الأحد، 14 ديسمبر 2014

نشر فى 15 نوفمبر 2014

فاينانشال تايمز: في الشرق الاوسط أجساد النساء ساحة قتال

  • قبل 7 ساعة


تقول شافاق إن النساء في الشرق الاوسط يشعرن انهم يجب ان يدن بالولاء للقادة الرجال الذين "منحوهم حقوقهم"

تناولت الصحف البريطانية الصادرة السبت عددا من القضايا العربية من بينها محاولات المقاتلين الاكراد وقف تقدم تنظيم الدولة الاسلامية والصراع بين القوى السياسية المختلفة في الشرق الاوسط على جسد المرأة بين حجابه و سفوره.
البداية من صفحة الرأي في صحيفة الفاينانشال تايمز ومقال للكاتبة والروائية التركية أليف شفق بعنوان "في الشرق الاوسط أجساد النساء ساحة قتال".
وتقول شفق إنه بينما كانت تلقي كلمة في لندن، اقتربت منها امرأة من الحضور، في منتصف العمر طويلة القوام وترتدي ثوبا انيقا.
وتقول شفق إنه بينما اتفقت المرأة معها في الكثير مما قالته، فإنها لم تفهم اسباب معارضة شفق لتولي الجيش السلطة في مصر، وقالت لها إنه لولا تولي عبد الفتاح السيسي في مصر، لكانت النساء يرتدين البرقع والنقاب، وإن السيسي جاء لحماية النساء مثلها.
وتقول شفق إن كلام المراة ذكرها بطفولتها في تركيا، حين كانت والدتها تقول إن على النساء أن يكن ممتنات للجنرال كنعان افرين، الذي قاد انقلابا عام 1980 ، لأنه حمى حقوق النساء.
وتقول شفق إنه بعيد استيلاء الجيش على السلطة اتخذت بعض الخطوات لمصلحة المرأة، من بينها تقنين الاجهاض، ولكنها استدركت قائلة إن الانقلاب العسكري اعقبته انتهاكات ضخمة لحقوق الانسان وتعذيب ممنهج من قبل الشرطة وفي السجون، خصوصا ضد الاكراد، مما احدث اضرارا واسعة في المجتمع المدني التركي على مدى عقود.
وتضيف شفق إن إعجاب المرأة بالديكتاتورات الذكور في الشرق الاوسط أمر شائع، وتقول إنها التقت بسوريات حاولن اقناعها بأن الرئيس بشار الاسد افضل خيار للمرأة في سوريا.
وترى شفق أن نوعا جديدا من تمجيد النساء للسطلة يحدث في تركيا، حيث تبجل المحجبات الرئيس رجب طيب اردوغان لأنه رفع الحظر على ارتداء الحجاب في الحياة العامة.
وتقول شفق إن اكثر ما يثير القلق في الامر هو استمرار النسق الفكري نفسه: الكثير من النساء يشعرن بأنهن يجب ان يدن بالولاء لزعيم رجل "لإعطائهن حقوقهن"

التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية

  • نشر :13 كانون الأول/ ديسمبر 2014, 03:19م
  • 586 قراءة
مراكز الأبحاث الأميركية تتناول السياسة الخارجية الأميركية وتقرير لجنة الإستخابارت الأميركية حول أساليب التعذيب، وكذلك تتطرق إلى مسألة السلام في الشرق الأوسط وحل الدولتين، ومنها إلى الإستراتيجية الأميركية تجاه إيران وداعش.
صندوق مارشال الالماني: الجمهور التركي سيتوجه إلى الاتحاد الاوروبي كملاذ لممارسته حقوقه الأساسية
صندوق مارشال الالماني: الجمهور التركي سيتوجه إلى الاتحاد الاوروبي كملاذ لممارسته حقوقه الأساسية
نبّه "معهد كاتو" صناع القرار إلى أن انتهاج "سياسة خارجية صلبة وشرسة لا تعني بالضرورة كونها عدوانية"، مناشداً النخبة القيادية إلى استغلال الاوضاع الراهنة الدولية لمكانة الولايات المتحدة "لتطبيق واعتماد سياسات خارجية تتساوق مع المبادى والقيم والليبرالية".
كما نبه إلى أن الولايات المتحدة لا تتعرض للتهديد "بحكم حمايتها الطبيعية من مياة المحيطين فضلاً عن ضعف جيرانها، يعززها القوة الردعية التي تمثلها ترسانة الاسلحة النووية"، مطالباً صناع القرار النظر إلى تمتع أميركا بخاصية "متى وأين تشن حرباً خارجية".

تداعيات تقرير التعذيب

اعتبر "معهد المشروع الاميركي" أن توقيت وحيثيات تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ له "أبعاد سياسية بامتياز ومن شأنه الحاق الضرر بالأمن القومي الاميركي"، مناقضاً تصريحات رئيس لجنة الاستخبارات، دايان فاينستاين، بالتشديد على "التزام مسؤولي الاجهزة الأمنية إحاطة قيادات الكونغرس التام في حيثيات استجواب المعتقلين، بل إن مدير وكالة الاستخبارات آنذاك، بورتر غوس، أكد إخطار الوكالة لقادة مجلسي الكونغرس" استجواب الوكالة "للارهابيين". وأضاف المعهد أن غوس أوضح "اطلاع اولئك القادة وادراكهم لما كانت تقوم به الوكالة" في هذا الشأن؛ ولم يسجل أي اعتراض على ذلك، حسبما أفاد غوس.

السلام في الشرق الاوسط

قام "معهد بروكينغز" بجس نبض الشعب الاميركي فيما يتعلق "بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني"، كما جاء في الاصل. وأوضح أن تأييد حل الدولتين حاز على نسبة بلغت 39%، وهي ذات النسبة الثابتة منذ العام الماضي، بيد أن تأييد حل "الدولة الواحدة لكل مواطنيها شهد ارتفاعاً عن العام الماضي، من 24% الى 34%". وأضاف أنه عند استجواب المستطلعة آراءهم وجهة تأييدهم في ظل غياب "حل الدولتين"، أوضح نحو 71% من الاميركيين تأييدهم لحل الدولة الواحدة "للعرب واليهود مع تساوي الحقوق".

انتخابات الكيان الاسرائيلي المبكرة

أعرب "معهد واشنطن" عن اعتقاده أن الانتخابات المبكرة المقبلة من شأنها تحدي "زعامة نتيناهو لا سيما وأن العديد من المعنيين قد ضاقوا ذرعاً بسياساته". وأضاف أن ننتنياهو قد يلقى "منقذاً" له في رئيس السلطة الفلسطينية إن قرر التوجه لمجلس الأمن الدولي "للمطالبة بدولة. فمن المؤكد استغلال نتنياهو ذلك الاجراء لأغراض سياسية واتهام محمود عباس بالمراوغة والالتفاف على متطلبات عقد مفاوضات مباشرة مع اسرائيل".

