الأربعاء، 9 يناير 2013


هل يكون عام افتراق العرب؟



فهمى هويدى

ما لم تحدث مفاجأة غير متوقعة فى العالم العربى خلال العام الجديد. فستظل ثلاثة من أسئلة المصير معلقة على جدرانه طول الوقت. واحد يخص الربيع العربى والثانى محوره سوريا. أما الثالث فلن يغادر فلسطين.

(1)

كما أنه مبكر جدا الادعاء بأن العالم العربى سيصنع مصيره وحده، فليس بوسع أحد منا أن يدعى أنه سيتصرف بمعزل عن محيطه. ولا أظن أننا سنختلف كثيرا على حقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال هى «الراعى الرسمى» للعالم العربى. وقبل أيام غمزنا باتريك سيل الكاتب البريطانى المتخصص فى الشرق الأوسط حين تحدث عن نفوذ إسرائيل الهائل فى الولايات المتحدة ــ خصوصا فى الكونجرس ــ وأبدى دهشته من أن «عربا كثيرين» لا يزالون يطالبون بحماية الولايات المتحدة، وهو ما اعتبر مفارقة وضربا من الجنون. (الحياة اللندنية 4/1).

حتى هذه الرعاية المفترضة لن تكون ضمن أجندة الرئيس الأمريكية فى فترة حكمه الثانية والأخيرة. لسبب جوهرى هو أنه سيظل مشغولا طوال السنتين المقبلتين بإنقاذ اقتصاد بلده المتهاوى، إلى جانب بعض القضايا الاستراتيجية الكبرى مثل التعامل مع التحدى الصينى وترتيب الأوضاع مع روسيا. لن تغيب الولايات المتحدة عن العالم العربى بطبيعة الحال، ولكنها قد تقترب منه فى تعاملها مع الملف النووى الإيرانى الذى يحتل أولوية فى أجندة الحكومة الإسرائيلية، ولا يزال يثير المخاوف فى دول الخليج. وفى حدود علمى فإن التوجس الخليجى تزايد مع حلول العام الجديد بعدما لاحظت المراصد السياسية رسائل الغزل النسبى التى تم تبادلها فى الآونة الأخيرة بين واشنطن وطهران. وكان الرئيس أوباما قد استهل ولايته الأولى (عام 2009) بالدعوة إلى حوار إيجابى مباشر وغير مشروط بين البلدين، وهى الرسالة التى ترددت بذات اللغة عقب انتخابه لولايته الثانية، وقد لوحظ أن وزير خارجيته الجديد، وكذلك وزير دفاعه المرشح من مؤيدى ذلك الحوار المباشر، الذى يتصور أهل السياسة فى الخليج أنه إذا توصل إلى اتفاق فسوف يكون على حساب الدول الخليجية. وفى السيناريو المرشح أن فرصة الحوار المباشر ستكون مرجحة فى النصف الثانى من العام، بعد انتخاب رئيس جديد لإيران، خلفا للرئيس الحالى أحمدى نجاد الذى ستنتهى ولايته ولا يجيز له الدستور أن يترشح لولاية ثالثة، يقدرون أيضا أن إجراء المحادثات المباشرة فى النصف الثانى من العام ستتم فى أجواء مغايرة، يرجح أن تختلف فيه حسابات إيران الاستراتيجية، فى ظل الانهيار المتوقع للنظام السورى الذى من شأنه أن يضعف الموقف الإيرانى.

لن يكون العالم العربى بعيدا أيضا عن التطورات التى يفترض أن تحدث فى تركيا. وأهمها مسعى إنهاء المشكلة الكردية بعد استعصاء دام نحو 30 عاما (أكراد تركيا يتجاوز عددهم 15 مليونا). إذ فى الأيام الأولى من العام الجديد أعلن عن لقاء تم مع عبدالله أوجلان الزعيم الكردى المسجون لوضع اللمسات النهائية للاتفاق الذى يفترض أن ينتهى بنزع سلاح حزب العمال الكردستانى وإغلاق ذلك الملف الشائك، وهذه الخطوة سيكون لها صداها القوى فى أوساط أكراد العراق وإيران وسوريا. ومعروف أن الأخيرة حاولت أن تستخدم ورقة الأكراد المقيمين لديها فى ابتزاز تركيا وإثارة المتاعب لها.

إذا جاز لنا أن نتحدث عن «رعاية» أمريكية للمنطقة ومشروع إيرانى وآخر تركى يحومان حول العالم العربى، فإننا لن نستطيع أن نغفل المشروع الإسرائيلى، الذى سنفرد له لاحقا وقفة خاصة. وستظل هذه الخلفية بمثابة محطات يتعين للمرء بها قبل الدخول إلى العالم العربى، الذى لا يزال مشروعه جنينيا فى عالم الغيب.

(2)

قصدت وصف المشروع العربى بأنه «جنينى»، فى إشارة إلى أننا نتحدث عن حقيقة وليس وهما، رغم أنها لم تتبلور بعد، ولم نعرف لها ملامح بعد، كأى جنين دبت فيه الروح وإن لم يعرف له رسم أو اسم.

ما أعنيه بوضوح أن الذى يتصورون أن الربيع العربى مقصور على دول دون أخرى، أو أنه مجرد هبَّة عارضة أو نوع من «الفوضى الخلاقة»، هؤلاء يغمضون أعينهم عن الحقيقة ويخدعون أنفسهم. ذلك أن الربيع ترددت أصداؤه فى كل بلد عربى، إذ الثابت أن الجماهير العربية فتحت أعينها واستعادت وعيها. وأدركت أن لها حقوقا ينبغى أن تصان وعوجا فى واقعها ينبغى أن يقوم. وتعاملت مع ذلك بدرجات متفاوتة من الجرأة. فمن لم يستطيع أم يرفع صوته ويتظاهر فى الشارع، فأمامه أبواب التواصل الاجتماعى المفتوحة أمام الجميع، بوسعه أن يدخل إليها وأن يخاطب الجميعة من خلالها.

من هذه الزاوية أزعم أن العالم العربى من أقصاه إلى أقصاه صار موزعا بين ربيع صاخب وآخر صامت. الأول رفع صوته وتكلم، والثانى أوصل صوته دون أن يتكلم. الأول سمعناه مدويا والثانى قرأناه ووجدناه بدوره مدويا. جميعهم أعربوا عن عدم رضاهم على واقعهم، فمنهم من دعا إلى تغيير الأنظمة، حين يدقق المرء فى الصورة سيجد أن دعوات التغيير مسموعة بشدة فى المشرق والمغرب الذى شهد له ما أسميناه الربيع الصاخب. فى حين أن أصوات الإصلاح تتردد فى دول الخليج بوجه أخص، التى أزعم أنها أصبحت معقلا للربيع الصامت. وإذ تابع الجميع ما شهدته شوارع المشرق والمغرب من مليونيات وتجاذبات واشتباكات، فإن تعامل دول الخليج مع تجليات الربيع الصامت تراوح بين فض المظاهرات التى خرجت إلى الشوارع فى البحرين والكويت، والملاحقة الأمنية التى شهدتها دولة الإمارات وسلطنة عمان، والخلط بين الأساليب الأمنية ومحاولة استرضاء الجماهير كما حدث فى السعودية، التى عكست موازنة السنة المالية الجديدة ذلك التوجه الأخير، حين خصصت مبالغ طائلة للتعليم وتوفير الخدمات الطبية وإنشاء المدن الرياضية ودور الرعاية الاجتماعية، كما خصصت لأول مرة رواتب للباحثين عن عمل.

على صعيد آخر فإن الربيع العربى سيمر فى العام الجديد بمنعطف غاية فى الأهمية، أزعم أنه سيؤثر على مستقبل الإسلام السياسى فى المشرق والمغرب. فإما أن يمنحه دفعة إلى الأمام أو يؤدى إلى تراجعه وانكساره. يتمثل ذلك المنعطف فى الانتخابات التى ستجرى فى فترة الصيف بكل من مصر وتونس. ذلك أن نتائج تلك الانتخابات ستحدد مدى رضاء الشعوب عن أداء الحركة الإسلامية فى البلدين. حيث أزعم أن النجاح سيكون له أثره البعيد فى العالم العربى، أما الفشل فسيكون مدويا، وسيخرج الإسلام السياسى من اللعبة لعدة سنوات مقبلة.

(3)

على صعيد آخر لعلى لا أبالغ إذا قلت إن العنوان السورى سيكون أهم عناوين السنة الجديدة، لأن السقوط الوشيك للنظام قد يؤدى إلى إعادة رسم خريطة المشرق العربى، وربما إلى إحداث تغيير فى توازنات الشرق الأوسط.

وللعلم فإن ذلك البلد الذى يبلغ تعداد سكانه 22 مليون نسمة يضم أغلبية من أهل السنة (75٪) وإلى جوارهم علويون (13٪) وشيعة وإسماعيليون (3٪) ودروز (3٪) ومسيحيون (10٪) وأكراد (3٪)، ورغم أن العربية هى لغة الدولة فإن المجتمع يضم آخرين يتحدثون اللغة الكردية والتركمانية والشركسية.

خلال أكثر من 40 سنة من الحكم الاستبدادى، استند النظام على أجهزة الأمن والطائفة العلوية، حتى أنه ربط مصيره بمصيرها، وصارت الأجهزة الأمنية والشبيحة تعتمد على أفراد تلك الطائفة. وسقوط النظام سيكون له تأثيره على خريطة الدولة السورية، ومحيطها. إلا أن هناك من يتحدث عن احتمال تقسيمها بين السنة والعلويين والأكراد، وهناك سيناريوهات أخرى تصور مستقبل الدولة. فمن قائل إنها ستصبح دولة ضعيفة تسيطر على العاصمة فقط مثل أفغانستان، وقائل إنها ستكون دولة فاشلة كالصومال، أو دولة مقسمة مثل يوغوسلافيا. أو دولة طوائف مثل لبنان.

من ناحية ثانية، فإن سقوط النظام السورى سيكون له صداه المباشر فى لبنان، وسيضعف بشدة من قوة حزب الله الذى كان يتلقى الإمداد الإيرانى عبر سوريا. وإضعاف حزب الله سيضعف إيران استراتيجيا، كان يمثل تهديدا لإسرائيل خصوصا بعدما عرف أن لدى الحزب صواريخ يمكن أن تضرب العمق الإسرائيلى، وإضعاف إيران استراتيجيا سيغرى إسرائيل بتدمير مشروعها النووى وهى مطمئنة. ولن يقتصر التأثير على لبنان وإيران ولكنه سيشمل العراق أيضا. الذى ينتظر السُّنة فيه فرصة الانتفاض ضد النظام القائم فى بغداد، الذى يشعرون فى ظله بالاضطهاد. وقد عبروا عن مشاعرهم مؤخرا حين تظاهروا فى محافظة الأنبار، وخرجوا رافعين أعلام الجيش السورى الحر.

أما الأردن الذى تتردد فيه أصوات الغضب ضد النظام بصوت مسموع ومتجاوز أحيانا للخطوط الحمراء، فلن يكون بعيدا عن أصداء سقوط نظام دمشق، كذلك ليس معلوما كيف يكون الصدى فى تركيا التى يسكنها حوالى 16 مليونا من العلويين أكثرهم أيدوا نظام الأسد وتظاهروا لصالحه فى أكثر من مدينة، ومنهم من اشتبك مع عناصر الجيش الحر فى القرى الحدودية.

هذه التداعيات التى سيرتبها السقوط فى داخل سوريا وفى محيطها تشير بوضوح إلى أن ذلك المصير لن يكون نهاية لمشكلة سوريا فقط، وإنما سيكون أيضا بداية لمشكلات أخرى لسوريا وللدول المحيطة بها فى الإقليم.

(4)

تلوح فى الأفق مؤشرات تدل على أن العالم العربى مقبل فى العام الجديد على مجموعة من التحديات يطل منها شبح الفرقة والتشرذم. فأخشى ما أخشاه مثلا أن تكون بصدد تأجيج الصراع السنى الشيعى. ذلك أن النظام الجديد فى سوريا لن يكون متصالحا مع إيران أو الشيعة الذين ساندوا نظام الأسد. كما أن هناك حساسيات إزاء حزب الله فى لبنان الذى لم تهدأ فيه المشاعر الطائفية. وليس سرا أن السنة فى العراق لهم مراراتهم إزاء الشيعة القابضين على السلطة منذ سقوط صدام حسين. وإذا أضفت إلى ذلك أن بعض الدول النفطية المشتبكة مع إيران تغذى العداء للشيعة، وتحدثت فى وقت سابق عن التصدى لما سمى بالهلال الشيعى، فلن نستغرب إذا قادنا كل ذلك إلى مواجهة بين السنة والشيعة ستحترق فيها أصابع الجميع.

لن أستبعد أيضا صداما بين السلفية بمدرستيها الدعوية والجهادية وبين تيارات الاعتدال الإسلامى الموجودة على الساحة. ونحن نلاحظ مقدمات ذلك الصدام فى تونس والمغرب والسودان وليبيا. وهى فى مصر الآن تنافس لم يصل إلى درجة الصدام بعد.

