعودية لإنفاق أكثر من 60 مليون جنيه استرليني على 16 مفاعلا نوويا بحلول 2030 لسد احتياجاتها المتزايدة للطاقة.

الأربعاء، 8 فبراير 2012

سيف الدولة: مستقبل مصر مرهون بإعلان شعبها عدم تبعيته لأمريكا

كتب/ إسلام كمال
قال "د/ محمد سيف الدولة" المفكر الإسلامي أن:
مستقبل مصر مرهون في الفترة المقبلة بأن يثبت شعبها وحكومتها أنها دولة مستقلة وغير تابعة للنفوذ الأمريكي أو غيره.
وأشار إلى أن:
الثورة المصرية برغم عظمتها.. إلا إنها منزوعة الدسم من هويتها العربية والإسلامية.
وأضاف سيف الدولة خلال ندوة عقدها حزب التوحيد العربي أن:
الولايات المتحدة  الأمريكية تتدخل في كل جوانب مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية عن طريق العديد من المؤسسات الحكومية والحقوقية وغيرها.
وذكر أن:
أمريكا في الفترة الأخيرة هددت مصر والمجلس العسكري بقطع كل المساعدات عنها إذا لم تفتح جمعيات حقوق الإنسان التي تم تفتيشها ووقفها بسبب تمويلها الأجنبي.
واستغرب سيف الدولة من:
بعض الثوار والتيارات الليبرالية التي قامت بالثورة.. وعلى الرغم  من ذلك يتمسكون بتبعية مصر للولايات المتحدة.. بل ولا يخشون من سيطرتها على المنطقة.
وقال أن:
المشكلة ليست فقط في الصراع بين التيار الليبرالي والاشتراكي والإسلامي.. وإنما المشكلة هي أنه بعد الثورة وحتى الآن لم يصبح الشعب المصري له السيادة على أرضه وفي اتخاذ قراراته.
مضيفا أن:
التيار الليبرالي هو أقرب إلى الإدارة الأمريكية من التيار الإسلامي.. والمشكلة أن التيار الإسلامي في الوقت الحالي يحاول التقرب من الإدارة الأمريكية ويحاول طمأنتها بشأن الاتفاقات الدولية وبشأن كامب ديفيد ونظيراتها.
مؤكدا أن:  
نظام مبارك السابق كان يعتمد في الأساس على ثلاثة أعمدة هي الاعتماد على "أمريكا والعلاقات مع إسرائيل ونظام اقتصاد السوق الحر".. ولا يسمح لأحد بالتدخل في تلك الأمور.
وأشار أنه:
بعد سقوط مبارك لا بد من النظر بصورة أخرى إلى علاقة مصر بالدول الأخرى لتكون علاقة ندية وليست علاقة تابعية أو اعتماد على أية دولة.
مؤكدا ً أن:
الولايات المتحدة في طريقها للانهيار.. ولا يجب أن نعتمد عليها مهما كانت قوتها.. وأن نعتمد على  اكتفائنا الذاتي وعلاقتنا.. وتعاوننا مع الدول العربية والإسلامية.
وطالب من أسماهم بالمخلصين من أبناء التيار الإسلامي أن:
يعلنوا عن رفضهم لاتفاقية كامب ديفيد.
وأضاف أن:
الحديث عن قضية فلسطين والقدس والمقاومة الفلسطينية لا يعتبر حديثا عن دولة أخرى.. لأن قضية فلسطين هي بالضبط قضية مصر وكرامتها ومستقبلها.. ولأن اليهود اختاروا فلسطين لأنها على حدود مصر غايتهم العظمى.
واستنكر سيف الدولة:
عدم تحمس القوى السياسية  المصرية للقضية الفلسطينية.. وعدم حديثها عن دعمها لقضية المقاومة الفلسطينية.. ومزاعمهم أن اهتمامهم في الوقت الحلي في بناء مستقبل مصر.
مؤكدا ً على أن:
بناء مستقبل مصر يبدأ باستعادة كرامتها داخليا ً وخارجيا ً.. وتحررها من كل التبعيات المهينة لها والمقيدة ليدها.
وقال أن:
الطريق الوحيد لاستعادة سيادة الشعب المصري في وطنه.. والحفاظ على كرامته هو أن يقوم بالضغط الشعبي عن طريق مليونيات حاشدة لرفض كامب ديفيد.. ولرفض أي وصايا وتمويل من أمريكا للحكومة المصرية أو أي تيار سياسي أو حقوقي مصري.
وأضاف أن:
الثورة قامت على مبارك ليس انتقاما من شخصه.. وإنما لظلمه النابع من تبعيته للأمريكان ولإسرائيل.
ومشددا ً على أن:
الشعب لا بد أن يعمل في الوقت القريب لمنع أي تدخل خارجي في مصر.
وأكد أن:
القوى السياسية المخلصة لابد أن تقوم بتوعية الشعب أن هناك مشكلة  كبيرة لمصر نتيجة لاتفاقية كامب ديفيد ومثيلاتها.. ولابد من إلغائها والوقوف بجدية أمام إسرائيل وأمريكا.
ودعا سيف الدولة إلى:
التظاهر السلمي أمام السفارات الأمريكية والإسرائيلية في الدول العربية والإسلامية لقطع علاقات تلك الدول مع أمريكا وإسرائيل.. حتى توقف تدخلها السافر في المنطقة العربية والإسلامية.
السبت الموافق
5-3-1433هـ
28-1-2012م

كنيسة.. وحلم المدينة الفاضلة

الكنيسة.. وحلم المدينة الفاضلة

by Evan Evolution on Wednesday, 8 February 2012 at 08:40 ·
الكنيسة.. وحلم المدينة الفاضلة


في العقود الأخيرة، ومع تراجع دور الدولة بقوة في كافة المجالات، وإزدياد طغيانها السياسي الإقصائي لأي صوت معارض، وتدّني خدمات مؤسسات المجتمع المدني، وانهيار المنظومة القيميّة والفكريّة والثقافيّة في المجتمع، وحيرة الإنسان عن العثور عن مكان آمن يلجأ إليه لسدّ حاجاته الطبيعيّة والإجتماعيّة والسياسيّة التي عجزت الدولة، بقصد أو بدون قصد عن سدّها، وبدلا من الحلم بالمدينة الفاضلة المتخيّلة التي يأخذ كل مواطن فيها حقه بالقسط والعدل في ظل سيادة القانون؛ وجد المسيحي في الكنيسة منظومة إجتماعيّة وسياسيّة تقدم نفسها له ولغيره كنسق متكامل موازي بديل عن الدولة، قادر على الإحلال والإبدال مع كل مؤسسات الدولة واحدة بواحدة، منظومة لها قوانينها الخاصة ومناصبها وأقسامها المتعددة، حتى أنها تشكِّل بالفعل دولة داخل الدولة، بها رئيس هو البطريرك، ووزراء هم الأساقفة، ومحافظين ورجال محليات هم المطارنة وقمامصة وكهنة الكنائس، كل في مكانه، كل له مُسماه الوظيفي، وربما لهذا السبب تأخرت ثورة المواطن القبطي المسيحي وتمرده على منظومة فساد الدولة، لأنه حوّل إنتماءه لمكان آخر، وبناءًا عليه عملت الكنيسة المصريّة على سحب المصداقيّة والشرعية من مؤسسات الدولة - بعد موتها الطبيعي طبعًا لإنتفاء الوظيفة- وتكوين شخصيّة متفردة للمسيحي التابع لها وفق عدة تعاليم دينيّة وآبائيّة وروحيّة، وخصائص وملامح إجتماعية متفق عليها