ايران

اعتبر "معهد أبحاث السياسة الخارجية" أن الولايات المتحدة تفتقد لاستراتيجية متماسكة للتعامل مع التحديات التي تمثلها كل من إيران و"داعش"، واتهم الادارة الاميركية "بالتراجع والتعامل مع التحديات بطريقة مجتزأة". وأوضح أنه يتعين على صناع القرار الاصغاء إلى مفهوم الاستراتيجية التي تعني "بلورة خطة عمل تستخدم كل ما هو متاح من وسائل لتحقيق أهداف سياسية". وأردف أن ذلك ينطوي عليه إدراك ثلاثة عوامل "الاول، ترابط الوسائل مع الهدف.ثانياً، من متطلبات الاستراتيجية تحديد الاولويات لبلوغ الهدف. أخيراً، من شأن الاستراتيجية بلورة تصور لأهمية الموارد كوسائل" مطلوبة، أي "قدرتها على ترجمة الموارد الخام مثل العامل البشري والكلفة المالية إلى فرق عسكرية وأساطيل حربية تسخر لخدمة هدف الحرب".

تركيا

في ظل تردي الاوضاع السياسية والاقتصادية في تركيا، اعتبر "صندوق مارشال الالماني" أن الجمهور التركي سيتوجه غرباً بشكل عام إلى الاتحاد الاوروبي كملاذ لممارسته حقوقه الأساسية. وزعم الصندوق أن استطلاعات الرأي الحديثة "تثبت تنامي النظرة الايجابية للاتحاد الاوروبي من قبل الشعب التركي. بدأت تتجسد داخل مجموعات المعارضة التركية الذين استشعروا حجم الاخطار التي تهدد حرياتهم الشخصية نتيجة سياسات الحكومة" الراهنة. وأوضح أن تلك "المجموعات المضطهدة تتوجه تاريخياً تطلب عضوية الاتحاد الاوروبي ليس أقله كمصدر حامي محتمل". وحذر أنه ينبغي التعامل مع "طفرة التدفق بحذر".
المصدر: مكتب الميادين في واشنطن

تقرير مجلس الشيوخ الأميركي: تطابق أساليب التعذيب بين أميركا وإسرائيل

  • نشر :13 كانون الأول/ ديسمبر 2014, 03:42م
  • واشنطن
  • 878 قراءة
جدل سياسي طويل واعتبارات حزبية رافقت إصدار مجلس الشيوخ الأميركي ملخص تقرير حول وسائل التعذيب التي اتبعتها وكالة الاستخبارات الأميركية، "منتهكة القوانين الأميركية التي تحرم التعذيب".
التقرير الكامل لمجلس الشيوخ الأميركي حول التعذيب لم ينشر بعد
التقرير الكامل لمجلس الشيوخ الأميركي حول التعذيب لم ينشر بعد
الملخص الذي أصدره مجلس الشيوخ حول انتهاك القوانين الخاصة فيما يخص التعذيب في السجون من قبل وكالة الاستخبارات الأميركية، جاء بحجم 525 صفحة منقحة ومزيدة ومغربلة، أما التقرير الأصلي فيبلغ حجمه نحو 6،700 صفحة توثق منهجية التعذيب عقب غزو واحتلال العراق، وبقي حبيس الادراج.
إعداد التقرير استغرق نحو 5 سنوات، طالت عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن، بلغت كلفته 40 مليون دولار.
 
استثنى التقرير ولاية الرئيس اوباما من المسؤولية، مما يوحي أن إدارته أقلعت عن ممارسة التعذيب، الأمر الذي ينافي الحقيقة، أبرزها ما زال يجري من ممارسات شبيهة في معتقل غوانتانامو، فضلاً عن السجون الأميركية في افغانستان والاغتيالات بطائرات الدرونز.
إدارة الرئيس أوباما ملزمة قانونياً بمقاضاة المسؤولين عن التعذيب، لكنها لم تفعل ولن تفعل، وفق المعاهدات الدولية، لا سيما "اتفاقية مناهضة التعذيب" التي وقعتها وصادقت عليها عام 1994.
ساد اعتقاد قبل اصدار التقرير بلغ حد الاجماع، مفاده أن ممارسة التعذيب كانت سياسة أميركية رسمية إبان عهد الرئيس السابق، أوضح التقرير المنقح والمعد بدقة حجم الممارسات البشعة التي مارسها الأميركيون، كباراً وصغاراً في سلم هرم المسؤولية، وذلك بالرغم مما تعرض له من فحص وتدقيق والغاء واخفاء للهويات الرسمية، محملاً وكالة الاستخبارات المركزية المسؤولية الكاملة لتداعيات الكشف عن خرقها للقوانين الأميركية والدولية، كما يفضل البعض.
بداية لا يهمنا تكرار سرد ما رشح من ممارسات مقيتة ومخزية بحق البشرية جمعاء، ونترفع عن استخدام مفردات ومشاهد التعذيب القاسية والمروعة والمخلة بالكرامة الإنسانية. بل الكشف عن بعض الملابسات السياسية والتداعيات المرتقبة لما بعد اليوم التالي، والاكتفاء بإقرار فريق اعداد التقرير من كبار المسؤولين الأميركيين بأن وكالة الاستخبارات المركزية مارست الكذب والمراوغة والتضليل لكافة الجهود الرامية للكشف عن "سياسة التعذيب الرسمية." إذ قال السيناتور الديموقراطي عن ولاية كولورادو، مارك يودال، بصريح العبارة إن "وكالة الاستخبارات المركزية تكذب"، في جلسة رسمية لمجلس الشيوخ. ونضيف إن معدي التقرير يكذبون أيضاً.
يتضح من التقرير أنه يقلع عن تحميل المسؤولية لأي من الرسميين في الهرم السياسي، البيت الأبيض والكونغرس، على الرغم من تأكيده على اطلاع الوكالة لقادة الكونغرس على "وسائل التحقيق المتبعة" فيما لا يقل عن 30 جلسة خاصة، شارك فيها رئيسة لجنة الاستخبارات دايان فاينستاين ورئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي، خاصة الجلسة السرية المعقودة بتاريخ 15 آذار 2005 حضرتها فاينستاين لبحث مسألة التعذيب.
تعدد وسائل التعذيب المذكورة بالتفصيل رافقها تعدد الايحاءات وأساليب تضليل القارىء والعامة على السواء. حرصت الوكالة المركزية على عدم الصاق تهمة التعذيب بها، واستبدلتها بتعبير ملطف "تقنيات الاستجواب المعززة،" يجري تداوله بشكل واسع ايحاءاً بأن الوكالة تقوم باستجواب المشتبه بهم ولا تمارس التعذيب بحقهم.
 
كشف النقاب عن مراكز التعذيب الموزعة على عدد من الدول التابعة للولايات المتحدة، عربية وأجنبية، لم يضف شيئاً جديداً للمنظومة المعرفية، خاصة وأن الأردن تحديداً يلبي كل ما يطلب منه، وجهوزيته لإنشاء قواعد عسكرية اميركية عند الطلب، دلالة على ذلك ما نقله الصحافي الشهير بوب وودوورد عن مدير وكالة الاستخبارات المركزية، جورج تينيت، في كتابه "حالة انكار"، إذ قال تينيت لمرؤوسيه في البيت الأبيض "نحن أنشأنا جهاز المخابرات (الأردنية) العامة، والآن هو في قبضتنا".
 