يلحظ المراقب أيضا مقدمات تنافر بين الملكيات ودول الخليج العربى من ناحية وبين دول الربيع من ناحية ثانية، وقد يصل الأمر إلى احتشاد تلوح به فكرة الاتحاد الخليجى الذى يفترض أن يطرح أمره للبحث بين دول مجلس التعاون فى منتصف العام الجديد. ولذلك التنافر قرائن ظهرت فى الآونة الأخيرة، حين احتمى عدد من عناصر الأنظمة التى سقطت ببعض الدول الخليجية، ومنها دول قدمت دعما قويا ماليا وسياسيا لتلك العناصر فى الخارج، وامتدادتهم فى الداخل.

إذا أضفنا إلى ما سبق الصراع الحاد الذى تشهده دول الربيع العربى بين التيارات الإسلامية الصاعدة والقوى العلمانية والمدنية، فستصبح صورة العام الجديد مسكونة بمؤشرات غير مريحة كثيرا وغير مطمئنة.

بقى العنوان الفلسطينى الذى أزعم أنه سيشهد تطورا مهما ومثيرا فى العام الجديد، سنتوقف عنده ومعه فى الأسبوع القادم بإذن الله.
فهمي هويدي

الاثنين، 7 يناير 2013

ماذا يلغى عقول الرجال الكبار؟  
                             
د. نوال السعداوى

6 يناير 2013



استولى الفزع (منذ يومين) على كثير من الآباء والأمهات بعد نشر حادث الاغتصاب الجنسى لطفل عمره ٦ سنوات، بقرية بمحافظة الأقصر، اغتصبه رجل كبير عمره ٤٢ سنة، انتقم الأب من الجانى بقطع عضوه الذكورى وذبحه كما ذبح مدير المدرسة أيضاً.

تحولت القرية إلى ثكنة عسكرية، وأطلق أقارب العائلتين الرصاص تهديداً بالثأر.

كثيرون فى بلادنا يخبئون رؤوسهم فى الرمال، يتجاهلون حوادث اغتصاب الأطفال، يقولون إنها نادرة، مع أن البحوث العلمية تقول إن 80٪ إلى 90٪ من الأطفال (الذكور والإناث) يتم اغتصابهم قبل بلوغهم سن الثامنة، خاصة فى المجتمعات التى ينتشر فيها الفقر والقهر والكبت والجهل، تزيد النسبة فى حالة الأطفال البنات، بسبب الوضع الأدنى لهن والسلطة المطلقة للأب.

حوادث متكررة عن أب (أو بديل الأب) يغتصب طفلة عمرها ٦ سنوات، تنسى الطفلة الحادث ضمن أحداث أخرى مؤلمة، ليلة زفافها لا يظهر الدم فوق الملاءة، يطلقها زوجها ويعيدها إلى أبيها، يقتلها الأب (الذى اغتصبها) دفاعاً عن شرفه.

ليس للأولاد كشوف عذرية تهددهم، يترك الحادث فقط شرخاً فى الرجولة؟

أن يعتلى الرجل رجلا مثله؟ أى انتقاص من رجولة المعتلى عليه؟ أن يرقد الرجل فى الوضع الأسفل كالمرأة؟

يقبل الرجل أى هوان إلا أن يكون امرأة؟

حوادث الاغتصاب من المدرسين متعددة، فالمدرس يحظى بسلطة أبوية. لا ننسى المدرس الذى اغتصب تسع بنات من تلميذات فصله ولم يتلق عقاباً إلا نقله إلى وظيفة إدارية (راجعوا كتابى الرجل والجنس ) وحوادث الاغتصاب داخل الأسرة متعددة، الأخ أو العم أو الجد أو الخال، اعتدى على بنات الأسرة، فكتمت العائلة السر حرصاً على مستقبل رجالها.

القانون الرادع للسلطة الأبوية غائب فى مصر، يحظى الأب (أو بديله) بهالة مقدسة، يتمتع المدرس أيضاً بسلطة أبوية، «قم للمدرس وفه التبجيلا كاد المدرس أن يكون رسولا» و«من علمنى حرفا صرت له عبدا» إلى جانب أن القانون المصرى يبرئ الأب أو الزوج - إن قتل - تحت اسم الشرف، ويعاقب الضحية المرأة، حيث ليس لها شرف فى القانون.

تمر بلادنا بأزمة دستورية حادة، تم إقرار دستور جديد يشجع الرجال على البطش بحقوق الأطفال والنساء تحت اسم الأحكام المرسلة فى الشريعة، زادت السلطة الأبوية تسلطاً فى الدولة والعائلة.

انتشرت فى السنين الأخيرة ظاهرة التحرش أو الاعتداء الجنسى على الفتيات، وظاهرة زواج القاصرات أو الأطفال البنات، يأتى إلى مصر فى المواسم عجائز الأثرياء لشراء طفلة فى سوق الزواج، يبيع الأب طفلته لرجل يكبرها بنصف قرن مقابل المال. لا يوجد فى مصر قانون يردع هذا الأب، وهناك أصوات ذكورية تعلو مع تصاعد القوى السلفية، تطالب بخفض سن زواج البنت إلى ٨ سنوات، تيمنا بالسيدة عائشة، مما يشجع الذكور على اغتصاب البنات الأطفال داخل الزواج وخارجه.

وتسود مصر اليوم قيم الثراء النفطى السريع، التى تسمح للرجل الكبير باعتلاء الرجل الصغير كدليل للذكورة أو الفحولة.

سؤال ورد إلى ذهنى (وأنا أقرأ عن ذبح مدير المدرسة مع المدرس الذى اغتصب الطفل) هل تقاعس المدير عن تحويل الجانى إلى التحقيق؟ هل يئس والد التلميذ من الحصول على حقه بالقانون؟

ولماذا قطع عضوه الذكورى بعد ذبحه؟ هل اكتشف أن هذا العضو الصغير يلغى عقول الرجال الكبار؟


          
تهديدات إخوانية للأمن القومي المصري
محمد الحمامصي 

ما مفهوم الأمن القومي المصري؟ سؤال يخبط ويتخبط في رأسي ليل نهار حتى ليكاد يفقدني صوابي مجمل الوقت بحثا عن إجابة شافية رادعة تهدئ من روعي جراء الأقوال والأفعال المتصلة والموصولة التي يؤكد بعضها بعضا، وتنتهك كافة المفاهيم المتعارف عليها حوله سواء من خبراء مصريين أو أجانب، وتشكل بالنسبة لي أنا المواطن المصري البسيط تهديدا على حياتي الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والفكرية والنفسية، كون ما يترتب عليها من تداعيات ونتائج ـ أقصد الأقوال والأفعال ـ يهدم هذه الحياة ويستبيح مستقبلها، مستقبلي ومستقبل أبنائي ومن ثم مستقبل الوطن شعبا وأرضا. 

ما مفهوم الأمن القومي المصري الذي تحرص الأجهزة والمؤسسات السيادية على التأكيد على أنها تقوم على حمايته والحفاظ عليه؟ هل يتوقف وينتهي عند حماية الحدود والمنشآت والممتلكات العامة ومواجهة أي عدوان خارجي على البلاد؟ هل يتوقف وينتهي عند حماية الرئيس ـ أيا من كان ـ وحزبه وأنصاره ومؤيديه؟ هل يتوقف وينتهي عند القوة العسكرية والشرطية والأمنية الاستخباراتية؟ هل يتوقف وينتهي عند ذلك دون فعل حقيقي على الأرض يؤكد أو حتى ينفي؟ 

إن أفكاري البسيطة حول مفهوم الأمن القومي تتلخص في أنه يعني سلامة المواطن والوطن، الأرض والشعب، ضد كل ما ومن يخل باستقرارهما أو يهدده سلامتهما اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا ونفسيا، إنه يعني حفظ وحماية النسيج الوطني الحضاري والأثري والتاريخي في الحاضر والمستقبل ضد محاولات التمزيق والهدم. 

إن مفهوم الأمن القومي وفقا لذلك ينهار تحت ضربات رغبات وطموحات لبعض ممن يريدون له ـ الأمن القومي ـ أن يكون فقط لحماية الرئيس وقصره وقراراته وديكتاتوريته واستبداده، وحماية مقرات وشيوخ ورجال حزبه ومليشيات أنصاره ومؤيديه، هذا الأمن الذي لا يمكن أن يكون إلا أمن قومي القبيلة، وليس أمة العظيمة مصر، أمة المؤسسات والقانون. 

إن خطورة التهاون في مفهوم "الأمن القومي المصري" ليس من مصلحة أحد، بل سيدفع ثمنه الجميع دون تفرقة تذكر، فحين يتم ضرب الثوابت الأخلاقية والدينية والوطنية وتشويه حقائق التاريخ من وقائع وأحداث وشخصيات وطنية، وبث روح الانقسام والفرقة والفتنة، وتمزيق نسيج الوحدة الاجتماعية، ما الذي سيحدث؟ ما الذي سيترسخ في عقل ووجدان المواطن العادي البسيط؟.. سيحدث أن نجد وطنا لا يعني ولا يهم ولا يخص مواطنيه، حيث سيترسخ الإرهاب قانونا تحت سطوة الخوف وعدم الأمان، وسيستبيح المواطنون بعضهم البعض، ويكرم الأعداء والقتلة والمجرمين، وسيتم التفريط في الانتماء، ويتاجر بالدين والعرض والأرض، وسيصبح تلقي أموال من جهات أجنبية لتنفيذ مخططات لصالحها، والتخابر لصالح هذا أو ذاك، وغير ذلك أمور طبيعية لا تتنافى مع الأمن القومي للوطن. 

لنأخذ أمثلة على ما شكل ويشكل استمراره تهديدا للأمن القومي، ولا يبالي أحد به، بل لا يعني أحد اللهم إلا قلة هنا وهناك، ربما مغلوب على أمرها وربما تخشى الفتك بها أو اتهامها بالاتهامات الجاهزة كالعمالة والخيانة والخروج على الشرعية وقلب نظام الحكم، ومن ثم يكتفون بالتحذير الخجول ولكن لا حياة لمن تنادي: 

أولا يخرج مستشار الرئيس للعلاقات الخارجية والقيادي الإخواني وعضو مجلس الشورى د.عصام العريان ليقول في لقاء تليفزيوني: "يا ريت اليهود بتوعنا يرجعولنا بعد كدة، عشان يفسحوا مكان للفلسطينيين بقى، يعني الفلسطينيين يرجعوا بلدهم، واليهود العرب يرجعوا بلادهم إن شاء الله". وتابع: "اللي طردهم عبد الناصر، لازم يرجعوا.. طردهم ليه؟، أنا بناديهم الآن.. مصر أولى بيهم من إسرائيل". 

ثم يخرج د.حمدي حسن القيادي الإخواني في تصريح لأحد المواقع ليؤكد دعوة الدكتور عصام العريان لليهود المصريين بدولة فلسطين المحتلة للعودة مرة أخرى لمصر، ويبررها قائلا "تهدف في المقام الأول تفريغ فلسطين المحتلة من اليهود المصريين وغير المصريين، وإرجاعهم لبلادهم مرة أخرى وذلك بعد تغير الأوضاع في المنطقة وظهور دول الربيع العربي"، لافتا إلى أنها أكثر تأييدا للمقاومة داخل فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني. 

أليس هذا تهديد للأمن القومي باعتباره تخريبا للتاريخ لأنه ينقض على ثورة 23 يوليو 1952 ليهدمها رأسا على عقب، حيث يسمح بعودة استباحة ممتلكات مصر والمصريين التي ردتها إليهم ثورة 23 يوليو، ويفتح الطريق إلى إعادة احتلالهم مرة أخرى، فما المانع أن يأتي البريطانيون والفرنسيون وغيرهم من الأوروبيين والأتراك للمطالبة بممتلكاتهم من الأراضي والشركات التي أممتها الثورة، ما المانع أن تعود بريطانيا لتطالب ببقية حقوقها في قناة السويس؟ وكل من له شيء في مصر ليأت ليأخذه، ولتستعد مصر للقضايا التي سترفع ضدها داخليا وخارجيا ولتجهز التعويضات والممتلكات لتدفع بها لأصحابها. 

ثانيا عندما يخرج الناقد الرياضي علاء صادق ليدافع عن السقوط الاقتصادي المروع لحكومة الرئيس وجماعته، فيتهم المجلس العسكري بتدمير الاحتياطي النقدي قائلا "الأرقام لا تكذب: المجلس العسكري أفقد مصر 19 مليار دولار من الاحتياطي النقدي من 34 مليارًا في 16 شهرا، الرئيس مرسي حافظ على 15 مليار دولار للاحتياطي النقدي والإعلام الفاسد ولول لانهيار الاقتصاد. 

