السبت، 20 أغسطس 2011

اطلاق شماريخ علي السفارة الاسرائيلية.mp4


كيف تتخلصين من الرؤوس السوداء والبقع الداكنة؟



تتكوّن الرؤوس السوداء(الزؤان)،التي تظهر على الجبين،الأنف والذقن،بسبب تأكسد الدهون الموجودة داخل المسام وتحوّلها الى اللون الأسود.


طرق إزالتها


لإزالة الرؤوس السوداء توجد طريقة سهلة وفعّالة تقضي بتحضير عجينة مكوّنة من الأسبيرين والمياه.ضعي القليل من هذه العجينة على المنطقة المستهدفة بالعلاج لمدة ثلاثة أيام متتالية،صباحاً ومساءً.فحمض الساليسيليك Salicylic Acid الموجود في الأسبيرين يحارب الرؤوس السوداء ويجعلها تخرج تلقائياً.


يمكنكِ أيضا إحناء رأسكِ في حوض من المياه الحارّة،ثم العمل على إزالة الرؤوس السوداء بإستخدام قطعة قماش نظيفة والضغط عليها لإخراجها بواسطة اليدين.

وقد يكون بإمكانكِ تحضير وصفة طبيعية بسيطة في المنزل ،تخلّصكِ من الرؤوس السوداء،عبارة عن خليط مكوّن من بياض بيضة مخفوق جيداً ليصبح على شكل كرة ثلجية، تضاف إليه ملعقة من طحين الذرة.
يمكنكِ تطبيق هذا القناع على وجهك بواسطة الأصابع وبحركة خفيفة من الأسفل الى أعلى الوجه ،مع تجنّب محيط العينين.
ولإزالة القناع،حاولي فرك وجهك بأصابعك ثم إغسلي بشرتك بالمياه المنعشة.


ما هي البقع الداكنة؟


البشرة السمراء تتصبّغ بسهولة ،لأن مادة الميلانين تتبعثر وتنتشر عشوائياً في الطبقات الأكثر سطحية من الجلد ،لدى إزالة البثور بواسطة الأظافر أو لدى حكّها.ما يؤدي الى ظهور التصبّغات أو البقع الجلدية الداكنة.


كيفية التخلّص منها


طرق إزالة البقع والتصبّغات تتعلّق بمدى قِدَمِها.فالبقع الحديثة أسهل بكثير من تلك التي تعود الى عشر سنوات أو أكثر..لا توجد أسرار في العلاج،فالأمر يتطلّب المواظبة على إستعمال العلاج المضاد للبقع والذي يتألف من المنظّف،المقشّر (مرتين أسبوعياً)والمضاد للتصبّغ.
لكن إستعمال مستحضرات تحتوي على نسب عالية من أسيد الفاكهة يمكن أن تؤدي الى تحسس الجلد.لذا عليكِ التنبّه!


نصائح


- نظفّي بشرتك جيداً ،في الصباح والمساء.
- إغسلي يديكِ جيداً قبل أن تُزيلي أي بثرة مليئة بالدهون .ثم إستعملي محرمة ورقية مقسومة الى قسمين لتجنّب إلتقاط بثور أخرى وللحد من ظهور البقع بعد إستخدام السائل المضاد للبكتيريا.
- إستعملي المستحضرات المضادة للبقع الذي يحتوي على عنصر الحماية من أشعة الشمس.أو طبّقي الواقي الشمسي بعنصر حماية يفوق ال 15 .
- لا تتوقعي أن تحصلي على نتيجة قبل مرور شهر.فالبقع الحديثة تحتاج بين 1-6 أشهر من العلاج للتخلّص منها،والقديمة تحتاج بين 6 أشهر وسنة.

ايلاف

والد النقيب أحمد جلال: ابني هاتفني قبل استشهاده بدقائق وأكد أن فرقته قاومت مقاومة عظيمة

السبت 20 اغسطس -

|photo
والد النقيب أحمد جلال: ابني هاتفني قبل استشهاده بدقائق وأكد أن فرقته قاومت مقاومة عظيمة

في حديث مطول أجرته جريدة المصري اليوم مع والد الشهيد النقيب "أحمد جلال"، وهو رئيس قسم الفسيولوجيا الطبيعية، بكلية الطب جامعة سوهاج، حكى الأب تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة نجله، نقيب الأمن المركزي الذي كان قائد سرية في نوبيع، قبل نقلة إلى المجموعة "ج" بمنطقة وسط سيناء، العلامة 79.

وقال د. جلال: "إنه في الثانية والنصف من ظهر الخميس اتصل بي ابني أحمد، حيث أكد أن طائرات هيلوكبتر إسرائيلية ضربتهم على الحدود الدولية المجموعة ج، وقد استشهد اثنان من جنود أفراد قوته، بعد أن قاومت مقاومة عظيمة، بالرغم أن الفرقة تحمل أسلحة خفيفة"، وأضاف أن نجله أبلغه في المكالمة بأنه "أصيب إصابات طفيفة".

وأشار والد الشهيد: "شعرت بأن أحمد كان يتحدث معنا ويعلم أنه سوف يلقى ربه، لأنه كان يستعجل الحديث معي ومع والدته ويريد إنهاء المكالمة بسرعة".

وأضاف: "بعدها بساعة حاولنا أن نتصل به، لكنه لم يرد على تليفونه، فبدأ الشك ينتاب الأسرة كلها، وبعدها اتصل أحد الأشخاص وقال إن خبر استشهاد أحمد موجود على مواقع الإنترنت".

وأوضح أنه بعدها اتصل بابنه الآخر، المقدم علاء عبدالقادر، رئيس مباحث مركز شرطة المنيا، فقام بالاتصال بأحد زملائه، فأخبره بأن شقيقه استشهد بالفعل وأن الخبر حقيقي.

وأوضح أنه ينتظر ما الذي سيفعله المجلس الأعلى للقوات المسلحة بصفته المسؤول عن إدارة شؤون البلاد "بعد تطاول الكيان الصهيوني على أبناء هذا الوطن". وأضاف: "أقول لهم ماذا لو أن ما حدث كان معكوسًا؟ ماذا ستفعل إسرائيل وكيف سيكون رد فعلها؟".

والشهيد أحمد من مواليد 17/ 6/1982، تخرج من كلية الشرطة عام 2003، وله ثلاثة إخوة، الكبرى الدكتورة علا، إخصائية بالمستشفي الجامعي بأسيوط، والثاني هو المقدم علاء، رئيس مباحث مركز شرطة المنيا، والثالث إسماعيل، طالب بكلية الحقوق. بينما تعمل والدته المهندسة الزراعية، مديرًا عامًا بالإدارة الزراعية بأسيوط.

وأوضح الدكتور جلال أن عميدين من قطاع الأمن المركزي حضرا إلى منزل الأسرة بأسيوط، وقدما واجب العزاء، وتم الاتفاق على أن تكون الجنازة عسكرية في مدينة أسيوط، ثم ينتقل الجثمان إلى مقر العائلة بقرية الصلعا مركز سوهاج، ليتم دفن االشهيد في مسقط رأسه.

المصري اليوم

النقيب قبل وفاته: إسرائيل تقصفنا بشراسة


المصريون 20-08-2011

أكد والد الشهيد النقيب احمد جلال- ضابط الأمن المركزى الذى استشهد على الحدود المصرية أثناء تأدية خدمته- أن ابنه قد اتصل به من المستشفى قبل وفاته، وأخبره ان الطائرات الاسرائيلية كانت "تقصفنا بشراسة" والنيران كانت "تنهال علينا من كل ناحية"، والجنود المصريون واجهوها باستبسال شديد.

وأشار والد الشهيد- فى مداخلة هاتفية لقناة الجزيرة مباشر- مساء أمس الجمعة إلى أن ذلك يدل على ان اسرائيل تعمدت قصف الحدود المصرية، وليس كما يُقال كانت تتبع بعض العناصر المتسللة.
وأضاف أن ابنه قال له انه مصاب ببعض الشظايا البسيطة وبجواره فى المستشفى جنديان مستشهدان، كما قال لوالده إنه سيقوم بالاتصال به مرة أخرى إلا أنه علم بنبأ استشهاده من وسائل الاعلام.
وطالب والد الشهيد بالقصاص العادل لابنه، وألا تذهب دماؤه ودماء زملائه هباءً.

الجمعة، 19 أغسطس 2011

العلاقات المصرية الأميركية على صفيح ساخن


شهدت العلاقات المصرية الأميركية توتراً واضحاً خلال الشهور القليلة الماضية، في أعقاب نجاح ثورة 25 يناير في الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، والكشف عن تقديم أميركا 40 مليون دولار لمنظمات وحركات سياسية بعد الثورة سراً من دون علم الحكومة المصرية.




على مدى 30 عاماً، وهو عمر حكم الرئيس السابق مبارك كانت توصف العلاقات المصرية -الأميركية بـ"الإستراتيجية " لما تمثله مصر من ثقل لدورها في المنطقة تجاه المصالح الأميركية، وإستطاعت الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض خلال الثلاثة عقود الماضية أن تفرض سيطرتها، بل ونفوذها على القرار المصري في معظم الأحيان وخاصة في العشر سنوات الأخيرة من عمر حكم مبارك والضغط على نظامه مقابل تحقيق حلمه ونجله جمال في الحصول على ضوء أخضر من البيت الأبيض لتمرير مشروع التوريث، ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن حيث اندلعت ثورة 25 يناير لتجعلها أضغاث أحلام، كما إستطاعت الإدارة الأميركية خلال عهد النظام السابق أن تتحكم في علاقات مصر بدول المنطقة والعمل على إتباع خطاها في علاقاتها مع دول المنطقة إما بالسلب أو بالإيجاب وفقا لأجندة ومصالح واشنطن.

ومرت العلاقات بين الجانبين المصري والأميركي بفترات من الفتور خلال الثلاثين عاما الماضية بسبب مواقف الإدارة الأميركية الفجة وسياسة الكيل بمكيالين من جانبها لممارسات إسرائيل تجاه القضية الفلسطينية، فضلا عن التلويح بورقة منع المعونات الأميركية سواء الإقتصادية أو العسكرية عن مصر.

وبعد قيام ثورة 25 يناير أرادت الإدارة الأميركية إستقطاب الثورة والثوار إلى جانبها لتنفيذ أجندتها وفرض سيطرتها على مقاليد الأمور لصالحها، ولكن نجحت الحكومة المصرية في إجهاض محاولات البيت الأبيض في إحتواء الثورة وتحويل مساراتها أو التأثير على مجريات محاكمة الرئيس السابق ونجليه وأعوانه وإستطاعت تفويت الفرصة عليها.

وتمر العلاقات المصرية -الأميركية في الوقت الراهن بمرحلة حساسة وحاسمة يشوبها التوتر من جراء بعض الإجراءات والتدابير التي قامت بها الإدارة الأميركية مؤخرا تجاه مصر، ومن أبرزها قرار الكونغرس الأميركي الذي صدر مؤخرا بتعيين مبعوث أميركي لشؤون الأقليات الدينية لدول مصر والعراق وباكستان وأفغانستان.

فضلا عن إعلان السفيرة الأميركية بالقاهرة منح عدد من الحركات السياسية وجمعيات المجتمع المدني بمصر نحو أربعين مليون دولار خلال الفترة الماضية وأن هناك مبلغ يزيد عن مئة مليون دولار أخرى في الطريق إلى عدد آخر من الجمعيات الأمر الذي إعتبرته الحكومة المصرية تدخلا في شؤونها الداخلية وأن هذه الإجراءات من شأنها أن تمس بأمور سيادتها، ونظرا لهذه الضجة التي أثيرت حول المنح المقدمة لمنظمات المجتمع المدني وفي محاولة منها لإرضاء الحكومة المصرية وإحتواء لتصعيد الأزمة بين البلدين قررت الإدارة الأميركية نقل جيمس بيفر مدير مكتب هيئة المعونة الأميركية بالقاهرة إلى بلاده.

وفي السطور التالية تبحث "إيلاف" وتناقش أسباب التوتر الحادث في العلاقات المصرية -الأميركية حاليا وتداعياته والنتائج التي يمكن أن تتمخض عن ذلك من خلال بعض المتخصصين في العلوم السياسية والإستراتيجية للوقوف على أبعاد هذه الأزمة وتطوراتها على أصعدة العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية.

منح أميركا للمجتمع المدني المصري

السفير جيفري فيلتمان

وفي البداية ومن واشنطن إعترف السفير جيفري فيلتمان، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، - في تصريحات صحفية- بوجود خلافات حول مسألة المنح المقدمة لمنظمات المجتمع المدني، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لا تريد التدخل في الشؤون المصرية.