- هناك فساد في العمليّة التعليميّة الحكوميّة، من حيث آليّة التدريس، وأهمية وجدوى المادة العلميّة المُقدمة للطلبة، لا تقلق فالكنيسة تقدم لكم "مدارس الأحد"، والتي تكون للمفاجأة في يوم الجمعة!؟، وهي فصول دينيّة مُمنهجة مُقسّمة لتلائم وتطابق جميع المراحل التعليميّة. أسرة ملائكة أي أطفال الحضانة، ثم إبتدائي، إعدادي، وثانوي، واجتماع الشباب للجامعيين، واجتماع حرفيين لأرباب المهن، أي كلّ من لم يحصلوا على درجة تعليميّة، وفي الغالب تُدرّس لهم القصص الدينيّة المليئة بالخزعبلات والخرافات، فهم أصحاب العقول البسيطة الأقرب لتصديقها


في الأجازة الدراسيّة، يبحث الطالب الزكي عن وسيلة لزيادة مهاراته، ليلتحق بكورس للتّعرف على لغة جديدة، أو استعارة كتب لفهم العالم من حوله وإتساع مداركه من خلال زيارة قصور الثقافة والترفيه الإنساني الفني، فهناك يمكنه مشاهدة عرض تمثيلي أو موسيقي، مباشر أو مُسجّل، أو سيرك، داخل بيت فنون، ولكن للأسف جميعهم، أو أغلبهم، تمتلء قواعدهم مع قدوم أول خمسين شخص من الحضور. تجد في الكنيسة عروض مسرحيّة وسينمائيّة وأوبراليّة متنوعة في "الكرنفال الكنسي"، و"مهرجان الكأس لمين!؟"، وهما الفرعان المسؤولان عن إلهاء الشباب طوال فترة الأجازة، لكل كنيسة برنامجها ومسابقاتها على حدا، بتنسيق من أسقفيّة الشباب، كوزارة الشباب تمامًا، وربما بداخلها قسم لإدارة الشؤون المعنويّة، للحفاظ على حالة الإلهاء التي تسيطر على الشخص المسيحي طوال العام، وحتى يبقى الطلبة في حالة متابعة لأنشطة الكنيسة حتى في الأجازة. وهناك مكتبة لكتب ومجلات الاستعارة والبيع والشراء وجميعها نصوص دينيّة، وشرائط و CD's، أفلام قديسون وعظات للبابا وحفلات الكنيسة، لكبار المرنمين اللامعين، كلها تُباع وتُستعار في مركز خدمي تطوعي يوفر لك أيضًا كورسات اللغات والتنميّة البشريّة والجرافيكس، وبشهادات دوليّة معتمدة متخصصة، أما  عن الحفل الكنسي السنوي، للعلم فقط، فلا تتعدّى تذكرة دخوله العشرة جنيهات، والأطفال مجانًا



وعن الترفيه والرحلات، الكنيسة توفر لكم رحلات ترفيهيّة لكنائس أخرى وأديرة وبعضها يحتوي على حدائق وأحواض للأسماك أو متحف أثري صغير، وأحيانا تتوفر في بعض الدير أقفاص صغيرة لبعض الحيوانات الداجنة


أمّا في مجال الصحة، ستجد بجوار الكنيسة عيادة متخصصة  بأسعار زهيدة للكشف والعلاج الذي يكون غالبًا عينات مجانيّة، أو أدويّة قاربت على انتهاء صلاحيتها، تقدمها شركات الأدويّة كرشوة للكنيسة، أو هديّة عيد، للحصول على عمالة رخيصة. وإن فشل علاجك، وارتفع ثمن دواءك، والكنيسة لم تقدر على تلبيته لك، فحينها يتم ترحيلك إلى قسم التبرك برمال مقابر القديسين وزيوت أكفانهم



 في مجال التغذية، الكنيسة توفر لكم أسواق خيريّة للملابس المستعملة والجديدة، بأسعار منخفضة ومجانيّة في أغلب الوقت، حسب مناسبة توزيعها. بل وتجد منتجات الدير المختلفة، الطبيعيّة، الأورجانك، الغير ملوثة، والمضمونة المصدر كعسل وفواكه ودواجن وخضروات ولحوم، أنظر كلها أمامك وبلا عناء للبحث، لم التمرد إذن على الكنيسة!!؟


في البحث عن شريك الحياة، الكنيسة تقدم اجتماع للمخطوبيّن أو المُقبليّن على الارتباط، يُسمى اجتماع المشورة، ويتمكن من خلاله الخطيبين من التحدث إلى بعضهما البعض بهدوء وبلا أفكار نجسة، الله يرانا، ونحن  تحت رقابة الكنيسة في النور بلا داعي لرقابة الأهل!؟، وهي خدمة للمسيحيين فقط طبعًا



بعد شحن غضبك من الدولة، وتمسكك بالكنيسة أكثر وأكثر، وعدم عثورك على أي اهتمام أو حق في أي مكان حكومي، تدرك جيدًا أنك "مالكش عيش هنا" فترغب بالسفر للخارج، من باب الترفيه، أو العمل، أو البقاء هناك للأبد، تحت ظل اللجوء الديني، أو الهجرة، تجد في الكنيسة "مكاتب الهجرة" والتي يكون بعضها مُعتمد من السفارات، هكذا!!؟، تساعدك على السفر إلى أمريكا، وكندا، وفرنسا، كل ما عليك فعله هو أن تدفع للسكرتيرة مبلغ ملئ الإستمارة، وإرفاق الصورة بالمقاس المطلوب، وتنتظر مع صف المنتظرين.


   الكنيسة، بعد جهد عظيم، سدّت للمواطن المسيحي هذه الثغرة، بدمج النظامين، الديني والدنيوي بيد رجل واحد، هو قداسة البابا، وللنظام الديني الغلبة والقوة، حتى وإن لم يكن كاملاً وبه نقص، تكفي حالة الطمأنينة التي تنتاب المؤمن داخل هذا الكيان الجديد، لأنه يقوم بأفعال مأمور بها من قوة فوقيّة بابويّة معصومة لا تخطيء أبدًا، فلماذا المغامرة بالتمرد عليها!!؟



التعليق مُتاح للجميع.. إترك بصمتك
Share

  • 12 people like this.
  • 2 shares2 shares
    • Violet Candle يااااااااااااااااه انا مكنتش اعرف ان المسيحيين فى وادى تانى مع نفسهم للدرجاتى
      متهيالى بيحسوا بالغربة واصبحت الكنيسة هى الوطن
      about an hour ago · 2
    • Maron Bastet ‎:( 72e2ey wad3 ta3eees
      about an hour ago · 1
    • Sayid Lomangy ايفان ....شابو
      ارجوك اسمع دى
      http://www.youtube.com/watch?v=RvGw4c5d_2A
      about an hour ago · 2
    • Antoine Samer لقد كشف الأب متى المسكين في كتابه: الدور الاجتماعي في الكنيسة، عن هذه السلبيات، في بداية سلطة البطريرك شنوده. فما كان من شنوده إلا أن قام بمنع الكتاب من التداول، ومنع الأب متى من التحدث مع الناس وألزمه الدير. هكذا يعامل الشخص الحر والرأي السليم داخل الكنيسة للأسف. أدعوا الجميع لقراءة هذا الكتاب فسيكتشفون ما هو أفظع مما في هذا المقال. وأحيي الكاتب على المقال الرائع.
      about an hour ago · 3
    • Evan Evolution Sayid Lomangy
      تمام قوي...احد الزملاء بعد قراءته المقال أخبرني انها فكرتها قريبة من القصيدة
      about an hour ago · 2
    • Husam Shady فى كل المجتمعات على اختلافها تخلق مجتمعات صغيرة تصنف نفسها حسب دين أو فكرة أو أى شئ قد ينتمى له ، هذه الخلايا تكون لأفرادها أو لوحداتها الأساسية بديل ك دولتها الخاصة أو ك عالم خاص ، حتى نحن نفعل ذلك ، لكن اختلافنا أننا نرى ذلك بوضوح ، لكن ما العمل
      about an hour ago · 1
    • Evan Evolution Husam Shady
      لقد أصبت كبد الحقيقة يا رفيق.... إنه الكموون
      about an hour ago · 1
    • Husam Shady نتعلم منك يا رفيق إيفو Evan Evolution
      about an hour ago · 1
    • Freedom Spirit نظرتك الموضوعيه التحليليه عن الكنيسه وشعبها رائعه يا إيفان.. ببساطه وبمعلومات متاحه للجميع قدرت تربط الاجزاء وتوضحلي الصوره الكامله او المنظومه المتكامله وحطيت ايدك علي قلب مشكله المسيحيين في مصر مقال مهم وممتع بجد اشكرك .
      about an hour ago · 1
    • Hany Boshre
      انا من اسرة مسيحية و اؤكد على صحة ما فى المقال