أليس هذا عين الأمن القومي المصري، أليس العبث بالمؤسسة العسكرية والجيش تهديدا للأمن القومي، أم أنني أهلوس، ويا ترى هل أهلوس أيضا حين أتساءل مع تيد بو عضو مجلس النواب الأميركي عن ولاية تكساس، وعضو اللجنة الفرعية القضائية بمجلس النواب المعنية بالجريمة والإرهاب والأمن الداخلي، عن منح الرئيس الأميركي أوباما ووزير الخارجية هيلارى كلينتون مبلغ 1.5 مليار دولار للإخوان المسلمين في مايو؟ 

أليس محاصرة المحكمة الدستورية العليا؟ والاعتداء على القضاء ومحاولات الانقضاض عليه بالترويع والترهيب والتهديد عين الأمن القومي، باعتبار أن القضاء مؤسسة لا تقل أهمية عن المؤسسة العسكرية والقضاة لا يقلون أهمية عن ضباط الجيش وقادته، حماة الدولة، حماة مصر والمصريين من عسكريين وقضاة متهمون بالفساد، يحاصرهم الإرهابيون والقتلة، فماذا سيفعل المواطن البسيط إلا أن يرضخ ويستسلم ليترسخ داخله أن هذا هو الصواب. 

وهل لا يحتسب تهديدا للأمن القومي تجاهل انسحاب الأقباط من الجمعية التأسيسية للدستور وتهديدهم في القرى النائية ومنعهم من التصويت على استفتاء الدستور، ووجود مادة أو أكثر في الدستور تنتهكهم وتفتح أبواب التشدد والتطرف ضدهم، هذا فضلا عما يكال لهم من إساءات وما يبث من فتن بينهم وبين إخوانهم المسلمين من جماعات وتيارات وشيوخ ودعاة ينتمون إلى مؤيدي وأنصار الرئيس، حتى لتخرج الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح لتأكد أن "مشاركة وتهنئة النصارى وأهل الملل في المناسبات الدينية التي هي من أخص ما تتمايز به الشرائع غير محللة باتفاق الأصل". 

الأمثلة كثيرة، أكثر من الهم على القلب، تتكاثر تكاثر البعوض على الجيف، في هذا الزمن الأغبر الذي لم تر مصر في تاريخها الحديث على الأقل أسوأ منه هدما للثوابت الوطنية والحضارية والأخلاقية والدينية، وكله كوم وعمليات الترويع والترهيب والتحريض باسم الدين التي تمارس ليل نهار من قيادات جماعات وتيارات الإسلام السياسي المؤيدة للرئيس، كوم تاني وثالث ورابع وهلم جرا، فهي عمليات تمارس بعشوائية بحيث يصعب ضبطها ومن ثم مقاومتها إلا من خلال عودة الهيبة لمؤسسات الدولة السيادية، فهي تمتد من منابر المساجد مروراً بالفضائيات الدينية وتنتهي بالشوارع حيث بدأ توقيف البنات والشباب ومطالبتهم بالتحشم والحياء والالتزام بالزي الإسلامي. 

ويبقى السؤال: هل من مفهوم آخر للأمن القومي المصري لا نعرفه؟
بغداد تدخل العصور المظلمة


صباح علي الشاهر 

عندما قال جيمس بيكر وزير خارجية أميركا لوزير خارجية العراق وقت ذاك طارق عزيز "سنعيد العراق إلى القرون الوسطى"، أكان يُهدد أم أنه كان يُعلن قراراً أصبح برسم التنفيذ، وإن كان على نار هادئة؟

أكثر من عقدين من الزمن تفصلنا على اللقاء الإملائي من طرف واحد، والذي عدوه لقاء اللحظة الأخيرة، زاعمين أنه كان حواراً بين وزيرين لبلدين مستقلين، في حين لم يكن سوى لقاء لتبليغ إنذار كُتب بصلف وعنجهية، كانت من سمات القطب الذي أصبح أوحداً وقتها. ليس مهماً أن طارق عزيز ترك الإنذار الصلف على المنضدة، وإنما المهم أن فحوى الإنذار أُبلِغ ليس للقيادة العراقية، وإنما للعالم أجمع، ليعلن لهذا العالم كيف يُترجم غضب أميركا إلى تدمير مُمنهج، وصولاً إلى "الصدمة والترويع"، لتكون هذه الصدمة وهذا الترويع درساً لكل من تسوّل له نفسه الخروج على الإرادة الأميركية.

لم يكن احتلال أفغانستان، ولا تقسيم يوغسلافيا، ولا خروج الدول الاشتراكية من ما كان يُسمى المعسكر الاشتراكي، ولا حل حلف وارشو، هو التدشين العملي للهيمنة الأميركية على العالم، وإنما احتلال بغداد، الذي خُطط له منذ أمد بعيد، فاحتلال بغداد يعني خضوع المنطقة برمتها للقطب الأوحد، وخضوع العالم مُرغماً وإجباره على الإقرار بوحدانية القطب المُهيمن عالمياً، فمصير هذه القطبيّة تحدده الهيمنة على هذه المنطقة المحورية والمفصليّة، ليس بسبب ثرواتها الهائلة فقط، الطاقة على وجه الخصوص، وإنما لأسباب أخرى، منها الموقع الجيوسياسي، ألا وهي المنطقة المسماة بالشرق الأوسط، وما هي شرق أوسط جغرافياً، وإنما هي صرّة العالم وقلبه، إلا إذا اعتبرنا الدالة هي بريطانيا العظمى، و"بكبنها"!

الشرق الأوسط الافتراضي، الموسوم منذ عهد الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، ينبغي إعلان وفاته، والمباشرة ببناء شرق أوسط آخر، شرق أوسط جديد، يتماشى مع وقائع الحاضر، وهيمنة القطب الأوحد، ولذا فإن الدعوة إلى شرق أوسط كبير، أو جديد، ينبغي أن تحمل من جملة ما تحمل هذا المُعطى الذي تصوّر المُخطِط الأميركي أنه بات بحكم الواقع الذي لا مراء فيه، والذي يؤكد الهيمنة الأميركية الأحادية، والكليّة على عالم ما بعد الحرب الباردة، وبلا أدنى لبس، وهو ما سعت وتسعى إلى فرضه الدولة التي تصوّرت أن العالم كله قد وقع كالتفاحة في يدها، والذي لم تفلح لحد الآن في إنشائه، ولسنا بصدد الحديث عن الأسباب التي أعاقت هذا الحلم المُجهض، الذي كان إجهاضه أكبر خدمة للبشرية ومستقبلها، والذي سيكون مؤشراً لعالم سينشأ لا محال، وهو على غير ما أرادت أميركا وتصورت، وعلى غير ما توعد به جيمس بيكر، الذي تمرّغ صلفه وكبرياؤه في وحل العراق، الذي لم تخرج منه أميركا إلا وهي مهلهلة، وربما ستنسحب مرغمه إلى عقر دارها، لتواجه العزلة والأزمات المحتمله، التي ليس أقلها تهديد وحدتها الجغرافية داخلياً، هذه الوحدة التي بدت هشة على غير ما كان متصوراً، بعد أن امتهنت تهديد وحدة أوطان الآخرين وبالقوّة الخارجية الغاشمة والهمجيّة. 

أحسب أن شقاً من تهديد جيمس بيكر قد نفذ، وبإتقان وتفوق، إلا وهو الشق المتعلق بإعادة العراق إلى العصور المُظلمة، ربما مجازياً، ولكن إلى حدود بعيدة، فالعراق اليوم موضوعاً في آخر السلم، في الأمن والاستقرار، وفي الخدمات، وفي الصحة والتعليم، والاستثمار المجدي، رغم وجود فرص استثمارية لا مثيل لها بين الدول المحيطة به، وحتى الأبعد، وهو لا يكون في قمة السلم إلا في الفساد والخراب والفوضى، أما على الصعيد الاجتماعي فقد أعادونا إلى عهد داحس والغبراء، والعصبيّة القبلية، وأججوا العصبيات المذهبية والطائفية والأثنية، بحيث بتنا قاب قوسين أو أدنى من الكارثة التي لا تبقي ولاتذر.

لم يشهد العراق في تأريخه، ما يشهده الآن من هدر ممنهج للمال العام، ليس عبر السرقات المكشوفة والمسستترة، وإنما عبر مشاريع غاية في البؤوس والتخلف والتأخر، تصرف عليها مليارات الدولارات دون جدوى، ولا نبعد كثيراً عن الواقع إذا قلنا أن ليس ثمة بلد في العالم يحدث فيه ما يحدث في العراق الآن.

قبل أيام استمعت إلى نائب محافظ المثنى بكل انتباه، كنت أظن أنه سيزف البشرى لجماهير المدينة الذين انتظروا عشر سنوات ليزف أحدهم بشرى الانتهاء من أعمال المجاري والصرف الصحي، والبدء بأعمال إكساء الشوارع، التي كانت عبارة عن حفر ومطبات، بحجة أنه لا يجوز الإكساء إلا بعد الانتهاء من مشروع المجاري، الذي قيل أن عددا من الشركات التزمت تنفيذه ثم أخفقت، وهرب أصحابها، تاركين الخراب والدمار، وكل مرّة يُعلن المسؤولون في المدينة أن الشركة الجديدة إلتي رسى عليها المشروع ستقوم بتنفيذه على أحسن وجه، متجاوزة إخفاقات الشركة التي سبقتها، وإذا بنائب المحافظ يفاجئنا من جديد بأن الشركة الأخيرة فشلت في إنجاز المشروع، وأن المشروع يعاني تخسفات جمه، وأن مدير الشركة غير موجود، وقيل أنه في بغداد، وأن المهندس المقيم قد غادر إلى جهة مجهولة، وهذا يعني أن القضية تتكرر، نفس الأسباب، ونفس القصور، وإن على أبناء المدينة الإنتظار سنوات أخرى إضافية، ومن دونما جدوى.

قضية المجاري والحفريات ليست مقتصرة على السماوة، فأطراف بغداد، وبغداد ذاتها، وديالى، والبصرة، ومدن أخرى عديدة، تعاني ما تعانيه مدينة السماوة، من نفس الشركات تقريباً، مما يدفعنا للتساؤل من يحمي هذه الشركات؟، ومن هم عرابوها؟

القضية هنا لا تتعلق بانعدام الكفاءة، ونقص الخبرة، فإذا كان المسؤول المُنتخب قليل الخبرة، فإن الكادر الموجود في دائرته ومؤسسته، يمتلك هذه الخبرة، ولا يمكن لأحد الزعم بأن الكادر العراقي، وبالأخص في مجال التشييد والإعمار، أقل قدرة وخبرة من الكادر في البلدان الفقيرة، قليلة التطور. القضية أكبر من قضية كفاءة وخبرة، فهذه حتى لو انعدمت فأنه يمكن شراؤها، في عالم يُباع ويشترى فيه كل شيء، ولكن القدرات والخبرات مُعطلة في بلد أريد أن يتعطل فيه كل شيء، ثم من ذا الذي يجبر المسؤولين في أي موقع على إعطاء مناقصات بهذا الحجم إلى شركات تفتقد القدرة والدارية والتأهيل، فتفشل في مهامها، ثم يناط بها مرّة أخرى نفس العمل، ولكن في مكان آخر، ثم كيف تكون هذه الشركات في مأمن من العقاب، وهي تتعامل مع دولة عريقه، فيها من القوانين الناظمة ما يضاهي ما هو موجود في أرقى الدول؟

كيف يمكن لشركة، أو مقاول، أو أي كان، أن يفلت من العقاب، ويذهب بالجمل بما حمل؟ هل أصبحت الأمور سائبة إلى هذا الحد؟ وهل أصبح المال العراقي كالدم العراقي مهدوراً، ولا يوجد من يطالب به، فلماذا أذن لدينا حكومة، وبرلمان، وقضاة؟

الأمر هنا لا يتعلق بالمجاري وإكساء الشوارع، والمجسرات، وإنما يمتد إلى كل المرافق تقريباً، المصانع المعطلة، والكهرباء، والسكك، والصحة، والتعليم، وكل ما يمكن أن يُدرج في البنية التحتية.

قبل فترة أعلنت الصين عن بناء فندق فخم خمس نجوم بكفاءه عالية، ومقاوم للزلزال حتى 9 درجة، مع نظام العزل الحراري العالي الجودة والتقنية، أما المواد المستخدمة في البناء فهي صديقة للبيئة، تم بناء هذا الصرح بتسعين ساعة، نعم تسعين ساعة فقط ياعالم!، وأعلنت عن الشروع بتشييد أعلى برج في العالم، يحطم برج خليفة بتسعين يوماً، تسعين يوما فقط لا غير!، ونحن لا ننتهي من بناء مدرسة إبتدائية بخمس سنوات، ولا نكمل نفق هزيل تحت شارع ضيق إلا بعد سنوات طويلة، ثم نحسب هذا إنجازاً، فيأتي السيد المسؤول متبختراً، مع حشد من الأتباع ليقص الشريط! أخزّاكم الله! العالم يتقدم، يسابق الزمن، ونحن نراوح، فلا نحن أعدنا البنية التحتية إلى ما كانت عليه على الأقل، رغم إنفاقنا مليارات الدولارات التي لم تعرف ميزانية العراق مثيلاً لهـا، ولا نحن وضعنا لبنة، ولو واحدة، لبناء شيء للمستقبل، الذي يبدو مظلماً إذا بقينا على هذه الحال، ولا تصدقوا ما يقولون عن ميناء الفاو الكبير، فما زلنا ليومنا هذا لم نبدأ بكاسر الأمواج حتى، وأغلب الظن أننا سنعتمد ميناء مبارك ميناء لإحتياجاتنا التي لا تتعدى الأمور الإستهلاكية، والمعدات التي سنتركها كالعادة في العراء حتى يصيبها الصدأ. 