وفي المقابل ومن القاهرة أعلن مصدر حكومي مصري بارز أن أي تمويل أجنبي لمؤسسات مصرية ينبغي أن يخضع للقوانين المصرية، وأن يكون معلنًا ويتسم بالشفافية وتوضيح الجهة المانحة والمستقبلة وحجم التمويل والأنشطة المستهدفة.

علاقة التبعية أنتهت

ومن جانبه أرجع د.محمد إبراهيم منصور، مدير مركز الدراسات المستقبلية بمجلس الوزراء المصري، أسباب الأزمة بين الجانبين المصري والأميركي إلى نتيجة تراكمات صنعت الأزمة الراهنة في العلاقات بين القاهرة وواشنطن،

محمد ابراهيم منصور
وأن القشة التي قصمت ظهر بعير هذه الأزمة، هي مسألة تمويل جمعيات المجتمع المدني وعقد إتفاقات من خلف الكواليس ومن وراء ظهر الدولة مع هذه المنظمات.

وتابع: "كان النظام السابق لمبارك يطلق على العلاقات بين البلدين بـ"الإستراتيجية " لكن هذا الوصف يمكن إطلاقه عندما تكون هناك علاقة ندية أو قوتين متكافئتين، لكن الواقع أن علاقة مصر في عهد مبارك بالإدارة الأميركية يمكن وصفها بإنبطاح كامل وتبعية وتسليم بسياستها لدرجة أننا كنا في مصر نعادي من يعادي أميركا ونصادق من يصادقها، أما الآن ففي مصر إرادة مستقلة وهي إحدى المكاسب القليلة لثورة 25يناير. مضيفا أن مصر إستطاعت أن تنجح في تفعيل القرار السياسي المستقل، وأن تختصر إستقلالية قرارها في وجه التدخلات الأميركية والإسرائيلية".

وحول تصوره المستقبلي للعلاقات المصرية -الأميركية شدد د.منصور على ضرورة إعادة صياغة العلاقات بين الجانبين على أساس من الندية والتكافؤ، وأن تصل لواشنطن رسالة قوية مفادها أن هناك مصر أخرى تستطيع أن تبني علاقاتها على أساس المصالح المتبادلة أى أن هناك مصر جديدة لا تفرط في إستقلالها الوطني مهما كان الثمن سواء معونات أو غيره.

السادات والنقلة النوعية في علاقة مصر بأميركا

ومن جهته، وفي منظور الخبير الإستراتيجي اللواء طلعت مسلم فان العلاقات بين الجانبين المصري والأميركي في عهد الرئيس السابق مبارك كانت هناك محاولة من جانب النظام في تأسيس للعلاقات نتيجة لحدوث تحول خطير في

اللواء طلعت مسلم
هذه العلاقات منذ عهد الرئيس السادات، وبالتالي محاولة لبناء هذه العلاقات على أسس جديدة ومخالفة لما كانت عليه قبل ذلك، لأن السادات أجرى نقلة نوعية في العلاقات بين الجانبين بنسبة 180 درجة عكس مما كانت عليه.

فضلاً عن أنه أعلن أن نسبة 99%من أوراق القضية الفلسطينية في يد الأميركان، وهذا يعني أن مبارك حاول إستمرار هذا الإتجاه وتطويره لإعتباره أن العلاقات مع أميركا رئيسة. وأضاف: "وكان الإختلاف الوحيد بين مبارك والإدارة الأميركية حول التوريث والجانب الديمقراطي، كما أستخدم مبارك فزاعة "الإخوان المسلمين" لتقليل الإتجاه نحو الديمقراطية والذي طالبته به أميركا".

التمويل أزمة مزمنة

وكشف اللواء مسلم أن خلاف مصر مع أميركا حول مسألة المعونات لمنظمات المجتمع المدني وضرورة متابعتها وتوزيعها بإشراف الحكومة المصرية لم يكن وليد اليوم، ولكن هو خلاف قديم بينهما نشب قبل ثورة 25 يناير وتجدد مع هذه المنح والمعونات التي قدمت بملايين الدولارات إلى حركات سياسية ومنظمات مجتمع مدني.

كان من أبرز هذه الخلافات حول الدعم المقدم لمركز إبن خلدون والذي يترأسه د.سعدالدين إبراهيم وهذه نقطة خلافية، ولافتا إلى أنه لم يتضح بعد وللآن ماذا ستفعل الثورة مع أميركا؟ وللآسف -والحديث للواء مسلم - أن جزء العلاقات الخارجية غير واضح وفي هذه الظروف من الصعب التكهن أو التصور الدخول في مشاكل مع أميركا لكنه أمر لا يمكن تفاديه، لكن في النهاية الموقف من إسرائيل غير موقف مبارك، ولا يستطيع الرئيس المقبل لمصر أن يقوم بما قام به مبارك على إعتبار أنه مخالف لإتجاهات الشارع المصري.

التدرج والبحث عن بدائل

ورأى اللواء مسلم أن كلا الجانبين يعلم أهمية علاقته بالجانب الآخر، ومصر خلال الفترة الماضية معتمدة على أميركا بدرجة كبيرة تجعلها من الصعب أنها لا تستطيع الإستغناء عنها، لكن مصر تحتاج إلى فترة زمنية وإلى نوع من التدرج في إيجاد مصادر بديلة لبعض المصادر التي تعتمد فيها مصر على أميركا.

خلاف طبيعي

محمد بسيوني
وبدوره وصف سفير مصر الأسبق في إسرائيل محمد بسيوني الخلاف بسبب المعونات الأميركية الممنوحة لمنظمات المجتمع المدني في مصر بين الجانبين بـ "الوضع الطبيعي" لأنه لا يمكن أن نقبل شيئاً يمس السيادة المصرية، ولكن يتم التغلب على الخلاف بإتفاق الجانبين ومن خلال عمل منظمات المجتمنعلا المدني المسجلة لدى الحكومة المصرية، ومشيرا إلى أن بلاده لن تقبل بأي علاقة تبعية أو سياسة تبعية لأنه لنا سيادتنا، والمعونات التي نتلقاها لن تكون مبررا للتبعية.

وبشأن العلاقة المستقبلية بين البلدين أكد بسيوني أنه مع أي نظام من أنظمة الحكم في أميركا سواء الجمهوريين أم الديمقراطيين فإن لمصر لها سيادتها ولن تقبل بأي حال من الاحوال أن تكون دولة تابعة في سياستها، لأن لها تاريخها ودورها وثقلها ومواقفها، ولن نقبل إطلاقا بمعونات أميركية مشروطة تؤثر على سيادة مصر.

تقليص نفوذ أميركا

ورأى لواء د.نبيل فؤاد خبير إستراتيجي أن أميركا درجت خلال فترة حكم مبارك أن يكون لها نوعا من النفوذ على السياسة المصرية بشقيها الداخلي والخارجي، وبقيام ثورة 25 يناير بدأ يتقلص هذا النفوذ، ومن هنا بدا يلوح في الأفق نوع من الشد والجذب بين مصر وأميركا للخروج من دائرة النفوذ الأميركي، ولكن الإدارة الأميركية تحاول إحكام قبضتها على مقاليد الأمور لوجود مصالح لها في المنطقة، ولكن سطح العلاقة بين الجانبين لا يظهر حجم السخونة بينهما تحت السطح.

أنشطة السفارة الأميركية بالقاهرة

نبيل فؤاد
واستطرد: "وأميركا لم تخف أنها قدمت مساعدات لمنظمات المجتمع المدني ولكن مامصير هذه المعونات ؟ وهذا جانب من جوانب الشد والجذب في العلاقات بين البلدين، فضلا عن أنشطة السفارة الأميركية في القاهرة داخل مصر وقيام مسؤولييها بإجراء إتصالات مع فئات كثيرة من الحركات السياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وهذا بالطبع مخالف تماما للأعراف الدبلوماسية المسموح بها للسفارات الأجنبية المعتمدة لدى أي دولة وليس السفارة الأميركية فقط إضافة إلى مخالفة هذه الأنشطة لقواعد القانون الدولي".

إستغناء مصر عن المعونات ممكن

وحول حجم المعونات الممنوحة من أميركا لمصر وإنعكاساتها على العلاقة بين البلدين بيّن فؤاد أن "هناك نوعين من المعونات التي تقدم من أميركا لمصر وهي معونات إقتصادية وأخرى عسكرية، وكان حجم المعونات الإقتصادية 1,2 مليار دولار تقلص حجمها الآن إلى 500 مليون دولارسنويا، أما المعونات العسكرية فمازالت تقدر بنحو 1,2 مليار دولار سنويا، وهذه المبالغ ليست كبيرة ، ويمكن لمصر أن تستغنى عنها لو أرادت وعليها حينئذ وضع الخطط البديلة لأنها ليست مبالغ كبيرة، ولكن لو طلبت مصر الإستغناء عن هذه المعونات الآن فهذا يعتبر نوع من تصعيد الخلافات مع أميركا.

خط واضح وصريح للسياسة الخارجية المصرية

وتابع: "وأميركا دولة عظمى ولها مصالح في المنطقة ويجب أن نحترم مصالحها مادامت لا تتعارض مع المصالح المصرية ولا مع الأمن القومي المصري، وبالتالي العلاقات تسير في طريقها، ومن مصلحة أميركا أن تكون جيدة ولكن ليس على حساب المصلحة المصرية، وداعيا أن يكون لمصر خط واضح وصريح لتعديل توجهات السياسة المصرية ليس تجاه أميركا فقط ولكن بإتجاه الإقليم كله الذي تعيش فيه، بإعتبارنا دولة كبرى إقليميا يليق بها وبحجمها لأنه سيهيئها للتعامل بشكل أكثر كفاءة مع القوى الكبرى على المستوى الدولي"

ايلاف

المفكر القبطي بولس رمزي يرد علي مدير مركز ابن خلدون: عفواً د. سعدالدين إبراهيم ..كفانا سياسة التنويـم من أجل التقسيم!