ورد في التقرير مسألة غاية في الأهمية تتعلق بزوج من الاخصائيين في علم النفس، متعاقديْن مع الوكالة المركزية، بروس جيسين وجيم ميتشيل، قيمته 80 مليون دولار، اقتتصرت مهمتهما على بلورة برنامج متكامل لسبل التحقيق مع المشتبه بهم "للإعتراف بالتهم بالإكراه،" على رأسها التعذيب "بالحرمان من النوم لفترات زمنية طويلة.. والايهام بالغرق." وشارك الثنائي مباشرة في احدى جلسات استجواب المتهم "ابو زبيدة،" عام 2002.
 
تم الكشف عن خطورة دور ذاك الثنائي من قبل الصحافي الشهير جيمس رايزن، في كتابه بعنوان "ادفع اي ثمن: الجشع والسلطة والحرب اللامتناهية،" والذي يواجه حكما قضائيا بالسجن لعدم افصاحه عن مصادره. تعززت الاهمية اثناء اعداد التقرير بين ايديكم اذ "فجأة" اصدرت المحكمة قرارها ببطلان الدعوى الحكومية المرفوعة ضد رايزن، 12 كانون الاول، ويرجح نشر التقرير الرسمي الذي يحدد هوية الثنائي اخصائي التعذيب كحافز للقرار.
في الساعات القليلة عقب صدور التقرير، أصدرت "الجمعية الأميركية للطب النفسي" بياناً عاجلاً تنفي فيه عضوية الثنائي المذكور، الجمعية متطورة في التعامل مع الوكالة المركزية في عدة مستويات، مما حفز مجلس إدارتها على تعيين محقق خاص، الشهر الماضي، للنظر باتهامات تواطؤ الجمعية مع وكالة الاستخبارات والبنتاغون وتأييد "الحرب على الإرهاب" ومراكز التعذيب المنتشرة حول العالم.
 
أصدرت إدارة الرئيس اوباما عام 2009 قراراً بإغلاق مراكز الاعتقال والغاء برنامج التحقيق التابع للوكالة المركزية، واكبه انشاء "فريق استجواب المعتقلين ذو قيمة عالية،" تضمن ممثلين عن مختلف الاجهزة الاستخبارية والأمنية، تحت اشراف مجلس الأمن القومي.
لا يزال معتقل غوانتانامو قائماً، ورفض الكونغرس تنفيذ قرار الرئيس. نسوق ذلك للدلالة على حجم المراوغة والتضليل الرسمي المتبع في المؤسسة الحاكمة.
في الماضي القريب، شكل مجلس الشيوخ الأميركي لجنة تحقيق برئاسة السيناتور فرانك تشيرتش، عن ولاية آيداهو، عام 1975 للنظر بمسؤولية وكالة الاستخبارات المركزية عن عمليات الاغتيال عبر العالم، لا سيما في اميركا اللاتينية آنذاك، وتجسس الأجهزة الأمنية على المواطنين الأميركيين دون الحصول على قرار قضائي مسبق.
 
نال تشيرتش اهتماماً إعلامياً فريداً آنذاك رفع من اسهمه السياسية، كما هو الحال الراهن مع السيناتور دايان فاينستاين. قدمت لجنة تشيرتش توصيات تقضي بتجريم الوكالة وانهاء برامج اغتيالاتها، والاقلاع عن التجسس داخل الولايات المتحدة. استمر الوضع الى ان كشف ادوارد سنودن عن تجاوزات وانتهاكات خطيرة تقوم بها وكالة الأمن القومي، التي لم يعرف عدد كبير من ممثلي الكونغرس وجودها في تلك الأثناء.

الدور الإسرائيلي في برامج التعذيب الأميركية

الإيهام بالغرق هو أحد أكثر وسائل التعذيب المستخدمة من قبل الـ CIA
الإيهام بالغرق هو أحد أكثر وسائل التعذيب المستخدمة من قبل الـ CIA
جاء في التقرير الرسمي أن وكالة الاستخبارات المركزية استندت إلى التبرير القانوني "لإسرائيل" الذي يتيح استخدام سبل التعذيب، دل عليه مذكرة صادرة عن فريق الادعاء العام للوكالة تشير بوضوح إلى "النموذج الإسرائيلي.. كمبرر قانوني" لممارسة التعذيب.
الصحف الإسرائيلية، من بينها "هآرتس،" أشادت باستناد الوكالة إلى قرار "المحكمة الإسرائيلية العليا" بمنع التعذيب واجازته في حالات محددة.
النموذج الإسرائيلي المذكور يشير إلى جملة من التوصيات قدمتها لجنة لانداو عام 1987 تتيح إحداها لأجهزة الشرطة والأمن الإسرائيلية استخدام ضغوط بدنية معتدلة ضد المعتقل. أقرت المحكمة العليا "بجواز استخدام عدد من اساليب (الاستجواب)، لكنها تستدعي تبرير قانوني بشكل ما".
 
تفاخر إسرائيل والتعاليم التلمودية بأنها منارة مشعة بين دول العالم، بيد أن تقنين التعذيب يقوض مصداقية ادعاءاتها؛ أما وكالة الاستخبارات المركزية فلم تكن بحاجة للإشارة إلى "النموذج الإسرائيلي" كونها مارست وتمارس وقد تنخرط في اساليب تعذيب متعددة، كما يشهد عليها سجلها الدموي عبر العالم.
المصدر: مكتب الميادين في واشنطن بالتعاون مع مركز الدراسات الأميركية والعربية

أميركا بين انتفاضات السود وفضائح التعذيب الممنهج

  • نشر :13 كانون الأول/ ديسمبر 2014, 03:46م
  • 765 قراءة
مكتب الميادين في واشنطن بالتعاون مع مركز الدراسات الأميركية والعربية، يتناول بالتحليل حادثة مقتل مواطن أميركي أسود البشرة، للإشارة إلى ما يختزنه الحس الجماعي الأميركي من عنصرية تجاه السود، وكيف أنها تنسحب على الجوانب الإقتصادية والسياسية.
العنصرية والعبودية صنوان للنظام الاقتصادي الرأسمالي، قديماً وحديثاً
العنصرية والعبودية صنوان للنظام الاقتصادي الرأسمالي، قديماً وحديثاً
العنصرية والعبودية صنوان للنظام الاقتصادي الرأسمالي، قديماً وحديثاً، نظراً لحاجته الدائمة للأيدي العاملة المُروّضة؛ وانتاج فلسفة الطبقات (بريطانيا وفرنسا)، وامتداداً التفوق العرقي المتأصل في الفكر الاستعماري التوسعي. ومنذ وصول الأوروبيين الاوائل "للعالم الجديد" سخّروا كل ما يمكنهم من امكانيات وموارد لاستغلال الارض والبشر وإبادة السكان الأصليين. التوسع ونزعة السيطرة تطلب يد عاملة كبيرة لا يستطيع النظام الاستعماري توفيرها، وعوّضها بالاتجار بالرقيق واستقدام الافارقة بالقوة، ومعاملتهم معاملة دونية وعبودية.
ومنذ اعلان الولايات المتحدة استقلالها، تمأسس الفصل العنصري الممنهج، الموازي للرق والعبودية، وسنت القوانين امعانا في ترسيخ مفهوم تفوق "الرجل الابيض" وتهميش كل ما عداه، بل واستعباد الاخر اقتصاديا. ثقافة العنصرية والتمييز وسمت الكيان الاميركي، ولم يتم التخلص منها على الرغم من سن بعض قوانين الحقوق المدنية (للأقليات)، بل تندلع المواجهات الدامية في مناطق الاكتظاظ السكاني بين فترة واخرى.
لم تنطلِ خدعة انتخاب رئيس "اسود" البشرة على غالبية المتضررين من العنصرية والتمييز، والذين توسموا خيرا في البداية لعله يستطيع القضاء على العنصرية المتأصلة في اركان الدولة والمجتمع. لا بل امعن الرئيس "الاسود" في تطبيق سياسة التمييز ضد الوافدين من اميركا اللاتينية، بغض النظر عن معسول خطابه لادخال اصلاحات على قوانين الهجرة – واسفرت سياساته عن ترحيل اعداد كبيرة منهم بالقوة، مما افرز تقسيم مرئي للحمة العائلة الواحدة.
وجدير بالذكر ان الولايات المتحدة تضم العدد الاكبر من الجمعيات والميليشيات العنصرية المتطرفة، من بين دول العالم قاطبة – ما ينوف عن 75 منظمة تنشط في الولايات الجنوبية بشكل خاص. وليس مستغربا ان تشهد اميركا ايضا اكبر حوادث العنف العنصري وجرائم الكراهية ضد السود من اصول افريقية، سيما وان معظمهم يعيش في مناطق شبه معزولة بمجملها عن الرخاء الاقتصادي ويرزح ما لا يقل عن 30% منهم تحت مستوى خط الفقر الذي حددته الدولة. ظاهرة التمييز واضطهاد السود في اميركا برزت على السطح والمنابر الاعلامية، بعد سبات قصير واوهام حول حقيقة توجهات اوباما الذي بدا عاجزا عن كبح جماح قمع الاجهزة البوليسية والسلطات المحلية في الاحداث الاخيرة.