أعادنا جيمس بيكر إلى العصور المظلمة، هذا أمر شاهدناه وعرفناه، وعشناه، بات الظلام هو الشيء الأبرز في العراق، فلا نور الكهرباء، ولا نور الثقافة، وإنما ظلام الجهل، وتحكم الجاهلين، الذين وجدوا العراق بقرة حلوب، فطفقوا يحلبونها، من دون اعتبار حتى لحدود الحلب التي تجعل المحلوب يدر شيئاً..

يُخيّل لي أن جيمس بيكر لم يرد إعادتنا إلى العصور الوسطى فقط، وإنما أراد تأبيد بقائنا في جحيم التخلف، لذا هندّس لنا نظامنا، هو ومن أتى من بعده، وأختار بهذه الطريقة أو تلك من سيقودنا، وهذا لعمري ما يجعل الحياة أمر من الحنظل، وأقسى من أن تُعاش.

"سحرة فرعون" شوكة في حلق الإخوان
د. خالد محمد غازي 

الصحافة هي عين المجتمع التي يبصر بها، ومن أهم الوسائل التي تعنى بالاتصال الجماهيري والتأثير فيه، لذا يقول الكاتب الروسي ليون تولستوي: الصحف نفير السلام وصوت الأمة، وسيف الحق القاطع، ومجبرة المظلومين، وشكيمة الظالم، فهي تهز عروش القياصرة وتدك الظالمين. 

ظلت علاقة ملوك ورؤساء مصر بـ "الصحافة" هادئة نسبياً ومشتعلة أحياناً كثيرة، وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وتولي الرئيس محمد مرسي – صاحب الانتماء الإخواني – رئاسة الجمهورية زادت حدة الهجوم على الصحفيين، لدرجة جعلت قيادات الإخوان يصفونهم بأنهم "سحرة فرعون"، وهذا ما جعل جموع الصحفيين والإعلاميين يرفضون سياسات الهيمنة الرامية إلى "أخونة الإعلام المصري" واحتكار فصيل سياسي واحد للمنابر الإعلامية والسيطرة على المؤسسات الإعلامية والصحفية القومية، مما يعد سيراً على نفس سياسات الرئيس السابق والحزب الوطني المنحل وممارسة أساليبه داخل مؤسسات الدولة، والتي أفسدت الحياة الاجتماعية والسياسية والصحفية والإعلامية في مصر. 

إن الدساتير السابقة لمصر منذ دستور 1923 كفلت حرية الصحافة، وأضيفت إليها بعض المكتسبات بعد ثورة يوليو 1952، ولكن بعد صعود الإسلاميين وإزاحة النظام السابق ألغت ما حصلت عليه الجماعة الصحفية من مكاسب في عهد الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك، فجاءت مواد الإعلام وحرية الصحافة في الدستور الجديد "كارثية"، لأنها سمحت بإغلاق وتعطيل الصحف، وهو ما يتنافى مع حرية الإعلام، بزعم "مقتضيات الأمن القومي" التي تفتح الباب إلى محاكمة وتكميم أفواه الإعلاميين. 

إن لجنة حماية الصحفيين العالمية، ومقرها نيويورك، قالت: "إن الدستور المصري يفرض عدة قيود جديدة على حرية الصحافة- بما في ذلك إقامة هيئة تنظيمية حكومية جديدة وسلطة جديدة للحكومة لإغلاق وسائل الإعلام- وفي الوقت نفسه لن يغيّر شيئاً لإيقاف الملاحقات الجنائية ضد الصحفيين التي كانت سمة تميّز نظام حسني مبارك". 

وقد وجدت المنظمات المحلية والدولية المعنية بحرية الصحافة، أن الدستور يضع قيودًا شديدة على حرية التعبير في حين يزعم أنه يضمن حرية التعبير، في حين أنه يضع القيود التي تكبل حرية الرأي ولا يسعى لحماية الصحفيين. 

ورغم أن المادة 45 من الدستور الجديد تنص بصفة فضفاضة على أن "حرية الفكر والرأي مكفولة"، فإن النص يحتوي على عدة مواد تتناقض مع هذه المادة، بما فيها المادة "44" التي تحظر "الإساءة أو التعريض بالرسل والأنبياء جميعاً"، وبموجب هذا النص يمكن ملاحقة من ينتقدون، بسبب "ازدراء الأديان" و"إهانة الرئيس". 

كما أن المادة "215"، تستبدل المجلس الأعلى للصحافة – ويتألف من صحفيين- بالمجلس الوطني للإعلام الذي تعيّن أعضاءه الحكومة، ويتولى المجلس "وضع الضوابط والمعايير الكفيلة بالتزام وسائل الإعلام المختلفة بأصول المهنة وأخلاقياتها"، و"مراعاة قيم المجتمع وتقاليده البناءة"، مما يمنح الهيئة الحكومية الجديدة سلطة السيطرة الاعلامية والصحفية على التغطيات الإعلامية وتوجيهها، لما يخدم مصالح الحكومة. وأشار الخبراء إلى أن وضع الفضائيات أكثر تعقيدًا في الدستور، وجاء في المادتين 215 و216 إنشاء مجلس وطني للإعلام، وهيئة وطنية للإعلام والصحافة لضمان تنظيم الإعلام؛ حيث تمتلك الحكومة وسائل إعلام عديدة، وتقوم بدور الرقيب في نفس الوقت. وتعلن المادة "216" عن تأسيس وكالة تُدعى الهيئة الوطنية للصحافة والإعلام، كي تدير المؤسسات الصحفية والإعلامية المملوكة للدولة، ولا تحدد هذه المادة طريقة اختيار أعضاءها، كما لا تقدم تفاصيل حول الكيفية التي ستضمن فيها الهيئة التزام وسائل الإعلام بـ"أداء مهني وإداري واقتصادي رشيد". والتخوف من أن هذه المادة ستكرس لخدمة حزب جماعة الإخوان المسلمين، وتعيين أعضاء من الجماعة في مناصب قيادية في وسائل الإعلام والمؤسسات الصحفية. 

وتتيح المادة "48" للمحاكم إغلاق وسائل الإعلام، إذا وجد القضاء أن أحد العاملين في الوسيلة الإعلامية المعنية لم يحترم شروط هذه المادة، حيث تنص على أن "حرية الصحافة، والطباعة والنشر، وسائر وسائل الإعلام مكفولة، وتؤدي رسالتها بحرية واستقلال لخدمة المجتمع، والتعبير عن اتجاهات الرأي العام، والإسهام في تكوينه وتوجيهه، في إطار المقومات الأساسية للدولة والمجتمع، والحفاظ على الحقوق والحريات والواجبات العامة، واحترام حرمة الحياة الخاصة للمواطنين ومقتضيات الأمن القومي، ويحظر وقفها أو غلقها أو مصادرتها إلا بحكم قضائي، والرقابة على ما تنشره وسائل الإعلام محظورة، ويجوز استثناء أن تفرض عليها رقابة محددة في زمن الحرب أو التعبئة العامة". 

وهذا النص لم يتغير في الدستور الجديد بل تم نقله حرفيًا من دستور 71، بإضافة بعض الجمل المطاطة بعبارات غامضة تفتح الباب أمام البطش بحرية الصحافة، كما أن الصحف كان لا يجوز حلها في دستور 1971 أما في الدستور الحالي يجوز حل الصحف بحكم قضائي، كما تم حذف "السلطة الرابعة" رغم أنها سلطة شعبية خاصة بالصحافة. 

ورغم مطالبات نقابة الصحفيين المتكررة من عدم سجن الصحفيين واستبدال السجن بالغرامة، إلا أن الدستور لم يستجب لرؤية الجماعة الصحفية، وأنه بموجب قانون العقوبات يمكن ملاحقة الصحفيين جنائياً بتهمة التشهير. ولم يحمِ الدستور حرية التعبير الصحفي، التي تعد من الحقوق الجوهرية لأي دستور ديمقراطي. 

إن مواد الإعلام في الدستور كشفت عن عداء مبيت للصحافة والإعلام من تيار الإسلام السياسي، وللأسف وضعوا المواد بمنظور ديني، رغم وضع نص إيجابي بوجوب إصدار الصحف بالإخطار فقط، وهو ما كان يطالب به في العهد السابق، لكن استمرار تبعية الإذاعة والتليفزيون للحكومة، واستمرار تبعية الصحف القومية لمجلس الشورى لا يضمن لهما الاستقلالية والحيادية بعيدًا عن الدولة، بالإضافة إلى أن الدستور لم يمنع حبس الصحفيين، وكان من الأجدى أن يعوض الحبس عند ضرورة معاقبة أي صحفي أو صحفية بالتعويض المادي، حيث أن دستور 71 كان ينص على عدم إغلاق أي صحيفة أو أي قناة حتى عند صدور حكم قضائي، وكان المنصوص عليه أن يعاقب صاحب الجرم أو مرتكب الخطأ فقط، أما في الدستور الجديد فأصبح العقاب جماعيًا وليس لصاحب الخطأ فقط. 

لاشك أن الدستور الجديد أضاع هيبة الإعلام، وسيتم بمقتضاه تكميم الأفواه ورادع الجماعة الصحفية والإعلامية، لأن النظام الإخواني الحاكم يرفض الإعلاميين غير الموالين له ويعتبرهم "سحرة فرعون"، ويلقي بكل لائمة أو أزمة تحدث في البلاد على الإعلام، رغم أنه طبيعة عملهم في الأساس "نقل الحدث" من مصادره إلى الرأي العام. 

إن المواد الخاصة بالإعلام في الدستور غلب على كثير منها التناقض، فمثلًا جاء في إحدى المواد أن حرية التعبير عن الرأي مكفولة في ضوء مبادئ الدولة والمجتمع، والسؤال: من هي الجهة المنوط بها تحديد مبادئ الدولة والمجتمع؟ ومادة أخرى زادت من جرائم حبس الصحفيين في حالة إذا تناولوا الذمة المالية لبعض الشخصيات، وفي حالة إهانة رئيس الجمهورية، وعند نشر أخبار تثير البلبلة داخل المجتمع.. ولم يوضع الدستور تفاصيل تفسر هذه المواد وتركها مبهمة تحتمل التأويل. 

من المؤكد أن الصحفيين والإعلاميين الشرفاء يرفضون تصاعد الهجمة ضد حرية الصحافة والإعلام، ويرفضون السياسات الرامية إلى "أخونة الإعلام" واحتكار فصيل سياسي واحد للممارسة الإعلامية والاقصاء والانتقام ممن يختلف معهم في الرأي والتوجه. إن المنظمات الحقوقية والإعلامية الدولية أدانت عودة سياسة إرهاب الصحفيين والصحف والفضائيات وتهديدها بالإغلاق وإساءة استخدام حق التقاضي والسجن بدعاوى الإساءة لتيار معين أو المساس بقدسية وهيبة "الرموز والشخصيات".. كما أن المضي في سياسة الاستحواذ والسيطرة على مفاصل الدولة ومنابر التأثير في الرأي العام يمضي بأسرع من المتخيل.


مصر ليست آمنة للأقباط تحت حكم الإخوان

القاهرة - قال أيمن رمزي بغضب وهو يشتري لابنتيه ملابس العيد، "أشعر بالخوف وعدم الأمان... تصريحات الإسلاميين والجو العام ضدنا"، معبرا عما يشعر به أقباط مصر في أول عيد ميلاد يحتفلون به بعد استحواذ الإسلاميين على أبرز مكتسبات الثورة.
ويشكل الأقباط في مصر ما بين 6 و10 بالمئة من عدد السكان البالغ نحو 83 مليونا. واندلعت أزمات طائفية بين المسلمين والمسيحيين عقب رحيل نظام مبارك خلفت قتلى وجرحى وخصوصا في الصعيد والريف. 

ويحتفل أقباط مصر الاثنين بعيد الميلاد لأول مرة في ظل سيطرة التيار الإسلامي على الحكم، فالرئيس محمد مرسي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، والدستور الجديد صاغته جمعية تأسيسية سيطر التيار الإسلامي عليها وانسحب منها التيار المدني وممثلو الكنائس المصرية الثلاث. وتعتبر الكنيسة والمعارضة المصرية أن المادة 219 من الدستور المصري الجديد تفتح الباب أمام اعتماد أكثر التفسيرات تشددا للشريعة. 

وأضاف رمزي "38 عاما، مهندس" لوكالة فرانس برس وزوجته تتابع ما يقول بقلق واضح، "أخشى على مستقبل بناتي ... والحكومة مسؤولة عن تلك التهديدات"، في إشارة إلى تكرار حوادث خطف الفتيات الأقباط. 

وأصدرت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح في مصر والتي تضم ممثلين من التيارات السلفية، والإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، أبرزهم خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين قبل أسبوعين فتوى نشرتها على موقعها الالكتروني بعدم جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم الدينية. 