تلقت "المساء" تعليقا وردا من المفكر القبطي بولس رمزي علي الحوار الذي أجرته مع د. سعدالدين إبراهيم مؤسس ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية.. وإيماناً منا بأهمية الحوار والتفاعل حول القضية الهامة التي أثرناها في الحوار مع د. سعد والتي أثرناها من قبل حول مخططات تقسيم مصر فإننا ننشر هذا الرد من المفكر بولس رمزي ونرحب بأي تعليقات في هذا المجال.. وفيما يلي رد بولس رمزي علي د. سعد:
الآن وبعد أن كشفنا مخططاتهم الرامية إلي تقسيم مصر نواجه بسياسة غريبة تهدف إلي احباط أي محاولة لاستفاقة الشعب المصري من سكرة ونشوة انتصارات الثورة. محاولة تهدف إلي إغراق الشعب المصري في موضوعات تبعده عن مخطط التقسيم لأنهم يعلمون جيدا ان أي استفاقة للشعب المصري نحو عدو خارجي يتآمر ويخطط لوطنه من أجل تقسيم وطنه إلي دويلات ضعيفة هزيلة فإن استفاقته سوف توحده ونري من جديد القبطي والسلفي والإخواني والعلماني والليبرالي ايد واحدة حقيقة في مواجهة هذا المخطط الامبريالي الهادف إلي تقسيم مصر بغرض إضعافها ويدور هذا الحوار حول المخططات الرامية إلي تقسيم مصر وأنا هنا بصدد الرد علي ما جاء في هذا الحوار:
في سؤال وجهه مدير الحوار الأستاذ مختار عبدالعال نائب أول رئيس تحرير جريدة المساء المصرية وكان نص السؤال: هناك ثورة غضب في المجتمع المصري بسبب قرار الكونجرس الأمريكي استحداث منصب مندوب لشئون الأقليات في الشرق الأوسط وآسيا؟! ما تعليقك؟
فكانت اجابة سيادته المضحكة المبكية:
"هناك منصب موجود في الادارة الأمريكية من قبل لشئون الأقليات في العالم كله.. واستحداث منصب لشئون الأقليات في الشرق الأوسط وآسيا أو أي منطقة هو أمر من حق أمريكا كما انه من حق مصر تعيين مبعوث مصري خاص لشئون المسلمين في الولايات المتحدة".
وهنا لا يمكن الصمت علي هذه الاجابة التي أشتم منها رائحة غير ذكية وتعليقي علي رد الدكتور سعدالدير إبراهيم يتمحور فيما يلي:
من الطبيعي أن جناب دكتور سعد من خلال اجابته يعلن قبوله التام بحق أمريكا في أن يكون لها مبعوث في مصر يعبث في داخلها من أجل تعزيز المخططات الأمريكية التي تهدف إلي تقسيم مصر وفقاً لأيدلوجيات دينية لأمريكا النصيب الأكبر في ترسيخها في كل منطقة الشرق الأوسط. وهنا أوجه مجموعة من الأسئلة إلي السيد سعد الدين إبراهيم الذي لم يخرج من السجن بحكم قضائي كما يدعي بل كان حكما سياسيا وبضغط أمريكي من السيدة كونداليزا رايس صاحبة نظرية الفوضي الخلاقة:
السؤال الأول: هل تعلم يا دكتور سعد معني مصطلح الفوضي الخلاقة الذي تتبناه الإدارة الأمريكية؟ طبعاً المعني معروف للجميع وهو احداث فوضي عارمة في الدولة باسقاط مؤسساتها الأمنية والقضائية والإعلامية وأيضاً العسكرية وتصبح الدولة بلا مؤسسات حاكمة وضابطة لها ثم يتم البدء في الشق الثاني من النظرية وهو الخلاق عن طريق خلق كيانات ودول حديثة واختفاء دول كلاسيكية قديمة. ولا ننسي ما فعلته أجهزة المخابرات الأمريكية في يوغوسلافيا القديمة واختفاؤها تماما من علي خارطة العالم وظهور أربعة دول طائفية كانت آخرها دولة كوسوفو الألبانية التي انشطرت من صربيا وكانت الولايات المتحدة أول من حمي قيامها واعترف بها وكان تقسيم يوغوسلافيا ركوبا علي ثورة الايد الواحدة التي اشتعلت في يوغوسلافيا.
السؤال الثاني ــ ما هو الدور الذي سوف يلعبه هذا المبعوث الأمريكي في مصر يا سيد سعد طبعا أنا متأكد أن سيادتك تعرف جيدا هذا الدور ولكنك بالطبع لم تتعرض له لأنك تعمل عن قصد أو غير قصد علي التهدئة من روع المريض وأن تخفي عليه أن هناك عمليات بتر سوف تجري لأطرافه وكلمات التهدئة هي بمثابة حقنة البنج التي يجب اعطاؤها للمريض من أجل أن يفقد وعيه. والغريب في الأمر ان هذا دور لا تلعبه وحدك ولكن تلعبه مجموعة كبيرة من نجوم السياسيين وغالبية القنوات التليفزيونية التي تتجاهل هذا الموضوع بشكل مريب ويدعو إلي الدهشة؟
عزيزي الدكتور سعدالدين إبراهيم لا يجب أن نتجاهل ما يحاك لنا ونقول من حق مصر أن تعين مبعوثاً لها خاصاً لشئون المسلمين!!! وهل إذا أرسلت مصر مبعوثا إلي أمريكا سوف يكون من شأنه احباط مخطط تقسيم مصر؟! وما هو ثقل مصر يا دكتور سعد بالمقارنة بالثقل الأمريكي؟! ولم تعطي هذا الحق لأمريكا في التدخل في الشأن الداخلي المصري ومن أعطاك هذا الحق؟!
السؤال الثالث ــ عزيزي الدكتور سعدالدين إبراهيم انت تعلم أكثر مني ان الادارة الأمريكية التي تتباكي علي أقباط مصر هي المسئول الأول عن ضياع مسيحيي العراق وهجرتهم من وطنهم إلي الشتات ولم يتبق منهم سوي بضعة آلاف ينتظرون دورهم في الرحيل من جحيم العراق التي تعيشه تحت الاحتلال الأمريكي. فهل حمت أمريكا مسيحيي العراق؟ كي تأتي إلي مصر لحماية أقباطها؟!
في سؤال آخر للسيد الدكتور سعدالدين إبراهيم: "ولكن هل توافق علي أن يصل الأمر إلي حد قيام موريس صادق وغيره بتقديم طلب حماية دولية للأقباط"؟!
فكانت اجابة سيادته: "موريس صادق هذا شخص مهووس.. دعه يطلب ما يريد.. يبالغ في كل شيء.. من سيستجيب له".
لقد أضحكتني اجابة سيادته كثيرا لانها أعادت إلي ذاكرتي مقولتين:
المقولة الأولي كانت من قداسة البابا شنوده عند مواجهته بموضوع موريس صادق فكان رد قداسته ان موريس صادق يسعي إلي الشهرة ولن أعلق علي أفعاله اتركوه ولا تهتموا به.. نفس اجابة الدكتور سعدالدين إبراهيم تقريبا وهذا شيء يدعو إلي الدهشة.
أما الثانية فقد كانت من الرئيس مبارك عندما قال "سيبوهم يتسلوا" والتسلية أوصلته إلي قفص الاتهام علي سرير طبي.
يا دكتور سعد تصريحاتك هذه جعلتني لا أستطيع اخفاء الشك في نواياها.. موريس صادق ليس شخصا مهووسا.. فإذا كان موريس صادق مهووسا فهل أيضا القمص مرقص عزيز الذي يعتبر هو المحرك الأساسي في تحريض الشباب القبطي علي جمع تلك التوكيلات الاليكترونية مهووسا مثله.
هل ملايين التوكيلات التي حصلوا عليها بشحن طائفي قام به القمص مرقس عزيز للشباب القبطي بالداخل المصري من خلال فضائياتهم عبر القمر الأوروبي وحصولهم علي ملايين التوكيلات الاليكترونية أعطتهم الحق في تمثيل الأقباط أمام المنظمات الدولية هي توكيلات مهووسة أيضا؟! أم سيادتك تمارس نفس أسلوب التخدير والتهوين إلي أن نري أنفسنا أمام واقعنا المرير.. هل سيادتك تقول هذا من أجل التقليل من خطورة المخطط واستمرار الشعب المصري في غفوته ونعاسه لانه لو أفيق الشعب المصري علي هذا المخطط سوف يتخلي عن كل متناقضاته واختلافاته السياسية والايدلوجية ويتوحد بجميع أطيافه بقوة لن تستطيع أمريكا ولا العالم كله الوقوف في مواجهتها ولذلك تعمد انت ومن يدورون في نفس الفلك حول تنعيس وتنويم وتخدير هذا الشعب وإخراس كل من تسول له نفسه الحديث عن موضوع مخطط التقسيم واتهامه بالسفه والغفلة وعدم درايته بتاريخ وجغرافية وطوبوغرافية مصر التي لا يمكن بأي حال من الأحوال تقسيمها وأن يتم إخراس أي لسان يتحدث عن سايكس بيكو جديدة تنفذ علي أرض الواقع في كل المنطقة العربية وليس مصر فحسب وتغط كل المنطقة في سبات ونوم عميق.
وفي سؤال أخير لسيادته:
"ولكن البعض يعتقد ان تلك الخطوات وغيرها تسير في طريق تقسيم مصر؟!".
"لا يمكن تقسيم مصر.. من يقول ذلك لا يعرف التاريخ أو الجغرافيا.. مصر بلد موحدة منذ آلاف السنين منذ أيام مينا" والله هذا كلام كبير متوقع يا دكتور سعد يجعلنا ننام ونلتحف ونغط في نوم عميق حتي نفيق علي حدث جلل وهو تقسيم الوطن.
يا دكتور سعد نفس هذا الكلام قيل بالحرف الواحد قبل اتفاقية سايكس بيكو انه لا أحد يستطيع تقسيم المنطقة ونحن في رباط إلي يوم الدين وعندما فاقت الأمة من غفلتها وجدت نفسها مقسمة ومحددة وموزعة هدايا للمنتصرين ومن لا يعرف التاريخ ويأخذ العبر منه عليه أن يتحمل تبعات جهله بالتاريخ ولكي أدق ناقوس الخطر أعيد نبذة تاريخية علي عزيزي القارئ في لمحة تاريخية موجزة عن اتفاقية سايكس بيكو التي نجحت في تقسيم الدولة العثمانية الكبري:
"ان الخلافة العثمانية التي كانت رغم ضعفها الشديد تحمي وحدة المنطقة العربية والإسلامية فقد قرر التحالف الصهيوني الغربي اسقاط الخلافة العثمانية عن طريق اسقاط الخليفة القوي "عبدالحميد الثاني" ثم إحداث انقلاب عسكري ثم وعود خادعة وبراقة للشريف حسين أمير الحجاز ليكون هو خليفة عربياً بدلا من الخليفة التركي وهكذا سار المخطط الغربي في طريقه حتي أدي في النهاية إلي سقوط دولة الخلافة العثمانية.
وفي الوقت الذي كانت فيه الحكومة البريطانية تتصل بالشريف حسين وتبذل له الوعود بدولة عربية مستقلة يكون خليفة عليها كان هناك تجهيز وإعداد لعقد مفاوضات ومؤتمرات انجليزية فرنسية روسية في مدينة بطرسبرج أسفرت عن توقيع اتفاقية سايكس بيكو لاقتسام الفريسة "تركة الرجل المريض".
ظلت اتفاقية سايكس بيكو سرية لم تنشر إلا في شهر 11 سنة 1917 ــ 1336 هـ علي اثر قيام الثورة البلشيفية وعندما تسربت بنود هذه الاتفاقية كتبت بريطانيا للشريف حسين مؤكدة ان شيئا من ذلك لم يحدث وان مثل هذه الاتفاقية لا وجود لها وان تلك الصورة المنشورة لم تكن إلا مجرد محادثات قبل قيام الحرب وصدق الشريف الغبي الأكذوبة وانطلت عليه المؤامرة وواصل الغرب تنفيذ مخططاته في غيبة الوعي العربي".
عزيزي الدكتور سعدالدين إبراهيم نفس المخطط يحاك لنا. ونفس غيبة الوعي العربي والمصري نعيشه الآن. وعندما يظهر صوت يحذر من هذا المخطط تظهر أصوات لامعة تحبط وتخرس هذا الصوت. صمت إعلامي رهيب. قنوات تليفزيونية وفضائية مغيبة اراديا أو لا اراديا لا تناقش أي شيء غير الحديث عن محاكمة الرئيس المخلوع. والتعويضات بالملايين التي سوف تسقط علي رءوس أسر الشهداء. والمعتصمين علي باب ماسبيرو في انتظار شقة في مساكن الحكومة. وإلي غير ذلك من الموضوعات التي من شأنها اثارة الفتن وترسيخ الفوضي الخلاقة في المجتمع المصري وتتجاهل بشكل مريب ما يحاك لوطنهم ويغمضون أعينهم عن ذلك كأنهم يعيشون في كوكب آخر!!!
أخيراً:
حوار السيد الدكتور سعدالدين إبراهيم في نفس الجريدة. وعلي نفس الصفحة. ومع نفس الصحفي الجريء الذي "دق ناقوس خطر تقسيم مصر" ليس له إلا مدلول واحد ألا وهو أن هناك بعلم أو بدون علم أدوات مصرية تعبث بالداخل المصري والأمر يستحق منا أن نتحد جميعا كمصريين في وجه سايكس بيكو بنسختها الجديدة قادمة إلينا من جميع الاتجاهات سواء كان من الغرب. أو بعض الأنظمة العربية. أو من إسرائيل وتجاوز هذا كله لتكون له أدوات فاعلة في الداخل المصري.
الأمر يستحق الوقوف أمام هذه المخططات بالمرصاد وكشفها. والأهم من ذلك كله فإن هزيمة كل هؤلاء المتربصين بمصر لم ولن يكون إلا بتوحدنا الذي يعملون جاهدين ليل نهار إلي منع أي توحد بين أطياف الشعب المصري أمام هدف التقسيم وافشاله.. سؤالي الأخير للشعب المصري: هل نحن قادرون علي التوحد؟! إذا نجحنا في التوحد سوف نكسر أي يد تمتد إلي خريطة مصر مهما كانت قوة وطول هذه اليد.
عزيزي القارئ دعنا نفترض انني في حالة من الهذيان ومصاب ببرانويا التقسيم وان مخطط التقسيم لا وجود له إلا في خيالي المريض كما يفترض البعض في كل من يحذر من مثل هذه المخططات. فما يضيرنا من استعدادنا لمواجهة مثل هكذا مخطط؟!. ماذا يضيرنا في اتحادنا علي قلب رجل واحد جاهزين لافشال مخطط يدعون انه لا وجود له إلا في خيال مريض؟ أعتقد أن توحدنا يأتي في صالح الوطن وليس العكس. أليس كذلك؟! ان تحفزنا لمخطط مجهول كما يدعي البعض لن يضيرنا في شيء بل يقوي انتماءنا للوطن ووحدتنا ويخرس أي لسان يفكر في التدخل في الشأن الداخلي المصري. أليس كذلك يا دكتور سعد؟! ان الوضع الذي نعيشه الآن يا دكتور سعد لا يحتمل التهوين والتنويم بل يجب عليك كمفكر سياسي مصري ناضلت وسجنت من أجل وطنك كما تتشدق دائما وتتباهي بسجنك في عصر مبارك أن تنمي روح الوحدة الوطنية والحيطة والحذر استعدادا لمواجهة أي فعل يأتي لنا من الخارج من شأنه أن يساهم في تجزئة وتقسيم الوطن. أليس كذلك يا دكتور سعد؟
اللهم فقد أبلغت. اللهم فاشهد. وقد أعذر من أنذر.