فيرغسون البداية

الانقسامات الاجتماعية الحادة والصدام المباشر مع اجهزة الشرطة المختلفة تصاعدت وتيرتها بشكل ملحوظ في العام الحالي
الانقسامات الاجتماعية الحادة والصدام المباشر مع اجهزة الشرطة المختلفة تصاعدت وتيرتها بشكل ملحوظ في العام الحالي
الانقسامات الاجتماعية الحادة والصدام المباشر مع اجهزة الشرطة المختلفة تصاعدت وتيرتها بشكل ملحوظ في العام الحالي، ولم تكن المواجهات في مدينة فيرغسون معزولة عن هذا السياق، التي برزت على خلفية استهداف السود من قبل رجال الشرطة البيض. سبق فيرغسون عدد كبير من الحالات المشابهة، وتلاها حوادث اخرى مشابهة ايضا بفارق زمني ضئيل لا يتعدى بضعة ايام تفصلها عن بعضها.
رد اذرع المؤسسة الحاكمة جاء سريعا بتعزيز قوات الشرطة بكامل اسلحتها الميدانية ومن ضمنها العربات المدرعة، ومن ثم استباقيا باستقدام ونشر قوات الحرس الوطني بكامل عدتها للحيلولة دون اندلاع صدامات اخرى قبل نطق المحكمة قرارها.
اتسم المشهد السياسي الاميركي منذ ذلك التاريخ، 11 تشرين الثاني، بديمومة المظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية تنديدا بقرار السلك القضائي تبرئة الشرطي القاتل؛ واكبها تبرئة القضاء في مدينة نيويورك لشرطي ابيض اجهز على مواطن اسود اعزل لفظ انفاسه الاخيرة بالاختناق وهو تحت سيطرة عدد من رجال الشرطة. شرائح اجتماعية متعددة تضامنت مع الضحايا "السود،" جسدتها بالمسيرات والمظاهرات في ما لا يقل عن 24 مدينة كبرى.
وشهدت مدينة بيركلي الجامعية، في ولاية كاليفورنيا، مظاهرة سلمية ازداد عديدها تباعا، وامتد الاشتباك بين الشرطة وبعض المتظاهرين الى مدينة اوكلاند المجاورة. استخدم رجال الشرطة اسلحتهم التقليدية: الهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع، مقابل اشعال بعض المشاركين النار في بعض حاويات القمامة وتحطيم واجهة عدد من المحلات التجارية ونهب بعضها.
 وتنادى نحو 1،000 متظاهر عشية اليوم التالي في بيركلي، اشتبكوا مع رجال الشرطة بالقرب من مركز الشرطة، ومن ثم اتجهوا ناحية الطريق السريع 80 لقطع حركة السير وحظر مرور قطار للركاب احتجاجا على تجاوزات الشرطة.
واستنهضت المظاهرات بعض الزعماء السود التقليديين، المنتفعين من المؤسسة الحاكمة، واعلن القس آل شاربتون، المثير للجدل والمتهم بتورطه بالفساد، عن التحضير لمظاهرة ضخمة في واشنطن العاصمة والاحتجاج "ضد عنف اجهزة الشرطة،" الذي ذهب ضحيتها عدد من الشباب السود، وضد تبرئة السلك القضائي لرجال الشرطة الذين نفذوا عمليات القتل والاغتيالات.
كما انضمت الهيئة الدولية للتنديد باساليب العنف للشرطة الاميركية، وطالبت ممثل الامم المتحدة لشؤون الاقليات، ريتا آيزك، اعادة النظر بمنظومة عمل وارشادات رجال الشرطة. ونددت بقرار متطابق لمحكمتين منفصلتين اللذين "خلّفا شكوك محقة تتعلق بمنظومة الافلات من العقاب لضحايا العنف المفرط لدى العديد من افراد الافارقة الاميركيين او الاقليات الاخرى".