كما نشرت صحيفة "الوطن" المستقلة الأربعاء حوارا مع سلفي قالت إنه مؤسس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال فيها "سندعو الأقباط لدخول الإسلام على أبواب الكنائس. والقبطية يجب أن ترتدي الحجاب حتى ولو كانت غير مقتنعة". 

وتشيع تلك التصريحات مناخا من الكراهية والعداء المصطنع ضد الأقباط الذين اعتاد المسلمون على تهنئتهم دون قيود. 

وقالت مادونا ناجي "23 عاما، طالبة"، "أنا متضايقة جدا... الأفكار الرجعية والمتخلفة حولنا في كل مكان"، وأضافت وهي تدخل الكنيسة، "أتعرض لمضايقات في الشارع من فترة لأخرى بسبب عقيدتي الدينية". وتابعت ناجي التي وارت صليبا صغيرا حول رقبتها خلف قميصها بأسى "المشكلة أننا كأقباط شكلنا معروف". 

بدوره قال ريمون فايز، "38 عاما، الموظف بشركة طيران" "الجو العام يشعرني بالخوف ويكبت حريتي كإنسان". وأضاف "اتحوط كثيرا للمجيء للكنيسة .. لكنني لن أغادر مصر أبدا"، لتلتقي كلماته مع ترنيمات جوقة الانشاد في الكنيسة وهي تقول "متعلمتش أعيش وأنا خايف وأعدد في جراحي". 

وهاجرت أخت ريمون وأبناؤها إلى الولايات المتحدة خوفا على مستقبلهم منضمين لألاف من الأقباط الذين غادروا البلاد منذ رحيل حسني مبارك مطلع 2011. 

وفي حي شبرا، ذات الكثافة المسيحية الكبيرة في قلب القاهرة، تلقت محلات تبيع تماثيل وبراويز خاصة بالمسيحيين رسائل من إسلاميين متشددين تحذرهم من بيع التماثيل بإعتبارها محرمة. 

وقال مرقص رشدي "40 عاما، صاحب متجر" الذي لا يزال يضع تماثيل للسيدة العذراء والسيد المسيح خارج واجهة محله الزجاجية المكتظة بهدايا أعياد الميلاد "نتلقى رسائل مثل تلك منذ سنوات لكنها الآن أكثر جرأة وتخلفا".

وقال بائع كتب وشرائط دينية مسيحية بتلعثم دون ذكر اسمه "الرب فوق كل مخاوفنا". 

وعاش المجتمع القبطي لعقود في انزواء بعيدا عن الشارع وانحصر التعبير عن غضب الأقباط وتظاهراتهم دوما داخل الكنيسة، لكن كثيرا من الأقباط شاركوا بشكل واسع في الانتفاضة الشعبية التي اسقطت نظام مبارك في شباط/ فبراير 2011، أملا في غد أفضل وهو ما وجدوا عكسه تماما، بحسب أقباط عدة تحدثوا باقتضاب واحباط عن الثورة. 

واتهم قادة وإعلاميون منتمون للتيار الإسلامي المتظاهرين المعارضين لمرسي أمام قصر الاتحادية في كانون الاول/ديسمبر الماضي بأنهم "مسيحيون"، وهو ما زاد من تراكم الخوف والقلق لدى أقباط مصر وزلزل شعورهم بمصريتهم تحت حكم الإسلاميين.

وفي بهو كنيسة "قصر الدوبارة" الواقعة قرب ميدان التحرير والتي تلعب دورا بارزا في علاج مصابي أحداث العنف منذ شهور دون تمييز، يقول غايس موريس "23 عاما، مصمم جرافيك" "الثورة شاركت فيها كل الأطياف وفي النهاية اختطفها التيار الإسلامي". 

وأضاف موريس الذي شارك في تظاهرات الاتحادية "التحريض كان ضدنا في التلفزيون بشكل واضح". وتابع وهو ينظر نحو علم مصر المعلق في مكان بارز في قاعة الكنيسة "الإسلاميون يعاملوننا كفصيل، وليس كمصريين لهم الحق في التعبير عن رأيهم". 

ويقول المفكر القبطي جمال أسعد إن "اختطاف التيار الإسلامي للثورة شجع التيارات المتطرفة على اطلاق تصريحاتها المتشددة ضد الجميع". 

وتابع أسعد "المناخ الحالي حتى لو لم يجد مجالا للتطبيق على الأرض، فقد زاد من الفرز الطائفي وأصاب الأقباط بالقلق وعدم الأمان". ويعتقد أسعد أن "الأزمة لدى الأقباط تزيد على المستوى النفسي والعصبي وليس كأمر واقع حالي". 

وحضرت قيادات حزب الحرية والعدالة الإخواني وعلى رأسهم محمد مرسي رئيس الحزب آنذاك قداس عيد الميلاد العام الماضي، لكن أحمد سبيع المتحدث باسم الحزب قال لفرانس برس السبت "سنصدر موقفنا من الحضور في بيان رسمي". 

وينتظر الأقباط رؤية إلى أي مدى سيتغير موقف الحزب الإسلامي من مناسبتهم الدينية بعد الوصول للحكم، ويقود البابا تواضروس الثاني صلاة عيد الميلاد للمرة الأولى بعد تنصيبه بابا لأقباط مصر في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. 

ويعتقد انطون فاروق "40 عاما، تاجر" أن "النظام الحالي جعل المتشددين أكثر جرأة"، وتابع ضاحكا "الرئيس لا يستطيع اغضابهم بسبب الديون الانتخابية". 

وقال الدكتور عماد جاد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، "معاناة الاقباط مصدرها غياب الدولة والقانون"، وتابع "لو كان هناك قانون يعاقب الجميع دون تمييز لما وجدت تلك المشاعر الغاضبة والقلقة". 

وأضاف جاد "الإخوان غيبوا الدولة اراديا لأن الرئيس غير قادر على مواجهة أهله وعشيرته..الحل بسيط أن تتم استعادة دولة القانون... الحل في دولة المواطنة".

الأحد، 6 يناير 2013

مفتي السعودية يطالب بعزل المرأة عن الرجل "بكل شكل ممكن"
 
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
الصباح
5 يناير 2013 09:35 ص

اعتبر مفتي عام السعودية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن الاختلاط بين الجنسين في المملكة يعرض النساء والمجتمع للخطر.

ونقلت قناة "سكاي نيوز" الإخبارية عن المفتي قوله - خلال خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله في العاصمة الرياض-: "على السلطات أن تلتزم بالشريعة، وأن تحرص على الفصل بين النساء والرجال دوما".
يأتي ذلك في وقت تشهد المملكة حراكًا بشأن تطبيق حقوق المرأة لاسيما منذ بداية عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز عام 2005.

ونشرت وسائل الإعلام السعودية خبرا حول قائمة أعضاء مجلس الشورى المقرر إعلانها في فبراير المقبل وتحدثت عن تضمنها 150 عضوا، بينهم 10 أو 15 سيدة في مختلف التخصصات.
يشار إلى أن العاهل السعودي أصدر قرارا عام 2011 يقضي بمنح النساء حق الترشح والانتخاب وعضوية مجلس الشورى للمرة الأولى في تاريخ المملكة، في حين طبقت وزارة العمل قبل أشهر قرار عمل المرأة في محال اللوازم النسائية في المملكة برغم معارضة رجال دين.

وقال مفتي عام السعودية "يجب أن تعزل المرأة عن الرجال بكل شكل ممكن، لأن هذا الدين القيم فيه حفظ للعورات من السوء والفساد"، مشددا على أنه "يحرم سن الأنظمة التي تخالف الشريعة كأن يفرض على فتاة أن تكون سافرة أو أن تباشر الرجال".

وأكد أن من يفعلون ذلك يريدون السوء وإفساد الأخلاق والقيم والفضائل، موضحًا أن كل هذا "لا يجوز وأن أي مسئولٍ يسنُ نظاما يخالف شرع الله ويهدم الأخلاق والفضائل عمله مردود عليه".
 


أول كافيه «إسلامى» فى مصر.. يفصل بين زبائنه.. ولا يسمح بالتدخين أو الموسيقى.. ورواده«شباب ملتحون» أو «بنات منتقبات»