      ليس فقط صحة مظاهر الانفصال عن المجتمع و لكن ايضاً المسبب المذكور فى اول المقالة

      بس انا هضيف جزئية مهمة و هى ان هذه المظاهر تبرز عن المسيحيين الاغنياء او اللى مستواهم الاقتصادى جيد فقط ، لكن ف...يما عدا ذلك فان هذه المظاهر لا تتواجد .... و يبقي شىء واحد في كل عقول المتدينيين هو "التباعية لرجال الدين" و هو امر لا يوجد فيه مسيحيى و مسلم ، بل حتى اليهود المتشددين في اسرائيل عندهم نفس التباعية و نفس التغييب العقلى

      بالنسبة لجزئية:
      ===============
      دولة داخل الدولة، بها رئيس هو البطريرك، ووزراء هم الأساقفة، ومحافظين ورجال محليات هم المطارنة وقمامصة وكهنة الكنائس، كل في مكانه، كل له مُسماه الوظيفي
      ===============
      فهى بالعكس ، يمكن اضعف من تنظيم الاخوان المسلميين .... فلا تستند عليها فى مقولة "دولة داخل الدولة" .... لأن تباعية المسيحي لرجال الدين هى فى مستوى تباعية المسلم لشيخ الجامع و كلاهما يطيعون اوامر الدولة طالما ان هذه الاوامر لا تصتدم بالدين بشكل صريح
      See more
      58 minutes ago · 1
    • Michael Fayez
      بدلا من دفاع الأقباط عن حقوقهم زي الرجالة في المجتمع تقهقروا إلى الجيتو المسمى الكنيسة القبطية
      اللي عايز يلعب كرة عنده دورات رياضية بين الكنايس
      اللي عايز يغني عنده الكورال الكنسي
      اللي عايز يمثل عنده المسرح الكنسي
      اللي عايز يصيف عنده مصايف... تبع الكنيسة
      وفي الآخر يشتكي الأقباط من التهميش نتيجة ضغط الإسلاميين من ناحية وتشجيع الكنيسة على الإنغلاق على النفس من ناحية
      على حتة فاشية خاصة بنقاء العرق إحنا الأقباط أصل البلد وأصحابها والتانيين بدو من شبه الجزيرة (وصلت السفالة أن واحد قبطي أرثوذكسي قال لو واحد تاني مسيحي أبو جده من لبنان أنه مش مصري وإن زي مصري ينتمي لكنيسة الروم الأرثوذكس!!!!)
      See more
      57 minutes ago · 1
    • Antoine Samer
      عندما نقرأ اليوتوبيات المسيحية الآبائية، كمدينة الله لأغسطينوس، أو آراء توما الأكويني، سنجد الكثير من أشكال التعبير الاجتماعي حسب نظرة الكنيسة في هذا العصر. فالأكويني مثلاً رفض العمل بالتجارة!! على أنها تسبب الخطية. لكن اليوم في ظل ما تعلمه... الكنيسة من لاهوت أدبي حديث، نجد أنها تنتقي ما يكرس دورها الاجتماعي، ومن خلال مؤسسات شبه مستقلة عنها، لتزيد من نفوذها على أتباعها. وللأسف الشديد أن أول خلاف في الكنيسة الأولى كان على هذا الدور. ولكن من يفهم ويتعظ للأسف مازالت الكنيسة تمارس نفس السياسة الرعناء التي تنفي وجود مفهوم الانتماء المجتمعي، مكرسة الانعزال، لتفرض سطوتها ونفوذها. وللأسف نحن أيضًا شاركنا بصمتنا على هذا الدور واشتركنا فيه كعمل روحي، فيجب ان تكون لنا العقلية النقدية لهذا الدور، قبل أن تغتال فينا الأحاسيس الاجتماعية السليمة تجاه كل أبناء المجتمع، وليس فقط أتباع الكنيسة.See more
      51 minutes ago · 1
    • Evan Evolution Antoine Samer, Michael Fayez, Freedom Spirit, Hany Boshre
      مداخلاتكم تثري المقال وتزيده عمق
      29 minutes ago · 1

  • Loading..
 
Go online to see who's online to chat.

تعكف السلطات الاسرائيلية على تنفيذ مشروع جديد يجعل من الدراسات العربية مادة الزامية في المدارس الحكومية. ويلزم المشروع الجديد، الذي سيبدأ تطبيقه في 170 مدرسة شمال اسرائيل، طلاب الصف الخامس بدراسة اللغة والثقافة العربية. وقال مسؤولون في قطاع التعليم إن المشروع الذي يسمى "يا سلام"، يهدف إلى تحويل اللغة إلى "جسر ثقافي" وترويج ثقافة السلام بين العرب واليهود.

لم نكن يوما عنصريين ولكن اريد لنا ان نكون ............

مقابلة مع البروفيسور شموئيل موريه من الجامعة العبرية
وُلد في بغداد وأنهى دراسته الثانوية فيها. هاجر إلى إسرائيل وهو في الثامنة عشر ربيعاً، تاركاً وراءه ذكرياته وحنينه ليستقر في شارع "نهر الفرات" مع زوجته. إنه البروفيسور اليهودي شموئيل موريه أو بإسمه العربي العراقي سامي إبراهيم معلم. أحد كبار أساتذة اللغة العربية اليهود الذين هاجروا من العراق... يحدثنا في مقابلة خاصة عن أعماله الأدبية وحنينه لبلده الأم، وعن اندماج يهود العراق في أرض الميعاد... كما أفصح موريه عن ما لا يعرفه إلا القلائل حول النوايا السياسية للرئيس العراقي السابق صدام حسين تجاه إسرائيل... اتفاقية سلام... وهو بنفسه يناشد العراق حكومة وشعبا، بإبرام معاهدة سلام مع إسرائيل.
بداية، حدثنا عن آخر أعمالك الأدبية ...
في هذه الأيام أضع لمساتي الأخيرة على ثلاثة كتب جديدة عملت عليها خلال العشرين عاما الماضية. أهمها، تحقيق كتاب "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" للمؤرخ المصري الشيخ عبد الرحمن الجبرتي في أربعة أجزاء محققة على حوالي خمسة وثلاثين مخطوطة محفوظة في مكتبات وجامعات مختلفة في أوروبا، آسيا وأفريقيا، بالإضافة إلى أربعة أجزاء من الفهارس وقاموس للمصطلحات الإدارية، المعمارية، الدينية، العملية والأدبية.
وقد اعتمدت في هذا التحقيق على النسخة الأم وهي مخطوطة بخط الجبرتي. عثرت عليها في مكتبة جامعة كمبريج بإنكلترا. وقد اشترى هذه النسخة الرحّالة السويسري يوهان بوركهارت الذي أشهر إسلامه في حلب ليطلق على نفسه فيما بعد اسم الشيخ إبراهيم.
من هو البروفيسور شموئيل موريه (سامي معلم)؟
ولدت في بغداد ودرست في مدرسة السعدون الابتدائية النموذجية في البتاوين قرب بارك السعدون، ثم في مدرسة "فرنك عيني" المتوسطة ومن بعدها في مدرسة "شماش" الإعدادية. نلت شهادة البكلوريا العراقية (1950) ونشرت شعري المنثور وترجمت قصائد رومانسية لكبار الشعراء الإنجليز والأمريكيين، نُشرت في صحف عراقية عدة منها "العراق اليوم"، "النبأ" و "الكرخ". من بين أساتذتي في اللغة العربية محمد حسن الصوري والأستاذ حسين مروة.