تصاعد وتيرة الاضطرابات

سلسلة الاشتباكات الاخيرة مع الاجهزة الأمنية بعيدة كل البعد عن عامل الصدفة؛ اذ اشرنا اليها في شهر نيسان الماضي والمواجهات التي جرت على ارض مزرعة راعي البقر، كلايفن بندي، بين اجهزة الأمن الفيدرالية والميلشيات المسلحة التابعة لمجموعات عنصرية او يمينية متشددة من البيض.
 تراجع مشاركة السود، الافارقة الاميركيين، في حملة الانتخابات الاخيرة كان جليا مرده حالة الاحباط العارمة بينهم من سياسات الرئيس اوباما وعدم وفائه بالتزاماته نحوهم. يضاف الى ذلك مشاعر الكراهية وعدم الثقة من اجهزة الشرطة بكامل منظومتها التي تكن عداءاً صارخا لحقوقهم، فضلا عن استمرار حالة تردي اوضاعهم الاقتصادية بعد ما ينوف عن 40 عاما على خطاب رمز حركة الحقوق المدنية، مارتن لوثر كينغ، الشهير "لديّ حلم" بحتمية المساواة والرخاء.
تراجع الحالة الاقتصادية بشكل عام يشكل السبب الرئيس في مناهضة "البيض" الشباب لسياسات الرئيس اوباما. وجاءت نتائج استطلاع حديث للرأي مخيبة لآمال الرئيس اوباما، اذ بلغت شعبيته بين البيض نحو 34%، بين الفئة العمرية من 18 الى 29 عاما؛ مقارنة مع نسبة شعبية مريحة بلغت 58% عام 2009 لذات الفئة العمرية من البيض. وبلغت نسبة الاحباط لحال الاقتصاد نحو 70%، مما يؤشر على امكانية تبلور حركة الاحتجاج لتشمل شرائح اجتماعية اوسع في المدى المنظور؛ اكدها رجل الاعمال الاسود الثري، راسل سيمونز، اذ حذر من تنامي الاحتجاجات ان لم يتم تلبية المطالب الشعبية بعدالة القضاء ومعاقبة رجال الشرطة المعنيين.
تنامي "وحشية اجهزة الشرطة" وباضطراد يدل على تشكيله فتيل الانفجار لاضطرابات محلية، كما شهدت عدد من كبريات المدن الاميركية. على الطرف المقابل، اي في اوساط النخب الحاكمة، يشكل امكانية انهيار الحالة الاقتصادية ذريعة اكبر لاندلاع الاحتجاجات، تقارب ما شهدته عدد من البلدان الاوروبية مثل اليونان وايطاليا.
وظهور رجال الشرطة في فيرغسون بكامل الاسلحة الميدانية العدة لخوض الحروب اثار نزعة غضب متأخرة لدى بعض اعضاء مجلس الشيوخ في لجنة الأمن الداخلي. وبدأ مسار كشف عيوب برنامج التسليح لاجهزة الشرطة من قبل ممثلين سنّوا قانونا بهذا الشأن قبل مدة يجيز تسليم البنتاغون اسلحة وذخيرة فائضة عن حاجتها لاجهزة الشرطة الداخلية، منها عربات عسكرية مدرعة مقاومة للالغام.
 حجم المعدات الحديثة المخصصة "لتدريع" اجهزة الشرطة المحلية تقدر كلفتها 4.3 مليار دولار، دخلت الخدمة في عدد كبير من اجهزة الشرطة المحلية، مما حفز الادارة الاميركية اطلاق حملة لاعادة النظر بنظام "التدريع،" عقب الاشتباكات الاخيرة في فيرغسون وما بعدها.
تشريع "تسليح وتدريع" اجهزة الشرطة، في فيرغسون وغيرها، جاء ثمرة لقانون الدفاع المدني في تسعينيات القرن الماضي، يعرف ببرنامج 1033 الفيدرالي؛ اضافة للمنح المالية التي تقدمها وزارة الأمن الداخلي للولايات، مما اسفر عن دخول معدات حربية لتلك الاجهزة تضمنت: اسلحة رشاشة، ذخيرة متعددة العيارات، معدات للرؤية الليلية، طائرات من دون طيار، عربات مدرعة، البسة مرقطة، قاذفات قنابل – والتي استخدمت بوفرة في مدينة فيرغسون، ومسدسات كاتمة للصوت.
في عهد الرئيس الاسبق بيل كلينتون، تحملت وزارة العدل بالشراكة مع البنتاغون كلفة تحديث التقنيات العسكرية لاجهزة الشرطة الداخلية، والتي واجهت مقاومة من عدد من منظمات الدفاع عن الحقوق المدنية.
بلغ حجم "المنح المالية" التي تسلمتها اجهزة الأمن المحلية ما ينوف عن 34 مليار دولار، منذ حوادث اعتداءات 11 ايلول 2001؛ مما حفز "آلاف اجهزة الشرطة المحلية على طول الاراضي الاميركية الاسراف في شراء ما تحتاجه من معدات واجهزة تسدد قيمتها الدولة المركزية."
اما حجم ميزانية وزارة الأمن الداخلي للانفاق على تعزيز الأمن القومي فقد بلغ 75 مليار دولار عام 2011، ذهب جزء لا بأس به من تلك الاموال ضحية فساد غير معلن. على سبيل المثال، تحملت الوزارة مبلغ 750،000 دولار لانشاء "حاجز مضاد للارهاب،" ليتبين لاحقا ان الحاجز تم بناءه في محيط مستشفى عسكري في ولاية نورت كارولينا؛ ايضا تحملت كلفة توفير معدات اتصال حديثة بلغت قيمتها 557،400 دولار "فاز بها نحو 1،500 مواطن في القطب المتجمد الشمالي."
تنفق الحكومة المركزية ما لا يقل عن مليار دولار سنويا نفقات "تدريع" اجهزة الشرطة المحلية المتعددة، وفق ما صرحت به السيناتور الديموقراطية عن ولاية ميزوري كلير ماكاسكيل. ماكاسكيل انتقدت البنتاغون بشدة لعدم اتباعها اجراءات الشفافية والمساءلة المعتمدة، وقالت في جلسة عامة "يا الهي، كيف باستطاعة اي فرد وصف كلفة البرنامج (1033) الباهظة بأنه خطأ غير مقصود؟"
على صعيد "وحشية اجهزة الشرطة،" تجدر الاشارة الى دراسة صدرت عن المعهد الاستراتيجي في الكلية الحربية الاميركية، عام 2008، تحذر من امكانية اندلاع اضطرابات مدنية ضخمة نتيجة سلسلة من الازمات، اطلقت عليها "الصدمة الاستراتيجية."