«دماغ كابتشينو»، أو «D. Cappuccino»، ليس «إفيه» أو نكتة، لكنه اسم «كافيه»، أما المثير للدهشة فهو أن الاسم «المهيبر»، بلغة الشباب، لا يمت بأى صلة لطبيعة «الكافيه» الذى يروج له أصحابه على أنه كافيه «إسلامى»، يطبقون من خلاله الشريعة الإسلامية على المترددين عليه، دون ارتكاب معاصٍ أو ذنوب، وذلك بفصلهم عن بعضهم، فضلا عن منع التدخين والموسيقى، وبث أناشيد وابتهالات دينية، واستضافة الفتيات فى قسم خاص، والرجال فى قسم آخر، وقسم ثالث للعائلات. وعلى الرغم من أن اسم المكان يوحى بأنه مرح وحيوى وترفيهى، فإن المترددين عليه لا بد أنهم يعرفون سابقا قواعده وشروطه الخاصة فى قبول زبائنه، التى تعتمد على الشريعة الإسلامية حتى لو كان الزبون فى حاجة لمجرد احتساء كوب من القهوة ثم الانصراف سريعا.
فى أحد الشوارع المتفرعة من شارع عباس العقاد فى مدينة نصر يقع كافيه «D. cappuccino» الذى أسسته مجموعة من السلفيين وافتُتح مؤخرا، وكل من يزوره يكتشف أنه «كافيه» على الطريقة الإسلامية، من وجهة نظر مؤسسيه؛ حيث يقول مدير «الكافيه» إن هدفهم الرئيسى «أسلمة» الكافيهات فى مصر، بتطبيق عدة شروط على كل من يريد ارتياد الكافيه، وفقاً للشريعة الإسلامية وضوابطها، كما أعلنت إدارة «الكافيه» على صفحته الرئيسية على موقع «فيس بوك» أنه سيكون الراعى الرسمى للمؤتمر الأول لقادة النهضة المنعقد بقاعة الأزهر للمؤتمرات.
مساحة «الكافيه» تقترب من 300 متر مربع، له واجهة مميزة على شارع رئيسى، وبه ديكورات وأثاث مصمم بطريقة «مودرن» وتتوزع بين جنباته شاشات عرض «بلازما» وسماعات، ولا توجد أى لوحات تعبيرية أو رسومات معلقة على الجدران، فى حين أن المنطقة المخصصة لجلوس الفتيات مدهونة باللون الزهرى، أما منطقة الرجال فلونها أخضر، واللون البنى لمنطقة العائلات.
أمام الباب الرئيسى، يلفت النظر ذلك الشخص الذى يستوقف الزبائن قبل الدخول، خصوصا إذا كانا «شابا وفتاة»، ليسألهما عن طبيعة العلاقة الشرعية التى تربطهما، وإذا كانا مجرد زميلى دراسة أو عمل فممنوع دخولهما أو جلوسهما معا، وإذا كانت الفتاة خطيبة الشاب رسميا وترتدى الدبلة فى يدها اليمنى وهو كذلك، فممنوع، وفقا لنظام «الكافيه»، أن يجلسا معا على طاولة واحدة أيضا، بل يجب أن يكونا متزوجين على سنة الله ورسوله. ولكن كيف يتأكد هذا الشخص الذى يفرز الزبائن من حقيقة العلاقة الإنسانية التى تجمع المترددين على «الكافيه»؟ يبدأ أولا بسؤال الشاب عن طبيعة العلاقة الشرعية التى تربطه بالفتاة التى يريد أن يدخل معها «الكافيه»، وإذا أجاب بأنهما مجرد زميلين أو صديقين أو حتى جارين لا يسمح لهما بالدخول، لكن ماذا يكون الأمر إذا كذب الرجل وادعى أن الفتاة زوجته أو «من محارمه» بينما هى ليست كذلك؟ فى هذه الحالة يُسمح لهما بالدخول ويتحملان وزر الكذبة التى كذباها، بينما ينجو من العقاب مَن سألهما بعد أن برَّأ ذمته أمام الله، حسب قول أحد العاملين فى «الكافيه»، مضيفا أنه لن يمكن الاطلاع على بطاقات تحقيق الشخصية لكل الزبائن منعا لحدوث مشاكل.
وبناء على هذا الشرط الرئيسى فإن «الكافيه» مقسم من الداخل إلى 3 مناطق فاصلة، الأولى مخصصة للفتيات والسيدات فى أقصى اليمين، والثانية مخصصة للرجال فى أقصى اليسار، وتفصل بينهما منطقة مخصصة لـ«الكاشير» وثلاجة لعرض الحلويات، بينما تقع المنطقة الثالثة المخصصة للعائلات عند المدخل مباشرة وبين المناطق الثلاث فواصل زجاجية مكتوب عليها حروف كبيرة باللغة العربية، لتمنع رؤية الزبائن الجالسين فى إحدى المناطق لزبائن المناطق الأخرى بـ«الكافيه».
فردان من رواد الكافيه فى القسم الرجالى
أحد العاملين فى «الكافيه» قال إن هذا الفرع سيكون بداية لسلسلة كبيرة من الفروع ستنتشر فى مختلف المحافظات، وفقا لمنهج يتبعه مؤسسوه وهو «أسلمة» الكافيهات فى مصر، ويبرر هذا الاتجاه بأن هناك فئة كبيرة من الشعب لا تجد لها متنفسا به خصوصية شرعية، مثل هذا الكافيه، وهم يعملون الآن على إخراجهم من بيوتهم للترفيه بعد أن ظلوا سنوات قابعين فيها بسبب التجاوزات الأخلاقية التى تحدث فى الكافيهات المختلطة، فضلا عن أنهم يعيدون تقويم سلوكيات الشباب والفتيات، نحو ترفيه بلا ذنوب أو معاصٍ، وآن الأوان أن يعيش المجتمع المصرى الإسلام على حقيقته، وأن كل من كان مضطهدا بسبب تمسكه بأخلاقيات دينه من حقه الخروج للحياة.
وبنظرة إلى طبيعة غالبية الزبائن المترددين على «الكافيه»، نجد أن معظم الرجال من ذوى اللحى الكبيرة، يرتدون ملابس «مودرن»، بينما يتنوع مظهر الفتيات والسيدات ما بين مرتديات للنقاب والخمار والحجاب، أما قسم العائلات فيجمع الاثنين بنفس الصورة وبينهما أطفال، وهو ما يسرى كذلك على الرجال العاملين فى «الكافيه»؛ إذ يطلق كل منهم لحيته، سواء كان عامل الحسابات (الكاشير) أو النادل (الويتر) الذى يقدم الطلبات للزبائن، بينما تمنع إدارة «الكافيه» تشغيل الفتيات أو السيدات فى أى وظيفة، حتى إن كان ذلك لخدمة البنات فى قسمهن الخاص.
وعلى الرغم من أن المكان لا يمنع دخول غير المحجبات، فإن فتاة غير محجبة لن تستطيع الجلوس بحريتها فى المكان، وستشعر أن العيون كلها مسلطة عليها باعتبارها «نشازاً» وسط هذه الأجواء التى يغلب عليها التدين الشكلى الواضح.
بعض رواد «الكافيه» شبهوا طريقة الفصل بين زبائنه بما يحدث فى «الكافيهات» الخليجية، وجاءت ردود الفعل على افتتاح «الكافيه» وفق هذه الشروط متباينة، وتوالت على صفحة «الكافيه» على موقع «فيس بوك»، التى وصل عدد زوارها إلى 15 ألف عضو، أسئلة عديدة من الشباب ترفض فكرة «الكافيه»، بسبب التصنيف والفصل بين الزبائن، وما يسببه ذلك من تمييز واضح.
ويقول أحد المعلقين: «فى الوقت الذى تحاول فيه بعض المجتمعات العربية والخليجية فك الطوق الممهور باسم الدين حول عنقها، يعمد على الجانب الآخر بعض المصريين لإحكامه بقوة على عنق الحرية»، بينما تشير فتاة أخرى قائلة: «لماذا يقوم سلفيون بافتتاح كافيهات؟ أليس الأولى أن يقوموا بافتتاح دار لتحفيظ القرآن أو رعاية الأيتام مثلا؟ هو برضه مش من الدين والإسلام أنه لا توجد أماكن لتضييع الوقت واللهو؟ مش كده ولا إيه؟ ويا ترى فيه قهاوى إسلامية ومسيحية ويهودية وصينية ودرزية؟ يا ريت نبطل نتمسح فى الإسلام الحنيف بما لا يفيد، أظن عيب كبير قوى كده»، فيرد عليهم أحد الشباب السلفى قائلا: إلى الإخوة الذين لا تعجبهم فكرة التطبيق الإسلامى، فليتدبروا قول الله «فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُون».
ويقدم «الكافيه» جميع أنواع المشروبات والأطعمة الخفيفة بنفس أسمائها المعروفة، دون تعريب، مثل «سموزى» و«فرابيه» و«هوت شوكليت» و«بانينى» و«بيتزا» و«تشيز كيك» ويمنع التدخين بكل أنواعه، سواء سجائر أو شيشة، فممنوع على الزبون أن يدخن تماما أثناء وجوده داخل «الكافيه»، والمثير للدهشة أن المنطقة الخارجية للكافيه (الأوت دور) غير مسموح فيها بجلوس الفتيات والسيدات، إنما هى مخصصة للرجال فقط، ويعلق أحد العاملين فى «الكافيه» على ذلك بالقول: «البنات جوه، تقعد بره ليه؟ قعدة الشارع للرجالة بس».
إدارة «الكافيه» لم يغب عنها تخصيص مصلى للسيدات وآخر للرجال فى كل قسم على حدة، بينما يُمنع تماما تشغيل الأغانى والموسيقى؛ إذ تصدح فى المكان أصوات أناشيد دينية وابتهالات، خصوصا للشيخ مشارى راشد، التى تركز على الدعوة للحجاب والصلاة والالتزام الأخلاقى والتوبة وتأليف القلوب وحفظ القرآن، أما شاشات البلازما فلا يظهر عليها سوى صورة شاشة قناة «المجد» للقرآن الكريم، ويُقام الأذان فى موعد الصلاة على مدار اليوم داخل «الكافيه»، فى حين يضم «ستاند» موضوع بأحد جوانب القسم الحريمى مطبوعات تحث على ارتداء الحجاب والنقاب، وبها بعض الأدعية القرآنية والأحاديث الشريفة عن عفة الفتيات تحمل عنوان «حجابى سر سعادتى»، ومطبوعات أخرى تروج لأحد محلات بيع ملابس السيدات المحجبات تحت عنوان «لا يصف، لا يكشف، لا يشف».
«الكافيه» لا يمنع إقامة أعياد الميلاد أو أى مناسبة اجتماعية أخرى! رغم تحريم الاحتفال بعيد الميلاد من وجهة نظر العديد من مشايخ السلفيين باعتباره «بدعة»، لكن إدارة «الكافيه» تسمح به إذا جرى تنفيذه وفقا لشروط الفصل وعدم الاختلاط، التى يطبقها على زبائنه، وألا يكون فيه موسيقى من أى نوع، كما تمنع إدارة الكافيه أيضا أى احتفال لـ«شلة» أو مجموعة أصدقاء أو زملاء بمناسبة اجتماعية؛ لأنه، حسب أحد العاملين «لا يربط بين أعضاء هذه الشلة أى رابط شرعى، وبالتالى غير مسموح لهم بالاجتماع داخل (الكافيه) حتى إن كان الاحتفال بمناسبة اجتماعية أمام الناس كلها»
 
بيئة الإخوان لا تنبت إلا إرهابا


حمد المزروعي 

خبر اعتقال الخلية الإرهابية في الإمارات والسعودية قد يصدم المتابع السياسي ولكنه لا يفاجئه.

الخبر يصدمك لأن في بلد الأمان والرخاء يمكن أن نجد من يغويه شيطانه على تبني الفكر الإرهابي ويحاول أن يستخدم بيئة التسامح والرفاهية في عمل ينال من وطنه ومن دول الجوار.

لكن الخبر لا يفاجئك إذا نظرت إلى العقلية التي تسير الإرهابيين والخلفيات الفكرية والعقائدية والسياسية التي تدفعهم إلى الضياع في متاهة الفكر الإرهابي.

لا يستطيع المرء إلا أن يربط بين الإخوان والإرهاب على الرغم من مساعيهم المستميتة بالظهور بمظهر البريء المسالم.

لا نريد هنا أن نسترجع التاريخ لنقول إن قادة القاعدة بالمطلق كانوا جميعا من الإخوان. هذه حقيقة يعرفها الجميع. لكن ما نريد أن نؤكد عليه هي تلك الرابطة بين الفكر الإخواني والعمل الإرهابي.

الإرهابي التقليدي يلجأ إلى العنف والدم كتعبيرين عن حالة نفسية من الانفصام عن النظرة الإيجابية للمجتمع. الإرهابي الذي يفجر نفسه يكون قد وصل إلى مرحلة من الإعداد العقلي والنفسي يصبح بعدها أداة في يد القاعدة.

ولكن كيف وصل إلى تلك الحالة النفسية؟ 

لا يوجد قفز بين حالة تنقل المواطن المسالم إلى أن يصبح إرهابيا قاتلا. ثمة فترة طويلة من الإعداد والتهيئة النفسية. وهذه الفترة، على الرغم من كل ما يروج في أنها تتم في المغارات والكهوف، إلا أنها في الحقيقة تتم في المدينة والقرية وربما أقرب إلينا مما نتصور.

الواعظ الإخواني الذي يتخفى في ثياب الإصلاح هو المسؤول عن انحراف الإرهابيين في مراحل لاحقة. فتنظيم الإخوان هو أول من يزرع بذرة الفتنة والكراهية وانعدام التسامح في نفس الشاب الطرية. يغذيها حقدا وانسلاخا عن الواقع ورغبة في التجييش ضد المجتمع الذي ينتمي إليه.

في مجتمع مثل الإمارات، لا يستطيع الحقد الإخواني أن يظهر للعيان بسهولة. لكننا رأينا منه ما يكفي في ساحات مصر وتونس، وقرأنا أيضا ما يجول في صدور الإخوان ضد مجتمعنا المسالم من خلال تغريدات على تويتر يطلقها إخوان في الإمارات أو الخليج أو ممن كلفهم التنظيم العالمي من إخوان مصريين وفلسطينيين أو أردنيين ليقوموا بزرع الفتنة.

يستلم أصحاب الفكر الإرهابي العضو الإخواني شبه جاهز. مارس الإخوان عليه ما يستطيعون فعله من عمليات تغذية للأحقاد والفتنة وغسيل دماغ ضد المجتمع. يسلمون العضو وقد أدوا 80% أو أكثر من مهمة الإعداد للإرهابي القادم.

ما يفعله تنظيم مثل القاعدة هو أن يوجه دفعة صغيرة إلى الإخواني السابق/الإرهابي القادم نحو تغيير آليات العمل من التحريض وتفكيك المجتمعات إلى التفجير والقتل بأية حجة وعذر.

القاعدة هي الصف النهائي في جامعة التشدد والمغالاة التي أسسها الإخوان منذ سنوات طويلة ووضعوا عليها يافطات الإصلاح والعمل السياسي الكاذبة.

أجهزة الأمن قامت مشكورة بدورها واستبقت فعل الخلية الإرهابية واعتقلت أعضاءها. 

لكن علينا جميعا مسؤولية اجتماعية كبرى في استباق الفعل الإخواني لدى الشعوب ومحاربة فكرهم الذي نعرف إلى أين يقودنا.

نار الإرهاب تحرق الأخضر واليابس وسرعان ما تمتد إلى أبعد من المناطق التي اندلعت فيها. ولهذا فإن الوعي بخطر الإرهاب القاعدي يجب أن يترافق مع الوعي بخطر التمهيد الإخواني. هذه الحقيقة، وهي تمسنا اليوم في الخليج ولا تتجول في كهوف تورا بورا أو في أسواق العراق أو بين صخور سيناء، يجب أن تكون حاضرة في الدول التي تروج للفكر الإخواني وتنفق عليه الأموال الطائلة وتوفر له المنابر الإعلامية، وهنا على بعد خطوات من موقع الخلية الإرهابية وليس بعيدا عن أرض الإمارات والسعودية.

هذه دعوة للرد بالعقل والحكمة والحجة: فلنخرج أولادنا المغرر بهم من مدارس الفكر الإخواني "الابتدائية" قبل أن نجدهم خريجين من "جامعة" إرهاب القاعدة.







صحف إماراتية: «وفد الحداد» طلب الإفراج عن 11 متهماً «خلية الإخوان».. وتجاهل 350 مصرياً محتجزاً



 
أفاد تقرير إعلامي إماراتي صباح السبت بأن الوفد الرئاسي المصري الذي التقى مسؤولين إماراتيين الأسبوع الماضي «اهتم بالموقوفين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين فقط».
 
ونقل التقرير عن مسؤولين إماراتيين دهشتهم «من الاهتمام المصري على هذا المستوى الرفيع في قضية 11 شخصا، وبهذه السرعة، في حين يوجد في الإمارات 350 موقوفا مصريا بتهم مختلفة لم يتطرق إليهم الوفد الزائر»، مشيرا إلى أن الموقوفين «أسسوا شركات لتحويل أموال بطرق غير مشروعة إلى تنظيم الإخوان في مصر».
 
وقالت صحيفة «الإمارات اليوم» المملوكة لحكومة دبي، صباح السبت، إن الوفد الرئاسي المصري، الذي اختتم زيارته لدولة الإمارات الخميس الماضي، أجرى لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين تناولت ملابسات القبض على خلية تابعة لتنظيم «الإخوان المسلمين المصري»، تضم 11 شخصا، كانت تعمل على تجنيد أبناء الجالية المصرية في الإمارات للانضمام إلى صفوف التنظيم.
 
وذكرت الصحيفة أن الوفد الذي ترأسه مدير المخابرات العامة المصرية، اللواء محمد رأفت شحاتة، ومساعد الرئيس المصري للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الدكتور عصام الحداد، وسكرتير الرئيس خالد القزاز «جاء بجدول أعمال مكون من بند واحد يتعلق بالإفراج عن المتهمين المصريين الـ11، وطلب إيضاحات حول خلفية اتهامهم بتدريب إسلاميين محليين على كيفية الإطاحة بحكومات عربية».
 