المساء

ليت الكواكبى وحمدان بيننا هذه الايام



د. هشام الحمامي (المصريون) 18-08-2011

كم كنت أتمنى أن يكون(ابو الضعفاء)عبد الرحمن الكواكبى (1855-1902م )وجمال حمدان (1928-1993م)..بيننا هذه الأيام ليرى الأول كيف صرعنا الاستبداد وليرى الثانى كيف ثار المصريون على حاكمهم .

عاش الكواكبى عمره كله يحارب الاستبداد السياسى والطغيان وما يترتب عليهما من مفاسد فى وجه الحياه كلها. وانتج مؤلفه الشهير(طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) الذى يطلق عليه بحق كتاب المستقبل العربى ..الذى تتمدد سطوره الأن عبر الميادين والشوارع التى ثار فيها العرب على حكامهم المستبدين .

الكاتب صدركتابه بعبارة(كلمات حق وصيحة فى واد.. ان ذهبت اليوم مع الريح ...فقد تذهب غدا بالاوتاد) وقد ذهبت بالاوتاد فى الغد الذى لم يكن بعيدا ..ولم يكتب للرجل أن يراه .. وأى أوتاد هى كانت يا أبا الضعفاء كما يسمونك.

( الاستبداد أشد وطأة من الوباء.. أكبرهولا من الحريق ..أعظم تخريبا من السيل ..أذل للنفوس من السؤال ..... اعتاد الاستبداد تسمية النصح فضولا..والغيرة عداوة..و الشهامة عتوا ..والحمية جنونا ..والانسانية حماقه .. والرحمة مرضا..والنفاق سياسة ..والتحايل سياسة..والدناءه لطفا ..والندامة دماثة) هذه إحدى صيحات الرجل فى توصيف دقيق للاستبداد...الغريب ان الكواكبى السورى الحلبى نشرهذا الكتاب فى مصر بعد ان أوى اليها هاربا من عارف باشا والى حلب الذى كان يخطط لتلفيق عدة قضايا له بعد لن تعالت صيحات الرجل بين الناس..

بدأ الكوكبى بنشرالكتاب فى سلسلة مقالات فى صحيفة (المؤيد) لصاحبها على يوسف (1863-1913م)..شيخ الصحافة الاسلامية كما كان يلقب وقتها ..يقول هوعن ذلك (فى زيارتى لمصر نشرت فى اشهر جرائدها بعض المقالات السياسية تحت عنوان الاستبداد ..ما هوالاستبداد وما تاثيره على الدين..وعلى العلم..وعلى التربيه ..وعلى الاخلاق ..وعلى المجد..وعلى المال؟..الى غير ذلك.)ثم ما لبثت هذه المقالات ان اصبحت كتابا وافيا.

البرت حورانى المفكر الانجليزى-اللبنانى الاصل (1915-1993)ذكر فى كتابه (الفكرالعربى فى عصرالنهضة) ان الكواكبى انطلق فى افكاره واراؤة من فكره الانحراف الدينى والاهتمام بالفرعيات وترك مقاصد الدين وجوهرة ..سنعرف بعد ذلك ان مقولة لا اصلاح سياسى بدون اصلاح دينى هى صحيحة تماما ..لذلك كان الاصلاح الدينى هو المستهل الأول لكل المصلحين.. الافغانى ومحمد عبده رشيد رضا وحسن البنا ..ذلك ان ان الحكام عمدوا الى تشجيع التدين السلبى الانعزالى فقال(ان الحكام المستبدين لم يكتفوا فقط فى عملهم الشرير بتأييد الانحراف عن الدين الصحيح بل افسدوا المجتمع كله بهذا الانحراف ثم يقول واصفا الدولة الاسلامية العادلة التى يحقق فيها البشرغايتهم من الوجود (هى تلك التى يعيش فيها الفرد حرا ويخدم المجتمع بحرية ..وتسهر الحكومة على هذه الحرية وتكون الحكومة نفسها خاضعة للشعب ..ويستطرد... إن الدولة الاسلامية الحق هى هذا النموذج.. أما الدولة المستبدة فنقيض ذلك تماما فهى تتعدى على حقوق المواطنين وتبقيهم جهلاء كى تبقيهم خانعين وتنكر عليهم حقهم فى القيام بدورفعال فى الحياة وتشوه كيان الفرد الخلقى بالقضاء على الشجاعة والنزاهة والانتماء الدينى والقومى).والحل عند الكواكبى للخلاص من كل هذا هو القضاء التام على الاستبداد وسحقة ودفنه وانبات شجرة الحرية فوق قبرة .

رحم الله ابا الضعفاء الذى توفى مسموما فى القاهرة فى 14/6/1902..وقد توقفت كثيرا عند عن وصفه لدورالدولة العادلة انها تلك (الدولة التى يحقق فيها البشرغايتهم من الوجود )وما احسبنى اذهب بعيدا اذا قلت انها الغاية الانسانية النبيلة المتمثلة فى طاعة الله والعيش فى سعادة..طاعة يملؤها الايمان بالله وعنايته بما يمنحنا شعورا عميقا بالطمانينه والأمن الذى لا يمكن تعويضهما بأى شىء أخر..طاعة الله التى تستبعد طاعة البشر والخضوع لهم الطاعة والقرب الذى تنشىء بهما صلة جديدة بين الانسان وبين الله من جهة وبين الانسان والانسان من جهة اخرى.

توقفت كثيرا ايضا عند قوله ان الدولة المستبدة (تبقى الناس جهلاء كى تبقيهم خانعين)..وتنكر عليهم (حقهم فى القيام بدور فعال فى الحياة).والجهل والخنوع والدونية مثلث الاستبداد الاثير..وما من مستبد الا ويحرص كل الحرص على ان يكون الناس أسرى فى هذا السجن السحيق ..حكى لى زميل قادم من العمل فى ليبيا عن تفشى هذا الثلاثى فى المجتمع الليبى بوضوح شديد رغم الوفرة الاقتصادية التى حرمهم منها شيخ المستبدين فى العالم ..ولفت نظرة التفشى الرهيب للقمامة فى طرقات طرابلس العاصمة التى تستقبل الضيوف.. فما بال المدن الاخرى.. وعن حالة المسكنة التى تتبدى فى وجوه الناس وهم يسيرون فى الطرقات(مهما نظرت فى عينى فلن تجد نظرتى هناك ..قلبى ليس لى ولا لأحد ..لقد استقل عنى دون ان يصبح حجرا) ..هكذا وصف محمود درويش مساكين الاستبداد .. يهيىء لى أن كتاب الكواكبى نموذج تشريحى لحال المجتمع الليبى المسكين الذى عاش 42 عاما مسروق الروح والغاية والمعنى ..بعد ان حولهم هذا الشيطان الى سوائم وهوائم.. وهاهوالأن يطلق عليهم صواريخ سكود.!!

عكس هذه الصفات هى المعرفة والشجاعة والكرامة..وهى ركائز الحياة الحرة الكريمه فى المجتمعات التى لها (غاية)..تذكروا دائما فكرة (الغاية)هذه وانتم تتلون كتاب الله فى هذه الايام الفضيلة .وستذكرون انه يستحيل وجود (استبداد كواكبى) فى مجتمع موصول بهذا الكتاب الكريم .والذى سجله التاريخ الاسلامى فى بعض فتراته رغم ما به من مفاخر إلا أنه كان عارا يخالف هذه (الغاية).

تمنيت أيضا أن كان جمال حمدان بيننا ليرى كيف ثار المصريون على حاكمهم وعزلوه فى سابقة غير مسبوقة وهو الذى كان يصف الشخصية المصرية بانها شخصية تفرط فى المسالمة للحكام الطغاة ولا تثورعليهم ووصف ما سجلة تاريخ مصر على أنه ثورة بأنها (لم تزد عن كونها مجرد هبات وهوجات وتمردات عاجزة وفاشلة) وجمال حمدان صاحب نظرية مشهورة فى طبيعة المجتمعات النهرية التى تميل الى الدعة والخنوع ..لكن المصريين كتبوا فى تاريخهم المعاصر ما خالف هذه النظرية...ولو خير حمدان بين أن تخطأ نظريته وبين رؤية الحاكم المستبد الذى مات ميتته المجهولة فى عهده(17/4/93م) وهو قابع فى قفص المحكمة لأختار الثانية على الفور.

غير ان اهتمامى بجمال حمدان فى هذا السياق أكثر بنظرته للمحليات والريف فى المجتمع المصر فمما يرويه شقيقه الدكتورعبد الحميد صالح أنه كان يزوره في مكتبه بقسم الجغرافيا فقال له انهم وزعوا عليه وعلى زملاؤه فى الجامعةاستبيان فيه سؤال عن الوظيفة التي يرغب في شغلها والتي يستطيع من خلالها خدمة وطنه؟

فكانت اجابته هو: وزير الشؤن البلدية والقروية. ويكمل أخوه ولما اعربت له عن دهشتى لاختيار هذه الوزارة وبأن يكون وزيرا مرة واحدة قال له ان من يتولى هذه الوزارةيملك فى يدة نهضة مصر أو تخلفها ..وعدد له مزايا وفوائد هذه الوزارة ومهامها وان الشؤون البلدية هى البنية الاساسية التى بدونها لا تستقيم حياة الناس فى المدن وأن الشؤن القروية هى العمود الفقرى الذى بدونه ينقصم ظهر مصر.

وانا بدورى اهدى هذا الحوار الى كل الحالمين بنهضة مصر..اذ بالفعل نهضة مصر الحقيقية تبدأ من هنا من الـ1210 وحدة محلية ومن الـ 4673 قرية التى تشكل كما قال علامة الجغرافيا البشرية العمود الفقرى للوطن وبدونه ينقصم ظهر مصر . وأنا شخصيا ليس لدى تفسير لملىء المحليات باللصوص و الفاسدين واهمال الريف وافقاره وتخلفه على مدارالخمسين عاما الماضية الا لتحقيق هدفين يتفقا مع ما ذهب اليه الكواكبى فى وصف طبائع الاستبداد :الاول اتلاف وتكدير حياة الناس فى المدن والثانى قصم ظهر مصر .

أما وقد ذهب الاستبداد والاستعباد فقد أن لشخصية مصر أن تكون كما ينبغى لها ان تكون ..عظيمة قوية رائدة وإنها لكذلك إن شاء الله..(وما كان الله ليعجزه من شىء فى الأرض ولا فى السماء إنه كان عليما قديرا).

وصف الثورة المصرية بأنها "مؤامرة صهيونية".. سياسيون مصريون لـ قائد شرطة دبي: سنقول لك "متشكرين" إذا خلصتمونا من ظلم مبارك


(المصريون): | 18-08-2011

أعرب سياسيون مصريون عن استهجانهم لتصريحات قائد عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، التي وصف فيها الثورة المصرية بأنها "مؤامرة صهيونية على زعيم عربي أخلص لوطنه وأمته العربية لسنوات طويلة".

وتساءل الشيخ سيد عسكر عضو مجلس الشعب السابق في سخرية: هل كان القائد العام لشرطة دبي في وعيه عندما أكد أن إسرائيل تقف وراء الثورة المصرية انتقاما من الرئيس المخلوع.

وأضاف: "على قائد شرطة دبي أن يطلب من المجلس الأعلى العسكري تسليم الرئيس المخلوع حسني مبارك إليه، وأن يسند إليه قيادة دولة الإمارات، وعندها سوف نقول له: متشكرين بعد أن أشعبنا نظام مبارك الفاسد 30 عاما من الظلم والاستبداد ونهب ثروات وأموال الشعب المصري".

من جانبه، أرجع النائب صابر أبو الفتوح القيادي بحزب "العدالة والحرية" دفاع قائد شرطة دبي عن الرئيس المخلوع ووصفه لثورة مصر بأنها مؤامرة صهيونية إلي الخوف الذي أصاب القادة العرب بعد نجاح الثورة المصرية وتنحى الرئيس المخلوع الذي ظلم الشعب المصري على مدار 30 عاما.

وأكد أبو الفتوح أن أغلب الحكام العرب الذين اتهمهم بأنهم أهانوا شعوبهم لا يعرفون معنى الديموقراطية والحرية وأن كل ما يهمهم مصالحهم الشخصية.

وأبدى استغرابه من تصريحات قائد شرطة دبي حول أن الثورة المصرية مؤامرة صهيونية في الوقت الذي وصفت فيه التصريحات الإسرائيلية يوم تنحى مبارك بأنه هو يوم أسود لإسرائيل وأنها بتنحي مبارك فقدت أعز اصدقائها.