الميليشيات المسلحة

يعج المشهد الاميركي بمجموعات مسلحة شبه منظمة واخرى تقنية تتربص للاشتباك مع اجهزة الشرطة، البعض منها يحفزه الامل في اشعال فتيل ثورة محلية، وفق ادراكهم الخاص للثورة.
من بين المنظمات التقنية مجموعة "انونيموس" المتخصصة باختراق اجهزة الكمبيوتر والذين يستهدفون الاجهزة الأمنية والحكومية ومواقع الكترونية تخص الشركات الكبرى. المجموعة لا تتبع فكر سياسي محدد، وينطبق عليها صفة الفوضوية. احد ضحاياها كان الموقع الالكتروني لجهاز شرطة مدينة اوكلاند بكاليفورنيا، في الفترة الاخيرة.
مجموعات اخرى تختص بالحاق الضرر بالاملاك العامة، ويشتبه في مسؤوليتها عن اشعال النيران في منطقة من مدينة لوس انجليس بالتزامن مع الاحتجاجات المدنية، مما تتطلب تدخل نحو 250 فرد من جهاز اطفاء الحرائق، ولحق الضرر عدد من المباني في الوسط التجاري للمدينة. وصف مسؤولو اطفاء الحرائق الضرر المتسبب في احدى البنايات المكونة من 14 طابقا بان ثلاثة منها تضررت بفعل "الحرارة الاشعاعية،" والباقي لحقه الضرر من تفجر انابيب المياه.
على الجانب المقابل، يتواجد عدد من المنظمات اليسارية والعقائدية والتي يعتقد انها تسخر امكانياتها لدعم وتأييد الاحتجاجات، والمشاركة الفعلية فيها. ونقلت صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" المحافظة ادعاءات جهاز شرطة المدينة بانه رصد عناصر تنتمي لمنظمة متطرفة "العائلة السوداء الغوارية،" تهدد باطلاق النار على رجال الشرطة. يذكر ان منظمة بهذا الاسم برزت في عقد الستينيات من القرن الماضي، تستلهم افكار القادة السود الوطنيين، وعلى رأسهم ماركوس غارفي، تلتزم فكريا بالماركسية الثورية للافارقة الاميركيين، اعضاؤها من نزلاء السجون الاميركية.
المنظمة الأهم والتي ذاع صيتها في تلك الفترة هي منظمة "الفهود السود الجديدة" التي اعادت تشكيلها بعد مقتل وسجن وملاحقة عدد من اعضائها وقادتها. اتهمت اجهزة الشرطة في ميزوري المنظمة بالتحضير لتفجير احد اهم معالم المدينة، قوس سانت لويس، واغتيال كل من رئيس جهاز الشرطة والمدعي العام في مدينة فيرغسون.
من بين المنظمات العقائدية برز "الحزب الشيوعي الثوري" في صلب احتجاجات فيرغسون، مما دعى مراسل الصحيفة المحلية، بول هامبيل، نشر تغريدة على حسابه الشخصي يزعم فيها تصدر اعضاء الحزب الشيوعي احدى المظاهرات الليلية وقاموا بتوزيع نشراتهم الحزبية التي تطالب "بحل شيوعي لتحطيم الشرطة العنصرية."
مجموعات اخرى متباعدة فكريا ومتباينة في الاهداف شاركت مؤقتا في تظاهرات مدينة بورتلاند بولاية اوريغون؛ وبثت شبكة (سي بي اس) للتلفزة نبأ يرصد مجموعة هامشية من المتظاهرين هناك، غطت وجوهها بمناديل سوداء كبيرة تنادي باستخدام العنف والاشتباك المباشر مع افراد الشرطة. تجدر الاشارة الى ان تلك البلدة تعد مسقط رأس حركة "الاحتلال" ضد البنك الدولي. كما شاركت مجموعة هامشية اخرى "محاربين قدامى يدعون للسلام،" تتبنى الفكر الشيوعي وتطالب باسقاط النظام الرأسمالي؛ جنبا الى جنب مع مجموعة تدعم قيام دولة فلسطينية.
ويزعم البعض رصد محاولات للدولة الاسلامية لتجنيد منتسبين لها من ضمن صفوف المحتجين.
وسائل الاعلام الكبرى نشرت خبرا من فيرغسون مفاده "وجود احد كبار قادة منظمة احتلوا وول ستريت، الملقبة باستاذة او عرّابة حركة الاحتلال ليسا فيثيان، تشرف على تدريب المتظاهرين في "محاكاة الفوضى." "
 المنظمات اليمينية ايضا سعت لاستغلال اجواء التظاهرات كفرصة تجدد وجودها بعد التغطية التي نالتها في مواجهة الشرطة الفيدرالية على اراضي مزرعة كلايفين بندي، واستغلالها لاعادة احياء امجاد "معركة بنكرفيل،" القرية القريبة من المزرعة.
بعض اعضاء تلك الميليشيات يقوم بمهمة حماية المحلات التجارية، ابرزها عناصر منظمة "الولاء للقسم،" الذين شوهدوا باسلحتهم في الوسط التجاري من مدينة فيرغسون.
يُجمع القطبين المتناقضين على الاعداد لاطلاق شرارة الاحتجاجات الجماهيرية وتطويرها لمرحلة الثورة الشاملة، اذ تتناقض قناعاتهم مع شروط اطلاق الثورة التي رسمها لينين قائلا باستحالة قيام الثورة دون اوضاع ثورية، فضلا عن ان ليست كل الاوضاع الثورية تفضي الى اندلاع الثورة.

بعض الاحصائيات

للتعرف بدقة على الاوضاع المزرية التي يعاني منها الافارقة الاميركيين، نورد بعض الاحصائيات الرسمية، بعض منها اورده الصحافي الايطالي جوفاني ماورو، استقاها من مكتب الاحصاء الاميركي، المركز الفيدرالي لاحصاء التعليم، مكتب الولايات المتحدة للاحصاءات العادة، والمركز الفيدرالي لاحصاءات العمل.
* يشكل السود نسبة 13% من سكان الولايات المتحدة، ولم يطرأ عليها اي تغيير يذكر منذ عام 1980.
* 37% من الاطفال السود يعيشون تحت معدلات الفقر، مقابل 10% للاطفال البيض.
* عدد السود العاطلين عن العمل يبلغ ثلاثة اضعاف معدل العاطلين البيض.
* عدد خريجي الجامعات السود العاطلين عن العمل هو ضعف العدد بين البيض.
* 10% من الشباب السود يرزح خلف قضبان السجن.
* 37% من المعتقلين بتهمة الاتجار بالمخدرات هم من السود.
* 57% من نزلاء سجون الولايات بتهم المخدرات هم من السود
* 32% من المواليد السود منذ عام 2001 ستتعرض لدخول السجن بتهمة ما او باخرى، مقابل نسبة 6% من البيض.
* الاحكام القضائية الموجهة للسود تفوق الاحكام على البيض بنسبة 20%.
* تزعم "منظمة فرسان الامبراطورية الجديدة" الاميركية العنصرية ان 90% من معدلات الجريمة يرتكبها السود.
* يشكل السود نسبة 67% من سكان مدينة فيرغسون،
* 94% من رجال شرطة فيرغسون هم من البيض.
* نسبة عداء الاميركيين للسود بلغت 51% عام 2012، وهي في تصاعد مخيف.
 

السبت، 13 ديسمبر 2014


وجهة نظر: الانتفاضة المقبلة في مصر مسألة وقت فقط

عادت الدولة البوليسية من جديد إلى مصر وأصبح النظام لا يفرق كثيرا بين الإرهاب والمعارضة السياسية المشروعة. وهو أمر لن يسمح به المصريون طويلا، كما يرى ناصر شروف في وجهة النظر التالية.
إنها للأسف حقيقة: المظاهرات الحاشدة ضد حكام البلدان التي تجري فيها تلك المظاهرات – وإن كانت مبررة – فإنها تلحق أضرارا بالأمن الاقتصادي والاجتماعي لذلك البلد. لكن، وعلى المدى الطويل تتسبب الأنظمة التي قامت على القمع والاستبداد في أضرار أكبر. ومصر مثال حي على ذلك.
اليوم تبدو الثورة التي قام بها المصريون في 25 يناير/ كانون الثاني عام 2011 بعيدة كل البعد عن أهدافها والمتمثلة أساسا في: الحرية الشخصية وحرية الإعلام والتعبير والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والعيش الكريم لجميع المواطنين – أي تلك الأهداف التي جلبت للاحتجاجات الجريئة آنذاك تعاطفا كبيرا في مختلف أنحاء العالم. لكن، اليوم تلاشت أجواء التغيير في بلاد الفراعنة. بل على العكس من ذلك، أصبح اليأس والغضب والاستياء هو السائد خصوصا في أوساط الشباب الذين – وبعد نحو أربع سنوات من الفوضى والصراع على السلطة وتعاقب الحكام – فقدوا الأمل في مصر أكثر حداثة وأفضل.