وشدد المسؤولون الإماراتيون خلال المباحثات على أن «الإمارات دولة مؤسسات وقانون، مؤكدين أن ملف الخلية بات في يد القضاء، وهو صاحب القرار الفيصل في القضية».
 
وأوضح المسؤولون أن «المتهمين الذين تثبت إدانتهم ستتم معاقبتهم وفقا لقوانين دولة الإمارات، أما من تثبت براءته فسيتم إطلاق سراحه».
 
وأكد المسؤولون الإماراتيون للوفد عمق العلاقات بين دولة الإمارات ومصر، مشددين في الوقت نفسه على أن أمن الإمارات «خط أحمر».
 
وقالت الصحيفة الإماراتية إن الموقوفين شكلوا خلية تتمتع «بهيكلة تنظيمية ومنهجية عمل منظمة»، وتعمل على تجنيد أبناء الجالية المصرية في الإمارات، للانضمام إلى صفوف تنظيم الإخوان المسلمين؛ و«أسست الخلية شركات لتحويل أموال بطرق غير مشروعة إلى التنظيم الأم في مصر».
 
وذكرت الصحيفة أن الموقوفين هم الدكتور عبد الله محمد إبراهيم زعزع، أخصائي أسنان والصحفي أحمد لبيب جعفر، مدير مركز البحار السبع للاستشارات والتدريب، والمهندس إبراهيم عبد العزيز إبراهيم أحمد، مهندس اتصالات بشركة بترول وأحمد طه مدرس رياضيات بمنطقة عجمان التعليمية والدكتور علي أحمد سنبل، طبيب أخصائي باطني بوزارة الصحة، والمهندس مراد محمد حامد، صاحب شركة الفاتح للإنشاءات، والدكتور صالح فرج ضيف الله، مدير إدارة الرقابة في بنك دبي الإسلامي والمهندس صلاح رزق المشد، مهندس الكتروميكانيك ببلدية دبي، وعبد الله محمد العربي، مشرف عام لمادة التربية الإسلامية بمدارس الأهلية والدكتور محمد محمود علي شهدة، استشاري أمراض نفسية بمستشفى راشد في إمارة دبي، والدكتور مدحت العاجز، مدرس بكلية الصيدلة في جامعة عجمان.
 
وعاد إلى القاهرة، مساء الخميس، اللواء محمد رأفت شحاتة، رئيس المخابرات العامة، والدكتور عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وخالد القزاز، سكرتير الرئيس، قادمين من أبوظبي، بعد زيارة للإمارات استغرقت يومين.
 
وقالت مصادر مطلعة، إن «الوفد المصري أجرى لقاءات مع عدد من المسؤولين بدولة الإمارات، تناولت ملابسات القبض علي عدد من المصريين علي خلفية الحشد لجماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب بحث مجمل العلاقات المصرية الإماراتية».


تصحّر ثقافي بقيادة الإخوان، بعد التصحّر السياسي


خيرالله خيرالله 

ما يجمع بين مصر وسوريا وليبيا وتونس، أي بين البلدان الأربعة التي شهدت ثورات شعبية، هو دخولها في مرحلة مخاض. ستكون المرحلة طويلة، لكنّها يمكن أن تمهد، بالنسبة إلى المتفائلين، لإعادة تشكيل الدولة… كما يمكن أن تؤدي إلى انفراطها، أي إلى تفتيت لمصر وسوريا وليبيا وتونس وذلك في ظل التصحّر الثقافي نتيجة التصحّر السياسي. 

صحيح أن التغيير الحقيقي لم يحصل بعد في سوريا وأن الثورة فيها مستمرّة، لكن الصحيح أيضا أن سوريا التي عرفناها باتت من الماضي، خصوصا أن سقوط النظام مسألة وقت لا أكثر. سقوط النظام الذي زرع بذور الطائفية والمذهبية والبؤس في سوريا نفسها وفي لبنان، وحيث استطاعت يده أن تصل، سيكون بين الأحداث الأهمّ في السنة 2013، نظرا لأنه سيكون المؤشر الحقيقي لانطلاق عملية إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. هذه العملية أسّس لها الزلزال العراقي في آذار/مارس 2003، قبل أقلّ بقليل من تسع سنوات. وقتذاك، بدأت الحرب الأميركية على العراق التي توجت بدخول الأميركيين بغداد وتحطيم تمثال صدّام في التاسع من نيسان/أبريل. 

كان لا بدّ من رحيل الطاغية ونظامه. كان ذلك ضرورة للعراقيين وأهل المنطقة كلها، لكنّه كان يفترض بالإدارة الأميركية أن تأخذ في الاعتبار أنّ ما تقوم به في المنطقة سيزعزع أسس النظام الإقليمي الذي كان قائما منذ عشرينات القرن الماضي إثر انهيار الدولة العثمانية. 

ستطول مرحلة المخاض في البلدان الأربعة. يعود ذلك إلى أن كل الأنظمة التي حكمت في مصر وسوريا وليبيا وتونس سعت إلى إلغاء الحياة السياسية. كان هناك تصحّر سياسي في البلدان الأربعة. 

لم يترك النظام المصري، الذي قام في 23 تموز/يوليو من العام 1952 إثر الانقلاب العسكري الذي أطاح الملكية، أي مجال لأيّ حياة سياسية طبيعية. وفي تتويج لإلغاء الحياة السياسية، كانت آخر انتخابات في عهد الرئيس حسني مبارك. في تلك الانتخابات، لم يستطع أي عضو من الإخوان المسلمين الفوز بأيّ مقعد نيابي، علما بأنّه لا يمكن تجاهل أنّ الإخوان، خصوصا في ظلّ هبوط مستوى التعليم والثقافة في مصر، يمثلون نسبة لا بأس بها من المصريين. كان من الأفضل تركهم يصلون إلى مجلس الشعب، وحتى إلى تشكيل الحكومة لكشف حقيقتهم وما إذا كان في استطاعتهم حلّ أي مشكلة من مشاكل أكبر بلد عربي بعيدا عن الشعارات والكلام الكبير؟ 

في سوريا، حيث العنف يزداد يوميا، كان أكثر من طبيعي حصول الانفجار الكبير الذي بات يهدد الكيان. إنه الكيان الذي قام نتيجة اتفاق سايكس- بيكو في العام 1916 والذي حاول العلويون تعديل حدوده في الثلاثينات من القرن الماضي مفضلين أن يكونوا جزءا من لبنان الكبير بدل أن يكونوا جزءا من دولة ذات أكثرية سنّية. فشل العلويون في ذلك. ولما تسلّموا السلطة تدريجياً منذ انقلاب الثامن من آذار- مارس 1963 وصولا إلى تولي حافظ الأسد الرئاسة في شباط- فبراير 1971، عملوا على تدمير مؤسسات الدولة. فعل الأسد الأب ذلك عن طريق اختصار الدولة في الأجهزة الأمنية الواقعة تحت سيطرته المباشرة. 

الأهمّ من ذلك كلّه، أنهم عملوا على تغيير طبيعة المجتمع السوري. غطّى حافظ الأسد هذه العملية المدروسة عن طريق الشعارات الفضفاضة المرتبطة بالعروبة وفلسطين. ما يحصده بشّار الأسد اليوم هو ما زرعه والده الذي رضخ للعائلة في السنوات الأخيرة من حياته ووافق على التوريث، علما بأنّه كان مفترضا به، بفضل الدهاء الذي يمتلكه، الامتناع عن ذلك! 

ليس معروفا مصير ليبيا. الأمر الوحيد الأكيد أنّ معمّر القذافي لم يكتف بالقضاء على النسيج الاجتماعي للبلد والحياة السياسية فيه. ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير. قضى حتى على التعليم وعلى كل ما له علاقة بإنشاء مؤسسات في دولة قابلة للحياة. يبدو أن القذّافي حقق ما كان يطمح إليه، أي القضاء على أيّ أمل يقيام دولة في ليبيا بمجرد انتقاله إلى العالم الآخر. 

بالنسبة إلى تونس، هناك وضع مختلف. فما لا يمكن تجاهله أن زين العابدين بن علي ليس بسوء القذّافي أو حافظ الأسد أو بشّار الأسد أو حسني مبارك. كانت مشكلة زين العابدين في أنّه حوّل تونس، من بلد، إلى حيّ يديره مسؤول المخفر الموجود في هذا الحيّ. جعل من تونس المليئة برجال الدولة، الذين ترعرعوا في ظلّ رجل عظيم اسمه الحبيب بورقيبة، بقي عظيما إلى حين اقترابه من السبعين، دولة بوليسية لا مكان فيها سوى لموظفين صغار يعملون لدى الرئاسة لا يجيدون سوى كلمة نعم! 

هل يمكن للذين ورثوا حسني مبارك ومعمّر القذافي وزين العابدين بن علي والذين سيرثون بشّار الأسد بناء دول حديثة لا تصحّر سياسيا فيها، أم أن التصحّر سينتقل، بفضل الإخوان المسلمين، من السياسة ويتمدد في اتجاه كل ما هو ثقافي أيضا؟ 

الخوف كلّ الخوف أنّ تكون تركة الأربعة كبيرة إلى درجة سيحتاج فيها إعادة بناء الدولة إلى سنوات وسنوات. 

تختصر مصر أزمة ما بعد الثورات العربية في أسئلة غاية في البساطة مرتبطة إلى حد كبير بقيام دولة عصرية ذات شأن، بغض النظر عمّا إذا كانت تمتلك ثروة نفطية أم لا، وبغض النظر عن كمية الغاز والنفط في سيناء. بين الأسئلة التي ستطرح مستقبلا: ما مستقبل السينما المصرية؟ ما مستقبل المسرح المصري؟ هل سنرى يوماً فناناً مصرياً جديداً…أم أنّ كلّ ما سنراه حنين إلى ماض بعيد يصعب مع مرور الأيام استعادته


الأوبرا المصرية في 2012: 16.5% زيادة في عدد الرواد و4.5% بالحفلات 14.3% بالإيرادات عروض جديدة وفرق أجنبية تزور مصر لأول مرة خلال عام 2013