هاجرت إلى إسرائيل في 1951/04/22 وإلتحقت بالجامعة العبرية لدراسة الأدب العربي الحديث وعلوم الشرق الأوسط. أنهيت اللقب الجامعي الثاني، الماجستير بتفوق. فأرسلتني الجامعة العبرية لكتابة أطروحة الدكتوراة في معهد العلوم الآسيوية والأفريقية في جامعة لندن حيث نلت درجة الدكتوراة عن أطروحتي حول الشعر العربي الحديث. وفي مطلع عام 1966 دعتني الجامعة العبرية لتدريس الأدب العربي الحديث وترأست قسم اللغة العربية فيها بين الأعوام 1983-1979. وفي العام 1980 أسست رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق. ونشرت ثمانية وأربعين كتابا في سلسلة منشورات الرابطة لكبار الأدباء والمؤرخين والشعراء اليهود النازحين من العراق.
أعمل أيضا كعضو في هيئات تحرير للعديد من المجلات العلمية الإستشراقية والأدبية كما وقمت بنشر العشرات من الكتب ومئات المقالات باللغات الإنجليزية والعربية والعبرية، وشاركت أيضا في عشرات المؤتمرات العلمية في العالم بإلقاء محاضرات عن تخصصي في الأدب العربي. نلت جائزة الدولة في الاستشراق عام 1999 بالإضافة إلى وسام فيلق الأسد الفنلندي من رئيس دولة فنلندا عام 1986 لنشاطي كرئيس رابطة الصداقة الإسرائيلية الفنلندية في أورشليم القدس. ولا أزال أحاضر وأرشد طلبة الدكتوراة في الجامعة العبرية وأعقد وأشارك في المؤتمرات الأدبية حول أدب يهود العراق وتاريخهم.
كيف كان خروجكم من العراق؟
غياب والدي عنا وعدم تمكننا من اصطحاب المال معنا لشراء منزل، كل هذا سبَّب لنا معاناة في الخيام أو فيما يُعرف بـ"السكن المؤقت" (المعبورت بإسمها العبري). لكن في المقابل تخلصنا من هيمنة الوالد على كل صغيرة وكبيرة في حياتنا الأمر الذي مكننا من أن يختار كل واحد منا مسار حياته المهني أو الأكاديمي الذي يناسب مواهبه. أخي الكبير يعقوب درس الفلسفة والاقتصاد، ريموند الرياضيات والفيزياء، ومردخاي تعلم الرسم في معهد "بتسلئيل" للفنون الجميلة في أورشليم القدس. وأنا غيَّرت في اللحظة الأخيرة موضوع دراستي من الفيزياء إلى اللغة العربية وآدابها. وبعد العمل في مجال البناء بمدينة رمات غان، انتقلنا إلى أورشليم القدس إلى حين بعث لنا والدنا المال لشراء دار لنا.
كيف تغلبتم على تعلم اللغة العبرية؟
اكتساب لغة جديدة هي مشكلة صعبة بحد ذاتها. واكتساب اللغة العبرية كانت إحدى المشاكل التي ابتلي بها يهود العراق ومن بينهم عائلتي، خصوصا عدم تدريس اللغة العبرية كلغة حيَّة في المدارس اليهودية وذلك بعد صعود القومية العربية الراديكالية في ظل حكومة الملك غازي. فبعد وفاة والد الملك فيصل الأول عام 1933 وصعود الضباط الوطنيين الذين درس بعضهم في ألمانيا وتوظيف الفلسطينيين اللاجئين بعد ثورتي 1936 و1939 في جهاز التعليم في العراق محل المعلمين اليهود الذين طردوا من وظائفهم، كان له دور في الشد من عزيمة يهود العراق على تعلم اللغة العبرية. لذا تعلمنا هذه اللغة سرا إلا أن ذلك كان بصورة سطحية لأنه لم يتم بشكل مستمر. وجُلَّ اهتمامنا كان اجتياز امتحانات الثانوية العراقية. لكن, وبعد التسقيط (التخلي عن الجنسية العراقية) أخذنا، أنا وأخي ريموند، نتعلم العبرية بصورة أكثر جدية.
هل حصلت على كامل حقوقك بعد هجرتك إلى هذا البلد؟
في كل هجرة جديدة من القادمين الجدد يشعر أفرادها بشيء من التمييز بسبب عدم إتقانهم للغة العبرية والرطانة التي تميّزهم والتي تصبح موضوعا لنوادر السكان القدماء، أو أزياء ثيابهم أو المظهر الخارجي والعادات والتقاليد الجديدة عليهم، هكذا كان وضع يهود البلاد العربية، ثم يهود روسيا اليوم ويهود الحبشة في المدة الأخيرة. يهود العراق كانوا يُسَمُّون "عراقي بيجامة" لارتدائهم البيجاما في البيت وفي الشارع في بعض الأحيان، وكان اليهودي المغربي يسمي "ماروكي سكين" بدعوى أنهم كانوا يستعملون السكاكين في حل مشاكلهم وعراكهم. ويطلقون على القادم الجديد من رومانيا إسم "روماني حرامي" أو بسخريتهم من اليهودي القادم من ألمانيا بقولهم "يهودي عسير الفهم" (ييكي)، وغير ذلك من السخرية التي تثير حفيظة القادمين الجدد على المجتمع الإسرائيلي المشهور بعدم حساسيته تجاه مشاعر الآخرين.
ولكن استيعاب القادمين الجُدد يتم تدريجيا إلى أن تتلاشى الفوارق عندما يندمجون في المجتمع الإسرائيلي الذي أصبح اليوم يتسامح بسبب تعدد الجنسيات واللغات والعادات وحركات مكافحة العنصرية التي نشطت في الفترة الأخيرة خاصة، ولعل ذلك جاء كإستجابة لحراك الربيع العربي الذي اضطر إلى استبدال طريقة استيعابه للمهاجرين الجُدد. فبعد محاولة الحكومات السابقة صهر القادمين الجدد في بوتقة "الحضارة اليهودية الشرق أوروبية"، الفاشلة، تبنت اليوم تعدد الحضارات والتقاليد والعادات واحترامها والتعايش بينها. فأخذوا يشاركون يهود المغرب في احتفالات "الميمونة" وتقاليد يهود كردستان في احتفالات "السهرانة" الشعبية، وتقاليد يهود الحبشة في احتفالاتهم الدينية الخاصة. وأنا اليوم أشعر بأني حصلت على كامل حقوقي بل أكثر مما كنت أحلم به. لسبب رئيسي واحد وهو أنى ألقيت اللوم على نفسي فقط إذا لم أنجح في استيعاب مبادئ المجتمع الجديد وفهمه، فالمجتمع الإسرائيلي يُقدس الثقافة والفن والتنافس العلمي والأدبي والفني، فهو مجتمع يكره الكسل والتواكل والتقاعس وإلقاء اللَّوم على الآخرين. لذلك لم أتهم الآخرين بالتقصير نحوي، وإن كان علي كيهودي شرقي أن أبذل أضعاف الجهد الذي يبذله اليهودي الأوربي لكي أكون على قدم المساواة معه. وقد طالبتُ بذل الجهد من نفسي أكثر مما طالبتُ من غيري.
إلى أي تيار تنتمي... إلى التيار الفكري التقليدي المحافظ أم إلى التيَّار الفكري المتجدد؟
أنا ممزق بين شوقي وحنيني لمسقط رأسي وطفولتي بالرغم من أنها لم تكن جنة عدن. وأسفي الشديد على ما يحدث في العراق منذ أن غادرناها بسبب الانقلابات الدموية التي لم تهتم بمصلحة الشعب العراقي على كافة أطيافه الدينية والمذهبية والعنصرية، إلا في فترة الزعيم عبد الكريم قاسم الذي قام بثورة 1958 ضد الملكية. وهذه لم تكن ثورة شعبية بل ثورة ضباط لهم مصالحهم. والفكر العربي الذي ترنَّم بأمجاد العرب في ماضي، إلى أين وصل؟ إلى ثورات... لم يتوصل إلى أي نتيجة لصالح الشعوب العربية... أما الشعور القومي والفخر بأمجاد العرب دون أن يقوم بثورة فكرية حضارية جديدة نحو الديمقراطية وحرية الرأي وتثقيف العرب نحو قيم إنسانية ومحاربة الثلاثي المخيف (الفقر, الجهل والمرض) الذي يقف حائلا دون كل نهضة. وهذا أدى إلى قيام نظم عسكرية اهتمت بإنماء الشعور بالتفوق العربي الحضاري في الماضي لكنها فشلت في الحاضر في تحقيق أي شيء لصالح الشعوب العربية بل قام بتهميش واضطهاد الاقليات.
 