الشعب هو صاحب الإرادة وصاحب القرار



جمال سلطان (المصريون) 18-08-2011

الجدل السياسي الحاد نسبيا الذي يدور في مصر الآن بين التيار الإسلامي وتيارات ليبرالية ويسارية ليس أمرا منكرا في جملته ، بل هو طبيعي في ظل أجواء ثورة وخوف الجميع عليها وتوترهم من كثرة التحرش بها ، وأتجرأ على القول أنه حوار محمود ، خاصة أني لاحظت أنه أخرج هواجس كل طرف من أعماقها وغموضها ووضعها على طاولة الحوار ، وفي حدود معلوماتي التي توصلت إليها بالحوار مع أطراف وشخصيات عديدة ، فلم يحدث أي حوار مباشر من هذا النوع إلا وأثمر توافقا مدهشا أذهل حتى المشاركين فيه ، واكتشف فيه كل طرف في الطرف الآخر جوانب من الإيجابية والاتفاق لم يكن يراها من قبل أو يتصورها .

وما حدث في اللقاء الذي رعاه شيخ الأزهر أمس بخصوص وثيقة لمبادئ دستورية يتوافق عليها أطياف الوطن السياسية يأتي في هذا السياق ، ولا يتسبب في الإضرار بهذا الحوار إلا واحد من اثنين ، الانتهازيين وهواة الظهور الإعلامي والسياسي الذين يتعجلون طرح قضايا خلافية لمجرد التفجير وليس للحوار أو الوصول إلى حل أو اصطناع البعض لجانا ومجالس سياسية يشوبها روح الإقصاء للآخرين ، والطرف الآخر هم أولئك الكارهون للثورة ابتداءا دون قدرة لهم على الجهر بهذا العداء ، ويحاولون عرقلة أي حوار وطني جاد أو تفخيخه ، وهم فلول حقيقية للنظام القديم ، موزعة على الإعلام وأماكن أخرى ، وإذا نجحت القوى السياسية المصرية في تعزيز الحوار المباشر وإخراج كل الهواجس على طاولة الحوار الصريح والجاد ، فأعتقد أن الثورة ستكون آنذاك قد وضعت البلاد على المسار الصحيح والصحي .

أكثر ما يخيفني أن يتصور أحد الفرقاء أنه يتعامل مع "أعداء" في الطرف الآخر ، ويتصل بذلك التعامل مع المجلس العسكري بوصفه حكما بين القوى الوطنية ، وصاحب المبادرات السياسية التي نتخذ المواقف منها سلبا أو إيجابا أو ننتظر مبادرته فيها لكي نحدد كيف نتعامل معها ، في حين أن المجلس العسكري نفسه لم يدع لنفسه هذا الدور ، وإنما هو أداة مسؤولة لتنفيذ الإرادة الشعبية ، وتحقيق مطالب الثورة ، وأما القرار نفسه والرؤية والاختيار والإرادة السياسية فهي لمجموع القوى الوطنية المصرية وخاصة تلك القوى التي فجرت الثورة وشاركت فيها وحققت معها الانتصار ، وأحذر الجميع ، إسلاميين وليبراليين ويساريين ، لا تورطوا أنفسكم في هذا المأزق الخطير ، ولا تورطوا المؤسسة العسكرية فيه ، لا ينبغي أن نؤسس بسلوك خاطئ أو وعي خاطئ أو شيئ من الانتهازية لوضع سياسي للمجلس العسكري ، يضر به في النهاية ويضر بنا أيضا ويحرف مسار الثورة ، المستقبل السياسي لمصر منوط بقواها السياسية المدنية ، من أحزاب وجماعات وتيارات مختلفة فاعلة ، والمجلس العسكري أعلن مرارا أن دوره تحقيق تلك الإرادة وتنفيذ مطالب الثورة ، وبالتالي تقع مسؤولية صياغة الرؤية والدستور على أعتاقنا نحن .

وأرجو أن يكون بمقدور القوى الوطنية المصرية ، إنجاز مجلس وطني مؤقت ، تتمثل فيه القوى الرئيسية من كل التيارات بما في ذلك المرشحون المحتملون للرئاسة والأحزاب والائتلافات الرئيسية وخاصة شباب الثورة ، بحيث يتولى هذا المجلس الوطني إدارة الحوار ، بمبادرة شعبية وليس بإرادة سلطوية من الحكومة أو المجلس العسكري ، وأن يكون الدور الأساس لهذا المجلس بلورة إجماع وطني على رؤية جامعة للمرحلة المقبلة يتوافق عليها الجميع ، ويوقعون على الالتزام بها سياسيا وأخلاقيا أمام الشعب ، تحقق الأمان لدى الجميع حول تصور مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، وفي نفس الوقت تحقق حماية إرادة الشعب وترسيخ "المبدأ الديمقراطي الجامع" وهو أن الشعب مصدر السلطات .

مصر أكثر مجتمع عربي وإسلامي يتصف بالتجانس الإنساني ، ولا يعاني أي صدع خطير عرقي أو ديني أو طائفي أو عشائري ، كتلك التي تعانيها مجتمعات أخرى حولنا ، فلماذا نصطنع شقاقا لا وجود له ، ولا معنى له ، إن عجز القوى السياسية المصرية حتى الآن عن إنجاز توافق وطني جاد وديمقراطي ، وعجزهم عن إدارة حوار حقيقي مثمر ، هو إدانة لجميع تلك القوى ، وأقول بكل وضوح ، أنه يمثل خيانة لدماء الشهداء والتضحيات التي قدمت من أجل مصر الحرة .

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

إنفراد.. ليفي يقود الثورة



د. محمد سعد أبو العزم (المصريون) 17-08-2011

وأخيرًا تكشف السر.. وعرفنا أن من يقف خلف ثورة مصر، وكل الثورات العربية، هو "برنارد هنري ليفي"، وأن ربيع الثورات العربية إنما صنع بأيدي صهيونية، ومن خلال واحد من أهم المرشحين لرئاسة إسرائيل.

هذه ليست نكتة، وإنما هي رسالة جادة جدًا، وصلتني عبر البريد الإلكتروني، مرفقة بالصور والإثباتات التي تؤكد هذا الطرح، تنقل "ليفي" بين العديد من المناطق الساخنة بالعالمين العربي والإسلامي، تحرك بحرية وسط الثوار، التقطت له العديد من الصور في ميدان التحرير، وهو يسلم على أحد الجنود المصريين، ونفس الكلام حدث في ليبيا، وبالرغم من أني أرفض طرح الفكرة من الأساس، وأرفض ذلك الأسلوب الذي يقزم من إمكانياتنا، ويجعلنا مجرد قطيع لا حول له ولا قوة، يتحكم فيه مجرد شخص واحد، إلا أني أخذت الأمر على محمل الجد، وبحثت كثيرًا عن شخصية "ليفي"، عن حياته، وكتاباته، وأدواره السياسية، كان يهمني كثيرًا أن نتعرف على الحقيقة، حتى نستعيد الثقة في نفسنا، أعرف أن ميراث السنوات الطويلة أصبح مقيدًا لقدرة بعضنا حتى على الحلم، فلم نعد نتخيل أن الأمور يمكن أن تسير على ما يرام، هناك من فقد الثقة في نفسه، وفي المجتمع ككل، أصبحت نظرته للأحداث تحمل الكثير من الشك والريبة، فكل ما يحدث هو مؤامرة، احذر من أن تكون قد تحولت بمرور الوقت إلى شخص يجيد فن النقد، ووصلت إلى درجة الاحتراف فيه، ولما حان وقت البناء والعمل لم تجد ما تفعله سوى الصوت العالي، والغضب، والتشكيك. ولكن هذا لا يمنع على الإطلاق من أن نأخذ حذرنا، ونعرف أن هناك من يحاول أن يركب الموجة، ويقفز على ثورتنا، ويعتبر نفسه الأب الشرعي لها، ليس في الداخل فقط؛ وإنما حتى في الخارج أيضًا.

آخر تجار الشنطة الذي تردد اسمه كثيرًا في وسائل الإعلام، وكان حريصًا على أن يقحم نفسه في كل منطقة ساخنة من عاملنا العربي، هو "برنارد ليفي"، الفيلسوف ذو القميص الأبيض، يهودي صاحب جذور عربية، من مواليد الجزائر، هاجرت عائلته إلى باريس بعد أشهر من ميلاده، درس الفلسفة واشتهر كأحد "الفلاسفة الجدد"، معروف بمواقفه المعادية بشدة للعرب والمسلمين، وبشراسته الشديدة في الدفاع عن إسرائيل، في يونيو 1967، لم تمنع "ليفي" جنسيته الفرنسية من أن يقصد السفارة الإسرائيلية في باريس، طالباً التطوع في الجيش الإسرائيلي، ولسوء حظه لم تدم الحرب سوى ستة أيام، فحُرم شرف تحرير بعض أراضي "إسرائيل الكبرى" من "العرب الغاصبين"، ومنذ ذلك اليوم، لم يتخل عن حب هذا الجيش، إلى درجة أنه كان من أوائل الذين دخلوا إلى جنين محمولاً على ظهر دبابة صهيونية، وفي العام 2009 رافق وحدة من لواء "جولاني" خلال إحدى عملياتها في حرب غزة، وهناك كانت مقولته الشهيرة عن الجيش الإسرائيلي "لم أر في حياتي جيشاً ديمقراطيًا يطرح على نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية ".

اشتهر "ليفي" كصحفي ومراسل حربي، وكان يبحث دومًا عن الأحداث الساخنة في العالم، من كوسوفو، إلى رواندا، مرورًا بالبوسنة والجزائر، ثم أفغانستان وباكستان، وانتهاء بمصر وليبيا وسوريا، ولذلك فقد اختاره الرئيس الفرنسي السابق "جاك شيراك" مبعوثًا شخصيًا له في بعض المهام، وكذلك فعل الرئيس الحالي "ساركوزي"، حينما كلفه بنقل رسالة إلى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، ولكنه استغل المناسبة وزعم أمام وسائل الإعلام أنه حمل رسالة شفوية من الثوار في ليبيا، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو"، طمأنه فيها بأن ليبيا ما بعد "القذافي" سوف تقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل، وهو الأمر الذي نفاه الثوار الليبيون جملة وتفصيلاً، ولكن هذه لم تكن المرة الأولى التي يكذب فيها "ليفي"، ويختلق قصصًا وهمية، فقد اعتاد منذ بداية عمله على نشر الكثير من البطولات والأساطير، غلف بها شخصيته، فقد ألف كتابًا عن الزعيم الأفغاني "أحمد شاه مسعود" وادعى أنه صديقه الحميم، بالرغم من أنه لم يكن يعرفه، كما لفق تحقيقًا عن اغتيال الصحفي الأمريكي "دانيال بيرل" الذي قتل على يد القاعدة، وألف كتابًا عن تجربته في باكستان ضمنه تفاصيل الحياة اليومية، بالرغم من أنه لا يعرف حتى خريطتها، بشهادة أحد أكبر المحققين والمراسلين الصحافيين في المنطقة، وكانت آخر محاولات دس أنفه في الشأن العربي، هي دعوته لمؤتمر المعارضة السورية في الخارج، بهدف محاولة التواجد في يوميات الثورة هناك، وهو الأمر الذي فطنت له المعارضة السورية، وتجلى ذلك في رفض رموزها حضور المؤتمر المشبوه.

"ليفي" لن يكون الأول ولا الأخير الذي يحاول أن يصنع لنفسه أمجادًا شخصية على حسابنا، ولكن الجديد أنه يجيد فن الظهور الإعلامي، ويعشق التقاط الصور مع الشخصيات المهمة، في محاولة للإيحاء بكونه صاحب فضل علينا، وهو للأسف ما وقع فيه البعض منا، نسينا أننا نحن الشعب الذي صنع واحدة من أعظم الثورات، وقف العالم ينظر إليها بانبهار، إن لم تصدقوا ذلك بعد فانظروا إلى المظاهرات التي تعم إسرائيل الآن، وكيف أنهم رفعوا نفس شعاراتنا في ميدان التحرير، لدرجة أنهم كتبوا كلمة (ارحل) باللغة العربية والعبرية، ألا يكفي أن يكون أقصى طموحهم هو مجاراة المصريين في أفعالهم، عندما رفعوا في قلب تل أبيب لافتة مكتوب عليها "Walk like an Egyptian" ، لماذا لا تشعر بالفخر من حضاراتنا وقيمنا التي كانت عاصمًا من انتشار الفوضى بعد الثورة، كما حدث في انجلترا؟ صحيح أن هناك بعض العشوائية في سلوكياتنا وأفعالنا هنا وهناك، ولكن وبالرغم من الغياب الأمني، فلم يحدث لدينا مثل ما حدث في شوارع لندن، ألا تعتبر محاكمة مبارك التي يراقبها العالم كله، إنجازًا في حد ذاتها؟ لماذا لا نتذكر أنها المرة الأولى التي يقف فيها العالم يحبس أنفاسه، وهو يشاهد شعبًا يحاكم رئيسه؟.