دار الأوبرا المصريةدار الأوبرا المصرية
شهدت دار الأوبرا المصرية عام 2012 العديد من الإنجازات التي حققتها تحت رئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم بعد توليها المسؤولية خلال شهر فبراير، حيث تمكنت من خلق شكل متميز للعروض التي تم تقديمها على مختلف المسارح وبلغ عددها 721 حفل فني وثقافي منها 186 على المسرح الكبير و175 على المسرح الصغير و85 على مسرح الجمهورية و120 على مسرح سيد درويش (أوبرا الإسكندرية) و56 علي المسرح المكشوف و55 بمسرح أوبرا دمنهور و42 بمعهد الموسيقى العربية بالإضافة إلى 58 معرضا للفنون التشكيلية منها 27 بقاعة الفنون التشكيلية "صلاح طاهر" و22 بقاعة زياد بكير بالمكتبة الموسيقية و9 معارض خارجية أقيمت بمداخل مسارح الأوبرا "الكبير والصغير والمكشوف" بجانب ورش عمل للأطفال أقيمت خلال شهري يوليو وأغسطس.وتقول رئيسة الأوبرا أن إجمالي عدد الحفلات تقريبا خلال عام 2012 ارتفع بنسبة 16.5 % كما ارتفع عدد رواد الأوبرا بنسبة 4.5 % مما انعكس إيجابا على إجمالي الإيرادات بنسبة تقدر بحوالي 14.3 % وذلك مقارنة بالعام الماضي 2011 .وأضافت إن البرنامج الفني تضمن جميع ألوان وأشكال الفنون شهريا على مختلف المسارح بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور كما نجحت دار الأوبرا المصرية في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد في إتاحة فرصة كبيرة للفرق المصرية الشابة لإبراز مواهبها الفنية في مختلف الفنون، والتي استضافت 13 فرقة أجنبية قدمت عروضها الفنية خلال هذا الموسم على جميع مسارح الأوبرا في إطار التبادل الثقافي بين مصر والدول الأجنبية التي تنتمي لها هذه الفرق منها (فرقة الموسيقى والرقص الهندي ورينيه هاريس للرقص (أمريكا) وأوركسترا براغ للحجرة (التشيك) ويونان للثقافة والفنون (الصين) والعرض المسرحي كنت أود أن أكون مصرياً (فرنسا) والعرض الراقص كارولين كارلسون (فرنسا) ومجموعة ميونيخ الايقاعية (ألمانيا) وفرقة الموسيقى التقليدية (تركيا) والعرض الفرنسي الراقص بنجامين لومارشيه وأسبوع الجيتار الكلاسيكي (إسبانيا) وأوبرا الطفلة التركية (النمسا) وفرقتي هوجاكو ونيكى موتسو موتو (اليابان).ومن الريستالات الموسيقية (مجموعة الكلارينيت (كوريا) وريسيتال موسيقى غنائي (اليونان) وحفل موسيقى جاز (النمسا) و ريسيتال بيانو للعازف يانو بالاش (المجر) وريستال بيانو للعازف أديل بيرت (تركيا) و ريسيتال كارينيت وبيانو سيمون كليا (بولندا) وموسيقى حجرة يلينا دزامشفيللى (جورجيا).كما عاد صالون الأوبرا الثقافي ليحقق أهدافة التي تأسس من أجلها والتي تهدف إلى التنوير وتتمثل في طرح الرؤى والقضايا الفكرية والإبداعية إلى جانب تكريم العديد من الرواد والقامات المصرية البارزة في مختلف المجالات وتم إقامة 8 صالونات على مسارح الأوبرا بالقاهرة والاسكندرية ودمنهور.وأضافت أن أوركسترا القاهرة السيمفوني احتفل هذا العام بموسمه الـ54 تحت إشراف المدير الفني والقائد الأساسي التشيكي ييرى بيتردليك وقدم 30 حفل موسيقى متنوع على مختلف مسارح الأوبرا وتضمن مجموعة من أشهر المؤلفات الموسيقية الكلاسيكية العالمية واستضاف الأوركسترا عددا من القادة الزائرين والسوليستات من مختلف دول العالم وهم "هيروفومى يوشيدا (اليابان) وأندرياس شابورى (سويسرا) وجان ستولن (هولندا) إلى جانب القادة المصريين أحمد الصعيدي وهشام جبر وناير ناجي وطارق مهران ومجدي بغدادي ومن السوليستات جاروسلاف هاليير (التشيك) ويونج كى تشوى (كوريا) واناتولى كيسيليف (روسيا) ويوميتو سويناجا (اليابان)، ومن مصر وسام أمين وعمرو أبو النجا وكامل صلاح الدين ورمزي يسي وعماد حمدي وياسر غنيم ومحمد جمال ومحمد محيى ومحمد حلمي وطارق رؤوف ووائل فاروق وتامر كمال وياسر الصيرفي وحسن شرارة وحسن معتز وماجدة عمارة.وأشارت إيناس إلى أن فرقة أوبرا القاهرة التي تشرف عليها السوبرانو إيمان مصطفى، قدمت هذا العام 6 أوبرات عالمية هي: (عايدة وتوسكا والوسيط الروحاني والتليفون والمكيدة السعيدة والناي السحري)، كما شارك جميع المغنين بالفرقة في حفلات غنائية مع الأوركسترا وخلال احتفالات أعياد الميلاد.وألمحت أن فرقة البالية تواصل تألقها بنجومها وبعروضها تحت إشراف أرمينيا كامل بـ 8 عروض من إنتاج الأوبرا هي (بحيرة البجع وتانجو ورقصات بوليرو وزوربا والليلة الكبيرة) والقرصان الذى لم يقدم منذ 8 سنوات" وكسارة البندق بالإضافة إلى مشاركة عدد من سوليستات الفرقة خلال العرض المبتكر الذي جمع بين الشعر ورقصات الباليه وقدم تحت عنوان أرضنا.وقدمت فرقة الرقص المسرحي الحديث هذا العام أحدث عروضها "من وأين ومتى" كما انضمت فرق فرسان الشرق للتراث إلى منظومة فرق دار الأوبرا، وقدمت عرض "بهية" وشهد العرضين إقبالا جماهيريا كبيراً بالقاهرة والاسكندرية.وقدمت أوركسترا أوبرا القاهرة تحت الإدارة الفنية للمايسترو ناير ناجي 9 حفلات تحمل اسم (جالا كونسرت) وهى عبارة عن احتفاليات ضخمة تتضمن مقتطفات من أشهر الأعمال الغنائية والموسيقية العالمية وشاركه خلالها نجوم فرقة اوبرا القاهرة ايمان مصط في ومنى رفلة وتحية شمس الدين وهالة الشابوري وجولى فيظي ورضا الوكيل ورجاء الدين أحمد ومصطفي محمد، إلى جانب مصاحبته لعروض الباليه والأوبرا وحفلات الكريسماس بالإضافة إلى مصاحبته للأوبرا النمساوية" الطفلة التركية " ومشاركته في 4 حفلات للموسيقار عمر خيرت، واستضاف عددا من العازفين الأجانب منهم تسفتلينا كراستيفا (بلغاريا) و أوليج أوتشيك و يانا أورلوفيسكا ومكسيم تاران وأولجا شوركوفينسيكا (أوكرانيا) والقادة العالميين ومنهم دومينيك رويتز (فرنسا) واليوأورتسيللو (إيطاليا).ونجحت دار الأوبرا في تجديد رخصة البث الحصري والمباشر لعروض أوبرا المتروبوليتان من أمريكا إلى المسرح الصغير للعام الثالث على التوالي حيث تم نقل 6 أوبرات عالمية هي: "اكسير الحب ومانون ولاترافياتا وأرنانى والجزيرة المسحورة وعايدة".وفي إطار اهتمام دار الأوبرا المصرية بإحياء تراث الموسيقي العربية و قدمت فرق الموسيقى العربية التابعة للأوبرا 141 حفل دوري منها 33 لفرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية و بقيادة المايسترو صلاح غباشي و و35 للفرقة القومية العربية للموسيقى بقيادة المايسترو سليم سحاب و21 حفل لفرقة الموسيقى العربية للتراث بقيادة المايسترو فاروق البابلي و 33 لفرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي بقيادة المايسترو عبد الحميد عبد الغفار و19 حفلا لفرقة الإنشاد الديني بقيادة المايسترو عمر فرحات.وشهدت الحفلات إحياء ذكرى رموز وإعلام الموسيقى العربية في مصر والوطن العربي وإعادة إحياء التراث الموسيقى العربية للحفاظ عليه من الاندثار، ومن خلال البحث في هذا التراث والأعمال النادرة من موشحات وطقاطيق وإدورا ومنولوج وأغاني الطرب العربي، لكي يتعرف علية الأجيال الجديد من الشباب والاحتفالات الخاصة بالمناسبات الوطنية والاجتماعية والأعياد الرسمية منها (الاحتفال بعيد ثورة 25 يناير ونصر أكتوبر وعيد الربيع والمولد النبوي وليلة القدر والعام الهجري وعيد ميلاد الأوبرا وافتتاح الموسم الفني الجديد)، بجانب ليالي الدورة العشرين لمهرجان ومؤتمر الموسيقي العربية.كما افتتح متحف محمد عبد الوهاب بمعهد الموسيقي العربية مجانا للجمهور واحتفالا بذكري ميلاده ورحيله خلال شهري مارس ومايو وشهد إقبالا جماهيريا واسعا.كما أقيم أكثر من 143 ريسيتال موسيقى وغنائي لعددا من الفنانين والموسيقى والفرق المصرية بالقاهرة والإسكندرية ويشرف عليهم البيت الفني برئاسة الدكتور رضا الوكيل.ومن منطلق حرص وزارة الثقافة ودار الأوبرا على حوار الحضارات والثقافات وأقيم بالتعاون مع العلاقات الثقافية الخارجية عدة عروض فنية لمعظم دول العالم مجانا للجمهور ومنها الجسر الموسيقى المصري الفنلندي، والاحتفال بمرور 20 عام العلاقات الدبلوماسية المصرية الجورجية، والاحتفال بأيام الثقافة العمانية، والاحتفال بالعيد الوطني لجمهورية بأراجواي، والاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال اليمن، إلى جانب السهرات والأمسيات الرمضانية لدول (العراق وتركيا والسودان وباكستان وإندونيسيا واليمن والمغرب وتونس)، وذلك حرصا على مد الجسور الثقافية والفنية بين مصر وهذه الدول.وشهد هذا العام انعقاد الدورة الحادية والعشرين لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، الذى تضمن 12 حفل غنائي وموسيقي شارك فيها 24 مطرب وعازف سوليست، من نجوم 4 دول عربية هم: "هاني شاكر وعلى الحجار وعفاف راضي ونادية مصطفى وإيهاب توفيق وخالد سليم ومي فاروق وريهام عبد الحكيم ومروة ناجي ورحاب مطاوع وأحمد سعد وبلال الشيخ وكرم مراد ومحمد محسن وعازف الكمان العالمي عبده داغر وعازف الترومبيت محمد حلمي وعازف القانون صابـــر عبد الســتار وصفوان بهلوان ووعد البحري وعازف القانون الطفل الموهوب أحمد حسين الشيخ (سوريا) وعازف العود والمؤلف الموسيقى نصير شمة وعازف العود يوســف عباس (العراق) ووليد توفيق وعازف العود رامي يعسوب (لبنان).وأقيمت أيضا الدورة السادسة لمهرجان الموسيقى العربية على مسرح سيد درويش بمدينة الاسكندرية وشهدت مشاركة كوكبة من نجوم الموسيقى والغناء في مصر والوطن العربي وهم هاني شاكر و مروة ناجى و عازف الكمان اللبناني جهاد عقل ورحاب مطاوع وهاني عامر وخالد سليم وسومة ومحمد الحلو وكارمن والمغربية جنات وأمجد العطافي وريهام عبدالحكيم وعلى الحجار والمؤلف الموسيقى وعازف البيانو عمر خيرت.وتضمنت 23 حفل فنى شارك فيها نخبة من نجوم الغناء والطرب العربي هم: (على الحجار ومحمد الحلو وطارق فؤاد و المطرب السوري مجد القاسم ولؤي والمطربة المغربية جنات والمطربة الشابة مروة ناجى)، بالإضافة إلى حفلات لفرق واعدة من الشباب حققت نجاحات كبيرة، وتقدم تجارب فنية متفردة وبعضها كانت من إفرازات ثورة 25 يناير وميدان التحرير، وتنوعت بين موسيقى عربية وكلاسيكية وعالمية وموسيقى جاز منها (أوركسترا القاهرة الاحتفالي وأحمد ربيع للموسيقى الجاز واسكندريللا ومنال وأوركسترا النور والأمل وبساطة وعازفة الماريمبا الفنانة نسمة عبد العزيز).وامتدت الفعاليات للمسرح المكشوف وتضمنت حفلات لفرق شرقيات لعازفة الفيولا رشا يحيي وأمسية شعرية غنائية للشاعر جمال بخيت وكنوز بقيادة المطرب محمود درويش وسحر الشرق بقيادة بلال الشيخ وأغاني مصرية معاصرة للفنان مأمون المليجيـ سهرة مع القانون للعازف صابر عبد الستار ونجوم الطرب بقيادة الفنان مصطفي أحمد.كما واصل مركز تنمية المواهب جهوده لخلق جيل جديد من الفنانين والمتذوقين للفنون من خلال فصوله التي بلغ عددها 39 فصل فني في مختلف مجالات الفنون منها: (غناء شرقي وغربي أوبرالي وفصل سوزوكى والبالية وكلاكيت وعود والفيولينة وبيانو والفلوت والجيتار وقانون ومادة الصولفيج وتعليم فن الرسم والكمان الشرقي.كما رصدت دار الأوبرا المصرية من خلال موقعها الالكتروني علي شبكة الانترنت وموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر، وأيضا من استمارات ابداء الرأي التي توزع علي الجمهور العديد من الآراء، التي طالب خلالها آلاف الجماهير داخل مصر وخارجها بضرورة استمرار استضافة الفرق الأجنبية والعالمية الجادة، إلى جانب إقامة حفلات مماثلة لاحتفال الأوبرا بيوم السياحة العالمي، والذي أقيم بمدينة شرم الشيخ حتى لا ينعزل المصريون عن ثقافات العالم ويتمكنوا من التعرف على ثقافات الآخر وأيضا نقل هذه العروض الي مسارح الأوبرا في الاسكندرية ودمنهور لفتح نوافذ جديدة للثقافة المصرية علي ثقافات العالم لإبراز مدي تحضر وثقافة الشعب المصري باعتبار الفن مرآة هامة للمجتمع وايضاً ينعكس بصورة ايجابية على دعم الاقتصاد المصري وتنشيط السياحة.أكدت رئيسة الأوبرا أن عام 2013 يشهد استمراراً للنشاط الفني المتميز للأوبرا، من خلال عروض الفرق الفنية التابعة ومواصلة الأنشطة الثقافية بجانب الفرق الأجنبية التي تقدم فنونها للشعب المصري، حيث يتم تقديم أوبرات لابوهيم وموتسارت والحب والأرملة الطروب وسر سوزانا ويوليوس قيصر في مصر و حلاق إشبيلية ومن عروض الباليه خطوات شرقية والنيل وبينوكيو والليلة الكبيرة وبحيرة البجع وليلة مصرية.وتقدم فرقة الرقص المسرحي الحديث أحدث إنتاج فني تحت عنوان الحرافيش، كما تستضيف دار الأوبرا مجموعة من الفرق الأجنبية منها فلامنكو دى مدريد وفلامنكو كاسا باتاس (إسبانيا) وفرقة العام الجديد للفنون الصينية، ويتواصل البث المباشر لعروض أوبرا المتروبوليتان حيث يتم نقل عددا من أشهر الأوبرات الكلاسيكية منها أوبرا ريجوليتو وبارسيفال.

Locations of Site Visitors
Powered By Blogger