ما الذي جئت به من العراق؟
جئت بكنوز من التراث والتاريخ والأدب والقصائد التي تعلمتها عن ظهر قلب في المدرسة وفي البيت، فقد كان أخي الأكبر يعقوب يحفظ المعلقات والقصائد التي كانت فرضا دراسيا لامتحانات البكلوريا الثانوية وكان يُنشدها أمامنا لحفظها، فكنا نحفظها معه ونحن صغار. وكذلك يروي لنا ويُعلق على تاريخ الفتوحات الإسلامية ونوادر المدرِّسين في مدرسته. وقد صاحبته إلى مكتبة "المثنى" في شارع المتنبي ببغداد حينما أراد الحصول على نسخة من القرآن الكريم لحفظ بعض السور القرآنية الكريمة وفق برنامج الامتحانات العامة. وقال لي "يجب علينا أن نقول لبائع المصحف الشريف "هبني قرآنا كريما" وأن لا نقول "بعني المصحف" وذلك احتراما وإجلالا للقرآن الكريم، ثم نمنحه ثمنه هدية لا كشراء. وهكذا حفظت بعض سور القرآن معه. وعلمني أيضا احترام القرآن واللغة العربية الفصحى التي كان يُجيد قواعدها ويحفظ العشرات من القصائد التي تُعد من عيون الأدب العربي وفرائده، وهو الذي غرس فينا حُب هذه اللغة الشاعرة التي تُعد من أغنى لغات العالم، وبالنسبة لي فهي من أشعر اللغات في العالم وأجملها وفيها فقط أستطيع أن أعبِّر عن أعماق مشاعري.
ما أثر كل لغة (العربية والعبرية) على أعمالك الأدبية؟
أعظم تأثير على ابحاثي العلمية كمستشرق هي اطلاعي الواسع على اللغة العربية وآدابها والتاريخ الإسلامي، اذ استطعت بواسطة دراستي لها كلغة أم كتابةً وقراءة، فهم النصوص العربية منذ الجاهلية وإلى اليوم وذلك بسبب المكتبة الغنية التي كان يملكها الوالدان وأخي البكر يعقوب، وقد استطعت بواسطة امتلاكي لِناصية هذه اللغة الشاعرية الغنية بمفرداتها ومرادفاتها حل الكثير من المشاكل والمصطلحات العلمية العربية في عصور مختلفة. وكثيرا ما يسألني الطلبة، أنت الوحيد الذي تقول إن معنى النص الذي نقرأه هو هكذا، ولا يقبل التأويل، بالرغم من التلاعب اللفظي المتعمد في الأدب، بينما نرى بعض الأساتذة يقولون إن النص الفلاني يقبل التأويل على وجهين، فأقول لهم نعم هو في الأدب ولكن المؤلف والمؤرخ يعني في الأغلب ما ذهبتُ إليه. فأنا أستقرئ النص لا القواميس العربية القديمة التي تهتم بالشعر القديم والنصوص الدينية. أما اللغة العبرية فإني أستطيع التعبير فيها بصورة دقيقة في أبحاثي العلمية وهي تساعدني في فهم اللغة العربية بصورة أعمق، وكذلك المصطلحات العلمية، ومن الأسماء التي حار في تحريكها وفهم معناها الكتاب العرب هي إسم يعقوب "صنوع" الذي يقرأه بعض المصريين بتشديد النون، ولكن الإسم هو إسم عبري و"صنواع" أو كما كان يكتبه "سنوا" بالفرنسية، هو بمعنى "متواضع" باللغة العربية.
ماذا عنك بشكل خاص، بأية لغة تفكر؟
في الشعر والأدب أفكر باللغة العربية طبعا، أما في الأبحاث العلمية فأفكر بالإنجليزية والعبرية حسب اللغة التي أكتب فيها الكتاب أو المقال. أما في حديثي مع أخواتي وإخوتي وأصدقائي من العراق، فأفضل التكلم باللغة العربية بلهجة يهود بغداد التي أحبها، فاللغة العربية تهدم جميع الحواجز الاجتماعية مع اليهود الشرقيين والعرب، كذلك الأمر مع اللهجة الإسلامية البغدادية التي تهدم حواجز الدِّين والقومية وغيرها من الحواجز في لقائي بالأدباء العرب في الخارج.
عندما ترى ما يحدث في العراق، ما يخطر ببالك؟
أكثر ما يؤلمني، شيئان. الأول، ما حدث ويحدث في العراق من مذابح بين الشيعة والسنة، بين المسلمين العرب والأكراد وبين الأغلبية وباقي أطياف الشعب العراقي خاصة المسيحيين اليوم بعد أن أفرغوا هذا البلد من اليهود والأكراد ومن الكثير من المسيحيين الذين كانوا عاملا بناءً في إنشاء النهضة الحقيقية للعراق والاقتصاد والفن والأدب العراقي.
 