صدقوني.. لقد صنعنا ما ظنه البعض مستحيلاً، وأنا على ثقة كاملة أننا سوف نبني الوطن، ونستعيد الريادة مرة أخرى، بل سنناطح أقوى دول العالم قريبًا بإذن الله، فقط كل ما نحتاجه أن نثق في إمكانياتنا وقدراتنا، ونبدأ مسيرتنا مع العمل والبناء.. دعونا نغلق ملفات الماضي، ولنتطلع سويًا للمستقبل.

مستوطنو الميدان



د. رفيق حبيب 17-08-2011

بات من الواضح أن فريقا من النشطاء يميل إلى العمل من خلال التظاهر، وليس من خلال العملية السياسية الديمقراطية. وهذا الفريق يحاول العودة سريعا إلى الميدان، بعد كل خروج منه. وهو يرى أنه لا يستطيع اكمال ما يريده بدون ميدان التحرير. لذا نجد اندفاعا واضحا تجاه العودة للميدان، وكأن لا شيء يمكن تحقيقه بدون التظاهر والاعتصام في الميدان. وهذا التوجه، يعني أننا بصدد فريق يحاول فرض وجهة نظره على المجلس العسكري وعلى الحكومة من خلال التظاهر. والمبررات لهذا كثيرة، فمن ناحية ينظر إلى إداء المجلس العسكري على أنه غير مناسب أو بطيء، وينظر للحكومة على أنها غير قادرة على اتخاذ القرارات اللازمة، كما يرى فريق من النشطاء، أن المجلس العسكري لا ينفذ مطالب الثورة إلا بالضغط عليه، وكلما خف الضغط عليه تراجع مرة أخرى، لذا يلزم استمرار الضغط عليه، حتى يحقق مطالب الثورة.

والغائب من هذا المشهد، هو دور المجتمع والقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، فمن المفروض أن الثورة حررت المجتمع، حتى أصبح لديه القدرة والفرصة لبناء المستقبل الذي ينشده. والحقيقة أن المجلس العسكري غير مكلف ولا مؤهل ولا راغب، في بناء النظام السياسي الذي ينشده الناس، لأنه يرى أن هذه مهمة سياسية في المقام الأول، ويجب أن تقوم بها قوى سياسية منتخبة من الشعب. والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، لا يرى أنه يمثل السلطة، بل يرى أنه يقوم بإدارة شئون البلاد فقط، وأن عليه فقط تأمين نقل السلطة إلى سلطة مدنية منتخبة.

وفكرة الضغط على المجلس العسكري حتى يحقق كل ما يراه فريق ما أنه مطالب الثورة، وبالطريقة التي يرى هذا الفريق أنها مناسبة، تعني أننا أمام حكم عسكري، يراد له أن يصبح سلطة فعلية، ويراد له أن يستجيب لمن يخرج إلى الشارع متظاهرا. وكأن البعض يتصور أنه يمكن إقامة حكم عسكري مؤقت، بحيث يكون هذا الحكم خاضعا لمن يخرج ويتظاهر في الشارع. والواقع أن من يتظاهر لا يمثل إلا نفسه، ولا يمثل كل من يخرج للتظاهر، لأن عامة الناس تخرج من أجل قضايا بعينها مثل القصاص للشهداء، ولا تخرج من أجل قضايا سياسية مثل المبادئ الحاكمة للدستور. كما أن الشعب لا يخرج حتى يقيد نفسه، ويقيد إرادته، ويسلم إرادته الحرة التي حررها بثورته لأي مجموعة أيا كانت. كما أن أي فريق سوف يخرج للشارع حاملا تصورا سياسيا، سوف يجد فريق آخر يحمل تصورا غيره، وقادر على الخروج للشارع أيضا.

لذا أصبح من الواضح أننا أمام فريق من النشطاء، لديه رغبة في الاستمرار خارج العملية السياسية، وممارسة حالة ثورية مستمرة من خلال التظاهر والخروج للميدان، والاعتصام في الميدان، وغلق الميدان، حتى يقوم بدوره السياسي، الذي يرى أنه في مصلحة الثورة. ولكن هذا التصور يوحي بأن فريقا من النشطاء، أصبح يرى أنه مفوض عن الثورة، ومتحدث باسم الثورة أو الثوار، مما يعطي له الحق في تحديد الأدوار التي يجب أن يقوم بها المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبل تسليم السلطة لقيادة منتخبة. كما يبدو واضحا، أن الفريق الذي يريد البقاء في الميدان، لا يريد بدء العملية السياسية، وبناء النظام الديمقراطي، حتى يحدد لنفسه موضعا في العملية السياسية، يقوم على ما يرى أنه دور قام به في الثورة. وبهذا يصبح لدى فريق دور مميز، بوصفه متحدثا باسم الثورة أو قاد الثورة، وأصبح يمثل مطالبها، بل ويحدد تلك المطالب. وبهذا نصبح أمام مشكلة عملية، لأن الفريق الذي لا يريد مغادرة الميدان، يريد أيضا وقف أي عملية سياسية، لأن بداية تشكل السلطات المنتخبة للدولة، ينهي مرحلة الخروج إلى الميادين، لأن تلك السلطات سوف تتمتع بشرعية شعبية.

وفي كل الأحوال، فإن كل طرف له رؤية يعرضها على الناس، ولكن المشكلة أن يحاول طرف فرض رؤيته على الناس. حيث أن الخروج إلى ميدان التحرير والاعتصام به، يؤثر على مسار التحول الديمقراطي، وعلى حياة الناس، وعلى الاقتصاد، مما يعني أن من يفعل ذلك، يفرض أوضاعا على المجتمع، لم يختارها الناس بحرية. كما يلاحظ أن الفريق الذي يعتمد على التظاهر، يحاول الخروج إلى التظاهر كلما وجد سببا، وكأنه ينتظر السبب، فإن لم يجد السبب، صنع واحدا. وهو ما يعني ضمنا، أن في كل لحظة يمكن أن يوجد سبب ما للعودة للميدان، وبهذا نظل في المربع الأول، أي في مرحلة استلام السلطة من قبل المجلس العسكري، ليدير شئون البلاد، قبل أن يسلمها لسلطة منتخبة، ونظل في المرحلة البينية، وهي مرحلة لا تمكن المجتمع من بناء النظام السياسي الذي يريده.

ومن الواضح أن هناك العديد من وسائل الإعلام التي تؤيد هذا النهج، وهناك بعض الفئات التي تريد ترتيب اوضاعها قبل الانتقال إلى أي عملية سياسية. لذا أصبحنا أمام محاولة مستمرة لعرقلة العملية السياسية، وأصبحنا في لحظة تتشكل بناء على ما يحدث من مقابلة بين رغبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في نقل السلطة، وبين من يريد عرقلة هذه العملية. والغريب أن الفريق الذي يطيل المرحلة الانتقالية، وطالب بتمديدها، هو نفسه الذي يخرج للتظاهر ضد الحكم العسكري، رغم أنه يعرقل إنهاء دور العسكر.لدرجة أن هذا الفريق أصبح يريد استيطان ميدان التحرير، لأجل غير مسمى.

القمص والفندق والحكومة المرتعشة



جمال سلطان (المصريون) 17-08-2011

بعض الوقائع البسيطة التي تحدث هذه الأيام تكشف عن عدم اتزان كثير من المسؤولين في مصر وهلعهم أمام أي نازلة ولو صغيرة ، ومسارعتهم لاتخاذ مواقف متعجلة وخاطئة تعرضهم لحرج شديد ، عندما يكتشفون بعدها أنهم لم يكلفوا خاطرهم التروي والبحث والتدقيق وانتظار المعلومات الكافية ، وإنما دفعهم "الهلع" والخوف إلى اتخاذ تلك المواقف المشينة وغير المسؤولة .

يدفعني لهذا الكلام ما حدث من مجلس الوزراء المصري قبل أيام عندما أصدر بيانا أو تصريحات لرئيس الوزراء الدكتور عصام شرف ونائبه على السلمي يقدمون فيه شديد اعتذارهم للقمص بولس عويضة ، كاهن كنيسة الزهراء ، وإعلان غضبهم الشديد عن "الإهانات" البشعة التي تعرض لها رجل الدين المسيحي في فندق "جراند حياة" وسط القاهرة ، وتعمد عامل الفندق خلع زيه الكهنوتي أمام بوابة الفندق الالكترونية بما يحط من كرامته ، وأرغى وأزبد رئيس الوزراء ونائبه وأشاعوا جوا من "المندبات" في عموم الصحف المصرية ووسائل الإعلام ، وبطبيعة الحال كان هذا الكلام الصادر من أشخاص رفيعة في السلطة المصرية مسيئا للغاية بالفندق ومضرا ضررا كبيرا بمصالح أصحابه ، لأن ما حدث حملة تشهير سخيفة ، ولكنها مدعومة ـ مع الأسف ـ من الحكومة المصرية نفسها .

الفندق تقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه القمص "عويضة" بالتشهير ويطالبون بالتحقيق معه والتعويض ، وقدم الفندق الرواية كاملة بشهادة الشهود ، من أول عامل الفندق إلى بعض الرواد إلى مدير أمن الفندق نفسه ، والذي تصادف أن يكون مواطنا مسيحيا يدعى "جورج ألفريد مقار" ، وقال "جورج" في شهادته أن عامل الفندق عامل القمص بكل احترام ، وأن القمص لما مر من بوابة الكشف أطلقت تحذيرا ـ بما يعني أنه يحتمل أن يحمل أدوات صلبه أو ممنوعة ـ فطلب منه بكل أدب أن يمر فيها مرة ثانية ، فصرخ فيه القمص بعصبية واستهزاء قائلا " أخلعلك هدومى يعني.. هو انا لابس حزام ناسف ولا قنبلة" ، ثم قام بحركات استعراضية مثيرة بخلع ملابسه أمام الحاضرين ، الأمر الذي اضطر مدير أمن الفندق إلى التقدم منه قائلا "يا قدس أبونا معاك جورج" فقاطعه على الفور رافضا أن يكمل كلامه معه وقال بكل عجرفة "مش عاوز اتكلم معاك انت بالذات" ، وقام المواطن المسيحي المحترم بالاتصال بالأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة وأبلغه بالواقعة بالتفصيل ، فقرر إيقاف القمص على الفور والتحقيق معه .

الدكتور عصام شرف ونائبه ، بلعوا الحكاية بعد ذلك ولزموا الصمت ، رغم أن الأخلاق والمسؤولية تقتضي منهم أن يتقدموا باعتذار علني للفندق وإدارته والعامل المسكين الذي تم التشهير به ، وأوشك أن يفقد عمله ويلقى به في الشارع ، ولكن "الإحساس بالمسؤولية" غاب ـ مع الأسف ـ عن رئيس الوزراء ونائبه ، وكنت أتمنى أن تضم إدارة الفندق في بلاغها اتهام رئيس الوزراء نفسه ـ مع القمص عويضة ـ في الاتهام بالتشهير ، لأن الواقعة أصبح فيها طرفان بالفعل ، القمص الذي افتعل الهوجة بحركات استعراضية مثيرة ، ورئيس الوزراء الذي أدان الفندق وإدارته وعماله الأبرياء وشارك في التشهير بهم ، ثم لم يعتذر .

الواقعة قد تبدو بسيطة وهامشية في سياق الأحداث الجسيمة التي نعيشها في مصر هذه الأيام ، ولكني أعتقد أنها ـ رغم بساطتها ـ تكشف لنا عن جانب مهم من نفسية صاحب القرار في مصر الآن ، ومدى اهتزازها وخفتها ، وهو ما يؤثر ـ بكل تأكيد ـ بصورة أفدح في المواقف الأكثر أهمية على صعيد الاقتصاد أو الأمن أو غيره .

أزمة جديدة بين القاهرة وواشنطن بسبب تمويل مرشحين للرئاسة



(المصريون) | 17-08-2011

برزت أزمة جديدة على السطح في العلاقات المصرية – الأمريكية خلال الساعات الماضية، ففي الوقت الذي لم تهدأ فيه حدة الجدل المثار حول التمويل الأمريكي لمنظمات وجمعيات مصرية، جاء اكتشاف جهات سيادية مصرية لتقديم تمويل أمريكي لدعم حملات بعض المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة القادمة ليشعل أزمة كبيرة في العلاقات بين القاهرة وواشنطن.

وكشفت مصادر مطلعة لـ "المصريون"، أن جهات سيادية مصرية رصدت تحركات لدبلوماسيين أمريكيين تستهدف تقديم الدعم لحملات بعض المرشحين الرئاسيين المحتملين، وذلك في محاولة من جانب واشنطن لتحديد هوية الرئيس القادم، الأمر الذي أغضب القاهرة بشدة خاصة وأنه يأتي بعد أيام من فشل محاولات تسوية أزمة دعم واشنطن لمنظمات ومؤسسات المجتمع المدني المصرية.