الإرهاب لا يبرر انتهاك حقوق الإنسان

ناصر شروف رئيس القسم العربي في مؤسسة DW
وعندما ترى السلطة المستبدة في مصر بقيادة الجنرال السابق عبد الفتاح السيسي نفسها أمام تحديات الإرهابيين، فإن ذلك بالتأكيد ليس مجرد ذريعة. إنه خطر واقعي على غرار ما نراه في سيناء: فجماعة "أنصار بيت المقدس" لها نفوذ كبير ومدمر هناك. كما أنها أعلنت مؤخرا بشكل رسمي انضمامها إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يحكم بقوة الحديد والنار ونشر الرعب في مناطق واسعة من العراق وسوريا. وهنا يجب رؤية الأمور بوضوح: حتى في مصر لا يقاتل هؤلاء الجهاديون بسبب نقص في الحريات أو من أجل حقوق الإنسان، وإنما فقط من أجل إقامة دولتهم القائمة على الإرهاب. لذلك، فإن إصرار النظام المصري اليوم على محاربة هذه الجماعة أو غيرها من الجماعات الجهادية حتى عسكريا، إنما يستحق كل أنواع الدعم الدولي.
بيد أن هذه الحرب على الإرهاب لا تبرر التضييق الممنهج على حقوق الإنسان وحرية التعبير وحق التظاهر. فسواء تعلق الأمر بالجهاديين أو بجماعة الإخوان المسلمين أو بالقوى الليبرالية واليسارية، فإن نظام الرئيس السيسي لا يكلف نفسه عناء التفريق بين الإرهاب والمعارضة المشروعة.
ويستخدم الإرهاب مرارا لتبرير سياسته القمعية إزاء كل القوى السياسية التي لا يعجبها أسلوب الحكم الاستبدادي للسيسي. يجب على المجتمع الدولي تدقيق النظر في هذه النقطة وألاّ يسمح لنفسه بأن يصبح شريكا في تلك التجاوزات رغم كل الدعم الضروري الذي تحتاجه مصر. كما يمكن من الآن التنبؤ بأن قانون الإرهاب، الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا، من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التطرف بدلا من حماية أفضل من الإرهاب.
القضاء في خدمة النظام

تراجع كبير في حرية التعبير في عهد الرئيس السيسي
بخلاف سلفه محمد مرسي، فإن السيسي لم يدخل في خلافات مع القضاء، بل بالعكس يشيد علنا وباستمرار باستقلالية هذا الجهاز. ولكنه في الواقع واثق بأن القضاة سيحكمون في القضايا الحاسمة وفقا لتصوره. وهو ما ينطبق على الأحكام ذات الدوافع السياسية التي صدرت في حق صحفيين أو معارضي النظام أو الحكم ببراءة الرئيس السابق حسني مبارك الذي دُفع به من الجيش إلى رئاسة الجمهورية، شأنه في ذلك شأن السيسي.
وتبرئة مبارك تعني للكثيرين، ليس من المصريين فقط، دق آخر مسمار في نعش الثورة. كما أن الحكم ببراءة مبارك يحمل في طيّاته رسالة طمأنة ضمنية إلى قوات الأمن المصرية والقيادة السياسية الحالية مفادها أنه لن تتم مساءلتهم ولن يقفوا أمام العدالة في يوم من الأيام بسبب انتهاكات حقوق الإنسان ضد المعارضة والمتظاهرين.
قد يسير الوضع على ماهو عليه لبعض الوقت، فمصر تحولت منذ مدة إلى دولة بوليسية. بيد أن الوضع المزري للاقتصاد ولحقوق الإنسان وتراجع قطاع السياحة واعتماد البلاد على أموال الخليج، بالإضافة إلى التضامن الأخير بين الإسلاميين واليساريين والليبراليين، من شأنها أن تترجم حالات الاستياء المتراكمة عاجلا أم آجلا إلى احتجاجات واسعة: الانتفاضة المقبلة إنما هي مسألة وقت فقط.