قصيدة "الرحيل" / شموئيل (سامي) موريه  

قالت لي أمي، والأسى في عينيها:
“ظلمونا في العراق،
وضاقَ المُقامُ بنا يا ولدي،
فما لنا و”للصبر الجميل” ؟
فهيا بنا للرحيل!”
وعندما بلغنا الوصيدا،
قالت لي: “يا ولدي لا تَحزنْ،
إللي ما يريدكْ لا تريدَهْ “،
هَمستْ: ” يا حافرَ البير“
“بربكَ قلْ لي لهذا سببْ؟“
ورَحلنا …
وقبلَ رَحيلِها الأخيرْ،
قالتْ لي أمّي،
والقلبُ كسيرْ :
”أحنّ إلى العراق يا ولدي،
أحنّ إلى نسيمِ دِجلة
يوشوِشُ للنخيلِ،
إلى طينها المِعطار
إلى ذيّاك الخميلِ،
بالله يا ولدي،
إذا ما زُرتَ العراقْ
بعدَ طولِ الفراقْ
قبّلِ الأعتابْ
وسلم على الأحبابْ
وحيّ الديار
وانسَ ما كانَ منهم ومنّا!”


الشيء الثاني الذي يؤلمني حقا، هو الكارثة التي حلت بعرب فلسطين من جراء الصراع السياسي مع الصهيونية كحركة سياسية. فالخيارات والحلول التي أختارها الزعماء العرب الذين حاربوا وضَحُّوا في سبيل إنقاذ فلسطين لم تكن صحيحة وناجحة على الأغلب، لأنها اقتصرت على شعارات "خلي السيف يقول"، وكما يقول العراقيون "لو كلها، لو سبع الياكلها" (إما أن أحصل على جميع مطالبي أو فليذهب الجميع الى الجحيم). فلا يمكن إقامة كيان على حساب إبادة كيان آخر. فالعرب حاولوا من أول دقيقة لقيام دولة إسرائيل إبادتها عن بكرة أبيها، في حروب متتالية أنهكت الاقتصاد العربي والاهتمام بمستقبل الشعوب العربية. وجعلوا كأن الأمر يتعلق فقط بإبادة دولة إسرائيل. الضحية الكبرى في هذا الصراع كان الشعب الفلسطيني الذي ما زال يعاني مع الأسف الشديد من الأوضاع المأساوية وغير الإنسانية في فلسطين وفي الضفة الغربية وفي قطاع غزة في خيام اللاجئين الفلسطينيين وفي باقي البلدان العربية المجاورة. أنظر إلى أين وصلت إسرائيل في التطور بالرغم من هذه الحروب... بينما لو قبِل العرب بالتقسيم عام 1948 (وكان الأمر آنذاك مستحيلا بسبب ترسبات الماضي ونظرتهم الخاطئة نحو اليهود عامة ويهود البلاد العربية خاصة) لكان الوضع مختلفا.

لو تعاونت الشعوب العربية مع إسرائيل في تنمية الاقتصاد والزراعة والصحة والتربية وفي جميع مرافق الحياة الأخرى، لأصبح الشرق الأوسط غير ما هو عليه اليوم. وأنا أقول ذلك بصراحة ولا أريد أن أدغدغ مشاعر الفلسطينيين والعرب بإبداء التعاطف وذرف الدموع التي يستحقونها ولكني أكون خاطئا معهم ومع نفسي إن لم أقل الحقيقة. وأنا أقول ذلك من منطلق المسؤولية تجاه الأجيال القادمة. ففي هذا العصر الإلكتروني الحديث لم تعد الأرض تشكل المشكلة الأساسية في العالم، بل التكافل العالمي لخير الإنسانية جمعاء لتوفير الحياة للأجيال القادمة بالتنافس العلمي الحضاري لخير الإنسانية، لا التوفق العسكري التدميري، والالتفات نحو حل المخاطر الكبرى التي تقف أمام الإنسانية كالجهل والمرض والفقر والأوبئة والتصحر والتلوث البيئي وشحة المياه الصالحة للشرب والتعصب الديني والتحريض على إبادة الآخر وخطر وقوع أسلحة الدمار الشامل في أياد متطرفة حاقدة ناقمة.

وأنا أؤمن بأن العالم يتوجه الآن نحو تحقيق نبّوة سفر إشعياء 2 : "فَيَقْضِي بَيْن الأمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا، ولا يَتعلَّمُونَ الحرْبَ فِي مَا بَعْدُ."

ماذا تتمنى للعراق؟





اتمنى لعراق اليوم كل الخير، السلام والاتحاد والتفاهم بين التيارات الدينية والسياسية، والتسامح والتعاون فيما بينها لإحياء نهضة ثقافية وحضارية كانت في بداية نشأتها في العهد الملكي. والآن بعد أن غادر الأمريكان العراق، على القوى السياسية والثقافية في العراق الاتحاد ونبذ العنف والمحسوبية القبلية والحزازات الدينية وإنصاف الأقليات التي لها طاقة كبيرة كعنصر مساعد للقيام بهذه النهضة. وأنا أرى أن عودة المُشرَّدين في العالم من بين العراقيين إلى العراق بعد أن أطلعوا على مُقوِّمات الحضارة الحديثة المساهمة في هذه الوَحدة والنهضة وإحلال السلام والوفاق والتخطيط لمشروع نهضوي حضاري والتخلص من الهيمنة الدينية السياسية لدول أجنبية لا تراعي مصلحة العراق بل تراعي مصالحها.

ما يحتاج العراق هو فترة هدوء للإعمار والتثقيف والتعليم حسب المبادئ الحديثة للحرية والديمقراطية والتسامح وتحرير المرأة وتحرير الرجال من قيود الماضي ومن العادات والتقاليد البالية. ويجب أن يبدأ التعليم من الطفولة وتثقيف الأم ووضع برامج جديدة شعارها "الإيمان بالله... والوطن للجميع".

هل إنتهى دور يهود العراق في العراق؟


تابع... قصيدة "الرحيل"
هذه الليلة، زارتني أمّي
وعلى شـفتيـها عتابْ:
“أما زرت العراق بعدُ؟
أما قبّلتَ الأعتابْ؟”
قلت: “واللهِ يا أمّي،
لِي إليها شوقٌ ووَجْـدُ،
ولكن “الدار قفرا، والمزار بعيدْ“،
بعد أن قتلوا مجد هرون الرشيدْ!
ففي كلِّ شِبر منَ العراقِ لَحدُ
ومياهُ دجلةَ والفرات، كأيامّ التتار
تجري فيها دماءٌ ودموعُ
تحطّمت الصواري وهوتِ القلوعُ
فكيف الرجوعُ؟
أماه، ليس في العراق اليومَ
عزّ ومجدُ،
لم يبق فيها
سوى الضياعِ والدموعْ!
أماه، كيف أزورُ العراق؟
أما ترين كيف يُنْحرُ
عراقنا الحبيبْ،
من الوريد إلى الوريدْ؟
ويَقْتلُ المسلمُ أخاه
فكيفَ بنا ونحنُ يهودُ!
خبّـريني بالله يا أمي!
كيف أعودُ؟
ولمنْ أعودُ!
ونحنُ يهودُ؟؟؟


دور يهود العراق إنتهى بطرد جميع يهود العراق إلى إسرائيل والدول الأوروبية والأمريكية. ماذا ينتظر اليهودي العراقي الذي عان من الفرهود (المذبحة التي حلت بيهود العراق عام 1941) ومن تجميد أمواله ومن الملاحقات ومن الكراهية التي بُثت ضده وعدم التمييز بين اليهودي وبين الصهيوني، وبعد أن ضربوا جذورهم زرعوا بذورا جديدة في إسرائيل والعالم وتمتعوا بالحرية والرفاهية والتعليم العالي بكل ما تمنحه هذه الدول من تأمين وطني وصحي واجتماعي وفتح جميع الفرص أمامه من الناحية العلمية والسياسية والاجتماعية والأدبية. لا أظن أن أحدا يريد أن يعيش في أجواء عراق اليوم أو البلاد العربية، فحتى العرب والمسلمون يهاجرون من البلاد العربية ويرون أنفسهم محظوظين أنهم في بلاد أوروبية أو أمريكية تتيح لهم إمكانية العيش بسلام. أقولها بصراحة ودون تملق أو مواربة بأن الحياة والأمن في البلاد العربية أصبحت غير آمنة، فالحكومات تقتل ابناء الشعب لمطالبته بالإصلاح، وهناك مشكلة الانفجار السكاني ووضع المرأة والتعصب الديني ضد الأقليات، فقد أصبح كل شيء مكشوفا ومعروفا من خلال التلفزيون والاتصالات الإلكترونية.