وبحسب المصادر، فإن واشنطن تقدم دعما ماليا مباشرا لبعض مرشحي الرئاسة – دون تسمية هؤلاء المرشحين- مع تقديم منح لأعضاء ناشطين بالحملات الانتخابية لهؤلاء المرشحين للحصول على تدريبات في مؤسسات أمريكية لتعزيز قدراتهم ورفع كفاءتهم على حشد أنصار.

وأبلغت القاهرة أبلغت واشنطن رفضها بشدة لهذا الأمر، مع التأكيد بلهجة حادة أن ما كان مقبولاً في عهد النظام السابق مبارك من تدخل أمريكي في الشئون المصرية لم يعد مقبولاً حاليًا، وهو ما يؤشر على تحول قد يطرأ في العلاقات بين البلدين، قد تضع حدًا لما يصفه منتقدون بـ "التبعية لأمريكا".

وقالت المصادر إن القاهرة نقلت إلى واشنطن اعتراضها الشديد حول تدخل مجلس العلاقات الأمريكية الإسرائيلية "إيباك" – كبرى جماعات اللوبي اليهودي بالولايات المتحدة- في الشئون المصرية، من خلال مطالبة الجانب الأمريكي بتحديد مسار العلاقات المصرية الأمريكية وفرض عقوبات أمريكية علي مصر، وإلزامها بمسار معين لسياساتها خصوصا فيما يتعلق بالمصالح الأمريكية وأمن إسرائيل.

من جانبه، اتهم الدكتور جمال زهران البرلماني السابق ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، واشنطن بأنها ترغب في فرض سيناريو سياسي في مصر بعد الإطاحة بالنظام السابق الذي كان مواليًا لها وحليفًا إستراتيجيًا لها بالمنطقة، حيث ترغب في إيجاد بديل له يتبنى نفس سياساته.

وقال لـ "المصريون" إن واشنطن تعتمد وسائل عدة لإيجاد نظام داعم لها، عبر دعم منظمات المجتمع وتمويل حملات مرشحين للرئاسة عليها بهدف فرض توجه معين في إدارة مصر خلال الفترة القادمة، في إطار مسعاها لتفريغ الثورة المصرية من مضمونها وضمان وجود نظام موال لها يسير على نفس منوال النظام السابق.

مصاحف محرَّفة تباع بالسعودية .....تثير الغضب

الرياض – المملكة العربية السعودية : حالة من الغضب الكبيرة اصابت وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المطبوعات والبحث العلمي بالسعودية الدكتور مساعد الحديثي بعدما اكتشف وجود مصاحف بأخطاء طباعية فادحة تباع في المكتبات ونقاط بيع الكتب.
وكانت هذه المصاحف موضوعة في الحرم المكي قام بوضعها بعض المعتمرين يكتبون عليها وقف وهي مستوردة مطبوعة أو مصورة في مطابع سورية أو لبنان بأسعرا زهيدة تبلغ10 ريالات .
وعلى الفور اصدر مساعد الحديثي قرار بسحب هذه المصاحف على الفور من الحرمين الشريفين.
وعلق على الامر قائلا :” هناك من يستغل لهغة الناس على شراء المصاحف بأسعار زهيدة وهم لا يعلمون الأخطاء الإملائية الموجودة في بعضها والأخطاء الطباعية الكبيرة في البعض الآخر، مؤكدا أن هناك مصحفا وصل إلى وزارة الشؤون الإسلامية مطبوعا في الصين بنفس طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ومفقودا منه حزب كامل.

وأوضح أن الدولة تصرف ميزانية خاصة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف تبلغ 300 مليون ريال، وهناك أكثر من 400 شخص يدققون النسخ تدقيقا نهائيا، وهذا يدل على القدر الكبير من الاهتمام.
كما حذر من برامج تحميل القرآن الموجودة والمنتشرة بشكل كبير في الأجهزة الحديثة، وقال إن من يريد تحميل القرآن كاملا وبالمجان فيمكنه ذلك من خلال الموقع الرسمي لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف، وأضاف: المصحف الموجود في الموقع نصا وصوتا وبأكثر من رواية وبتراجم القرآن.
المصدر : الوطن السعودية

المظاهرات الاسرائيلية تحاول اقتحام الكنيست وتهدد منزل نتنياهو



تصاعدت حدة المظاهرات التى اجتاحت مؤخراً جميع المدن الإسرائيلية، حيث حاول المئات من المتظاهرين الإسرائيليين اقتحام مبنى الكنيست الإسرائيلى "البرلمان" بالقوة، كما نظم المتظاهرون وقفة احتجاجية واعتصاماً أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لحين تنفيذ مطالبهم.

وذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن مئات المتظاهرين الإسرائيليين تجمعوا أمام مبنى الكنيست الإسرائيلى، الذى قطع عطلته الصيفية، وعقد جلسة استثنائية طارئة لمناقشة المظاهرات التى اجتاحت إسرائيل الأيام الماضية، احتجاجاً على ارتفاع الأسعار ومستحقات الضرائب، وحاول المتظاهرون اقتحام مبنى الكنيست بالقوة، ولكن تدخل الشرطة الإسرائيلية وأمن الكنيست حال دون اقتحامهم المبنى، رغم وقوع اشتباكات بين الجانبين.


كما أكدت إذاعة صوت إسرائيل، أن أعدادا كبيرة من المتظاهرين الإسرائيليين تجمعوا أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاعتصام، رغم محاولات الشرطة الإسرائيلية من منعهم، موضحة أن رئيس البرلمان الإسرائيلى راؤبين ريفلين حذر من تحول المظاهرات الإسرائيلية إلى حالة عامة من الفوضى، قائلاً، "هناك من يريد استغلال المظاهرات لإسقاط حكومة نتنياهو المنتخبة والديمقراطية".


وأوضح رئيس الكنيست، أن استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين ورفع الميزانية بشكل مفاجئ لـ 5 مليارات شيكيل، سيؤدى إلى تدهور الاقتصاد الإسرائيلى، بينما اتهمت تسيفى ليفنى، زعيمة المعارضة فى إسرائيل ووزيرة الخارجية السابقة، حكومة نتنياهو بالمماطلة فى تنفيذ مطالب الإسرائيليين الذى تظاهروا بالآلاف الأسبوع الماضى، ليصل عددهم إلى حوالى ربع مليون فى جميع أنحاء إسرائيل.














مدمر "إيلات" يكشف أسراراً جديدة عن تنفيذ العملية وحبسه فى السجن

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

المدمرة إيلات المدمرة إيلات

فى إطار احتفالات انتصارات العاشر من رمضان، يستضيف الإعلامى محسن عيد فى برنامج "ضد التيار" على قناة الفراعين الساعة العاشرة مساء غد الخميس، اللواء على عثمان قائد ومخطط ومنفذ عملية تدمير إيلات، حيث يفجر عدداً من المفاجآت، أهمها اتهامه بالمشاركة مع المشير عبد الحكيم عامر بالقيام بانقلاب عسكرى ضد الرئيس جمال عبد الناصر وإيداعه السجن الحربى.

ويشرح اللواء عثمان عمليات التعذيب التى لاقاها داخل السجن حتى كان يتورم جسمه ورأسه من كثرة التعذيب، ثم برأته المحكمة، وعندما حاول العودة إلى القوات المسلحة تم رفض طلبه، فما كان منه إلا أن التقى الفريق محمد صادق مدير المخابرات آن ذاك، وقال له "أنا اتعذبت معرفش ليه علشان كده أما أن أموت شهيد أو سأقتل من يقف أمامى"، حينها كلفنى الفريق صادق بالإعداد والتخطيط وتنفيذ عمليات فدائية داخل العمق الإسرائيلى، ومنها إيلات الناقلتين العملاقتين "بيت شيفع وبات يم" ومصنع النحاس.

ويستعرض قصة الغارة التى شنتها إسرائيل على محول كهربائى فى سوهاج، والتى قرر على إثرها الانتقام من إسرائيل بنفس النوع عن طريق تدمير مولدات الكهرباء، وهو الأمر الذى أحدث ذعرا فى إسرائيل حتى قيل يومها فى مصر إن الصعيدى أخذ بثأر سوهاج.

ويتحدث عن الأوسمة التى حصل عليها من الرئيس عبد الناصر والسادات ومبارك، إلا أنه قال عن الوسام الذى حصل عليه من الرئيس المخلوع مبارك "مش عاوزه ولا يلزمنى وييجى ياخده".

البرنامج يرأس تحريره الكاتب الصحفى هانى رزق، ومن إعداد محمد الجوهرى وابتسام طعيمة وإخراج رشا سعيد.

اليوم السابع

أطباق رمضانية ......صينية كوسة بالبشاميل

المقادير

1 كيلو كوسة مقطعة ترنشات

نص كيلو لحم مفروم

نص كيلو حليب

مرق

7 ملاعق كبيرة دقيق

ملعقة صلصة

مقدار من الزبد

ملح وفلفل وبهار



الطريقة
تقشر الكوسة وتقطع



يوضع مقدار من الزبد على النار

ثم توضع به الكوسة وتقلب حتى تصير ذهبية اللون

ثم يضاف لها المرق وملعقة الصلصة والتوابل وتغطى وتترك على نار هادئة مقدار ثلث ساعة


فى هذه الاثناء نعصج اللحم بوضعه هو والبصل والتوابل فى اناء مع مقدار من الماء على نار هادئة حتى تمام النضج


لعمل البشاميل


يقدح مقدار من الزبد فى اناء


ثم يضاف اليه الدقيق


ويقلب على نار هادئة حتى يصير ذهبى اللون


ثم يضاف لها المرق بعدما انتشلنا منه الكوسة بعد نضجها


ثم يضاف الحليب ايضا بالتدريج


ثم يقلب الخليط مع اضافة القليل من الفلفل الاسود حتى يغلظ قوامة


ترص نصف مقدار الكوسة بالصينية ويوضع فوقها المفروم


ثم يضاف باقى مقدار الكوسة ويوضع فوقها مقدار البشاميل ويوضع فوقها مقدار من الحليب حتى يحمر الوجه او بياض بيضة

ثم توضع فى فرن هادىء حتى تمام النضج




ويقدم معها الارز الابيض


الفقروالحرمان من بين اسباب أحداث الشغب في لندن


لا بد من موافقة الجميع


بقلم: عماد الدين حسين

emad eldin hussein new

17 اغسطس 2011


كل ما يتعلق بالدستور بدءا من التصورات المختلفة بشأنه مرورا بالنقاش حول مواده، ونهاية بإعلان صدوره ينبغى أن يكون بالتوافق، وإلا فإننا نضع قنابل موقوتة ستوالى الانفجار فى الحياة السياسية حتى يتم تعديله.

شخصيا كنت أتمنى أن يتم وضع الدستور أولا ثم الانتخابات، لكن انصياعا للإرادة الشعبية «الملتبسة» والتى ترتبت على استفتاء 19 مارس ثم الإعلام الدستورى فى 30 مارس، فلا مفر أمامنا سوى الخضوع لرأى غالبية الشعب.

الانتخابات أولا تعنى ببساطة أن «الفرع» الذى هو «البرلمان» ينتخب ويختار ويصنع «الأصل» الذى هو الدستور. لكن وبما أن ذلك صار بكاء على «الدستور المسكوب» «فإن أحد الحلول الرئيسية المقترحة لمعالجة هذا التشوه هو وثيقة المبادئ الدستورية أو المبادئ الأساسية أو الحاكمة أو «فوق الدستورية أو تحتها» أو ليسمها كل منا ما يشاء.. المهم أن تكون موجودة فى الدستور.

هذه المبادئ المنشورة يفترض أن الجميع موافق عليها لأنها يصعب تماما أن يرفضها أى صاحب عقل.
بيان المجلس الأعلى الشهير الذى ألقاه اللواء الفنجرى منتصف يوليو الماضى قال إن المجلس سيصدر إعلانا دستوريا بعد توافق القوى السياسية على ذلك.

القوى السياسية ذات التوجه الإسلامى ــ وطبقا لما تم تسريبه من معلومات قد تقبل بوثيقة المبادئ الأساسية كإطار استرشادى لعمل اللجنة التى ستضع الدستور.
تسريبات أخرى تقول إن المجلس الأعلى يتجه إلى وضع هذه الوثيقة فى إعلان دستورى ملزم وهو ما تعتبره التيارات الإسلامية فرضا قسريا يتناقض والحديث عن المشاركة والتشاور والتوافق.