الجمعة، 28 نوفمبر 2014



الجمعة، ٢٨ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١٤ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
يصعب فهم انجذاب الشباب العربي والمسلم لـ «الدولة الإسلامية». ما الذي يدفع شاباً مصريّاً مثل إسلام يكن، وهو تلميذ سابق في الليسيه الفرنسية ومغنّي راب، لأن يهجر حياته في القاهرة ليطلّ بعد فترة على شريط يوتيوب شاهراً سيفه في العراق؟ ولماذا ينضمّ شباب أوروبيون من أصول عربية أو مسلمة، وحتى فتيات في الثالثة عشرة، إلى «الدولة الإسلامية»، مخلفين عائلات مفجوعة ومجتمعات حائرة؟
يفترض كثيرون أن الدين أو وسائل الاتصال الاجتماعي هما الدافع الأساسي للعدد المتزايد ممن يقلبون حياتهم رأساً على عقب للانضمام إلى الجهاديين في العراق وسورية. لكن الأسباب كثيرة وإن توحّدت الروايات.
خمسة توجّهات بارزة، لا تشمل الفقه أو التكنولوجيا أو حتى الانتماء العشائري، قد توضح سرّ الانجذاب.
فـ «الدولة» وغيرها من التنظيمات الشبيهة وليدة عقود من الخيارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للحكومات العربية المختلفة. وقد فاقمت هذه السياسات الخلل الأساسي في التعاقد الاجتماعي العربي القائم على مقايضة حقوق المواطنين السياسية والمدنية برفاههم الاجتماعي.
ومنذ الثمانينات، طبّقت الحكومات العربية سلسلة سياسات سياسية اجتماعية قصيرة النظر، استهدفت الأنظمة التعليمية والتربوية وسياسات الهوية والرعاية الاجتماعية وحقوق المواطنة. وعزّزت هذه السياسات في شكلٍ عام (ومن دون قصد) التحوّل التدريجي نحو الخطاب الإسلامي المحافظ والعابر للحدود.
وتجلى فشل أنظمة التعليم في تناول الكثير من مثالب العملية التربوية على أصعدة عدة. وعوضاً عن غرس الوعي المدني ومبادئ المواطنة وقيم التضامن الاجتماعي والقبول بالآخر والتركيز على المهارات التحليلية الضرورية والتفكير النقدي، اعتمدت المناهج المدرسية على الأساليب التلقينية لا التفاعلية، وعلى التقبّل غير النقدي لفكرة السلطة الهرمية من دون مساءلة.
كما عزّزت مناهج التاريخ والتربية الدينية عقلية «نحن» في مواجهة «هم»، على أسس عرقية وأيديولوجية وطائفية، ما جعل الشبان عرضة لتأثيرات شتّى وساهم في تغيّر المشهد الثقافي العربي جذرياً، وسهّل انتشار الأيديولوجيات المتشدّدة والتلقين العقائدي المبكر للأطفال والشبان.
ومع تنفيّذ الدول العربية برامج التحرير الاقتصادي في الربع الأخير من القرن المنصرم، قُوّضت أنظمة الرعاية الاجتماعية القائمة وألغيت ضمانات التوظيف في القطاع العام من دون تقديم بدائل. ولم تعزّز الحكومات الاستثمارات في القطاعات الإنتاجية، ولم تولّد اقتصاداتها العدد الكافي من الوظائف المطلوبة ولا النوعية الضرورية.
فرض انعدام الفرص الاقتصادية وضعف نظم الرعاية الاجتماعية التي توفّرها الدولة، على المواطنين العرب اللجوء إلى أطراف أخرى بديلة عن الدولة والقطاعات الاقتصادية القانونية. نتيجةً لذلك، نمت اقتصادات الظل الموازية أضعافاً مضاعفة. فمثلاً، يُعدّ 33 في المئة من النشاط الاقتصادي في المغرب، و40 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، غير قانونيين، ما يحرم الكثيرين الحصول على أيٍّ من أشكال الضمان الاجتماعي.
ويُعتبر هذا الوضع كارثيّاً لمنطقة تتراوح فيها سنّ كلّ واحد من خمسة أشخاص بين الخامسة عشرة والرابعة والعشرين، وتصل نسبة الشبان العرب العاطلين من العمل إلى تسعة وعشرين في المئة، كثيرون منهم حائزون شهادات جامعية. وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن ثمة حاجة إلى 105 ملايين وظيفة بحلول 2020 لاستيعاب الوافدين الجدد إلى سوق العمل.
أرغم هذا الواقع المرير المواطنين العرب على اللجوء إلى مؤسسات أخرى، كثير منها ذو طابع إسلامي، لتأمين لقمة عيشهم وإضفاء معنى أكبر على حياتهم. وكانت القيادات العربية اعتبرت أن معظم الجماعات الإسلامية ذات أجندة اجتماعية لا سياسية، وبالتالي غير مهدِّدة لأنظمة حكمها، فشجّعتها على القيام بمبادرات محلية وتوفير المساعدات الاجتماعية، كجزء من استراتيجيتها لمحاربة الأحزاب اليسارية العلمانية. وينشط بعض هذه الجماعات اليوم لتجنيد شبان عرب لمصلحة «الدولة».
ولم يرافق التحرر الاقتصادي تحرر موازٍ في الحقوق السياسية (على عكس دول أخرى مرت بتجارب مماثلة). لا بل نجم عنه سوء الحوكمة والفساد وانعدام المساواة وتولّد شعورٌ راسخ بالظلم غذّاه القمع والعنف المنهجي الذي تعرّض له المواطنون العرب على أيدي حكوماتهم على مدى عقود باعتبارهم خطراً على الأمن الوطني.
وأفاد استطلاع للرأي أُجري أخيراً بأن حوالى 55 في المئة من المواطنين لا يثقون بحكوماتهم الوطنية أو بنخبهم السياسية، وأن أكثر من 91 في المئة منهم يعتبرون أن الفساد الإداري والمالي مستشرٍ، فيما يشعر 21 في المئة فقط بأن القانون يعامل المواطنين بمساواة.
ومع ربيع لم يتسنَّ له أن يزدهر، زادت مواجهة الانتفاضات الأمورَ سوءاً. فالقمع القاسي للحراك الشعبي في بعض الدول، والذي اصطبغ أحياناً بصبغة أيديولوجية أو طائفية، فاقم الشقاق المجتمعي وأجّج الاستقطاب الاجتماعي والتوترات الطائفية.
ومن وسائل العنف الذي مارسته بعض الدول ضد المدنيين، استخدام البراميل المتفجّرة والأسلحة الكيماوية في سورية، والقتل الاعتباطي، والإخفاء القسري، والدعاوى القضائية المغرضة ضد أحزاب المعارضة في مختلف البلدان. وأحدثت هذه الإجراءات تصدّعات في المجتمعات العربية، وولّدت شعوراً أكبر بالتهميش لدى شبان يشعرون بالقوة والقدرة على التأثير بفضل انتفاضاتهم التي أطاحت زعماء سلطويين، ويبحثون عن مغزى أكبر لحياتهم وإلى توكيد أكثر لهويتهم.
يستخدم تنظيم «داعش» اليوم استراتيجيات عدة لاستغلال الحرمان المتزايد لدى الشبان، ويَعِد بتحقيق ما فشلت الدولة العلمانية في تحقيقه: الحكم العادل والإنصاف. وهو يُغري الشبان بوعودٍ شتى منها الحياة الأفضل، بما فيها الوظائف وحتى الزوجات، وبذلك يؤمّن لهم ما لا تستطيعه الدولة المدنية. كما يسلّط الضوء، في مواده الدعائية ومنشوراته على الإنترنت، على عدد من السرديات الدينية.
إضافة إلى ذلك، يتلاعب التنظيم بحذاقة بالمشاعر الطائفية، ويستغلّ شعور الضحية المتنامي لدى هؤلاء الشبان. ولطالما استخدمت حكومات عربية كثيرة الطائفية أداةً لتوطيد نفوذها السياسي، عبر إقصاء المجموعات الإثنية والدينية في شكل متكرّر عن العمليات السياسية. والآن يستغلّ بعض البلدان الفزاعة المذهبية في التنافس السياسي الإقليمي.
يتجلّى ذلك في الصراعات التي تشهدها سورية والعراق واليمن. فتدخّل إيران العسكري المتزايد يُصوَّر على أنه أحدث انعكاسٍ لصراعٍ عمره 1400 عام بين السنّة والشيعة. فيتحوّل الصراع السياسي إلى رسالة لملايين السنّة في المنطقة مفادها أن «الشيعة آتون للقضاء عليكم». ويتخذ لجوء الشبان السنّة الساخطين من تردّي الأوضاع إلى المجموعات المتشدّدة التي تظهر قوتها على الأرض بإنجازات عسكرية لم يتخيلها أحد، طابع الدفاع عن طائفتهم.
أخيراً، ساهم انعدام الثقة بالغرب في تأجيج الأوضاع سلباً. وتسلّط «الدولة» في سردياتها الضوء على اقتناع واسع النطاق لدى العرب بتبني المجتمع الدولي والقوى الغربية معايير مزدوجة وواضحة في كل ما يتعلّق بالشؤون العربية. فالاحتلال المتواصل للأراضي الفلسطينية، والحصانة الجليّة التي تتمتّع بها إسرائيل على رغم اعتداءاتها المتكرّرة على العرب، هما جرح لا يندمل لدى الكثيرين، إذ إن 77 في المئة من العرب يشعرون بأن قضية فلسطين عربية، لا فلسطينية فقط.
فضلاً عن ذلك، فيما تدخّل الغرب وجيوشه في العراق وليبيا واليمن، فإنه فشل في دعم الانتفاضة المدنية في سورية، وبناء الدولة في ليبيا، والديموقراطية في مصر، ما يعزّز تهمة النفاق والرياء الغربيّين. وهنا تبدو الخلافة الإسلامية لشبان كثيرين، وطموح بناء دولة جديدة، بديلاً منطقياً عن فشل العرب والمسلمين في تحصيل حقوقهم.
سيتطلّب الحدّ من جاذبية «الدولة» وغيرها من المجموعات المشابهة، والقضاء على أيديولوجياتها الخطيرة، اتّخاذ إجراءات طويلة الأمد لمعالجة مختلف جذورها وأسبابها. كما سيتطلّب مبادرات أوسع من استنكار العلماء المسلمين والقادة الدينيين لممارسات «داعش»، على أهمية ذلك، وأكثر بكثير من الحملة العسكرية التي تُشَنّ حالياً. وللحكومات العربية والسلطات الدينية دور أساسي في هذا المجال، من خلال السياسات التنموية والسياسية والاستراتيجيات الخاصة بالإصلاح الديني.
فتحقيق النصر على هذا الانجذاب القاتل نحو «الدولة»، يكمن في ميادين قتالٍ عدة، الأولوية فيها لتغيير طريقة فهم الشبان للعالم، وتقديم بدائل حقيقية للتغيير والتقدّم.


* باحثة أولى في مركز كارنيغي للشرق الأوسط

Locations of Site Visitors
Powered By Blogger