هناك مشاكل كبرى تقف أمام معظم الحكومات العربية والإسلامية. فما مستقبل الدراسة والتنمية الاقتصادية وحرية الفكر والديمقراطية التي لا تزال العوائق أمامها جسيمة حتى اليوم. فالهجرة على الأغلب تكون إلى بلد أفضل وليس إلى بلدان تعاني من مشكلات الأمن والتطور الاقتصادي، وإن كانت مسقط الرأس أو الأوطان، وكيف يريد المواطن العودة إلى وطنه وهو يعاني من أوضاع في غاية الصعوبة والخطورة.

أختصر حديثي في هذا المضمار للقول، بأنني إذا عُدت إلى العراق لوحدي بدون سلام فسأكون خائنا لقوميتي وللدولة التي منحت يهود البلاد العربية الحماية والتقدم الحضاري. لذا أحث وأدعوا العراقيين حكومة وشعبا إلى إبرام اتفاقية سلام مع إسرائيل أسوة بمعاهدات السلام مع مصر والأردن والمغرب. وهذا السلام سيعود على الجميع بالفائدة الكبرى.


أطلق للسانك العنان قلت له...

عندما كنت في مؤتمر "المستشرقين" في مدينة هامبورغ الألمانية عام 1986، إلتقيت بمعروف الدواليبي، الذي شغل مناصب عدة في سوريا منها رئيسا للوزراء (1951) ووزيرا في وزارتي الدفاع (1951) والخارجية (1961-1962). وبعد الانقلاب في سوريا (1963) فرَّ إلى السعودية وأصبح رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى. قال لي الدواليبي بأنه أخبر الحكومة الإسرائيلية بأن صدام حسين يريد معاهدة سلام سرية مع إسرائيل لمساعدته في حربه مع إيران. فقلت له بأنني كأستاذ جامعي ليس لي علاقات مع الحكومة الإسرائيلية وأستطيع فقط أن أكتب مقالا عن ذلك، وأنا متأكد بأن إسرائيل لن تقبل بسلام سري وإنما علني خاصة، بعد زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات لإسرائيل (1977) وعقد اتفاقية سلام بين البلدين (1978).

نعود الآن إلى الأدب والشعر، مَن مِن الشعراء العراقيين تأثرت به بصورة خاصة؟

بالطبع الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب (1964-1926) الذي درسته دراسة وافية في كتابي الذي صدر عام 1975 "الشعر العربي الحديث 1800-1970" باللغة الإنجليزية وترجمه د. سعد مصلوح ود. شفيع السيد، ثم قامت بتنقيحه الأستاذة لبنى صفدي. وأشرت في هذا الكتاب إلى عُمق مواهبه الشعرية وإطلاعه الواسع على الشعر العالمي وعلى الشعر الإنجليزي بصورة خاصة، حيث استطاع أن يجعل التأثير الأوروبي على الشعر العربي طبيعيا ومندمجا بصورة رائعة عميقة وليس بصورة خارجية سطحية.

كذلك أعتبر شاكر بدر السياب من كبار ورواد الثورة الحديثة في الشعر العربي الحديث الذي وضع أسس الشعر الحر وعبَّر تعبيرا عن أمراض العراق وعن ظلم الواقع على الشعب العراقي، كما أفلح في تطعيم الأشكال الأوروبية ورموزها في الشعر العربي عامة. فقد تحدث عن ظلم الإقطاعيين وظلم المرأة الشرقية وسيطرة رجال المخابرات على الأحرار والمفكرين وعلى حرية التعبير الفكري والفلسفي.




أضيف أيضا أنني تأثرت بالشاعر والأديب العراقي عبد الوهاب البياتي (1999-1926) والذي يُعد واحدا من أربعة أسهموا في تأسيس مدرسة الشعر العربي الجديد في العراق. وكذلك الشاعرة العراقية الكبيرة نازك الملائكة (2007-1923). كما تأثرت بكبار المفكرين العراقيين كالمفكر عبد الأحد لؤلؤة والبروفيسور كاظم حبيب والدكتور رشيد الخيون والصحافي خالد القشطيني والدكتورة أمل بورتر وغيرهم ممن عانوا في إغترابهم وتشرُّدِهِم في العالم والين حَرَمَت الدكتاتورية في العراق من فكرهم النيِّر. على فكرة أنا على اتصال هاتفي وعبر الإنترنت مع عدد كبير من الشعراء، الصحافيين، والأدباء والعلماء العرب وخاصة مع العراقيين والمصريين في البلاد العربية وأوروبا وأمريكا بهدف التواصل لتبادل القصائد، المؤلفات والكتب، بحيث اشعر أن التطبيع الثقافي والروحي يعيش ويتنفس بصورة حرة طليقة وطبيعية بواسطة الاتصالات الالكترونية السريعة التي هدمت الحواجز المصطنعة بين الشعوب والشاب المثقف الواعي، ولا حاجة لتدخل السلطات الحكومية في السماح أو عدم السماح بمثل هذا التواصل المثمر بين الشعوب.

حدِّثنا عن مساهمات يهود العراق للغة العربية ...

كان ليهود العراق مساهمة كبرى في تطعيم الأدب العربي في العراق بالأدبين الفرنسي والإنكليزي وتطبيق أنماط تَقْفِيَة (من كلمة قافية) وتنويع أطوال الأبيات وعدد التفاعيل في الأبيات مثلما فعل مير بصري في اقتباس نمط تقفية السوناتا الانكليزية الى أدوار وموضوعها النقدي على الشعر العربي، وقد ساهم في نشر قوالب السوناتا الشاعر والاقتصادي يعقوب بلبول في سلسلة سوناتاته التي نشرها في جريدة "العالم العربي" العراقية عام 1942 والتي نشرت في ديوانه "محنة العقل".

أنت تسكن اليوم في شارع "نهر الفرات". ماذا يعني لك ذلك؟

أسكن في شارع يحمل اسم "نهر الفرات" في بلدة "ميفاسيريت يروشلايم" والتي تبعد نحو ستة كيلومترات فقط عن العاصمة. بعد أن عَلِمَت السلطات في البلدية بأنني أسكن في هذا الشارع الذي كان يحمل في السابق اسم "مدخل أ" قامت بتحويل الاسم إلى شارع "نهر الفرات"، فكان سروري عظيما لذلك، وشكرت رئيس البلدية على خطوته المباركة، ثم نَمَتْ في نفس السنة فسيلة نخلة تمْر من نُواة لم يخطط لها أحد. فرأيت في ذلك تعويضا عن العراق التي سالت فيه الدماء أنهارا بعد طردنا منها وتجميد أموالنا المنقولة وغير المنقولة. فكان إسم الشارع والنخلة، عزائي لترك العراق، وكثيرا ما يتعجب الزوار من هذه الصدفة المباركة. فأقول لهم "يبدو أن العراق قدري".