لست منتميا إلى التيار الإسلامى وأتمنى أن يصدر الدستور متضمنا المبادئ الأساسية التى أعلنها الدكتور على السلمى، ورغم ذلك فالمبدأ يحتم علينا رفض صدور هذه المبادئ فى إعلان دستورى من دون توافق كل القوى الرئيسية فى المجتمع.
والمبدأ يحتم أيضا على كل القوى السياسية المحترمة أن ترفض ذلك وتقاتل من أجل إقرار هذه المبادئ ضمن آلية سليمة.

لو فرحت بعض القوى الليبرالية بإصدار المجلس العسكرى للإعلان الدستورى قسرا، فسوف توصم نفسها باعتبارها قوى انتهازية، تهاجم المجلس ليل نهار، بحجة أنه غير ديمقراطى، لكنها تحييه إذا أصدر قرارا فى صالحها حتى لو كان غير ديمقراطى.

يقال كثيرا إن نبل الوسيلة من نبل الغاية وإذن كنا فعلا نبحث عن التأسيس لحياة سياسية سليمة فالمنطق والأخلاق وحتى المصلحة تحتم علينا ألا يصدر قرار أو قانون ــ مهما كان مغريا ــ فرضا وقسرا دون رضاء الجميع خصوصا إذا كان يتعلق بالدستور.
جميعنا كان ينتقد حسنى مبارك ونظامه لأنه كان يدعى زورا أنه يعرف مصلحة الشعب أكثر من الشعب نفسه وبالتالى فهو يفكر بالنيابة عنه.

إذا علينا ألا نقع فى نفس الخطأ.
نطالب المجلس العسكرى بأخذ كل وجهات النظر فى الاعتبار ونطالب التيار الإسلامى بعدم عرقلة تضمين المبادئ الأساسية فى الدستور، ونحذر التيار الليبرالى من الوقوع فى «الفخ».
إذا فرح الليبراليون بقرار يصدره المجلس العسكرى اليوم فلا يلوموا إلا أنفسهم إذا أصدر نفس المجلس عشرات القرارات التى ستبكيهم غدا.

الوصاية والإقصاء والتصعيد


بقلم: معتز بالله عبد الفتاح

motaz-bdelfttah21

17 اغسطس 2011

الوهم الأول، أن أغلب المصريين عقولهم فى آذانهم. وكأن الإنسان المصرى بلا عقل يفكر به، وبلا حس داخلى يمكن له أن يميز الخبيث من الطيب والمدعى من الصادق.

نعم بيننا من هو مستعد لبيع صوته مقابل مبلغ من المال، وبيننا من قد يتبنى موقفا ما بسبب حماسة دينية حتى لو كانت مغلوطة، وبيننا من لم يقرأ فى حياته كتابا ولا خط كلاما بيمينه بسبب الأمية التى خلق أسبابها نظام فاسد، ولكن هل يعقل أن نجعل هؤلاء هم الممثلون الشرعيون الأساسيون للشعب المصرى؟ شكسبير وصف هذه الحالة فى مسرحية يوليوس قيصر حين قال: «عقول العامة فى آذانهم» وهو نفس المعنى الذى جاء فى مسرحية «مصرع كليوباترا» لأحمد شوقى حين قال: «اسمع الشعب (دُيُونُ) كيف يوحون إليه، ملأ الجو هتافا بحياة قاتليه، أثّر البهتانُ فيه وانطلى الزور عليه، ياله من ببغاء عقله فى أذنيه».

ولكن هكذا يقول الساسة المهزومون فى كل بقاع الدنيا، حيث يصبون جم غضبهم على الناخبين لأنهم لم يجددوا لهم العهد أو البيعة. ألم يقل وينستون تشرشل فى ثلاثينيات القرن الماضى: «إن أفضل حجة ضد الديمقراطية هو حوار لمدة خمس دقائق مع مواطن عادى.؟ وهو نفس المعنى الذى قال به ماريانو رومر (رئيس وزراء إيطاليا فى الستينيات) والذى وصف الناخبين الإيطاليين بأنهم غير واعين بخطورة الصوت الانتخابى الذى يحملونه. وهو نفس ما يفعله بعض النخبة عندنا حين تكون تفضيلات الناس على غير هواهم.

الوهم الثانى، أن وعى النخبة أفضل بالضرورة من الوعى الشعبى. ولا أعرف من أين يأتى هذا التكبر فى إبداء الرأى. من يقرأ ما قاله هيجل عن «دهاء التاريخ» وما كتبه أرنولد توينبى عن «التحدى والاستجابة» وما كتبه إدوارد سعيد عن «خطورة الاختيارات المحدودة التى يتوهمها المثقفون» وما كتبه مانسور أولسن عن «تاريخية عملية تقييم القرارات الرشيدة الآنية»، بل عنوان رواية نجيب محفوظ الشهيرة «عبث الأقدار». كل ذلك وغيره، يؤكد أن اختيارات النخبة قد لا تكون الاختيارات السليمة بالضرورة وهو ما يفرض علينا أن نترفق بأنفسنا وببلدنا عند إبداء آرائنا.
الوهم الثالث، بما أن ذلك كذلك، «فأمر مصر أخطر من أن يترك فى يد العوام وحدهم» كما قال أحد المثقفين فى نقاش عام.

وعليه فهؤلاء يعتقدون أنه لابد من الإقصاء لمن لا يعلم ما يعلمون، ولابد من التصعيد ضد من لا يقول ما يقولون، ولابد من الوصاية على من لا يعرفون ما يعرفون. وإن صح هذا الكلام، إذن فهؤلاء القوم أنفسهم أكدوا لنا خطأ منطقهم لأنهم لو كانوا متسقين مع أنفسهم لكان عليهم أن يقبلوا عرض مبارك وعمر سليمان بأن يتولى هذا الأخير الحكم حتى سبتمبر المقبل ولما كنا تبنينا صيغة «الديمقراطية الكاملة» وقبلنا فقط صيغة «الديمقراطية الموجهة» التى تخشى أن تكون كل الاختيارات مفتوحة أمام جموع المواطنين.

أرجو ألا يزعم أحد أنه أوعى من العقل الجمعى المصرى، لأن بعض هؤلاء الكبار زينوا لمسئولين سابقين ما فعلوا، وليس من حقهم الآن أن يمارسوا نفس الدور إلا فى حدود أن يقدموا الرأى بتواضع بلا وصاية أو إقصاء أو تصعيد.

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

انقطاع شبكات التليفون المحمول بالإسكندرية لمدة 3 ساعات



تعرضت الإسكندرية اليوم الثلاثاء، لانقطاع في شبكات المحمول للثلاث الشركات للخدمة، وذلك لمدة قرابة 3 ساعات، مما أعاد للأذهان ذاكرة "جمعة الغضب 28 يناير" الماضي، حيث انقطعت الاتصالات حينها بقرارات فوقية تحسباً لمظاهرات الغضب، وتوصلت التعقيبات على موقع الـ"فيس بوك" علي صفحاتهم الشخصية علي الفيس بوك متسائلين "النهاردة مش 28 يناير"، " هو في ثورة تاني.


فيما حاولت "الشروق" الوصول لمكاتب خدمة العملاء، إلا أن الأرقام لم تكن متاحة، وسط تساؤلات عن معني حدوث عطل فني في الشبكات الثلاثة جملة واحدة أمر غير مفهوم مما يثير التساؤل حوله.

يأتي ذلك تزامناً مع قيام السلطات بولاية سان فرانسيسكو الأمريكية بقطع شبكات الاتصال في محطات القطارات لمدة 3 ساعات في الصباح الباكر، لعرقلة مظاهرات بشأن حادث إطلاق نار من قبل الشرطة، لتصبح ممارسات النظام المصري مع الثوار المصريين مثالاً يقتدي به حتى في العالم المتقدم الذي طالما انتقد ذلك النظام الديكتاتوري، بعدما قامت السلطات البريطانية بنفس الأمر لمواجهة أحداث الشغب التي اندلعت في البلاد مؤخرا،الأمر الذي عقب عليه العدد من الشباب علي صفحات الفيس بوك وتويتر، منوهين أن ثوار مصر كانوا قدوة لمتظاهري العالم، ووسائل القمع من الحكومة المصرية أيضاً اتخذت كقدوة للتمثيل بها.
الشروق

الأم بتول حسن فقدت خمسة من أبنائها


صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور": العلمانية قادت القمع العربى

طالبت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" بدمج الإسلاميين في العملية السياسية في البلدان العربية، محذرة من أن التوجهات العلمانية المتطرفة التي سادت في بعض بلدان المنطقة في الفترة السابقة أدت إلى القمع وعدم الاستقرار السياسي والتخلف، الذي اتهمت الولايات المتحدة بأنها مسئولة عن قدر كبير منه بسبب دعمها المستمر للطغاة.
وأوضحت الصحيفة أنه وسط هذا الصخب الذي أعقب ما يسميه الغرب بالربيع العربي انتبه المحللون الغربيون إلى العلمانية خشية صعود الإسلاميين في الشرق الأوسط، لكن الاستقرار، بحسب الصحيفة، يجب أن يأتي شاملاً لا مقصياً الجماعات الدينية في السياسة.
وأضافت: "منذ بداية الربيع العربي في ديسمبر الماضي، يردد المحللون الغربيون مخاوفهم من هيمنة الدينيين على العالم العربي بدلاً من العلمانيين أو الديمقراطيين، الذين أسقط شبابهم الحكام الطغاة، الأمر الذي يجعل ثمرة الديمقراطية تسقط في النهاية في حوزة الإخوان المسلمين.
واستطردت الصحيفة: "إنه في سوريا يرى الغرب بشار شراً لكنه من وجهة نظرهم أقل شراً مما لو استولت على الحكم أغلبية سنية تقمع المسيحيين والشيعة والمرأة على حد قول الصحيفة".
والمشكلة كما تقول الصحيفة هي أن الحكام العرب العلمانيين كانوا دوماً يقمعون من يطالب بالحوكمة والحكم الرشيد من شعبهم بحجة أن الديمقراطية والحوكمة ستأتي بالدولة الدينية. لكن تقترح صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن يتم قبول الإسلاميين ودمجهم في العملية السياسية بدلاً من إقصائهم.
والاختيار في العالم العربي الآن ليس محصوراً بين الدين والعلمانية، بل بين النظام الديمقراطي الذي يشمل تحت مظلته الجميع والنظام العلماني الإقصائي الصارم.
والسؤال الأهم في رأي الصحيفة هو كيف نوجد البيئة الصحية التي تحبط النزعات المتطرفة لدى المتدينين ونسحبهم في ذات الوقت إلى الاتجاهات الليبرالية أو الاعتدالية التي تحقق مكاسب للعملية السياسية وللأطياف جميعها.
لقد كان هذا الهاجس ضد الدينيين متأصلاً في العلمانية النخبوية الأمريكية لكن الفكرة الأهم هي التمييز بين الدين والسلطة السياسية، وتلك مهمة العلمانية الإيجابية كما يسميها البابا بينديكت السادس عشر، وأما العلمانية السلبية فهي على النقيض إذ ترى الدين أمراً غير منطقي وعتيقاً وعنيفاً وإقصائياً. أي أن العلمانية السلبية تقع في خطأ الخلط بين مشاركة الدينيين في السياسة وبين استيلائهم على الحكم واستئثارهم به.
وتابعت: " لقد وصل الأمر بقوات موالية للحكومة السورية أن لجأت لنوع من العلمانية المتعصبة الأسبوع الماضي في حماة فكتبت على جدرانها بعد أن سحقت الاحتجاجات: "لا إله إلا الأسد.. مات الله وعاش الأسد" .. لقد دعمت العلمانية السلبية سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أثناء الحرب الباردة، وكانت حينئذ معنية بإيجاد حلفاء موثوقين لتستخدمهم دينياً ضد السوفييت وكانوا متدينين جداً من السعودية وباكستان.
وأردفت: "كما أن الأنظمة العربية من طنجة إلى طهران تسعى دوماً للسيطرة على الإسلام بتهميشه وتخصيصه وتقعيده بصورة حازمة لصالحهم فيوالون المعتدلين ويضيقون الخناق على المتشددين أو التقليديين المعارضين، وعندما سأل الليبراليون الغرب مبارك لماذا سجنت عشرين ألفاً من مواطنيك أجاب: إما أنا أو الإخوان المسلمون فمن تختاروا؟ فقبلت الولايات المتحدة حجته وهو ما يفسر بطء أوباما في التخلي عنه.
وانتهت الصحيفة من كل هذا بأن الأنظمة العلمانية القمعية إنما تغذي التطرف الديني، واتهمت الولايات المتحدة بأنها مسئولة عن قدر كبير من التخلف في العالم العربي بسبب دعمها المستمر للطغاة حتى برغم اعتراف الصحيفة أن بالعالم العربي نسخة بغيضة من المتطرفين الدينيين.

اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - س.مونيتور: العلمانية قادت القمع العربي

Locations of Site Visitors
Powered By Blogger