هل تحن إلى أجواء بغداد؟
 

 
أغنية إلى طائر الأشواق/ شموئيل (سامي) موريه

  يَا طائِرَ الأشـْواقِ خـُذْنِي
لأرَى مَسْقـَطَ رَأسِي قـَبْـلَ المَغِيب
فـَعِندِي غـُـلةٌ حَرّى لِماءِ دِجْلة
أصْبَحَتْ فِي الصّدْرِ عِلـّة مُنذُ الرّحِيلِ
مَا ضَرّ البوابُ لوْ أرَانِي
دِيارَ الأحِبّة
مَرّةَ وَاحِدَةً قـَبْلَ الرّحِيل
ظَمَآن أنا لقـَطَراتٍ مِنْ مِياهِ الفـُرات ودِجْـلة
وشوْقٌ لعِطـْر الضّفـَاف
وَوَشْوَشَاتِ النـّخِيل
وَرِمَالِ جَزْرَاتِ الصّيْف
وَعُطورِ أزْهارِ الرّبيع
ولِلتـّصَابـِي أيّامَ الشّباب
وَخـُضْرِ الرّوابـِي
فَي رَبيعِ الـْعِراقِ الـْحَبيب
يَا طائِرَ الأشـْواقِ عـُدْ بـِي
إلى مَسْقطِ رَأسِي
لأرَى دِيارَ الأحِبّة
قـَبْلَ الرّحِيل.

الحنين إلى العراق هو شعور ملازم لنا وخاصة بسبب ما يحدث الآن يوميا في العراق، إذ تذكرنا أسماء الأماكن والصور التي نشاهدها في التلفزيون بمسقط الرأس فنترحَّم ونشفق وندعو إلى خلاص العراق من محنته. والحنين الرئيسي الذي نتبادل الحديث عنه في إسرائيل هو لليالي الجزرة والنزهات بالبلام (القوارب) النهرية على دجلة في أيام الصيف المقمرة، وايقاع المجاذيف و"نقر الدرابك من بعيد" مصاحبا العتابا والغناء العراقي الشجي، ورائحة ضفاف دجلة والفرات ودخان السمك المسكوف يعطر الأجواء، وغناء المستحمين "هذا الكيش حلاوي، ياكل تمر خستاوي"، والسباحة في مياه دجلة العطرة العذبة الصافية، ومعلم السباحة الذي كان يغني معنا: "يا أولاد بلبول!" فنرد" بلي" ثم يسأل: "ما شفتم عصفور؟" \ بلي! \ ينقر بالطاسة!" بلي \ لابس حياصة \ بلي \ وننهيها بهوسة: ههيي ههيي! وهي الأغنية التي أصبحت في استعراض الكشافة العراقية أمام هتلر أيام عز مغازلته للعرب الذي درجهم في الخانة السابعة من سلمه العنصري في رقي الشعوب بعد الشعوب الآرية.
كما كنا نغني للطيور عند مشاهدتها وخاصة لللقلق، فيغنون له: "لگلك لگلك بواگ الصابونة..." وفي أغاني الأطفال هذه نجد أبياتا ليست ذات معنى ولكن الشيء الذي كان يطربنا فيها هو رنين القافية والإيقاع المرح، واليوم أدركت أن مثل هذا الغناء كان قد سبق المذهب العبثي (الأبسورد) في الأدب الأوروبي ورواية "في انتظار جودو".
وما هي الأكلة التي كنت تفضلها حينذاك؟
الأكلة التي كنا نفضلها في العراق فهي الكبة والباجة والقوزي في الشتاء والسمك المسكوف في الصيف. وفي الصباح الصمون المقسب مع العسل آو السیلان (عسل التمر) والقيمر وعلب اللبن التي كانت نساء المعدان تأتي بها من وراء السدة وكل واحدة منهن تحمل العشرات من العلب على رؤوسهن في غبش الفجر سيرا على الأقدام مسافات طويلة بقامتهن المنتصبة بكبرياء واعتداد كالرماح العوالي، رحم الله تلك الأيام الخوالي.
وماذا عن الفن والموسيقى. من هو فنانك العراقي المفضل في الماضي والحاضر؟
صالح وداود الكويتي وسليمة مراد وباقي المغنيِّن والملحنين اليهود وقد برز في إسرائيل ملحنون وعازفون كبار من أمثال أبو العز (إسحق أبيعيزر، وهو والأستاذ شفيق كباي من مؤسسي زاوية الموسيقى والغناء في صوت اسرائيل) ويئير دلال ومغنون من أصل عراقي ما زالوا يُغنون الأغاني العراقية المُحببة وخاصة "فوق النخل فوق" وغيرها من الأغاني الشعبية خاصة فلفل كرجي ونشاوي والبغدادي وعزيز جلال وإلياس شاشا وإيمان (سوزان شهرباني) وصبري عاشور ويعقوب العلالي وعبد داود ولطيف الحلو وغيرهم من الجيل الثالث والرابع الذي وُلد هنا في البلاد. كذلك أطرب على أغاني وصوت الفنان العراقي العملاق كاظم الساهر.

تابع... قصيدة "الرحيل"
هذه الليلة، زارتني أمّي
وعلى شـفتيـها عتابْ:
“أما زرت العراق بعدُ؟
أما قبّلتَ الأعتابْ؟”
قلت: “واللهِ يا أمّي،
لِي إليها شوقٌ ووَجْـدُ،
ولكن “الدار قفرا، والمزار بعيدْ“،
بعد أن قتلوا مجد هرون الرشيدْ!
ففي كلِّ شِبر منَ العراقِ لَحدُ
ومياهُ دجلةَ والفرات، كأيامّ التتار
تجري فيها دماءٌ ودموعُ
تحطّمت الصواري وهوتِ القلوعُ
فكيف الرجوعُ؟
أماه، ليس في العراق اليومَ
عزّ ومجدُ،
لم يبق فيها
سوى الضياعِ والدموعْ!
أماه، كيف أزورُ العراق؟
أما ترين كيف يُنْحرُ
عراقنا الحبيبْ،
من الوريد إلى الوريدْ؟
ويَقْتلُ المسلمُ أخاه
فكيفَ بنا ونحنُ يهودُ!
خبّـريني بالله يا أمي!
كيف أعودُ؟
ولمنْ أعودُ!
ونحنُ يهودُ؟؟؟


أغنية إلى طائر الأشواق/ شموئيل (سامي) موريه

  يَا طائِرَ الأشـْواقِ خـُذْنِي
لأرَى مَسْقـَطَ رَأسِي قـَبْـلَ المَغِيب
فـَعِندِي غـُـلةٌ حَرّى لِماءِ دِجْلة
أصْبَحَتْ فِي الصّدْرِ عِلـّة مُنذُ الرّحِيلِ
مَا ضَرّ البوابُ لوْ أرَانِي
دِيارَ الأحِبّة
مَرّةَ وَاحِدَةً قـَبْلَ الرّحِيل
ظَمَآن أنا لقـَطَراتٍ مِنْ مِياهِ الفـُرات ودِجْـلة
وشوْقٌ لعِطـْر الضّفـَاف
وَوَشْوَشَاتِ النـّخِيل
وَرِمَالِ جَزْرَاتِ الصّيْف
وَعُطورِ أزْهارِ الرّبيع
ولِلتـّصَابـِي أيّامَ الشّباب
وَخـُضْرِ الرّوابـِي
فَي رَبيعِ الـْعِراقِ الـْحَبيب
يَا طائِرَ الأشـْواقِ عـُدْ بـِي
إلى مَسْقطِ رَأسِي
لأرَى دِيارَ الأحِبّة
قـَبْلَ الرّحِيل.


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger